أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - أوهام الإصلاح من أعلى وحلم الثورة الواقعي














المزيد.....

أوهام الإصلاح من أعلى وحلم الثورة الواقعي


رمضان متولي

الحوار المتمدن-العدد: 2416 - 2008 / 9 / 26 - 09:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لا أعرف هل ينبغي الرد على ما كتبه ضياء رشوان في المصري اليوم مؤخرا حول الرؤية التي سماها "عملية" للتغيير في مصر أم لا. لأن ضياء يطالبنا بالبحث عن رؤية "عملية" للتغيير في مصر مقابل الرؤية "الحالمة" لمن ينتظرون التغيير عن طريق الثورة.

وكأن رشوان لا يعيش في مصر، ولا يعرف ما يدور فيها على الأقل خلال السنوات الثماني الأخيرة والتي تكفي من وجهة نظري أن تكشف بلا أدنى شك عن استحالة انتظار التغيير من داخل النظام، أو من أعلى، إلا إذا كان ضياء رشوان لا يريد إلا تغييرا شكليا، أو تغييرا في أشخاص دون النظر إلى سياسات واتجاهات النظام. فهل هذا هو التغيير الذي يقصده؟! بل هل هذا يعد تغييرا من الأساس؟ لا أعتقد.

ضياء يعتقد أن رؤية الثوريين نبيلة ولكنها "حالمة" أو ليست "عملية" لأنها تعتمد على ظروف استثنائية لا تتوافر حاليا في مصر، وربما لأنها لا تحدث في أي مجتمع إلا بشكل استثنائي، وهي "الظروف الثورية". ينظر رشوان إلى وضع القوى السياسية حاليا، ويقول إن المراهنة على الثورة تعني المراهنة على الفوضى، وربما يذهب به الأمر بعيدا لأن يرى أن هذا الرهان نفسه هروب من مسئولية "السياسي الملتزم" لأنه يقوم على مبدأ "ما لا يدرك كله يترك جله".

وحقيقة الأمر أن التغيير "الإصلاحي" نفسه – أي اضطرار الطبقة الحاكمة على إدخال إصلاحات على النظام السياسي – لا يكون "عمليا" ولا ممكنا إلا عندما تخشى الطبقة الحاكمة من تهديد "الثورة" وعندما تكون هذه الثورة مطروحة وممكنة عمليا، بل إن بعض الإصلاحات لم يتحقق إلا على أثر تجربة ثورية لم تنجح لسبب أو لآخر. والتجربة المصرية نفسها تكشف عن ذلك بوضوح شديد. من ذلك أن صعود "محمد علي" إلى السلطة جاء عقب ثورة قادها رجال الدين في مصر ضد الاحتلال الفرنسي، وبدأت تجربة تحديث مصر، وأدخلت إصلاحات هامة على النظام السياسي المصري بعد ثورة "أحمد عرابي"، حيث بدأ بعدها تكوين "مجلس شورى النواب"، ولم يظهر في مصر دستور إلا بعد ثورة 1919، ثم أن انقلاب الضباط الأحرار على النظام السياسي في يوليو 1952 جاء ليقطع الطريق على ثورة مصرية حقيقية ظهرت بوادرها في عام 1946 وخاصة بعد هزيمة الجيوش العربية في حرب فلسطين عام 1948. وليس خافيا أن ما قام به نظام يوليو كان مجموعة من الإصلاحات بعضها كان مطروحا قبل حركة الضباط مثل الإصلاح الزراعي ومجانية التعليم التي فشل النظام السابق في تحقيقها.

