أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع شامخ - وطن أم حلم .. منفى أم منأى ؟














المزيد.....

وطن أم حلم .. منفى أم منأى ؟


وديع شامخ

الحوار المتمدن-العدد: 2457 - 2008 / 11 / 6 - 00:02
المحور: الادب والفن
    


للوطن مرايا وسقوف وجدران وسطوح .. وللمنافي شموس واقنعة .
الوطن.. الصورة الاولى والشجرة الاولى والغرسة القلقة في حقل الكائن الغائم .. القلق ..
المنفى هو الارض المفترضة لهطول ماآحتبسْ ، وهو اللسان العارف بالغصّة والشهقة ، وبقايا الطفح الأحمر على الروح..
.. هو الهروب بالحلم الى اقصاه.
يالله .. أقصيني .. أُدنيني.. لا تأخذ بعضي ..
أدخلني في فلك قبل اللوح ومرايا الطوفان وحيلتكَ ..
انزلني يالله في اول محطة ...
فأنا مثقوب الروح وجسدي ينزّ بالتوبة والعفة ...
انزلني ياربي ، فانا مصاب بدوار البحر .. لا تجعلني اتقيأ ..
أنزلني فالوصايا على طرف شهقتي
إنزلني .. يالله
.................................

للوطن ناسه وصباحاته وأنينه وموته ،وهو مرتع الحلم وباب الذكريات وخزانة الصور، وحب ابنة الجيران ، وله ايضا عسله المغشوش وفراشاته المنتحرة في حومة التعاويذ ..
للمنفى اشراقة ومساء ، وزاد وبهجة .. لمن يتعلم النسيان.. -يا لها من نعمة-!!
إنزلني يالله .. إعتقني يا ربي
…………………….
لايمكن ان تكون في الوطن و ترنو الى المنفى إلا لخلل في العلاقة، اقصد عوقا ماثلا صارخا، لا تدركه هلوسة وطنية ، ولا زعيق مجاني ..
عندما يركبُ رأسك المنفى، المهجر ، البعد، النأي،.. فتذكر أنك في خانة القلق .
للوطن احلامه واضغاثها .. وللمنفى كوابيسه ايضا..
ربما كان المنفى حلما والوطن كابوسا.. ربما كان المنفى احلام يقظة في قلب الوطن.!!
ُملتبسٌ هو الانسان ، وضعيف ومكدود وملعون ، اذا َسحقت اضلاعه البضة مطرقة الوطن وسنادين الحنين..
يالله لا تجمعني مع كلب الطوفان ولسان الأخضر في قافلة النسيان
لا اريد ان اكون حمامة ، لا ثعلب في غابة ماء .
.......................
دائما زادي الحلم وزوادتي المغامرة، ركبتها ووليت روحي نحو مآلها .. لا اعرف حقا ان كنت الآن في الوطن ، ام في ": المنأى"
مطرقة تعوي بالمنفى –المهجر- النأي .. الابتعاد طوعا او كرها.

