أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - في المطارات .. كُلّنا بن لادن!














المزيد.....

في المطارات .. كُلّنا بن لادن!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 2326 - 2008 / 6 / 28 - 12:38
المحور: حقوق الانسان
    


لم يعد أسامة بن لادن يخيف الأمريكيين والأوروبيين فقط، لكن الخوف انسحب علينا جميعا، خاصة في المطارات حيث ترصدك العيون التي في الوجوه، والعيون التي في الكاميرات، ولو أرادت جهة أمنية أن تستدعي كل حركاتك ولفتاتك وايماءاتك وما بداخل فمك وأنت تتثاءب فلن يكون الأمر عليها عصيّا!
سيقول قائل: ولكن في المطارات العربية أنت متهم حتى تقلع بك الطائرة، وفي عودتك يطاردك الاتهام حتى تخرج من المطار وتمنحك فرحة مستقبليك من الأهل مشاعر الأمان وكأنك نجوت من حبل المشنقة.
قبل أن تهبط الطائرة مطار دمشق الدولي تسمع صوتا يوقظك من أحلامك لتزداد نبضات قلبك: الرجاء عدم استخدام آلات التصوير في المطار!
ترى هل يحتاج الجاسوس الديجتالي الجديد إلى تصوير أرضية المطار من نافذة الطائرة؟
في مطار العاصمة الهاشمية تستطيع أن تتعرف على شجرة عائلتك، وربما تفاجئك معلومة كنت قد نسيتها تماما، فأنت نشرت مقالا عن الراحل الحسين بن طلال في صحيفة خليجية لعشرين عاما خلت.
في مطار عاصمة تونس الخضراء لن يلقي على مسامعك ضابط الأمن بيتين لأبي القاسم الشابي، لكن عينيه ستخترقان قفصك الصدري للبحث عن جريمة في عهد الرئيس زين العابدين بن علي، وإذا لم تكن أمك قد دعت لك في صلاة الفجر سبعين مرة فربما يُخرج لك ضابط الأمن صحيفة سوابق لم تتعرف عليها من قبل، وفيها صورة لك وأنت تتقدم مظاهرة في باريس أو بروكسل أو جنيف تندد بحقوق الإنسان في عهد بطل حركة التصحيح.
شركة أسامة بن لادن وجورج بوش لصناعة الخوف وتعليبه وتصديره تنتقل للعمل في مطارات كانت قبل الحادي عشر من سبتمبر نموذجا للتسامح والتساهل وتوزيع الابتسامات بنفس القدر على البيض والصفر والسود والهنود الحمر.
منذ ثلاث عشرة سنة كنت في طريق العودة من استنبول التركية إلى أوسلو، وكان ابني في العاشرة من عمره. اشتريت له كمية كبيرة من الصواريخ النارية التي يطلقها الشباب والصغار في أعياد الكريسماس في النرويج.
اكتشفها جهاز أمن المطار، وشرحت للضابط التركي الأسباب وفي ذهني فيلم ( قطار منتصف الليل) الذي يرتجف له الجسد كله إن مر على الذهن مشهد واحد من الفيلم.
بعد عشر دقائق كان الموضوع قد انتهى، واستولى الضابط على الصواريخ النارية قائلا بأنه سيعطيها لابنه.
الآن يمكن لمعجون الأسنان أن يجعلك تقف متهما في المطار، ولك أن تتخيل الرئيس جورج بوش ينظر إليك بعينين حمراوتين وهو يتوعد قوى الإرهاب بالويل والثبور.
قداسة البابا شنودة الثالث تعرض هو أيضا للتفتيش في أعرق مواطن الديمقراطيات التي يركع أمامها ليبراليونا في عالمنا العربي الحالم بحقوق مرتادي المطارات الأوروبية.
عندما أوقفني رجل أمن في مطار هيثرو لأكثر من ساعة ونصف الساعة( فبراير 2008)، سألني عن كل شيء، وقرأ مقدمة كتابي قبل الأخير(الثامن) وهي بالانجليزية، وقلت له بأنني أحمل الجنسية النرويجية منذ سبعة وعشرين عاما، وعضو اتحاد الصحفيين النرويجيين، ولم يحدث مرة واحدة في أكثر من ثلاثين عاما في زياراتي السنوية الكثيرة للعاصمة البريطانية أن وقفت أمام ضابط الجوازات لأكثر من نصف دقيقة، كان رده الآتي: استوقفتك عندما علمت بأنك صحفي، وتركني لنصف ساعة، وبعد عودته تأسف بشدة وتمنى لي اقامة طيبة، وكانت يومين فقط .
قام ابني الكبير بزيارة كندا بدعوة من القسم الفني الثقافي بالأمم المتحدة للغناء باللغة النرويجية مع فرقته، فهي أغاني هادفة وحصل ألبومه على المركز الثالث على مستوى النرويج.
في المطار تم توقيفه واستجوابه فترة طويلة، كانت في حقيبته أدوات الجريمة ، مصحف صغير، وسجادة صلاة وبوصلة.
وكانت الأسئلة: هل سافرت إلى الأردن؟ هل أنت شيعي أم سني؟ هل سافرت إلى مصر؟ على الرغم من أنه نرويجي الجنسية والمولد.
ثم اعتذار مع نصف ابتسامة.
كنت دائما أشعر بأن مطار هيثرو هو الأقرب إلى قلبي، وعندما أسافر إلى بلد عربي، أفضل أن يكون الترانزيت في مطار صاحبة الجلالة.
أما الآن فكل شيء قابل للحدوث، وكل مفاجأة تختفي خلف ابتسامة ضابط الجوازات والتفتيش.
وعندما اشتريت من لندن كتابا عن قصة حياة أسامة بن لادن، وضعته في الحقيبة الكبيرة، ولو كان في حقيبة اليد وقرأت فيه في صالة الانتظار فربما تغير اتجاه سفري!
في الطائرة المتجهة من أوسلو إلى أمستردام كنت ثاني اثنين في درجة رجال الأعمال، وخافت المضيفة الهولندية الجميلة.
بعد دقائق كان الكابتن الطيار يجلس بجواري، ويتعرف علي، ثم يطلب مني أن أكتب انطباعاتي عن شركة الخطوط الجوية الهولندية، وانصرف!
كان الهدف أن أنشغل طوال الرحلة وهي أقل من ساعتين.
عندما كان ضابط الأسكوتلانديارد في مطار هيثرو يستجوبني مزحت معه قائلا: لقد تخطيت الستين من عمري، ولو أنني قمت بعملية ارهابية فسألهث من التعب بعد ثلاث دقائق، فضحك كثيرا، ولم أفهم إن كان خجلا من مزاحي، أم غير مصدق أنني لست ارهابيا!
منذ سنوات طويلة كنت من أوائل من كتب محذرا من حركة طالبان المتخلفة ومن أسامة بن لادن ومن الدعم السعودي لأباطرة الحروب في أفغانستان، ومع ذلك فأنا وغيري ممن ناهضوا كل صور التخلف والتشدد والغلو .. والارهاب ندفع ثمنه، وأحيانا يختلط الأمر في المطارات التي كانت مثالا للتسامح، فيتصورون أن سبب البشرة السمراء الـ (dnt)، وليس شمس العرب التي لوّحت وجوهنا، وبدا أننا جميعا مشتركون في جريمة عدم تهنئة اسرائيل بعيدها الستين، ومأتمنا الستين أيضا!



