أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد ضحية - العراق : ذاكرة الهنود الحمر .. كم عميق هو الدم !!















المزيد.....

العراق : ذاكرة الهنود الحمر .. كم عميق هو الدم !!


احمد ضحية

الحوار المتمدن-العدد: 669 - 2003 / 12 / 1 - 02:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غنى شعب العراق فى مقام الحنين بصوت فندر عبد الحر : احن الى نجمة فوق حد التعب

الى جمرة .. فى ضمير اللهب

الى نخلة ادمنت كبرياء الرطب

الى غنج الاغنيات

الى دجلة يحتف بالفرات

الى الق النور فى خالديك

اخاف عليك اخاف عليك ..

غنى فندر كما غنى جلجام من قبل وخطاه رتسم على ذاكرة التاريخ قيمة للحياة ومعنى للبطولةالتى تتخلق من طائر الفينيق فمن كل هذا الدمار وسقط الافكار وركام التاريخ تتخلق الحياة من جديد من الخراب والفجيعة من حرائق الناس , بقايا الطيور , رماد النخيل . هباء المكان ..! من اسرار الاثار المسروقة و التاريخ المنتهك والمنهوب ..

الهنود الحمر :

اننا نتسائل مع السحابة الحمراء زعيم الهنود الحمر وهو يحدق بحزن واسى والتياع فى مشهد الابادة البشعة لشعبه محاصرا بذاكرة المكان وقلق الميتافيزيقيا وسؤال الوجود الرهيب وبوح الاثر الدارس :( من الذى بدا الغناء هنا ؟ من الذى اطلق الاصوات الاولى للغناء فوق هذه الارض الواسعة ؟ .. انها اصوات غناء الشعب الاحمر , الذى كان يتنقل حاملا خيامه ورماحه وسهامه .. ما الذى يقع فوق هذه الارض ؟ .. كل ما حدث لم اكن اريده ولم يسالنى احد انهم ياتون ويعبرون فى ارضنا وعندما يذهبون لا يتركون خلفهم سوى انهار الدماء ...) ..العالم الحر ثرثر طويلا عن الابادة البشعة واغتيال الديموقراطية وحقوق الانسان المثقفين فى العالم الحرانزعجوا جدا لعدم احترام اليانكى للجماهير المسالمة التى انتخبت بلير وخوزيه وبوش خشيت هذه الجماهير المسالمة من تحمل التركة الثقيلة كما انطوى علي هذه المخاوف خطاب جيمس بلدوين : ( لا احديمكنه ادعاء حقه المكتسب بحكم المولد دون قبول كل التركة! ) .. لا تزال اميركا تمعن فى عدم احترام القانون الدولى ولا رغبة الجنود المنتحرين واسرهم التى لا تزال تخيم على ذاكراتهم مشاهد فيتنام كتاريخ حى اقتضى مسح رائحة هزيمته العطنة تخليق بطل وهمى كرامبو لاغراض التماسك النفسى المفقود!! .. لا احد خاصة العرب يجرؤ على القول: لا لا لا ..؟؟؟!! فزمن اللاءات المشفوعه بالفعل ابتلعته العولمة واصبح حبيسها الى اجل غير مسمى ! ربما ينطوى على ما قاله جوبلز النازى يوما : الديبلوماسية هى الاسم الذى تسمى به الاجناس الضعيفة ! لكننا لا نريد ذلك .. لكننا لا نتوقع من العنف سوى انتاج العنف المضاد .. لكننا ............لكننا نحاول ان نصيخ السمع لراسل بانكس وهو يتحدث الى حفيدته باسى عن الذين لا يرغب (بوش ومعاونيه فى سماع اصواتهم لانهم لا يرون الامور بعينيه : كان هناك وقت غير بعيد كان فيه شعبنا لا يظهر امام خارج حدودنا كسلطة محتالة تفرض ارادتها على العالم باى طريق ممكن سواء بالابتزاز الاقتصادى او الاكراه او الحرب الوقائية بتغيير نظام حكم او تهديد بتدمير نووى ) ..