يا كير الحداد .... ابعد عني شرر السندان ، وكيل الطوفان ... يالله
...........................
هل يمكن ان نعيش هكذا في وطن او في " منأى" دون مزايدة وسوق للنخاسة ،دون دولة للداخلين وأمبراطورية للخارجين..؟
دون تعويذة للبقاء او ضريبة للخروج.. هل أصرخ عاليا وجسدي مقدّد بين داخل الحكاية وخارجها ؟؟
هل كان المنفى هو " المنأى ؟
أم أن الوطن عاقر يقترض ابناءه من خزائن الارض حين اينعت غلتهم وادسمت قرائحهم وأصلب عودهم هناك‘ بعد أن شتتهم في عجاف أيامه وفرقهم في محطات ليله الطويل !!
………………………..
مَنْ كان الزوادة ومن كان الزائدة!؟
شلالات من الأرواح اللائبة تحترق في دوامة النار والنور.. تتفحم في بداية النفق ، او تكون رتّاجا لباب لا ينفتح إلا على الريح..
هل الوطن ريح ونشور ، والمنأى جبل عاصم ...
هل الوطن طوفان والمنافى سفن وفلك ..وافلاك!؟
هل الوطن لوح محفوظ في خزائن الذي لا يأتي أبدا، والمنأى حقول بكر ُتمرغ فحولة المنحدرين من سيول النجاة؟
للحلم محطات واجنحة .. وللمنفى ابواب ونوافذ وحرائق وحقول ، وللمنأى عسس يشمون روائح الذي لا يأتي..
هل باض الوطن عيونه على الطرقات .. أ كنّا بيوضا بلا حضن حقا؟؟
هل يحتاج الوطن الى دليل أم الى أدلاء؟
لماذا كان الدليل قائما للرحيل ، للهروب ، للنأي ...
من يستطيع ان يحلم ويضع النقاط على الخارطة؟
منْ يهذي ويحمل لسانه ليذري زؤام ما حصدته النوافذ والنوايا والأشرعة؟؟ ..
من يعرّف الحلم .. الوطن .. خزانة الحياة؟
كلّ الطريق اليكَ عابق بالشوك .. كلّه يزحف .. يرتجف .. كيف الوصول ، والباب الواقف على شفتيك مقفول بالفحيح!!!
..........
لم تكن بابَ جَنةٍ لنحفظ مراسيم اليقظة والولوج....
لم تكن نافذة .. لنحفظ في جيبوبنا السرية سرّ الدخول...
لم تكن سرا ، لُنناوب الشفاه أصفرارها في متاهة القول..
لم تكن كلمة ، لنبعثر حروفها في طلاسم .. لنبتكر حوتا ونبتلعكَ.....
لم تكن أيها الغريب غير شجرة ... نعم شجرة .
التحف العابرون بفيئها، وتنملّت اصابع العاشقين على لحائها ..
ماذا يكتب الفرقاء في احلامهم ؟
على ايّة سبورة يغفو الحرف .. قبل ان تثمل اللغة ؟
على ايّ يقين أملس تكون طلسما ، وطاس حكاية ؟
وانت ما زلت بين الحلم وبين المنأى..مُفكِّرا في وطن يشحنك دهرا، لتشحذه ثانية...!!

..............
لا اعرف سعرك في سوق الحلم وسوق الصرف وماء الطوفان.....
لا أعرف مقاس قامتك ، وعرض أكتافك ، وطراوة جبينك
هل ما زلت تحمل جبينا يندى.. حين تعبرّ منحنيا أسوار مدينتكَ؟
...................
خمبابا .. يا ولدي مصطبة للراحة
والوحش القادم انتم .
.....................
لماذا يا جلجامش لا تحفظ وصايا الله ..
من وشى بكَ ؟
إنكيدو، حانة غفلتك.. أتونابشتم ، أفعى اليقظة !!؟
............
من ْ ياالله يذهب لفم الأمواه . وسر الأسرار
من يا ربي ؟
غير غريب .. يتعثر بوطن .. فيبني حانة
يتعثر بربه فيقيم معبدا
يتعثر بحلمه فيحرز تعويذة...
حقا أنه يتعثر بالطريق الى وطنه ..
ولا يريد حلّ اللغز ..
لماذا هو لغز إذن؟
أهو وطن أم حلم أم منأى؟؟



#وديع_شامخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عسل السماء وزرّقة الفلاسفة
- المسيحيون والإشارات الإلهية
- ما يقوله التاج للهدهد
- شعراء الحروب
- محمود درويش .. ضوء أدونيس .. ودرس الموت
- شعراء أم جلادون ..؟حبال صوتية .. أم أعواد مشانق؟
- ماخُرم من اللوح
- حوار مع الناقد التشكيلي خالد خضير الصالحي
- أيامي تسير أيضا
- المكتبة.... خزانة الألم والمعرفة
- صالح المطلك العروبي ومنظمة خلق الصفوية
- محمد غني حكمت وغياب الحكمة !!
- حوار مع الكاتبة العراقية لطفية الدليمي
- قراءة لقصيدة- جاؤوا من تخوم الكلام- للشاعر وديع شامخ
- شعراء الخراب-الحلقة الأولى-عبد الرزاق عبد الواحد ودموع التما ...
- لم أقصد الطوفان ... انها دمعتي على فأس الحطّاب
- الحكمة .. بعد خراب البصرة
- (أم البروم)
- رعد عبد القادر ... شاعر توسَّد الموت وفوق رأسه شمس
- الألم بوق الله


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع شامخ - وطن أم حلم .. منفى أم منأى ؟