أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد المجيد - التبكيت والتنكيت والتسكيت و .. التفتيت















المزيد.....

التبكيت والتنكيت والتسكيت و .. التفتيت


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 2446 - 2008 / 10 / 26 - 01:26
المحور: كتابات ساخرة
    


أوسلو في 8 أكتوبر 2008

الدكتورة كوندي محظوظة لأنها لا تعمل ممرضةً في مستشفى بلغاري أو حارسةً شخصية، لذلك قامت بزيارة العقيد بعد خمسٍ وخمسين سنة من زيارة جون فوستر دالاس وزير الخارجية الأمريكية الذي استقبله الملك إدريس السنوسي في قصر وليس في خيمة.

كان يومَ عيدٍ لكل السمراوات الأفريقيات اللائي يعملن في الجماهيرية العظمى، ولعل العقيدَ كان ساهماً وغيرَ مصدقٍ أنَّ ضيفتَه لا تبحث عن عملٍ، ولا تقدم شكوى من المعاملة الجافة لرجال أمْنِه!

في عالمنا العربي يبدع زعماؤنا في استقبال مِنْ هُمّْ علىَ وشك ترك مناصبهم الرسمية، من ريتشارد نيكسون إلى توني بلير، وتلك الرشيقة السمراء التي أهداها العقيدُ عوداً، فالأيام في البيت الأبيض باتت معدودة، وأغلب الظن أنَّ رسولَ الصحراء سيستقبل في العام القادم الرئيسَ ( السابق ) جورج بوش الابن، ربما لعقد اتفاقيةٍ نفطيةٍ لشركةٍ قد تجمعهما مع النائب ( السابق ) ديك تشيني!

ليس هناك أصدقاءٌ أو أعداء دائمون، هكذا قالت وزيرة الخارجية قبيل زيارتها للقذافي!

تعريف السياسة:كيف تعمل ساحراً، وتقوم بتحويل سكين في يد عدوك إلى زهرة، ثم اعادة الزهرة لوضعها الطبيعي إنْ لم تتفق مع خصمك؟

تعريف السياسة مرة أخرى: كيف تضحك في جنازة وتجعل المعزّين كلَّهم يستلقون على أقفيتهم من الضحك المتواصل، ثم يرقصون حول نعش الراحل، وبعدها تذهب إلى عُرْسٍ وتقنع الحاضرين بأنَّ العريسَ مات، ثم تتلقى التعازي؟

لا تتعجب فعصرُ المعجزات لا يزال قائماً، والمستحيلُ كلمةٌ لا توجد إلا في قاموس الأحمق أو الذي لا يعمل بالسياسة!

عندما يطير خبرُ استقبال الرئيس الفرنسي أو الأمريكي للدكتور أيمن الظواهري فلا ترفع حاجبيك دهشةً، فقد يأتي الوقتُ الذي تقوم فيه القوات الأمريكية والعراقية مشتركة بالزحف على المملكة العربية السعودية بِحُجّةٍ يمكن العثور عليها لاحقاً، أو قد يأتي يوم تطلب فيه حكومةٌ عربيةٌ من الأصدقاء في تل أبيب أن تقوم إدارةُ الجوازات والجنسية بالدولة العبرية بطبع جوازات السفر للدول الأعضاء في جامعة الدول العربية!

بالقرب من مقر لقاء العقيد ورايس كانت هناك سحابة سوداء قاتمة، وإذا أمعنت النظرَ فيها ستجد أنها أشباحٌ لمئات من الليبيين الذين قام العقيد بتصفيتهم وسحلهم واغتيالهم ككلاب ضالة، ومنهم 1200 ليبي في سجن أبي سليم، ومنهم من لم نقصص عليك.

معذرة فالضيفة الكريمة لا تنظر إلى الأعلى إلا عندما تقابل مسؤولا عربياً لم يخدم سيّدَ البيت الأبيض بما فيه الكفاية، لذا فلم تسمع لعنات أرواح كل المظلومين والأبرياء الذين أرسلهم العقيد إلى العالم الآخر.

كان الرئيس الراحل ياسر عرفات ارهابيا كما وصفته حكومات العالم الحر، ثم تحوّل إلى رجل مسالم وحصل على ثلث جائزة نوبل للسلام بعدما تلقى أسيادُنا البيض اتصالا من تل أبيب بأن أبا عمار يحمل مسدسا في وسطه ولكنه لا يحمل أسلحة في لسانه أو صدره.

بعدها بعدة سنوات عاد أبو عمار إلى الواجهة الارهابية كما تصفها وسائل الاعلام الأمريكية والغربية، ولم يستطع كل الزعماء العرب أن يقنعوا اسرائيل بادخال زجاجات مياه معدنية لرئيس عربي في غرفته بمقره المحاصر في رام الله.