المكارثية الجديدة :

ولان هناك مثل هذه الاصوات الان احيت اميركا لجنة السناتور مكارثى الرهيبة ليسكت امثال رسل بانكس المشكوك فى اميريكيتهم .. اميركا تحت شعار محاربة الارهاب : حرب داخلية ترهب العالم اجمع وتشيع اكبر واوسع حرب نفسية عرفها التاريخ : اميركا العلمانية والحريات والديموقراطية وحقوق الانان : يا للاسف !!!! نعم لقد بدا واضحا منذ 11 سبتمبر ما غض عنه المتنورون الطرف . بعد ان عشنا بهم ومعهم خمسة قرون ونصف من التمزق والالم حتى يتمكن بعدها الانسان من التحقق عمليا . نتسائل الان : هل تحقق الانسان فعلا , كما توهمنا طويلا ؟ ما حدث فى 11 سبتمبر وضع احلامنا كلها بين مزدوجتين : تطلعاتنا للمدنية وفصل الدين عن الدولة والديموقراطية والحريات والحقوق ..: وشمل الاستفهام الطبير الذات والاخر كما تبدى عن الخزلان وطبيعة الاعدقاء العدوانية .. لتكتمل الدائرة فى الجرح العراقى الغائر.. العراق الذات المنتهكة المنتهبة التى يرى على سطحها المستضعفين صورهم الشاحبة البائسة !! فذات العراق البائسة تخط نيابة عنهم قصة الجبروت الاميركى وخذلان الاشقاء.. فى سبيل الاجابة على ما توهمناه ونحن نقرا مسيرة خمسة قرون قطعها العقل الغربى بين كر وفر ليصادق فى النهاية على ميثاق حقوق الانسان والقانون الدولى ليعدمهما فى الان ذاته !!.

الحروب تبنى فى عقول البشر:

صفقنا للانسان ورددنا مع لوركا ان الحروب تبنى فى عقول البشر وعلينا فى عقولهم ان نبنى حصون السلام وكنا لحظتها نمسك بتلابيب اغنيات الشمس والخبز والحرية منهكين من الكفاح المرير الذى قدناه على المستوى الذهنى ونحن نقرا عن الفلاحين فى الساكسى ووستفاليا وقلوبنا واجفة عما ستخرج به جلسةجوتنبرج وتفكرات البابا ليون مالك الحق الالهى ونال منا الاعياء والنصب ونحن ننتظر لوثر يعلق مبادئه فى الميدان الكبير ويمضى ليتزوج الراهبة كاترين معلنا حق الانسان فى الحب والحياة والعمل والخصب والنماء وقبل كل ذلك حق الحياة بسلام وامن !! هذا الحق الذى يحاصره اليانكى الان بالكراهية اذ يصادرونه ببساطة متناهية على مراى وممع من الاعدقاء .. صارعنا انفنا وعقولنا ترتحل من النقل والمتواتر وتداخل الازمنة الثقافية فى وجداننا لتدور مع اوغست كونت فى وضعيته المنطقية التى قلبت( اجتماع العالم) ودارت رؤسنا مع نبية اينشتاين فتثاقفنا مرارا مرهقين والان هل الظلم نسبى ام مطلق وان كان نسبيا ما هذا الذى حدث ويحدث فى العراق ؟! هل الحرب نسبية ام مطلقة هل الدم الممزوج برطب نخيل العراق وشعر الماجدات الطويل كليل العراق و.........راسنا يدور ويتغضن كرطب العراق المحترق الجميع اداروا ظهورهم وهم يرون دار الحكمة تنهب والمغول يخرجون من بين ركام التاريخ ينشرون الدعاوى ويمنون النفس بالاستقبال المهيب باكاليل الغار ككل الفاتحين العظام ... العراق الان مقبرة الغزاة فكيف سيحتمل المنحدرين من سلالات الامبراطوريات البائدة التى خيم عليها مغيب الشمس النخيل المحترق .. ذاكرة المكان العريق . عبق اماسى الرصافة وبادية المتنبىء سيدى: ان يسؤك زمان بذى ورم باد فهذا زمان كله ورم .. كما قال عبد الرزاق عبد الواحد وهو محاطا بطيوف حمورابى وجلجامش ويتسائل ايضا : كيف يحتمل ابن العم خوسيه ماريا ازنار رؤية جثث الاطفال والنساء الماجدات : ما كان ملوك الطوائف ليفعلون هكذا يا رجل بعد ان اترعتهم اغنيات ولادة بالحنين !

