أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين الحاج صالح - رئيس أسود في البيت الأبيض..!














المزيد.....

رئيس أسود في البيت الأبيض..!


ياسين الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 2461 - 2008 / 11 / 10 - 09:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل أن يكون فوز باراك أوباما بالرئاسة الأميركية انتصارا شخصيا له، ولحزبه الديمقراطي، هو انتصار كبير للأميركيين على أنفسهم. وهو شرف لهم جميعا لا يسع المرء إلا أن يغبطهم عليه. لقد انتخب أكثرهم رئيسا "ملونا"، أقرب إلى السواد، وهم الذين تشكل تاريخهم بالعبودية والتمييز العنصري، ولا يزال بينهم تيار نافذ يعرف الهوية الأميركية بالواسب (البيض الأنكلوسكسون البروتسانت). ورغم أن لون الرجل كان خصما من نسبة التصويت له، إلا أنه ثبت في النهاية أن الخصم الذي شكلته الأزمة المالية الراهنة والميراث البوشي من حساب منافسه الجمهوري جون ماكين كان أكبر. وبإقبالهم على التصويت بكثافة ومنحهم فوزا جيدا للرجل المستجد ضمن صفوف الطبقة السياسية الأميركية، أظهرت أكثرية أميركية كبيرة انحيازها إلى خيار المصلحة العقلانية ضد سياسة الهوية ومقتضياتها. وبهذا اندرج فوز أوباما في سلسلة مشرفة تمتد من الحرب الأهلية قبل 145 عاما من أجل تحرير العبيد والكفاح ضد التمييز العنصري الذي عرف ذروته في حركة الحقوق المدنية في الستينات.
ولكان جون ماكين لو فاز بالرئاسة الأميركية نذير شؤم على مستقبل أميركا والعالم. إذ كان سيعني أن البلد الأقوى والأغنى في العالم ينحاز للأصل على الإنجاز، وللنزعة المحافظة على إرادة التغيير، وللبيض على "الملونين"، ويصادق على السياسات البوشية، وإن في نسخة معدلة بعض الشيء.
***
تعودنا في العالم العربي على تقييم الرؤساء الأميركيين وفقا لموقفهم مما يفترض أنها قضايا عربية مشتركة، فلسطين بخاصة. هذا منطقي. لكنه يضمر افتراضا ضمنيا بأن هناك سياسات عربية متسقة، موجهة نحو خدمة القضايا المعنية، لولا أن يحبطها الانحياز الأميركي. من يستطيع القول إن الأمر كذلك؟ هذا المعيار التقييمي يعكس في آن موقفا سلبيا ومتفرجا (على الأميركيين أن ينصروا قضايا قلما يجتهد أهلها لنصرتها)، وموقفا انعزاليا ومتمركزا حول الذات: إذا كانت السياسة الأميركية منصفة للعرب فلا تهم أية خصائص أخرى محتملة لها. هذا موقف أناني وغير مسؤول، فنحن في العالم ومنه وينبغي أن نكون معه، ومن شأن سياسات أميركية أقل تمركزا حول القوة العسكرية وأكثر تفاعلية وتعاونا أن تكون إيجابية للعالم ككل. وينبغي لما هو إيجابي للعالم إيجابي للعرب أيضا. إلى ذلك فإن من شأن النظر الحصري إلى السياسات الأميركية من منظار إيجابيتها أو سلبيتها حيال العرب وشؤونهم أن يورثنا عجزا مطبقا عن فهم كيف نؤثر على سياسات الأميركيين وكيف يمكن أن تتغير سياساتهم في اتجاه أكثر ملاءمة لمصالحنا. وعند طرح الأمر بهذه الصورة يظهر على الفور أن المدخل إلى تعديل السياسة الأميركية في الاتجاه المرغوب هو تعديل السياسات العربية ذاتها لتنصف المجتمعا المحكومة وتنضبط بمطالبها، ولتتعامل مع العالم بروح من الإنصاف والمسؤولية.
قبل أربع سنوات، وبمناسبة انتخابات الرئاسة الأميركية التي انتهت بتمديد ولاية بوش اقترح كاتب هذه السطور أن نشارك، نحن سكان "الشرق الأوسط"، في انتخاب الرئيس الأميركي لأن السياسات الأميركية تؤثر بقوة على أوضاعنا ومصائرنا دون أن نستشار فيها. وهذا متعارض مع مبدأ الديمقراطية الذي جعل جورج بوش من نفسه بطلا له وسوغ به احتلال العراق. لكن أليس أولى أن ننتخب رؤسائنا وقادتنا، وتأثيرهم على حياتنا ومستقبلنا أكبر بلا جدال من تأثير الأميركيين؟ وهم بعد قلما يستشيروننا أو يأخذون بآرائنا، بل وقد ينالنا منهم ما لا يسر إن حرصنا على التعبير العلني الصريح عنها. الغرض أن نقول إن التعديل الضروري للسياسات الأميركية الجائرة فعلا حيال قضايا عربية أساسية يمر عبر تطوير سياسات ومؤسسات سياسية عقلانية وديمقراطية في بلداننا. وهذا هو النقيض التام لإيديولوجية نظمنا التي، بالعكس، تستند إلى عداوة الأميركيين والغربيين المفترضة لنا وتطلعهم إلى السيطرة على بلداننا كي تسوغ استئثارها بالحكم وتعطيل أي تغيير سياسي. ما لا تقوله لنا هذه الإيديولوجية هو كيف نؤثر على السياسة الأميركية بينما نحن محرومون من فرص التأثير على سياسة بلداننا؟
لكن هل تسعى الجهات المعنية إلى التأثير فعلا على السياسة الأميركية؟ نشتبه بالأحرى بأنها تفضل الاستثمار في صورة البعبع الأميركي طالما أن هذا البعبع لا يهددها مباشرة. ولعل أفضل العوالم بالنسبة لها هو ذاك الذي يقترن فيه انحياز أميركي أعمى لإسرائيل مع حرص أميركي بصير على "الاستقرار في المنطقة". فالانحياز يمكّنها من استنفار المجتمعات المحكومة وحيازة قسط من الشرعية، والاستقرار يؤمنها على طول بقائها.
ضد هذه الروحية السلبية والانعزالية ننحاز إلى فكرة أن الرئيس الجيد للأميركيين جيد لغيرهم، بمن فيهم نحن. أو لنقل إن الرئيس السيئ للأميركيين لا يمكن أن يكون جيدا لنا. وهذا المبدأ هو الذي يمكننا من تطوير نقد متسق للسياسات الأميركية التي لم تتخل عن دعم الدكتاتوريات إلا لوقت قصير بعد أيلول 2001 وفي سياق تسويغ احتلال العراق.
****
بتصويتهم لأوباما، الملون والأميركي منذ جيل واحد، يجدد الأميركيون شباب "الحلم الأميركي". وبتمركز سياسات بلداننا حول مهمة كبرى واحدة، منع التغيير، يتجدد الكابوس العربي الذي لا تشكل السياسات الأميركية في "الشرق الأوسط" غير سند إضافي له.




