أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الناصري - أمريكا والاحتلال ومستقبل بلادنا بعد فوز أوباما















المزيد.....

أمريكا والاحتلال ومستقبل بلادنا بعد فوز أوباما


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 2459 - 2008 / 11 / 8 - 06:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتهى مهرجان وصخب الحملة الانتخابية الأمريكية الاستثنائية، وعاد المتنافسون وطواقمهم، الى مهامهم وعملهم القديم أو الجديد، كل حسب موقعه ووضعه الجديد، ورحل الصحفيون الذين غطوا الحملة الانتخابية الى بلدانهم ومؤسساتهم وعملهم السابق. وتبخرت الأموال الطائلة وذهبت أدراج الريح، وراحت السكرة وجاءت العبرة، وسقط ماكين صاحب الحظ التعيس، والشخصية الموتورة والخطيرة، وسقطت معه بلين، التي أضرت به أكثر مما نفعته، ولا ندري في الحقيقة من الذي ساعد في إسقاط الآخر؟؟ وفي النهاية، نجح أوباما، الأمريكي الأسود.
رحل ماكين مع سلفه بوش، الإرهابي والدموي الأول في العالم، وعدو البشرية والأطفال، عدو التقدم والحربة، الى غير رجعة. ونتائج الانتخابات الأمريكية منعت مجيء إرهابي دولي آخر، ومجرم حرب، أسمه ماكين، أراد الاستمرار في فصول الدم والعدوان والحرب واللعبة القذرة.
أذن توقف الصخب والدعاية والشعارات الانتخابية، وأنتهي الكلام الانتخابي الطويل، وجاء التطبيق والتنفيذ والشروط والمشاكل المحيطة به، جاءت لحظة الحقيقة والاستحقاق.
بالنسبة لأوباما، علينا أن لا نذهب بعيداً، ولا نستعجل في الحكم عليه، بطرق عاطفية، أو وفق رغباتنا وأمنياتنا. علينا دراسة هذه الظاهرة، ودراسة ما جرى بشكل دقيق، ومعرفة من هو أوباما؟؟ ومن الذي أتى به؟؟ ومن يقف وراءه والى جانيه؟؟ وما هي صفاته وإمكانياته وكفاءته وتوجهاته؟؟ فهو ونائبه وطاقمه وأدارته الجديدة، أبناء المؤسسة الأمريكية، وأبناء أحد المدارس الأمريكية، وأبناء الإمبريالية الأمريكية، وهو قائدها الآن. وإن الإمبريالية لا تتبدل بمجرد وصول رجل أسود الى البيت الأبيض، لكن لن تكون بنسختها الشرسة، كما في عهد ريعان أو بوش. والرأسمالية لها قدرة كبيرة على التعلم والتجريب والتكيف مع الظروف. وأوباما لم يدع مناصرته للفقراء والسود، حتى في داعيته الانتخابية. وإن أصوله الأفريقية ولونه الأسود لا يعطيانه كارت مجاني ومفتوح، الى المواقف التقدمية والإنسانية. وقد دعمته وأيدته المؤسسات المالية والصناعية والسياسية والعسكرية والنفطية، كشرط ثابت وأساسي للنجاح والفوز بالانتخابات الأمريكية. وهو يحمل أرث ثقيل تركه له بوش، مع سلسلة ألغاز ومشاكل معقدة ومترابطة، داخلية وخارجية. وأوباما يحتاج الى وقت طويل لحل هذه المشاكل، وقد يلجأ الى التعاون والانفتاح على الحزب الجمهوري. وهو قد لا ينجح وقد ينجح، مثلما نجح في إنجاز خطوة الوصول الى كرسي الرئاسة.
مع كل ذلك فظاهرة وحالة أوباما تعني ( داخلياً وخارجياً) إنفراجاً وتحولاً وخطوة كبيرة وهامة، على طريق إنهاء العنصرية والعبودية، ذلك الطريق، الطويل والدامي والمرير، وإنهاءً وابتعادً عن فترة بوش بكل تجهمها وسخافتها ومخاطرها ومشاكلها وأزماتها، بالنسبة لأمريكا والعالم، ومنع استمرارها وعودتها بواسطة ماكين. يبقى أوباما ظاهرة أمريكية، باهرة تستحق الدراسة والنظر، وأمريكا تعيش في لحظة خاصة، انتقالية ومعقدة، وهي لحظة تراجع وأزمات عميقة.
أما بالنسبة للوضع في بلادنا، فهو لا يزال على حالة، وهو وضع خطير، لا يتبدل بسرعة أو بسهولة، بسبب ما حدث فيه من زلزال رهيب. فهو بلد مدمر ومفكك، يرزح تحت نير الاحتلال الاستعماري العسكري الأمريكي المباشر. سوف نرى ماذا يخطط ويفعل أوباما لهذه المشكلة الكبيرة والخطيرة في بلادنا؟؟ وهل سيفي بوعوده الانتخابية، التي أطلقها أثناء حملته الانتخابية، حول سحب القوات الأمريكية من بلادنا خلال 18 شهر؟؟ وهل إن وعوده واقعية وصادقة وقابلة للتحقيق، من الناحية الأمريكية؟؟ وهل سيوافق الكونغرس الأمريكي، الذي أصبح ديمقراطياً على هذا القرار؟؟ وما هو موقف المجمع الصناعي العسكري النافذ في أمريكا؟؟ وما هو موقف شركات النفط الأمريكية الكبرى، التي سطت وسيطرت على الكنز العراقي الهائل؟؟ وكيف سيدور الصراع بين جميع المراكز والمؤسسات الأمريكية صاحبة العلاقة والنفوذ والتأثير الحاسم في صنع وإصدار القرارات الإستراتيجية؟؟ سنتابع ونرصد كيفية التعامل مع قرار يتعلق بالإستراتيجية الأمريكية الكونية للسيطرة على العالم وموارده، وما يتعلق بالنفط والطاقة تحديداً، والذي كان من أبرز أسباب احتلال العراق الرئيسية. نحتاج الى بعض الوقت، ونحتاج الى قراءة وطنية متأنية وعميقة، لنتعرف على حقيقة الموقف الأمريكي الجديد، وماذا سيفعل أوباما؟؟.
إن الأزمة الاقتصادية في أمريكا، وتطوراتها القادمة، ومعرفة طابعها وحجمها الحقيقي، وارتباطها بالتكاليف والخسائر المادية والبشرية المستمرة في العراق، وعموم موقف الحزب الديمقراطي الحاكم من الحرب والاحتلال، واستمرار المقاومة الوطنية والرفض للمشروع الأمريكي، ومؤشرات التبدلات السياسية العالمية. هي من العوامل المؤثرة والحاسمة في صياغة القرار القادم. وبالمناسبة فأن لحظة الأزمة المالية وتفجرها، وما يشبه الانهيار الأمريكي، هي التي دفعت وأوباما الى كرسي الرئاسة وحسمت الموقف، الى جانب عوامل عديدة أخرى.
أما بالنسبة لشعبنا العراقي وقواه الوطنية الرافضة والمقاومة للاحتلال، فالجميع هنا يدرك طبيعة التغيير، ودرجة الانفراج، الذي أحدثته نتائج الانتخابات الأمريكية وفور أوباما، حيث لا يوجد ما هو أخطر وأسوء من بوش، أو المرشح الفاشل ماكين. لكن الجميع هنا يعرف ويقدر أهمية موقف الشعب العراقي، والموقف الوطني العراقي، في التأثير على الأوضاع وحسمها، باعتباره الطرف الرئيسي الآخر في الصراع.
لذلك على الجميع عدم التخلي عن تنفيذ العمل الوطني، أو تأجيله أو التباطؤ به. والحذر من التسرع، أو السقوط في الوهم، أو الانجرار وراء تفاؤل زائد، غير ملموس، ولم تبرره الحياة بعد. علينا مراقبة التغييرات الحقيقية، إن وجدت، وإن حصلت، واستيعابها والتعاطي معها. من خلال موقف وطني، صلب ومتطور وواضح.
لنعمل ونراقب ونرى، لكن بوعي وحذر، من دون تسرع. ولنعتبر مرحلة أوباما، مرحلة جديدة تواجه العمل الوطني العراقي، مثلما كان العمل في مرحلة بوش، رغم الفروق الكبيرة والأكيدة بينهما، ورغم استثنائية وخطورة مرحلة بوش. لكن يجب أن ننطلق في التعامل مع الجميع، من موقف وطني واضح وثابت.







