أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دياري صالح مجيد - انتخاب أوباما وأوهام التغيير














المزيد.....

انتخاب أوباما وأوهام التغيير


دياري صالح مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 2475 - 2008 / 11 / 24 - 09:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعطى انتخاب باراك أوباما ذي البشرة السوداء درساً قاسياً لمجتمعاتنا العربية التي لازالت بعد تؤمن بخرافات عتيدة مغروسة قسراً في نفس المواطن العربي ومبنية أساساً على مرتكزات عرقية ودينية ومذهبية وقومية مختلفة، معبرة في الوقت ذاته عن عمق الأزمة الحضارية التي تعيشها شعوبنا في ظل وجود أنظمة تروي هذه المرتكزات لتجني ثمارها في بناء مجتمعات ممزقة أولاً وفي بناء هوية مشتتة لأوطانها ثانياً، فأي درس هذا وأي صفعة تلك التي وجهتها أمريكا إلى العالم العربي!

لم ينل سياسيونا نصيبهم من هذه الصفعة فكانوا، وهم الأفذاذ في ذلك، ذوي باع وقدرة كبيرة في تحويل آثارها عن حياتهم السياسية وعن تلاعبهم بمصير الشعوب التي يحكمونها ليتحولوا نحو التأييد والمباركة لفوز أوباما الذي يحلمون بأنه سيكون مخلصاً جديداً لهم وداعماً مطلقاً لوجودهم في السلطة، وهو الوهم الآخر الذي استوطن أنفس العديد من أبناء العالم العربي الذي ردد من غير وعي مسبق كلمات قادته السياسيين الذين تغنوا بالأصول الإسلامية لأوباما وبالجذور الأفريقية له! وهو الحال الدائم والمتعارف عليه في كل بلداننا فعندما يكون المرء بيننا يتهم بعدة تهم منها الفارسية والهندية والبوذية والشيوعية، وعندما يبرز نجماً وعلماً يهرول المنافقون لنسبه إليهم وجعله من أفذاذ العروبة ومواطنها، وهو ما لا أستبعد أن ينسب إلى أوباما , الأفريقي الجذور المخلص دوماً لهويته الوطنية الأمريكية التي علمته معنى الحياة الذي كان من الممكن جداً أن يفتقر إليه في موطنه الآخر أفريقيا.

أشار العديد، من الذين أ’جريت معهم لقاءات إلى أن أملهم في أوباما كبير، لقدرته في إجراء التغييرات الضرورية التي يمكن لها أن تعيد التوازن للنظام الدولي وترجع به إلى مرحلة القطبية الثنائية أو في رؤية أكثر تفاؤلاً إلى عالم متعدد الأقطاب. إضافة إلى تمادي العديد من العراقيين في تصوراتهم من أن أوباما سيعمل على سحب قوات بلاده من العراق في فترة لا تتجاوز السنتان، وهو ما دعا عدد غير قليل من العاملين في السياسة العراقية إلى دعوة أوباما إلى النظر بجدية حيال الوضع العراقي، الأمر الذي اندرج أثره بشكل سلبي على التلاعب بعقول المواطنين العراقيين الذين تصور عدد غير قليل منهم أن أوباما سيتخذ القرار بعد دخوله إلى البيت الأبيض بسحب قوات بلاده بعد عامين من الآن وبعدها سيعم الأمن والاستقرار ونعيش بخير وسلام وتعود روح التسامح والمحبة إلى قلوب العرب والعراقيين وعندها ستفتتح أبواب ومطارات الدول أمام أخوتهم وأخواتهم من العراقيين دون جفاء أو سخرية وغيرها الكثير من أوهام النصر الكبير الذي حققه أوباما في أمريكا ووجد له أصداء لنجاحات قادمة في أكثر من مكان خارج أمريكا، لكنه لن يكون نجاحاً عربياً كما يتصور البعض لأن أمريكا يا سادتي الأعزاء ليست منظمة خيرية تقدم معوناتها ومساعداتها الإنسانية في سبيل الله.

