أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - تحزٌم بعض المثقفين بحزام العفة المذهبية!!














المزيد.....

تحزٌم بعض المثقفين بحزام العفة المذهبية!!


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2481 - 2008 / 11 / 30 - 07:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صادفني القدر ان اولد و اترعرع في حي اكثريته الساحقة من الشيعة الكرد، و التعايش علمني الكثير من الصفات و الخصلات الخاصة بهم و تعرفت على الركائز و المقومات الاساسية التي يتصفون و يتميزون بها عن غيرهم، و جل ما ادهشني هو الالتزام و الالتصاق بمباديء تبعدهم عن اي فكر او عقيدة اخرى بشكل مباشر او بطقوس ومضامين متعددة و الهدف واحد عندهم . و من المذهل ان المعتنقين الافكار القومية او اليسارية منهم يميلون في اكثر الاحوال في تفسيراتهم و عملهم الى ما يهم لب المذهب و بقشرات متعددة قبل اي شيء اخر ايضا ، و ما اتذكره و من الطرائف التي سمعتها من اصدقائي المثقفين ،ان الامام علي هو ماركس زمانه و معتقداته و اعماله نابعة من التوجهات اليسارية ضمنا اكثر من اليمين و التشدد ، و انه و اهل البيت لم يكونوا يوما يميزون بين العربي والعجمي كما هو حال الائمة الاخرى ، اي هذا ما يمكن اعتباره تيار حامل للعقيدة بما تضمنه من القيم مابعد القومية و الطبقية حسب المفاهيم و الفلسفة الحديثة و التي اعتمدت في مسيرة الدين الاسلامي فيما يخص هذا المذهب ، ومن الصفات التي اتسموا بها و اصروا على تكرارها و كأنهم يريدون اثارتي و استفزازي هو حماستهم لشتيمة الخلفاء الاخرين ، وانني حقا تضايقت في حينه لالتزاماتي العقيدية العائلية المتوارثة ، و تخيلت بان هذه الافعال و السلوك التي بادروها هي لاهانتي انا بالذات و ليس الائمة و الخلفاء الراشدين ، ولكن بعد حين تكشف لي الكثير من الاغراض و الاهداف ما وراء تلك التصرفات ، و تعاملت معها باعصاب باردة بعدما تيقنت من انها افرازات تربيتهم التاريخية.
و انطلاقا من ما ترسخ في مخيلتي ، يمكنني ان احلل ماوراء المواقف و الاراء التي تصدر حول اية قضية او حدث معين و خاصة بعد سقوط النظام العراقي السابق ، و توسعت الساحة لكل من هب و دب في طرح ما يهمه و يرتضي به و يعمل على تجسيده في الوضع العراقي الفتي ، و عليه لا اتعجب من اي موقف او ردفعل يصدر من الكتل السياسية العراقية التي ينقلب بين ليلة و ضحاها من مؤيد صلب الى معارض متشدد حسبما تقتضيه الضرورة و الخلفية و متطلبات المرجعيات السياسية والدينية المذهبية خارجيا و داخليا ، و معضمها غير نابعة من الرغبة الصادقة في اقرار ما يفيد البلد و مستقبله بقدر ما يهم السياسة و المصالح الذاتية الضيقة .
و هكذا لا نستطيع ان نعلن بشكل مطلق بان انجرار البعض لتاييد اي اقتراح او دعم لطرح ما مستورد من خارج الحدود عمالة او تأييدا اعمى بقدر ما هو التماهي مع ماتراكمته التربية المذهبية و تعمق في كينونة الفرد المتربى في مثل هذا الوسط و استقر في عمق ايمانه ، و لا يمكن ان يحس باي حس قومي او وطني او طبقي بشكل مرضي مهما تثقف و دخل في غور الفلسفة والعلم و المعرفة المتنوعة .
الغريب ان ما يتلمسه الشعب العراقي من المواقف تجاه الاحداث،هو استدلال المضامين و الاستراتيجيات المتبعة من سلوك و اهداف الكتل و مواقفهم من المستجدات على الساحة العراقية مستمدين العقائد من مناهلهم الخاصة ، واخرها اتفاق الاطار الاستراتيجي لعلاقة الصداقة و التعاون بين العراق و امريكا و اتفاقية انسحاب القوات الامريكية من العراق . في بداية المفاوضات كم سمعنا عن المعترضين من المواقف الحماسية التي اعلنت في حينها وانما المخفي من الاسباب التي كانت وراء تلك المواقف هو السبب الحقيقي و ليس ما كان يُعلن ، و الذي تجلى بعدما علق الضوء الاخضر واطمأن المرجع على ان توقيع الاتفاقية لا يضر بمصالح الراعي الكبير ، و لا يسمح باستخدام الاراضي العراقية لاي عمل عسكري على الجار الشرقي و استقر كبند ثابت في الاتفاقية ، و اما البنود الاخرى لا ضير فيها طالما ارتضى المولى .
هكذا بالنسبة لكافة الحوادث الاقليمية التي تتغلب عليها تخطيطات المكائد المخابراتية و الهدف هو استعادة و قوة و هيمنة الامبراطورية و الوسيلة الحديثة هي الاستناد على المذهبية لتلاشي كل الاعتراضات التي تواجه مسيرة القافلة . و لابد ان نذكر هنا ان القوى العالمية الكبرى تمعن في الوضع و تفسر و تحلل ما يؤول اليه استنادا على كيفية اتزان الموازين القوى في المنطقة بين القوى الاقليمية لتسهيل امكانية السيطرة لضمان المصالح العامة لها ، و اتخاذ المذهبية كوسيلة عقيدية فكرية ليس فكرة انية بقدر ما هو قائم منذ العقود الغابرة و تتوارث هذه الطريقة جيلا بعد جيل ، و يتخذ بعض القوى الاقليمية من هذا الاستراتيج الفكري حزاما و ضمانا لولاء المعتنقين لمذهبه في هذه المنطقة و نجحوا الى حد كبير في تحقيق مآربهم لحد الان، و ان ما يحزنني حقا انه حتى المثقفين المستقلين غير المنتمين لاية جهة اوكتلة يفكرون و يتصرفون بما يمليه عليهم مذهبيتهم الوراثية و ان لم يتعمقوا في تفاصيلها ، و كأن المذهب هوملهم الفكر و الثقافة و العلم و المعرفة لهم ، و المحير في الامر تقوقعهم و انعزالهم النسبي حتى في هذا العصر المتميز بالانفتاح و تمازج الافكار و المذاهب السياسية العقيدية.





