أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد عبد المجيد - هل تحرق إيران الأصدقاء قبل الأعداء؟














المزيد.....

هل تحرق إيران الأصدقاء قبل الأعداء؟


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 2382 - 2008 / 8 / 23 - 09:57
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


ثلاثون عاما مرّت على بدء تصدير الثورة الإسلامية من طهران وقُم إلى الدول المجاورة، وفي خلال هذه العقود الثلاثة تغير وجه إيران عدة مرات، وفي كل مرة من زاوية مختلفة فلا يدري المرءُ إنْ كان الوجه القادم مقطبا الجبين، أو مهددا ومتوعدا بجحيم خليجي، أو مبتسما ومتحدثا عن علاقة الأخوّة الإسلامية، أو متوعدا بقوة نووية تسحق أعداء الثورة، أو بزيارة وديّة حميمية يعانق فيها الرئيسُ الإيراني اخوانَه قادة الخليج.

لغز يظن كل باحث أنه وضع يده على الحل، فإذا هو أمام مفاجأة غير متوقعة.

العرب طيبون حتى السذاجة المفرطة، ومن أراد أن يكسب قلوبهم فعليه أن يقوم بتهديد إسرائيل ولو بصواريخ من التي يطلقها الأطفال ليلة الكريسماس، وأن يطلق الوعيد، ولا مانع من تطعيم التهديدات بإرادة السماء، وبكلمات مقدسة حتى لو كان قائلها أكثر بُعدا من تعاليم الله عن الناكرين للألوهية.

الطموحات الإيرانية، علمانية شاهنشاهية، أو إسلامية خومينية لا تختلف إلا لكي تلتصق ببعضها، وأحلام إيران في عهد محمد رضا بهلوي كأحلامها في عهد محمود أحمدي نجاد.. إمبراطورية فارسية يستعرض فيها حرّاس الثورة قوتهم في كل شبر من دول مجلس التعاون الخلجي، وفي العراق وعلى حدود سوريا، وفي لبنان ولا بأس من أفغانستان بين الحين والآخر.

قوة لا يُستهان بها، وأصحاب حضارة سبقت العرب بزمن طويل، لكن الإيرانيين لا يفهمون أن حمايتهم للعالم العربي يزيد الجمهورية الإسلامية قوة ومنعة وبأسا، فتبدأ الأطماع كأن الخليج انفصل عن إيران بطلاق غير بائن.

استعراض للعضلات في منطق أقرب إلى التهور، ورفض للانسحاب من الجزر الإماراتية الثلاث، تماما كما تفعل إسرائيل مع الأراضي الفلسطينية، ثم عين على البحرين لا تتغير بتغير الحكام وقربهم أو بعدهم عن تعاليم السماء.

أليس هذا ما يحدث أيضا في العراق؟

ألم تكن أوهام صدام حسين في عراقية الكويت تعبيرا عن رغبة توسعية انتقلت لمن أتى بهم الأمريكيون بعده، ولكن انسحبت الأوهام إلى الداخل واللاوعي، فإذا همس في أذنك مسؤول عراقي فكأنه يشمر عن ساعديه لعودة جديدة للمحافظة التاسعة عشرة!

غباء السياسة الأمريكية هو الذي يتحكم في المنطقة كلها، فالأمريكيون كانوا يدعمون طالبان، وحرّضوا السعودية والإمارات على الاعتراف بالحكم المتخلف في كابول، وانتقموا من طهران بدفع صدام حسين لشن حرب مجنونة انتقاما من احتلال السفارة الأمريكية في العاصمة الإيرانية، وأغمض الأمريكيون أعينهم عن جمهورية الرعب، وعاتبوا بغداد على استحياء عما حدث للأكراد، وأنهكوا القوتين الخليجيتين، ثم ناهضوا الإتحاد السوفيتي بحراس الثورة الإسلامية.

هل ما يحدث هو صراع أمريكي/إيراني على خيرات المنطقة، أم هو هوس الجمهورية الاسلامية وأحلام فارسية مضت عليها مئات الأعوام؟

اعترف رافسنجاني بأنه لولا إيران لما تمكنت أمريكا من احتلال العراق، ومثل هذا التصريح قد صدر عن القيادة الإيرانية لعدة سنوات خلت بزعم تسهيل ضرب أفغانستان إيرانيا!