كم هو عميق هذا الدم :

قال المسيح الانبياء الكذبة تعرفونهم بثمارهم وثمار انبياء العالم الحر هى ذات الثمار غير المحتملة : الجثث . الدمار . الابادة . عدم احترام كرامة الانسان . واسوا من كل ذلك وضع انسانية الانسان موضع اتهام !!لذلك وحيد هو شعب العراق وهو يخوض حرب تحرير البدو نيابة عنهم فالمقاومة العراقية الان وحدها اغلبية بوجه الخزلان والخوف والسقوط كجلجامش تمضى فى اللانهاية بحثا عن الحرية والاتقلال والسلام والديموقراطية والعدل والجمال كجلجامش يغنى فى خاتمة المطاف عيون المها عند اتكاءة الجسر على القلب دون ان يتورط فى الواجب الذى وصفه محمود درويش : الا يكون لنا واجب افضل من حفر القبور

او البحث عن كلمات حديثة لمرثيات جديدة

كم هى صغيرة هذه الزهرات

كم هو عميق هذا الدم

هذا الجرح عميق لي ككل الجراح فهو سحيق بعيدا اقصى الجنون الاباتشى بعيدا الى حد توما هوك والهارم والقنابل العنقودية والموجهة .. ان ما حدث ويحدث فى العراق لهو شىء اسوا من ستالينجراد الحرب العالمية .. الكلمات والاحاسيس والمشاعر الانسانية لا تقوى على وصف الذى بالقلب اغمد نصله النارى اورثه النواح .. فكيف سننسى يوما هذا الشىء البشع الذى انتجته حضارة الانسان لتنقشه على وجداننا يوما بيوم وجرحا بجرح تغورت فيه بمشاهد الاطفال المتجيفين فى احلامنا المطاردة بجثث امهاتهم وابائهم .. ستحاصرنا بقايا الشيوخ المتاكلين فى قيلولاتنا وسنظل جميعا هاجسا فى حكمة اوغست كونت التى قلبت العالم راسا على عقب بفروضها المنشئة .. ونتسائل متى تصطنت اميركا لامثال الكاتب الايطالى ستفانوبينى : لا تبالغوا فى اكاذيبكم وفى كلمات مثل الوقائى والانسانى والقنابل الذكية والفدرالية ونزع السلاح بدلا عن العدوان والمحو بدلا عن القتل .. انتم زائفون وفادون وكاذبون بقدر قوتكم العسكرية ...

لم يتركوا لنا وى الترديد مع رعد مطشر :

فانهمرت من مخلب الصبر

مصقولة بالفقد

تبعك

خطى تمشط شيب الغزاة

اعين تنكب مثل السنابك الجيوش

واياد

بلا واد

تشهق

وتغرق

بتلك البلاد



#احمد_ضحية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اوراق الزيتون 2 طارق الطيب
- تخليصات حس طارق الطيب وبعيدا عن الذاكرة السودانية المشتركة


المزيد.....




- هيفاء وهبي وبوسي تغنيّان لـ-أحمد وأحمد-.. وهذا موعد عرض الفي ...
- أول تعليق من روسيا على الضربات الأمريكية في إيران
- الأردن: -إدارة الأزمات- يؤكد محدودية تأثير مفاعل ديمونا حتى ...
- -ضربة قاضية حلم بها رؤساء عدة-.. وزير دفاع أمريكا عن الهجمات ...
- إعلام إيراني: قصف إسرائيلي على مدينة بوشهر الساحلية ووسط الب ...
- صور أقمار صناعية ومعلومات استخباراتية.. إيران نقلت اليورانيو ...
- طلب رد دائرة الإرهاب: المحامي أحمد أبو بركة يطالب بمحاكمته أ ...
- أبرز ردود الفعل الخليجية على قصف إيران.. دعوات للتهدئة وتحذي ...
- مضيق هرمز تحت المجهر.. هل يتحول الرد الإيراني إلى بوابة الحر ...
- أي مستقبل للحرب بعد الضربات الأمريكية على إيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد ضحية - العراق : ذاكرة الهنود الحمر .. كم عميق هو الدم !!