#ياسين_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الممانعة والسلبية والعداء للغرب
- فرصة لتوسيع الديمقراطية العالمية!
- أغزوٌ شيعي لمجتمعات سُنيّة؟!
- تغيير المعارضة أولا..
- في العلمانية والديمقراطية والدولة
- على هامش الأزمة الأميركية: النهايات والعودات
- التمثيل القومي لسورية عائقا دون التمثيل الديمقراطي للسوريين
- إرهاب بلا وجه وأمن بلا لسان!
- الاستبداد كاغتراب سياسي
- الطائفية بين أهل الإباحة وأهل العفة
- من الشعبوية والنخبوية إلى استقلال السياسة والمعرفة
- الليبرالية الجديدة والبرجوازية الجديدة في سورية
- -مرشد الأمة- وتأسيس الطغيان
- -السنة والإصلاح- لعبد الله العروي: من التسنين إلى التاريخ!
- من هم الأشرار... وكيف التخلص منهم؟
- -إعلان دمشق- وأزمة المعارضة السورية
- -نخبة- متخلفة في مجتمع متغير
- كأنها حرب أهلية...
- في شأن مسألة الحاكمية
- في أن القضايا -المقدسة- مطايا مثالية!


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين الحاج صالح - رئيس أسود في البيت الأبيض..!