#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الازمة المالية العالمية قوضت العولمة ام حاصرتها ؟
- هل شخصت روسيا ما فكك الاتحاد السوفيتي لمعالجته او ازالته ؟
- مهما طال الزمن سيتجه العالم نحوضمان العدالة الاجتماعية
- هل تقرأ القوى السياسية العراقية استراتيجية امريكا و نظرتها ل ...
- اليس حجب وسائل الاعلام التقدمية دليل على خوف و تخلف السلطات؟
- ما هي اهم معطيات مواقف روسيا حيال القضية الكوردية في المنطقة ...
- ما اهم معطيات مواقف روسيا حيال القضية الكوردية في المنطقة؟ ( ...
- اي عراق تريده امريكا و اية سياسة امريكية يريدها العراق
- جوهر الفلسفة اليسارية الحقيقية لا يتوافق مع الحرب و الارهاب
- احساس بالمسؤولية تضمن نسبة جيدة من السعادة المشتركة للشعب
- هل مستقبل و نوع الدولة العراقية معلوم لدينا ؟!
- الايحاء بمجيء شبح الموت للسلطة العراقية عند استفحال كل ازمة
- ماذا تجني الدولة الليبية من زيارة القذافي لمنطقة قوقاز
- ادعاء وجود لامركزية دكتاتورية تبرير لتجسيد و ترسيخ المركزية ...
- هل اوباما غورباتشوف امريكا القادم ام ...........؟
- الواقع الاجتماعي المتخلف سبب لتفشي مايسمى بجرائم الشرف
- الصمت الخانق للمثقفين المرتبطين بالقوى المحافظة في العراق اي ...
- ضمان حرية الفرد نتاج النظام السياسي و الثقافي المترسخ في الب ...
- نبحث عن اي نظام سياسي في العراق؟
- قانون الاحوال الشخصية و حقوق المراة في كوردستان العراق


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - تحزٌم بعض المثقفين بحزام العفة المذهبية!!