#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماكين الى النسيان
- مياه الشرب الملوثة وانهيار شبكة المجاري من أخطر أسلحة الدمار ...
- بوش - ماكين إلى الجحيم
- لعنة العراق
- الأزمة الرأسمالية الجديدة وطابعها البنيوي العميق
- الماركسية وأطياف كارل ماركس
- المعاهدة المفروضة كما هي
- عن دمشق والإجازة والصيف ولقاء الأصدقاء وأحداث وأشياء كثيرة أ ...
- ثلاثون عاماً من المنفى والتشرد والملاحقة والأمل
- دلال المغربي
- المعاهدة وألاعيب ومهازل الوضع السياسي
- عن النقد والمراجعات ( المراجعات الشخصية والنقد الذاتي )
- عن النقد والمراجعات
- المعاهدة.. جردة حساب
- الكتابة والنشر في الانترنيت
- بي بي سي تكشف عن بعض مليارات العراق المنهوبة.. الفساد المالي ...
- عن المعاهدة... العراق قاعدة أمريكية دائمة
- أنقذوا حياة بهاء الدين نوري .. رسالة تضامن مع أبي سلام
- إشارة عن الشعر والتاريخ
- في نشوء وتكون الفكر السياسي العراقي وعلاقته بحالة الانحطاط ا ...


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الناصري - أمريكا والاحتلال ومستقبل بلادنا بعد فوز أوباما