أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إبتهال بليبل - الجرح














المزيد.....

الجرح


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2451 - 2008 / 10 / 31 - 10:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ثمة عملاً أخر للجرح ابتكرته النفس ، وهي الانتقام من تموجات بحور الأيام ومن على صفحاتها ، فلو عدنا للطبيعة ومشيئة الخالق لوجدنا ، أنه سبحانه وتعالى ، قد خص افتقار النفس ، الى الحب الصادق ، بأكثر أنواع الجروح التي تؤرق الإنسان ، وهذا يتجلى اليوم على صعيد عام وشاسع ، أرواحنا تتمزق ولكن لا احد يحس بالجرح في خاصرته ، كما إننا نرى طوفان أنفسنا ومن حولنا ، ولا نلتفت إلى الصيغ التمويهية التي نشعر بها أحياناً ، ولا نرى فجيعة أنفسنا ، نحن نرغمها دون خجل على أن لا تلتفت الى ما يعتليها ، وبعدها نحاول عبثاً ترويضها على الاعتراف بهذا الذل ، نعم أنه ذل النفس ، أيّ إنسان في العالم لم يحصل في يوم من الأيام ، أن يكون العالم على صورته ومبتغاه ، وأيّ منا لم يرى العالم من خلال نفسهُ . ولكننا للأسف نفوس قليلة في عالم مليء بمختلف الأمزجة والأقنعة ، وأين يوجد نوع من الحب الصادق بين الجميع ، ورغم هذا الافتقار، فهناك الروح التي يمكن أن نستمع من خلالها الى بعض تلك الأصوات التي نستنطقها في دواخلنا ، لغة خاصة تستند بالأساس على حكاية ( آدم وحواء ) وأكل التفاحة ، نظرية تريد أن تكشف على كل ما تمحور حول الاختلاف النفسي والروحي في مفهومه المبسط ، لتكشف لنا عن التطورات التي حصلت في التركيبات الاجتماعية والثقافية والدينية ومن تماثل رمزي ينبت أساسا على مبدأ المصلحة ، وإذا ما حاولنا أن نفهم طريقة التصوير وكيفية اشتغاله على النفس لن يكون ذلك إلا بطريقة تحليلية ، ومن مشاهد الواقع اليومي من رغبات وأحلام وأطماع ، يزيد في ضرورة تفهم هذا الواقع هو توجه الكثيرين في خلق قوانين بصيغ مباشرة للوصول الى تحقيق أحلامهم ورغباتهم ، فيكون الحب من وجهة نظر الكثير وسيلة للمتابعة في الوصول الى غايات معينة ، وخصوصا بعد هذا الظلام النهاري داخل أنفسنا ..علما إن هذا التأطير أعتمد على أن لا ينزع هذه الصفة ، ولكنه يزيد في تأثيرها ما دامت هناك فرص لتحقيقها ، ودون احتكاك بين المصالح ، وبذلك تتم رؤية التفكير الصحيح في ذلك ، أما فيما يخص الألم والمعاناة التي نعيشها والتي عادة ما تتولد لدينا من جرح قد أصابنا ، فاختلاء الإنسان بنفسه وتأمل أوجاعه ، يحيل الى التساؤل عن صورة هذا الجرح ؟؟؟ ، فهل يمكن تحديده من خلال ما نراه ؟ وأنا أتحدث هنا عن نظرتنا الى دواخلنا ، وهي نظرات ربما ، تعودنا عليها ولا يمكن إن توجد إلا بدواخلنا ، ولكن التساؤل عمّا إذا كانت هذه التصورات ، كافية لان تكون صحيحة وواقعية من خلال نظرة الآخرين إليها ، حتى تعثر النفس على تحليل دقيق لسبب ذلك الجرح الذي أثر فيها ، إن المجتمع ومنذ عقود ، حدد الألم أو بالأحرى وصفه حسب حالات وقع تكرارها من شخوص خلال دهور كثيرة ، خاصة فيما يخص تضارب المصالح والرغبات ، وهذا ما يزيد من صعوبة الألم أو الوجع ، حيث أنه يقتحم أنفسنا دون الشعور بذلك ، وفق مواصفات سابقة عن اقتحامه ليصبح بمثابة القاعدة المتعارف عليها وعلينا ، أما أن نكتفي بالغضب والاحتجاج آو أن نأتي بالبديل وأعني تغيير تلك النظرة المتعارف عليها ، ففي أغلب الأحيان هو الطريق الذي نسير عليه أو يسير عليه الإنسان ، تحت ظرف وجيز سواء أكان بإرادتنا أو رغما عنا ، مما يوحي ، وفي ذلك جانب كبير من الصحة ، بأن هناك معركة يجب كسبها وأهداف يجب تحقيقها بدرجات متفاوتة وبطرق مختلفة وبصفة جذرية للتخلص من وجع الجرح الذي رسخته الأيام في نفوسنا ، مشددة على ضرورة عدم المحاولة بالتخلص منه بشكل سلبي وهذا هو الطريق الخاص التي تظهر فيه تصرفات بصيغ العنف ، فتصبح منسجمة مع ذاتنا الحقيقية ... والآن أنا أقترح أن نقول بدل ذلك ، كما قرأت ، هذه المقولة يوماً وأعجبتني ( ذات يوم حلمنا بليلة حنان ، وذات جرح ، حلمنا بلمسة عطاء ) .



#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة العنف وجذوره ( الجزء الرابع )جذور العنف ضد النساء والأ ...
- التخلف الفكري الحلقة ( 2) -لو كنت لا تملك لي ، الذي لا أملكه ...
- فن التصوير الفوتوغرافي ودوامة الحياة
- التخلف الفكري الحلقة (1) لا سلطان على العقل إلا العقل ذاتهُ
- سلسلة هموم امرأة / لا أمارس الحرب للحرب
- سلسلة هموم أمراة / اسطورة الرجال
- خلود برزخي
- ما الذي ينتظرنا من باراك حسين أوبا ما ؟؟؟
- ذلك كل ما تبقى في حناجرنا ..
- ثقافة العنف وجذوره ( الجزء الثالث ) التحررية
- التزام إيران الأبدي نحو فكرة تدمير إسرائيل ...
- لنكون أكثر تفاؤلاً بمشروع الانتخابات
- -إنانا في دمشق- لوحة تصور امتهان عراقيات للدعارة بدمشق
- عطش الروح
- من اجل أن لا يبتلع الحوت القمر
- اجسادنا غادرتها ارواحنا
- المتنزهات العامة والعشاق
- ازمة سكن حادة
- هل شوه الاعلاميون اللغة العربية؟
- اعترافات عاطل بدون عمل


المزيد.....




- بايدن يصرح لـCNN بنصيحة أوباما له بشأن الانتخابات المقبلة
- مناورة -غير عادية- لمقاتلات روسية قرب أمريكا.. ومصدر يوضح ال ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي دفن فلسطينيين في مقبرة جماعية داخل مجم ...
- الاتحاد الأوروبي يعلن عدم تجديد تفويض بعثة تابعة له لتدريب ا ...
- الرئيس الأمريكي يحذر إسرائيل من تعليق بعض شحنات الأسلحة إلى ...
- 5 دول تتجه للاعتراف قريبا بدولة فلسطين
- بايدن واثق من أن ترمب -لن يقبل- نتيجة الانتخابات الرئاسية
- حماس: إسرائيل غير جادة وتستغل المفاوضات غطاء لاجتياح رفح
- بايدن: القنابل التي قدمناها لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين ...
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إبتهال بليبل - الجرح