أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلام عبود - رسالة شخصية الى السيد هوشيار زيباري: العقل زينة














المزيد.....

رسالة شخصية الى السيد هوشيار زيباري: العقل زينة


سلام عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2447 - 2008 / 10 / 27 - 07:33
المحور: كتابات ساخرة
    


العقل زينة! هكذا علمتنا الأمثال الشعبيّة. لكن السيد هوشيار يصر على تكذيب هذا المثل تكذيبا تاما. كل مسامة من مساماته، وكل جزء من جسده وسلوكة يقول: العقل طينة!
كرهه للعقل ليس هو ما يدهشني ويشقيني، ما يحيرني أنه يتباهي بهذه الملكة الفطرية أو المصطنعة، ملكة الغباء الأسطوري المطلق؛ ويخيل اليّ أحيانا أنه يحس بنوع من الدغدغة الجسدية والروحية، كلّما استطعم تأثيرات ملكته هذه مرسومة على وجوه مستمعيه.
لا أريد هنا أن أنصحه رفقا بأطفاله وعشيرته وقوميته ومهنته، ولكن أريد أن أعرف منه أمرا واحدا حسب: ما هي مهامه؟ وبمعنى أدق: ما هي وظيفته في الدولة العراقية، عدا السرقة وترتيب أنشطة الانفصال الخارجية والتزوير والاستغراق في السفاهات والملّذات المبتذلة؟
في كل يوم يظهر علينا السيد زيباري مهددا الشعب العراقي، قائلا: إذا لم توقعوا الاتفاقية مع أمريكا لن تخرجوا من سجن الفصل السابع.
وأريد من هذا العقل العبقري أن يقول لي: ما صلة أمريكا بالفصل السابع؟ ما علاقة عمّان بشمّان؟
سأفسر الأمر للسيد زيباري بطريقة مبسطّة، لأن عقله مشغول بأمور كثيرة، أكثر أهمية من العراق وحاضره ومستقبله. حينما أقول لك يا سيد زيباري: سأضمن لكَ السكنى الى الأبد في ستوكهولم، بشرط واحد، هو أن توافق على العيش الى الأبد في مقاديشو! ستجيبني ضاحكا: أنت حمار كبير، يا سلام عبود!
وبناء عليه سأفكر قليلا كالتالي: هوشيار على حق، أنا حمار، وابن ستين حمارا. ما علاقة مقاديشو بستوكهولم!؟ الفصل السابع قرار دولي يتعلق بمسؤوليات النظام السابق، وأنا أمثل النظام الذي " أطاح الى الأبد النظام السابق". إذن، ما علاقة مسعود بعبود؟
لكنني سأعترض عليك بذكاء قائلا: لا يا سيد هوشيار، لا، المجتمع الدولي ينظر الينا- كحكام جدد- على أننا قادة للمجتمع العراقي، وما علينا سوى تأكيد هذه القيادة بشكل قانوني وسليم يتماشى مع العرف الدولي. هنا سأفكر كالتالي بأقوالك العاقلة: إن مهمتي الأساسية هي أن أرتب قانونيا كل ما يتعلق بإثبات أن النظام الحالي أوفى بالتزاماته كاملة.
ولكن، كيف أفعل هذا؟ لا توجد طرق عديدة لفعل هذا؛ الطريق الوحيد هو أن أسخّر كل إمكانياتي القانونية والسياسية والعقلية والشعبية، واستثمر صداقاتي، ومعارفي، من أجل إعادة النظر قانونيا وإلغاء القرار، لكي أخرج بلدي منه؛ رغم أنني لا أعرف لماذا حشروني في "جريمة" البند السابع، وأنا هادم لنظام سقط وولى، باعتراف مشرعي القرار نفسه؟
هذه مهمتك الوحيدة ياسيد هوشيار، مهمتك المطلقة، التي لا مهمة أخرى لك سواها. كان عليك أن تمارسها منذ خمس سنوات، وتنتهي منها خلال بضعة أشهر فقط عقب الاحتلال، لا أن تغرق وزارتك في أعمال مريبة لا صلة لها بوظيفتك الأساسية. هل فهمت؟
في أول اجتماع لمجلس الأمن القومي الأمريكي، عقب مجيء بوش تم تكليف كولن باول بتطويق العراق "دبلوماسيا" استعدادا لغزوه عسكريا. وحول هذه الواقعة يقول وزير المالية الأمريكي الأسبق: باول أونيل، الذي حضر الاجتماع المذكور: إنه وباول والجنرال شيلتون تفاجأوا بالقرار. لكنهم رغم ذلك عملوا بكل قوتهم على تنفيذ المهمة، لأنها قرار وطني. وكان أوّل وأنشط المنفذين كولن باول، الذي راح يصطنع ويروج أنواعا من الأكاذيب السياسية والعسكرية ( تخلى عنها لاحقا)، لكي يقنع مجلس الأمن بـ " شرعية" احتلال بلد مستقل، و"عدم الاكتفاء" باسقاط سلطته الظالمة. هل فهمت دور وزراء الخارجية؟
إن إخراج العراق من الفصل السابع يا هوشيار هو مهمتك، مهمة وزارة الخارجية العراقية، وليست مهمة وزارة الخارجية الأمريكية أوالبريطانية أو الاسترالية.
وليس لأحد، سواء كان قويا أو ضعيفا، أن ينفذ نيابة عن الشعب العراقي مهامه؛ ولا يوجد أحد ينوب عنك، أنت شخصيا، في أداء مهامك. وإذا كنت لا تقدر أو تعرف ( أنت تعرف هذا جيدا بسبب رجاحة عقلك!)، فما عليك سوى السكوت. لأن السكوت عند الكوارث الوطنية المدمّرة ينجيك من عقاب الله، إذا كنت لا تحترم إرادة البشر.
أنا أعرف ما هو ردك، ستقول إن أمريكا ستساعدنا في ذلك، وهذا أمر منصوص عليه في الاتفاقية الأمنية أيضا.
وجوابي هو: توجد دول عديدة يا سيد هوشيار ستساعد شعبك. أنت لا تحترم شعبك حينما تعتقد أن أمريكا وحدها هي من يستطيع ويقدر ويهوى مساعدتنا. أنت تحتقر وطنك وتحتقر نفسك ومهنتك ووظيفتك. هناك عشرات الدول على استعداد لرفع الظلم عن شعبك.
ستقول لي: لكن أمريكا " قد" تعترض على ذلك.
وأنا أقول لك: هذه الـ "قد" مشكوك فيها شكّا مطلقا. إن أمريكا ستعترض بكل ما أوتيت من قوة وجنون وبربرية، وستعترض معها دول أخرى، سأذكرها لك مسبقا: الكويت، اسرائيل، أفغانستان، بريطانيا، كندا، استراليا، كوريا الجنوبية، ألبانيا، جورجيا، أثيوبيا، وربما مصر وبولندا والدانمارك وعدد محدود من الدول، من بينها حكومة اقليم كردستان. لكن العالم أجمع سيكون معنا. دول عظمى كالصين وروسيا وفرنسا ستكون معنا، ملايين البشر سيكونون معنا.
ستصفن قليلا، ثم تجيبني بحزن وأسى: وماذا نفعل لو أن أمريكا استخدمت حق النقض "الفيتو"؟
حينها سيقول لك الشعب العراقي بأسره، كردا وعربا وتركمانا وآشوريين، سنة وشيعة ومسيحيين وصابئة، شبكا ويزيدية، الأحياء منهم والأموات، سيقولون لك بفم واحد: العقل زينة، يا هوشيار! وإذا بليتم فاستتروا!