الثورة بالتأكيد حالة استثنائية في حياة الشعوب، ولكن يكاد يكون الاستثناء الوحيد في عملية الثورة هو توقيتها، حيث يندر أن تجد شعبا من الشعوب لم يقم بثورة في التاريخ الحديث. لذلك فإن انتظارها ليس "أضغاث أحلام" تداعب الثوريين، وإنما مراهنة على إمكانية حقيقية تؤكدها التجربة العملية. هذا على عكس "الإصلاح" الذي لا يحدث عادة إلا لتفادي أوضاع قابلة للإنفجار ثم ما تلبث الطبقات الحاكمة أن تتراجع عنه وتقوم بالهجوم على جميع الإصلاحات السابقة في ظروف مواتية لذلك. ولك أن تتأمل ما يجري منذ سقوط الاتحاد السوفييتي في العديد من دول العالم : بداية من "الطريق الثالث" لحزب العمال في بريطانيا، والذي انتهى عمليا إلى تبني سياسات اليمين المتطرف التي كانت ملتصقة بالمحافظين، وصولا إلى سياسات "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" في ألمانيا التي تسعى إلى تقويض ما تبقى من دولة الرفاه. ولست هنا في معرض سرد تفاصيل ما جرى خلال فترة التسعينيات والسنوات التي مرت في الألفية الجديدة للتدليل على ذلك. المهم هنا أنه إذا كانت "الثورة" نفسها إمكانية حقيقية، فلكي يصبح تحقق هذه الإمكانية "عمليا" ينبغي الاستعداد لها وتعظيم فرص نجاحها. ولا يبرر الانصراف عن هذا الهدف ضعف القوى السياسية في هذه اللحظة تحديدا، بما يعظم احتمالات الفوضى أو عدم نجاح الثورة، حيث أن الإصلاح نفسه ينطوي على نفس المخاطر – خاصة في بلد مثل مصر – ويحتاج إلى ذات الشروط، ولكنه لا يحقق نفس النتائج التي يمكن أن تحققها الثورة، ودليل ذلك أن جميع الحركات الإصلاحية الهامة غالبا ما جاءت لقطع الطريق على تهديد الثورة، أو بعد ثورة لم تنجح في تحقيق أهدافها، ثم اقتصرت على بعض الإصلاحات الهزيلة، والملغومة أيضا كما حدث مع إنقلاب يوليو الذي فرض الاستبداد وقضى على جميع المؤسسات والقوى السياسية، ثم ما لبثت أن سحبت هذه الإصلاحات عندما واتتها الفرصة.

فإذا كان "الإصلاح" يحتاج إلى ظروف "ثورية" – خاصة في مصر – كي تستجيب الطبقة الحاكمة، ويحتاج لأن تكون الجماهير منظمة وقادرة على الثورة وراغبة فيها، ويحتاج إلى تضحيات عظيمة أو تحمل نكبات هائلة لا تقل عن التضحيات الي تتضمنها عملية الثورة، ثم لا تتحقق أهدافه إلا إذا كانت الطبقة الحاكمة في وضع دفاعي وضعيفة نسبيا، وإذا كان "الإصلاح" لا يتجاوز حدود المناورة الفوقية، وأن الطبقة الحاكمة سوف تنكث عنه عندما تكون الظروف مواتية لذلك، يكون على الراغبين حقا في التغيير والمستعدين لبذل مجهود "عملي" من أجل تحقيقه أن يستعدوا لثورة شاملة وقادرة على الاستمرار لا أن يكونوا في خدمة مناورات الطبقة الحاكمة منذ البداية والترويج لأوهام الإصلاح باعتبارها حلول "عملية" مقابل التصورات "الحالمة" للثوريين.



#رمضان_متولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرجريت في الإسكندرية
- معركة المعارضة الضرورية: سيناريو التوريث أم مواجهة النظام؟
- مواجهة الفساد أم مناورة لامتصاص الغضب؟
- أبو الغيط يغيظ المصريين
- مالي أنا والشورى؟
- بورصة ، بورصة – ولا عزاء للفقراء
- بربرية وأمل في عصر التطرف
- أصرخ يا نور
- هل يعود بونابرت؟
- درس في التواضع
- الواقع والرمز في الهجوم على عز
- على إسمك يا جاهين
- جمهورية الغاز
- مأزق المبرراتي
- نماذج من الإضراب الجماهيري(3)
- ضد العولمة
- ما هو البديل؟
- نماذج من الإضراب الجماهيري (2)- تأليف توني كليف
- نماذج من الإضراب الجماهيري - تأليف توني كليف
- بلادنا رغم أنف الحاكمين


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - أوهام الإصلاح من أعلى وحلم الثورة الواقعي