أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد ضحية - نافذة للحنين نا فذة للشجن ....قصة قصيرة















المزيد.....

نافذة للحنين نا فذة للشجن ....قصة قصيرة


احمد ضحية

الحوار المتمدن-العدد: 744 - 2004 / 2 / 14 - 05:41
المحور: الادب والفن
    


كان اخر لقاء لهما قريبا من الفندق الذى تقيم به ,  فى احد الصباحات الباردة من  موجات فبراير القارسه .. لم يشعر لحظتئذ بالبرد , فيده المحاطة بكفيها الناعمتين , تدفئانه وتزرعان فيه احاسيسا لا اول لها ولا ار .....كان قد اتصل بها من محموله وجلس ينتظرها على احد البنشات   المطلة على مشتل ناهض عند شفة النيل ....  ما ان جاءت وجلست قربهحتى تشتتت افكارهما , وضاع كل ما اعداه من كلام , ليبقى الصمت فقط معبا بالدلالات و محاصرا بالرموز التى تفوق احتمال المكان ! .. وعندما ابتعدا فى اتجاهين متعاكسين .. توقف يتابعها ببصره


وهى تناى  حتى غابت عند مدخل الفندق دون ان تلتفت ...  فى التليفون قال لها الحكة الاميريكية :  go  on 
فهمست بما تسرب   الى رئة المكان ليتنفس اشجانه فى فرة ملتهبة  ! ...
وهو فى الطريق الى شقته الصغيرةفى الجيزة , اتصل بها فى المطار , لم يتمكن من الوصول اليها .. كانت طائرتها قد اقلعت , تحملها الى منفاا البعيد   ,  مخلفة وراءها رائحتها وملامحها فى كل شىء حوله ......

كانت ميمى قد جاءت بعد حنين طال ,  محملة بالبشارات كانودات خريفية  يانعه ,  وكوعد خصبه زمن غامض  . فخص به مكانا اشد غموصا ...  بحث عنها فى الزحام حيث تنتظره عند محطة المترو ,  يتفاعل فيها الوق والحنين والترقب , ليعطى انتظارها معنى كونيا عيقا ومتحفزا  طعما متوترا برائحة القلق الخرافى فلا تستشعر القادمين والذاهبين , المارة والباعة المتجولين ...   رغم تفرسها فى الوجوه الموسومة بالضجيج والفوضى والارتباك ...  تبحث فى هذا الركام عن وجهه الاليف ..  وجهه الذى ركته خلفها فى الخطابات والصور والرائل الاليكترونية ...  وجهه الخالرج من الصمت الى الصمت ...  امامها .  .. حمله طيها . عله يخرج من الزحام فجاه  مبتلا بالوعد والمواعيد ........


فى غرفتها بالفندق تلست ذكرياتها الادمة ..  تحسست مشاعرها وهى  تلقى ببصرها على النيل  المتململ اقصى حدود الشتاء  , نافذه لب يحيا فى الازل , تدخل فيها عروس النيل الى عرش الخصوبه .  يحملها الملائكة الكروبيين  .  لتدفىء الجنه بالشجن .  وتاخذ من عذوبتها ....  تنسج على الكورني الممتد كافعوان وافعى للربيع جلدا جديدا  لهما   وهما  يمارسان لعبة الحيا ة    الموت    الخصوبة ..........
نضت عنها ترقبها  وهى تضغط ازرار هاتفها الانثوى الصغير :
* لقد وصلت بطائرة المساء
*واحشانى موت
القاهرة مدينه غريبه عليها , لاول مرة تطاها   ........غامضة ومجهولة كما تخيلتها ..  حية ومربكة ومرتبكة كما تراها الان !..يربكها انتظارها له بهذهالمحطة  .  تربكها معاكسات المراهقين , ونظراتهم المتسللهالى كنوزها كنوزه .. يربها دفه الذى يحاصر كل ذرة بكيانها ...  تربكها ل التفاصيل  :  الترقب . الحذر .  !..... كانت اشد توترا منه ,  عندما اتصل بها اكثر من ثلاث مرات على الموبايل يسالها ان تحدد وقعها بالضبط "  فى اى مدخل من مداخل المترو يا ميمى ؟ " هرول بين المداخل المتباعدة لمحطة السادات عدة مرات .... 