لقد تناسى أساتذتنا الأفاضل العاملون ( وليس المتخصصون ) في مجال السياسة وبالذات منهم في العراق أن اوباما الرئيس لا يستطيع أن يتجاوز الخطوط الحمراء التي ترسم للبلاد خاصة في توجيه سياستها الخارجية وبالذات في تعاملاتها مع منطقة الشرق الأوسط الحيوية للولايات المتحدة الأمريكية ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، وهو بذلك ملزم بأمور كثيرة لا يستطيع تجاوزها بقرار شخصي فردي من قبله، لأنه ليس رئيساً عربياً ولأنه لا يعيش في بلد عربي، كما لأنه ملزم بقرارات اتخذها الكونغرس ولا يحق له أن يعطلها إلا بعد أن يحظى بالتأييد المطلق للأغلبية لإجراء مثل هذا التغيير الذي ينشده البعض وبالذات منه ذلك المتعلق بسحب القوات من العراق، فكيف يمكن أن نتصور أن أوباما سيعمل على تلك الخطوة من دون حساب أبعادها الإستراتيجية خاصة وان العراق بعد لم يستطع الوصول إلى مراحل تمكنه من إدارة ملفات داخلية شائكة عليه معالجتها قبل أن يحلم بخروج المحتل، كما أن أمريكا لم تنهِ بعد علاقاتها المضطربة مع أكثر من طرف إقليمي ودولي للعراق، ولعل مثل هذا الأمر هو الذي جعل بوش (( بحسب صحيفة الكارديان )) يصرح في الذكرى الخامسة للحرب على العراق بالاتي "أن الانسحاب المبكر للقوات الأمريكية من العراق سيسمح لاعدائنا بالانتصار وان العنف الذي بدأت تنخفض وتيرته سوف يتصاعد وسينزلق العراق حينها الى الفوضى مما يسمح للقاعدة باستعادة ملاذاتها الامنة واقامة ملاذات جديدة لزرع العنف والارهاب الذي قد ينتشر خارج حدود العراق وينذر بعواقب وخيمة للاقتصاد العالمي". ورغم أننا من المتحفظين والرافضين لسياسة بوش العدوانية والاستعلائية، إلا أننا لا يمكن أن ندير وجهنا لهذه التحذيرات ومدى خطورتها وجسامة عواقبها، لذا لا أعتقد أن أوباما سيغير الأمور في العراق بهذه الطريقة الرومانسية التي يتخيلها البعض.

أما عن التغيير الذي رفعه شعاراً لحملته الانتخابية فأعتقد أن أوباما كان يقصد به الداخل الأمريكي أولاً، فكان يركز فيه على الارتقاء بمستوى معيشة المواطن الأمريكي والعمل على تقليل أثر الضرائب عن كاهل الطبقة العاملة في أمريكا إضافة إلى إعادة النظر في برامج الضمان الاجتماعي وفي تحسين مستوى الخدمات الصحية والتعليمية، وهو التغيير الذي وافق لأجله الناخب الأمريكي على انتخاب أوباما، وما أحوجنا في دولنا إلى مثل هذا التغيير الذي ينظر إلى الحياة البائسة لشعوبنا من أجل البحث عن أدوات يمكن عبر تفعيلها الارتقاء بحياة الأفراد إلى ما هو أفضل، وبعدها لنتحدث عن السياسة وبعدها لنتحدث عن انسحاب قوات الاحتلال من العراق وفق شروط مدروسة بشكل مستفيض تفي بطموحات العراقيين ومصالحهم في الحاضر والمستقبل.



#دياري_صالح_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستساهم روسيا في تقسيم جورجيا؟
- هل يمكن للنظم العربية ان تؤثر في السياسة الأمريكية؟
- حرب القوقاز وعسكرة البحر الأسود
- حرب القوقاز من وجهة نظر الإدارة الأمريكية
- حرب القوقاز وأثرها على أذربيجان
- نظام الأمن الجماعي في القوقاز... بين الفكرة والتطبيق
- العلاقات الجورجية - الأبخازية
- خط الأنابيب باكو-جيهان وحرب القوقاز
- القواعد العسكرية وحرب القوقاز
- الإصلاح السياسي والمجتمع المدني...هل من دور حقيقي ؟
- السلب والنهب... ثقافة السلطة أم الشعب؟
- الطريق إلى صراع الحضارات
- مثال لمعاناة عراقية مع مرض السرطان
- الفن والحد من التطرف الديني
- شر البلاء ان تكون فقيرا ضعيفا
- الخطاب الديني والإرهاب
- ارهاب الثقافة في العراق
- العراقيون هل هم بحاجة الى دكتاتور جديد؟
- في رثاء اصدقائي الشهداء


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دياري صالح مجيد - انتخاب أوباما وأوهام التغيير