أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع شامخ - عسل السماء وزرّقة الفلاسفة














المزيد.....

عسل السماء وزرّقة الفلاسفة


وديع شامخ

الحوار المتمدن-العدد: 2439 - 2008 / 10 / 19 - 01:07
المحور: الادب والفن
    



يوما ما مرّ الفلاسفة كلّهم على طريقٍ معبد بالإسفلت، مرشوشٍ بمحيطات من عرق جباه العمال المصريين ، ومخلوط بدم الرومان والأغريق ، ومن عظام السومريين أيضا كانت هناك حدائق على جانبي الطريق.
لكن الفلاسفة، كلّهم .. توقفوا عن السير، تركوا الطريق المُعبّد ، ونزلوا الى البحر المتاخم للسفن الهابطة بالعبيد والجواهر والجواري .
لم يقل احدٌ : إن الطريق غير مأهول..
لم يقل الرواة : إن الاهرامات والعجائب والمرويات والمسلات وسواها، تأكلها عثة العقل ، ويعشش في أناملها وسخ ، وفي أظافرها وحشة وشهوة مبريّة بأناقة وكبرياء....
..............
هذا نصف دينهم .. وهذا عيبنا الأبدي
أن نحترم الفلاسفة ، ونتمرأى على مقاس جنوحهم ..
أليسَ من السهل أن نبني إهرامات بغير فراعنة،
اليس من العدل أن نبني مسلات دون دماء،
أليس من الحق أن يكون الطريق صالحا لعبور الحمير وعربات بيع المأكولات الشعبية ‘ وفي ظلاله وعلى جوانبه تنامُ كتب الفلاسفة ببلاهة وحرّية ...!!؟
.....................
في اليوم التالي لبدء الخليقة
لم يقل الله : إن الطريق للوصول في كنانة أحد
لم يقل الله : إن حجر الفلاسفة على مرمى من عرينه
لم يقل: إن روما ولودة بالطرق
وسومر ممهورة بالحكمة والمسلات والطين والدم والآلهة
لم يقل الله : إن المدن مبغى والحكماء سبعة على مر الدهور
.................
في اليوم الثاني لبلوغ الفلاسفة عدّتهم .. صار العالم غابة
والانسان يتنمّل في التسلق وصولا الى خانة القرود!
لم يقل الله : إن العرش محاط بوبر الحكمة وجلود الأوصياء.
لذا نزل الفلاسفة بعمائمهم للتنزه في حواري الطرقات
والعامة يجرون عربات المأكولات الشعبية جزيّة وعرفانا لنبوغهم .
............
في الطريق الى الحكمة :
صادف الفيل نملة
وأسقط الهدهد عرشا
وسارعلى الماء رجل
ولكن الله لم يقل :
إن الحجر جنّة
ولا النار تحت لسانه بوقا
لذا كان الفلاسفة على مرّ العصور يولدون من حجر .

....................

من حجر الأيام
كانت المدن تغزل أبناءها
وتعبّد طرقاتها
ومن ريح الأريج
تٌحنّط نَحْلَها..
..... ومن قحط الأيام،،،
كانت الآلهة تتناسل عل مسابح العرافين ، وقِبلة القرابين.
طوابيرمن العبيد تتناسل على الطرق المعبّدة .
كلهم يركضون الى المنتهى
كلهم .. على صفير النحاس ... يتسلقون أشجار الغابات
ويتقرّدون بسعادة غامرة
والفلاسفة ينحتون لهم أسودهم ولبواتهم
ويصنعون لهم خمرتهم وإكسيرهم
وأحلامهم .

...............
الفلاسفة الذين نزلوا من زرقة الحجر الى زرقة الموت
ومن بخور الآلهة الى زعفران الحناجر
يتدلون على الأيام كتقويم مديد.
فلاسفة وأسفلت وطريقة !!!
وسومر وإهرامات ،عربات وبغايا مقدسات
وملوك من رجيم القول
ورماد .

............
همّْ، فلاسفة اليوم الأول للخلق
إذ بدأوا بصنع حنجرةٍ ولسان..
وجبهة هائمة، وأطراف ترقص في متاهة القول
......

وهم... بدء الغابة وقراطيسها ،
قالوا : للنور كن حجرا
وقالوا : للحكمة كوني دما
ولم يكن للغابة غير أن تكون
........

فكان للعربات أن يَسحلن الخيول والملوك والأصفاد
وكان للخيول أن تحمل التيجان
وكان للتيجان شأن في تلك العاصفة!
...........

حجر مرصوص من فلاسفة
وغابة القول .....
يتدلّى ..
وعربات المأكولات الشعبية تواصل سيرها لبلوغ زرقة السماء
...........
كلهم أيادٍ من عسل
والفلاسفة كزاجل كذّاب
لم يقل الرب : إن الغابة لها أجنحة
ولم يقل الرواة: إن الرب قال !!
فلاسفة من حجر ونحاس وكبريت
عمائم من طرائقَ
وغابة من كوابيس

..............
في اليوم الخالي من أوكسيد القرابين
نزلت الأحلام من عسل السماء تجرّ العربات الشعبية وتقضم حجر الفلاسفة ...
والطريق ......

.....................................



#وديع_شامخ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسيحيون والإشارات الإلهية
- ما يقوله التاج للهدهد
- شعراء الحروب
- محمود درويش .. ضوء أدونيس .. ودرس الموت
- شعراء أم جلادون ..؟حبال صوتية .. أم أعواد مشانق؟
- ماخُرم من اللوح
- حوار مع الناقد التشكيلي خالد خضير الصالحي
- أيامي تسير أيضا
- المكتبة.... خزانة الألم والمعرفة
- صالح المطلك العروبي ومنظمة خلق الصفوية
- محمد غني حكمت وغياب الحكمة !!
- حوار مع الكاتبة العراقية لطفية الدليمي
- قراءة لقصيدة- جاؤوا من تخوم الكلام- للشاعر وديع شامخ
- شعراء الخراب-الحلقة الأولى-عبد الرزاق عبد الواحد ودموع التما ...
- لم أقصد الطوفان ... انها دمعتي على فأس الحطّاب
- الحكمة .. بعد خراب البصرة
- (أم البروم)
- رعد عبد القادر ... شاعر توسَّد الموت وفوق رأسه شمس
- الألم بوق الله
- السياسي العراقي وضرورة التفاعل مع الواقع الآن ؟


المزيد.....




- توم كروز يلقي خطابا مؤثرا بعد تسلّمه جائزة الأوسكار الفخرية ...
- جائزة -الكتاب العربي- تبحث تعزيز التعاون مع مؤسسات ثقافية وأ ...
- تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- حوارية مع سقراط
- موسيقى الـ-راب- العربية.. هل يحافظ -فن الشارع- على وفائه لجذ ...
- الإعلان عن الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب 2025 في دورتها الـ1 ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- من الجو..مصور يكشف لوحات فنية شكلتها أنامل الطبيعة في قلب ال ...
- التمثيل الشعري للذاكرة الثقافية العربية في اتحاد الأدباء


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع شامخ - عسل السماء وزرّقة الفلاسفة