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى ينسحب العراقيون من العراق؟
- القات في اليمن ... العبودية المختارة
- حوار بين مواطن خليجي و ... إعلامي عربي
- قراءة في ( الغريبة) مليكة أوفقير
- إعلاميون وفندقيون وجواسيس
- أنت متهم لأنك تحب وطنك .. سورية!
- رسالة مفتوحة إلى فيصل القاسم
- فيصل القاسم يعلن وفاتي في الثلاثاء الأسود
- بعد اطاحة الطاغية مبارك .. البيان رقم واحد
- دعوة لتحريض الإخوان المسلمين ضد المرشد العام
- بيان الثلاثين نصيحة للعصيان المدني في 4 مايو
- 4 مايو .. نهاية طاغية في عامه الثمانين
- خطوات ضرورية قبل القبض على مبارك ومحاكمته
- الغضب الشعبي المصري في 6 ابريل
- النرويج .. الآن يمكنني الحديث عنها
- لا تصدقنا يا رسول الله فنحن كاذبون
- دماء السودان في رقبة البشير
- سيدي الرئيس .. استحلفك بالله أن تستقيل
- الكوارث المنسية في الصحراء المغربية
- جوانتانامو .. العار الأمريكي والصمت العربي


المزيد.....




- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس
- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس في الشرق الأوسط
- سويسرا تمتنع في تصويت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم ا ...
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين من حرم جامعة كولو ...
- بمنتهى الوحشية.. فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي لاعتقال شاب ب ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - في المطارات .. كُلّنا بن لادن!