 

لم ينم اثر هافها ....  ظل منتظرا هذه اللحظة  التى اشتاقها منذ وقت طويل ,  وهو يستعيد المكالمات الطويلة منذ الصيف لماضى ,  عن الذى جرى معها ومعه ..عن الغربة وحكايا الليال الطويلة ..  عن الحنين الى طن فى الدفء ..  عن دف فى ليال الشتاء الباردة ............
فى السادسة صباا بالضبط ازال لحيته ,  وغسل عنه اثر الخمر والنيكوتين .. اعد لنفس قهوة ثقيلة . ارتفها بتوتر وهو يلاحق عقارب الساعة التى تمضى فى اتاد .  وينقل بصره بينها وبين سماعة الهاتف الى ان جاءه صوتها فى الجانب الاخر :
* انا مستعده للخروج
* انتظرينى  فى السادات 
تعطر بعطره المميز وخرج .............

احبها كما لم يحب من قبل   حاصرته بدفئها وعذوبتها  وهدت كل القلاع التى يحتى بها ... دهمته خارجة من تلافيف ماض حميم , التقيا فيه بهدؤ  وعلى مفترقه مضيا فى صمت جارح  .....  لكنهما ظلا موسومين ,  بذاكرة الجروح الحية . المتجددة كشجن ممتدوحنين لا يطويه الزمان ولا المكان .....كالمطلق خارج التحولات ...........خارج التغيير ......ففى المنتهى يتبديا كروح نبى زاهد , يرتقى مدارج المحبة والسلام  وهو يحبهما فى حميمية وتؤدة  .................

 

 

اقتنصتها عيناه من بعيد عند دخل المترو ..  كالهة يونانية تبدت ممى عن سحرها العميق ذاته ,  وكاثنين محملين بحنين الارض  لاشواق السماء .  احتضنها بقوة دون ان يابها  للزحام !..  كانا حاضرين فى الغياب غائبين فى الحضور.......وكالمغيبين فى اغماء طويل , لم يستشعرا النظرات الدهشة للناس الذين التفوا حولهما ..........

 

سحبها من يدها الى داخل المترو ..  كادت المحطة تفوتهما ..........كانا هائمين  فى فى فضاء  هيولى شفاف ,  يؤدى الى الارخبيل الذى بداخلهما ...
بشقته الصغيرة فى الاندلس اجلسها على حجره ناما بعد ذلك متصالبين ..يصلبان حرمانهما عجف الزمن  ..  جور الناس وقسوة الحياة .. خواء الغربة والم الذكريات...  يصلبان اوجاعهما المقيمة  فى وجدانيهما المنهكين ..... اوجاعهما الثاوىه الى عمق سحيق فى الخلايا والعصب : ذاكرة لشجن ازلى  وحنين مقيم كاسرار الهية  ومواجد  نبوية راحلة فى الابدية  " طوبى للغرباء ! " .. همس ...فتاوهت .. كانت نيرانهما تزداد اشتعالا ولا تخبو ..  وكان ترقبهما لميقات  رحيلها يشعل فى القلب اشواقا لا تنضب , كالاتون ..  اشتعلت الغرفة بالحيمية , بالتوتر , بالقلق . بالانصهار .......لتتناثر بقايا صور فوتغرافية توقف فيها الزمان عند لحظات نابضة بالوجد والمواجد .....................
القاهرة الجيزة 10..2. 2004
احمد محمد ضحية احمد



#احمد_ضحية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاص السودانى عبد الحميد البرنس : الطيب صالح لو عاش فى السو ...
- القاص السودانى عبد الحميد البرنس: الهيئة المصريه احتفت بالتج ...
- على خلفية القرالر 137 فى العراق - الاسلام السياسى قنبلة موقو ...
- دار فور : ما لا يقتلنى يقوينى3_4
- عثمان علي نور / رائد القصة القصيرة في السودان
- دارفور ملا يقتلنى يقوينى 2_4
- كل ما لا يقتلنى يقوينى 1--4
- دار فور: حرب تلد أخرى........
- منال - قصة قصيرة ...
- في ذكرى الأستاذ محمود محمد طه
- الحوار المتمدن .. خط شروع جديد
- السودان : احتمالات السلام واجندة عمل مؤسسات المجتمع المدنى
- العراق : ذاكرة الهنود الحمر .. كم عميق هو الدم !!
- من اوراق الزيتون 2 طارق الطيب
- تخليصات حس طارق الطيب وبعيدا عن الذاكرة السودانية المشتركة


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد ضحية - نافذة للحنين نا فذة للشجن ....قصة قصيرة