#سلام_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنايات علي الدباغ الجسيمة ( رسالة شخصية الى الناطق الرسمي با ...
- الكرد الفيلية: عراقيون رغم أنف العرقيين جميعا!
- البيان الشيوعي لمرحلة الاحتلال- الجزء الثالث
- البيان الشيوعي لمرحلة الاحتلال - الجزء الثاني
- موت الماركسية أو ورطة النصر.... الحلقة الأولى: موت الاشتراكي ...
- اللجنة الإعلامية للحزب الشيوعي العراقي تدعو الى محاكمة كاتب ...
- الشيوعي ما قبل الأخير (كامل شياع كما أراه)
- أسرار أزمة كركوك: المقدمات، الدوافع، النتائج
- المادة 24، الانتقال من التحاصص الدستوري الى سياسة كسر العظم
- الجوانب الخفيّة في الاتفاقيّة الأميركيّة العراقيّة
- من نوري السعيد الى نوري التعيس
- صولات الدم العراقية
- نقد المثقف الشيوعي.. فخري كريم نموذجاً.. الديموقراطيّة للاحت ...
- نقد المثقف الشيوعي.. فخري كريم نموذجاً.. تعبئة وتعميم الشر: ...
- نقد المثقف الشيوعي.. فخري كريم نموذجاً.. الشيوعية السحريّة أ ...
- نقد المثقف الشيوعي.. قيادة (طريق الشعب): فخري كريم نموذجاً.. ...
- نقد المثقف الشيوعي.. قيادة (طريق الشعب): فخري كريم نموذجاً.. ...
- نقد المثقف الشيوعي ..مخيلة العنف، من النفسي الى السياسي وبال ...
- نقد المثقف الشيوعي..فوضى اللغة والبواعث النفسية للعنف الثقاف ...
- نقد المثقف الشيوعي.. من ديالكتيك ماركس الى جدلية رامسفيلد


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلام عبود - رسالة شخصية الى السيد هوشيار زيباري: العقل زينة