وألقى رئيس السلطة الفلسطينية كلمته في مؤتمر القمة العربية ببيروت عبر الساتلايت، وهي مَكْرَمة صهيونية قدّم من أجلها زعماؤنا الشكرَ لحكومة العدو التي سمحت لطائرات المشتركين في مؤتمر القمة بعبور أجواء الكيان العبري.

لا تتعجب مرة أخرى فقد يلتقي رئيس أمريكي بنظيره الايراني في صحن أحد مساجد قُم أو أصفهان، وربما تُصادِف رئيسَ كوريا الشمالية يتسوق في شوارع مانهاتن ويستبدل ببدلة العمال الماركسية بدلةً من أحدث ما عرضته بيوت الأزياء الرأسمالية.

تعريف السياسة مرة ثالثة: أن يكون حساب رئيس الحزب الاشتراكي اليساري في بنك سويسري عاملا أساسيا في عدم انهيار البنك، ومعذرة لجان زيجلر!

في العام القادم يحتفل العقيد بمرور أربعين عاما على عدم تولّيه أي سلطة، فهي للشعب، وسيقوم بتوزيع أموال النفط مباشرة على أفراد الشعب، وسيلغي كل الوزارات غير السيادية.

وفي هذه الحالة لن يحتار المواطن الليبي فسيحصل على حقه كاملا، ويمكن أن يقوم بسفلتة الرصيف أمام بيته، وأن يشتري سيارة اسعاف، وسيارة مطافيء، ويبني مطاراً فوق سطح منزله، ويكون لديه قطار صغير يمر فوق قضبان خاصة من أمام الدار إلى مدرسة الأولاد ومكتب الزوج.

وبعد الغاء الوزارات وتحمل المواطنين المسؤولية كاملة لن تكون هناك حجة، فيبني المواطنُ صيدليةً في جراج منزله، وفي غرفة نومه هناك شركة سفريات، أما المجاري فيتولى هو وأسرته عمل المواسير وتمريرها تحت الطريق الذي يملكه، وتصب في مياه البحر المتوسط.

يقوم المواطن بزراعة كل ما يحتاجه، فيبيع الأب لابنه الخضروات، وتشتري الأم من ابنتها الفواكه، ولا مانع من ماشية ورعي خلف الدار.

تبقى مشكلة توزيع البريد، وهنا يمكن أن يقوم المواطن بنفسه بتوصيل الرسالة، فإذا أراد ارسال طرد من طرابلس إلى غدامس، وهي مسافة تزيد على الألف كيلومترا، فيجري في الصحراء، ويعود بعد عدة أسابيع، فالبريد ملكية خاصة.

ماذا لو كان المبلغ الذي يتسلمه كل مواطن من أموال النفط لا يكفي طعاما وشرابا لشهر واحد؟

العقيد معمر القذافي يقوم بتفتيت دولة، وازالة كل آثارها، وفتح المجال لحرب أهلية يقوم بها جوعى ومتسولون وغاضبون.

ليس هناك وقت للضحك والتنكيت والصمت حيال زوال دولة عربية من الوجود، فالكارثة الكبرى لم تأت بعد، رعم أن ليبيا في كوارث متلاحقة منذ عام 1969، ومن يظن أن العراق أو السودان أو لبنان أو الصومال أقرب إلى التفتيت فقد جانبه الصواب، فليبيا تقترب من نقطة الصفر، وعندما يرفع العقيدُ يَدَه عن الدولة ويوزع عليهم أرباح النفط ليصنع كل منهم دولته أو جماهيريته، فلنا أنْ نستعد لننتحدث عن ليبيا في الماضي بعدما تصبح بقايا دولة حكمها مجنون لأربعة عقود!


محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو النرويج
[email protected]




#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار بين جواز سفر عربي و .. جواز سفر أوروبي!
- كان يجب الحكم باعدام ابراهيم عيسى!
- عدالة محاكمة البشير
- معركتنا ليست مع رجال الرئيس مبارك
- متى يقطع خليجُنا الدعمَ عن الطغاةِ؟
- الرئيس التونسي يجدد للشعب ولاية خامسة!
- تسعون عاماً على مولد رسول أفريقيا
- هل يحرقنا مبارك قبل أن نحرقه؟
- هل تحرق إيران الأصدقاء قبل الأعداء؟
- ساركوزي .. أمين عام الأزرق الكبير
- الأقباط .. محامون فاشلون عن قضايا عادلة
- لكن صدام حسين لا يزال حيّاً
- حوار بين الرئيسين بشار الأسد و ... جمال مبارك
- تحرير المصريين .. فضائية مصرية معارضة
- في المطارات .. كُلّنا بن لادن!
- متى ينسحب العراقيون من العراق؟
- القات في اليمن ... العبودية المختارة
- حوار بين مواطن خليجي و ... إعلامي عربي
- قراءة في ( الغريبة) مليكة أوفقير
- إعلاميون وفندقيون وجواسيس


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد المجيد - التبكيت والتنكيت والتسكيت و .. التفتيت