العرب منقسمون حيال إيران، فمنهم من يرى أولوية التصدي للجمهورية الإسلامية انطلاقا من مخاوف غربية وأمريكية وإسرائيلية، ومنهم من ينطلق من خلافات دينية فيلجأ إلى الطائفية والمذهبية، ثم يبحث في بطون الكتب القديمة لعله يعثر على شواهد تؤكد العداء التاريخي !

ومنهم من يرى إيران بعيون فلسطينية فقط، ومن كان ظاهريا ضد الدولة العبرية فهو في الصف العربي حتى لو احتل أرضا أو جزرا عربية، ويطمع في المزيد!

إيران لديها أجندتها، وطابورها الخامس في الخليج العربي، وتكاد تتقاسم العراق مع قوات الاحتلال الأمريكية، وسطوتها على القرار الدمشقي لا ينكره إلا غير متابع.

لابد أن أعترف أن في نفسي كراهية شديدة لاستخدام تعبيرات طائفية مثل شيعة وسُنّة أو المقارنة بين المذهبين الكبيرين، فلا يستطيع السنة أن يقضوا على الشيعة مهما أوتوا من قوة، ولا يمكن للشيعة أن يقللوا من شأن الأغلبية المذهبية والتي تصل إلى 92% من مسلمي العالم.

كل مقال أو كلمة أو ندوة تزيد الفجوة بين السنة والشيعة، وتحاول اقناع المسلم أن المذهب الآخر باطل منذ ألف وأربعمئة عام هي هزيمة للمسلمين كلهم.

أي محاولة لاعتبار أبناء دول الخليج من الشيعة موالين لايران قبل بلادهم الأصلية ينبغي أن نتصدى لها، فهي بداية صناعة الولاء المضطر، أو الأمل الكاذب في الدولة الأم الواقعة في الناحية الأخرى.

في المقابل آمل من كل مواطن شيعي أن يتعامل مع إيران بعيدا عن أنها الممثل الشرعي والوحيد للشيعة في العالم، فتلك لعمري فكرة الاضطهاد التي آمن بها اليهود فظنوا الكيان الصهيوني هو مركز التوراة، وأن قوة إسرائيل العنصرية للدفاع عن التلمود.

دول الخليج تتحرك ناحية الرخاء والرفاهية، رغم كل الأخطاء والسلبيات، وربما بعد أقل من عقد تصبح دولة خليجية واحدة، وعلى إيران أن تبدي حسن النية، وأن تنسحب من الجزر الإماراتية، وأن تنهي إلى غير رجعة الوهم الفارسي في مملكة البحرين.

حماقات كثيرة يمكن أن تشعل الخليج، ومنها استعراض العضلات الأمريكي والإيراني، والصراعات المذهبية، والحوارات الطائفية، وتصدير الثورة الإسلامية، وأخطاء العرب الذين يظنون أن الدولة العبرية أقرب إليهم من طهران، وأيضا الذين يتوهمون أن واشنطون ستحميهم من قوة إيرانية لو أشعلها الأمريكيون حربا فربما تنتهي أحلام الرخاء الخليجي، ويتفكك عقد دول مجلس التعاون الخليجي.

الحوار الإيراني العربي بغير شروط، وبغير تأثير أمريكي أو أحاديث طائفية يمكن أن يكون المدخل لتهدئة خليج يكاد يشتعل من جديد!



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساركوزي .. أمين عام الأزرق الكبير
- الأقباط .. محامون فاشلون عن قضايا عادلة
- لكن صدام حسين لا يزال حيّاً
- حوار بين الرئيسين بشار الأسد و ... جمال مبارك
- تحرير المصريين .. فضائية مصرية معارضة
- في المطارات .. كُلّنا بن لادن!
- متى ينسحب العراقيون من العراق؟
- القات في اليمن ... العبودية المختارة
- حوار بين مواطن خليجي و ... إعلامي عربي
- قراءة في ( الغريبة) مليكة أوفقير
- إعلاميون وفندقيون وجواسيس
- أنت متهم لأنك تحب وطنك .. سورية!
- رسالة مفتوحة إلى فيصل القاسم
- فيصل القاسم يعلن وفاتي في الثلاثاء الأسود
- بعد اطاحة الطاغية مبارك .. البيان رقم واحد
- دعوة لتحريض الإخوان المسلمين ضد المرشد العام
- بيان الثلاثين نصيحة للعصيان المدني في 4 مايو
- 4 مايو .. نهاية طاغية في عامه الثمانين
- خطوات ضرورية قبل القبض على مبارك ومحاكمته
- الغضب الشعبي المصري في 6 ابريل


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد عبد المجيد - هل تحرق إيران الأصدقاء قبل الأعداء؟