أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع شامخ - ما يقوله التاج للهدهد














المزيد.....

ما يقوله التاج للهدهد


وديع شامخ

الحوار المتمدن-العدد: 2428 - 2008 / 10 / 8 - 04:38
المحور: الادب والفن
    



طلسما أطوّح الهواء، وأتنفس المساءات الثقيلة بجناحيّ
وكأيّ عابر الى المستحيل
لابد من سنارة وغشاوة عيون
وعظم هدهد
وكرسي
.....
أهبطُ ...
نافخا قربتي وقروني ..
نازلا من أبراج عاجي وسماواتي الحامضية
المدججة بالأوحال
أمطر ..
أمطر
غير آبه بسورة الغياب .
أتعثر بجثث كانت تطير قبل صعودي
أشرب ماءً من زمهرير الأجساد،
ومن عَرقها يتفصد الزمن .
كيف كنت أطيرُ وتلك المأساة تطنّ على جناحيّ كقارِ زورق مثقوب ؟؟..
....
لابد لكَ اليوم من حماقة لتدوين السفِر قبل الهرم
لابد لكَ من قوام جديد تنحتُ به رؤياك
لابد لكَ من شمس تحرق شمع أجنحتك ونزق جليدك.
لابد لكَ من إسئلة تواريكَ التراب
وتهيل عليك الحجارة
.....
أنتَ أبن تلك الطرقات وهذه الشمس التي لم تكن منخلا
وأنتَ أبن القمر الذي لم ينحنِ ساجدا لسطوة الشموع
كلها الليالي
"تموع" في عقد
وتنصهر في ليلة
وتتجمد تحت أرقكَ
....
أنتَ اللائذ بمدن كنت تحسبها سماوات
أنتَ العائد من قيلولة العقل وسيف رطانته
طلسما تتجول في الهواء
تفك أسراركَ للريح
وتفتح جرحكَ المتقيح لشهوة الحكايات
تعالي : يا آلهة الكلام
ويا حوريات الليالي
تعالي يا "سعلوة الطفولة"
و"ياكربة الشط"
تعالَ يا أرقي
وتعالي أيتها النابتة على أهدابي ، كزغب يتصابى
تعالوا: اليّ...................

تعالي يا سمكة الحلم
لنصطاد الطُّعم ونبتلع الدموع خلسة..
لا تفزّزي العصافير
ما زلت أحلم في نهارات أشد بريقا من هذا الطلسم
....
المساءات اللزجة تتطوح أمام عرشي
مساء أقلّ وحشة من كوابيس....
أمام هدهدي .. تبرق التيجان ..
والطلسم ذات الطلسم يبيضُ مدنا ورجالا من رخام
يبيضُ أعمدة دخان وآلهة من محاريب القول
يبيض الأشياء
والمدن
والزوايا
والأجنحة والتيجان
....
وأنتَ كما أنت بلا بوصلة
لا قارب
ولا عرش.
يُهدهدكَ الكرسي
وتطوِّحكَ الشموع
والطلسم الذي حملته تحارب الهواء، فرّ من ملكوتكَ
ليعيدَ صياغة الحجر الذي تحولَ الى ذهب،،،
ليعيد أسطورة الكلام الذي كان مخبوءا تحت سيف العروش
..
كل هذا وقبله
كانت المدن طينا
وشمسك مشغولة"بفخر" آلهتها
والناس منشغلون بصناعة قِبلاتهم ..
...

وقَبل التدوين وعصر السلالات
وخريف القول
كان الكلام طلسما
وكان الهدهد ينتظر الإشارة
....
أنت أبن ماء السماء
تتسربل بأوحال أبراجك
ماطرا
راعدا
مضيئا
خابيا
كطرفة عين ... والحلم بعيد
......
وأنتَ أيضا
كما أنت
طلسم....
ُتطوّح بك الرياح والشهوات وبذور الغياب
.. لا معنى لأن تُكشر جناحيك على سواد الغراب
الحكاية .. أحلك من طلسم
وأعمق من هدهد
وأجلّ بريقا من كرسي
....
وأنت النازل والهابط من طين سيوف المهزلة !!
تحارب مَنْ؟
قيلولة حلملك .. أم صراط نزوتك
أم خيبة التاج وعزاء هدهد حكايتهم!!؟
......
قالوا لك : أنت أبن ماء السماء
وابن التاج
وابن الطلسم ووارث الحكاية..
وأنتَ كما أنت ....
لا تاج لك ، لاحلم
لا كافر ولا ناقل كفر ....
أنت صاحب الأرق، وبوابة المدن المختومة بالغياب
غياب أبنائها وقوارب أحلامها وشمس أرصفتها
.....
وفي كلّ هذا الغياب
كنت َ مساءها الثقيل
ونهارها الهارب من طلاسمها
ونصف هدهدها
ونصف تاجها
وحكايتها المثلومة
وقمرها الغاطس في الوحل
وأصنامها التي فََخَرتْها الشمسُ.
الشمس التي تحجب ظلكَ وتأكل جناحكَ ، وتنفخ بطنك بكوابيس ثقيلة.
وأنت ما زلت تنْحَتُ أَرَقكَ حلما
يبيض هدهدا
وطلسما
وتاجا



#وديع_شامخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعراء الحروب
- محمود درويش .. ضوء أدونيس .. ودرس الموت
- شعراء أم جلادون ..؟حبال صوتية .. أم أعواد مشانق؟
- ماخُرم من اللوح
- حوار مع الناقد التشكيلي خالد خضير الصالحي
- أيامي تسير أيضا
- المكتبة.... خزانة الألم والمعرفة
- صالح المطلك العروبي ومنظمة خلق الصفوية
- محمد غني حكمت وغياب الحكمة !!
- حوار مع الكاتبة العراقية لطفية الدليمي
- قراءة لقصيدة- جاؤوا من تخوم الكلام- للشاعر وديع شامخ
- شعراء الخراب-الحلقة الأولى-عبد الرزاق عبد الواحد ودموع التما ...
- لم أقصد الطوفان ... انها دمعتي على فأس الحطّاب
- الحكمة .. بعد خراب البصرة
- (أم البروم)
- رعد عبد القادر ... شاعر توسَّد الموت وفوق رأسه شمس
- الألم بوق الله
- السياسي العراقي وضرورة التفاعل مع الواقع الآن ؟
- شحاذة وطنية !!
- الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع شامخ - ما يقوله التاج للهدهد