أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد حسين الداغستاني - مالم يتناوله المحللون والخبراء.. العامل القوقازي في زيارة ساركوزي الى دمشق















المزيد.....

مالم يتناوله المحللون والخبراء.. العامل القوقازي في زيارة ساركوزي الى دمشق


محمد حسين الداغستاني
صحفي وشاعر وناقد


الحوار المتمدن-العدد: 2395 - 2008 / 9 / 5 - 08:23
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


أجمع الخبراء ومراكز التحليل والمتابعة السياسية وأجهزة الإعلام على أن زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى سوريا تستهدف البحث في أربعة محاور رئيسية أولها البحث في ملف السلام في الشرق الأوسط أي إستعداد فرنسا لرعاية مفاوضات سلام مباشرة بين سورية وإسرائيل ثم الأوضاع في لبنان وخاصة عقب القمة التي إنعقدت بين الرئيسين بشار الأسد وميشال سليمان وقرار إقامة علاقات دبلوماسية بين دمشق وبيروت ، وكذلك الموضوع الإيراني الشائك حيث يعتقد ساركوزي أنه بإمكان دمشق القيام بدور في إقناع طهران بالتعاون مع الغرب لإنهاء أزمة الملف النووي الإيراني ، وأخيرا التأكيد على إمكانيات الإرتقاء بالعلاقة الإقتصادية الى مستوى العلاقة السياسية .
ورغم أن هذه الأهداف المعلنة للزيارة كان قد أكدها الرئيسان الفرنسي والسوري عبر مختلف أجهزة الإعلام إلا أن على المحلل والمراقب لما يجري في المنطقة الوقوف مليا أمام توقيت زيارة الرئيس الفرنسي الى دمشق الآن والمدعومة بصمت أمريكي وإسرائيلي واضح ، بل وربما الرضا عنها ! هذا التوقيت الذي لا يمكن أن يكون إعتباطا ودون حساب لأدق النتائج المترتبة عليها .
وعلى أي حال فإن إستمرار تجاهل الدور السوري في قضايا المنطقة هو ضرب من الغباء السياسي خاصة بعد أن باءت بالفشل الجهود الأمريكية المضنية التي وظفت لتضييق الخناق على هذا الدور ، وتشديد العزلة الدولية على سوريا لإجبارها على تقديم التنازلات المهينة وفك التحالف مع إيران وإنهاء تأثيرها على الساحة اللبنانية وترك الميدان العراقي للاعب الأمريكي وحده دون منازع ، فهاهي سوريا تسهم بفاعلية يشهد لها الإتحاد الأوربي في حلحلة العقدة اللبنانية ، كما ومضت بإصرار في تأكيد علاقتها الإستراتيجية مع طهران رغم النوايا العربية المفعمة بالقلق من المشروع النووي الإيراني ، كما وتواصلت مع الهم اليومي العراقي بوضوح لا جدال فيه .
لكننا وبالعودة الى توقيت زيارة الرئيس الفرنسي الى دمشق فإننا يجب أن نولي إهتماما بارزا بزيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى موسكو والتي سبقت الزيارة الأولى ، وحساسية المباحثات التي أجراها مع القادة الروس ، في الوقت الذي كان صوت المدافع لا يزال يعلو على مبعدة من الحدود الدامية في القوقاز لحسم مشكلة إمتداد النفوذ الأمريكي في تلك المنطقة الحيوية لأمن روسيا وحلفائها ، وبالتالي فإنه يجب إدراك الصلة المتينة بين الحدثين النوعيين .
فعندما تعمل الولايات المتحدة الأمريكية بدأب واضح على تحقيق أوسع إدانة دولية متاحة للعملية العسكرية الروسية في جورجيا والتي توجت بقرار البرلمان الروسي الإعتراف بإستقلال كل من أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا ، وإصرار الرئيس بوش على ضرورة معاقبة روسيا وعزلها عن المجتمع الدولي من خلال حث أوروبا على حرمان روسيا من الفعاليات السياسية والإقتصادية المشتركة ، فلإنها تعلم تماما بأن الأوراق المتاحة بيد اللاعب الروسي محدودة في مواجهة الضغط الأمريكي والغربي ، وهذا ما برهنته الأحداث بدءً من تحجيم الدور الروسي في قضايا الشرق الأوسط (العراق ، فلسطين) والإستخفاف به في مواصلة نشر عناصر الدرع الصاروخي في بولندا وتشيكيا وتوسيع الناتو على حساب الجمهوريات السوفياتية السابقة .. إلخ ، بل أن إثارة فتيل نزاع كبير في القوقاز الذي هندست له أمريكا ونفذها الرئيس الجورجي هو في رأي يوري زيتين كبير الباحثين العلميين في معهد العلاقات الدولية بموسكو ، خيار إستراتيجي جديد لواشنطن في البحث عن ساحة إحتياط بديلة للحالات المتوقعة بعد عجز أمريكا عن ضمان الأمن والإستقرار في العراق .
وهكذا تبرز الورقة السورية في الأجندة الدولية ( وفي حرب القوقاز خصيصا) عندما بادر الرئيس السوري بشار الأسد الى التلميح لإمكانات تطوير العلاقة السورية الروسية والى إمكانات بينة لإدراج التسليح الروسي الحديث في المحادثات المشتركة ، وتلك مسألة قد تؤثر في ميزان القوى في المنطقة فضلا عن بروز قوة إستراتيجية لا يستهان بها ممثلة بتحالف سوري وإيراني مؤثر كان موجودا أصلاً إلاّ أنه يطفح بقوة هذه المرّة بترتيب سوري ـ روسي في مواجهة المخططات الأمريكية والعناد الإسرائيلي في المنطقة ، وبقصد إشعار الولايات المتحدة بامكانات حصول متغير حقيقي في المنطقة قد تقلّب الكثير من المعادلات فيما لو تواصل ضغطها في القوقاز بإتجاه عزل موسكو .
إذن هل يمكن أن تكون زيارة ساركوزي الى دمشق قد تمت بدفع أمريكي لتقديم حزمة من المغريات الى الجانب السوري مقابل تعاونها في تطويق الجهد الروسي المستجد في المنطقة وإيقاف التداعيات الني من الممكن حصولها وإنعكاساتها الخطيرة على استراتيجية واشنطن وأمن اسرائيل ؟
لقد أكد الرئيس الأسد في حديث للتلفزيون الفرنسي على ( أن الرئيس الفرنسي عندما جاء الى سوريا وضع هدفا ً هو الإستقرار في قضايا السلام ، ولبنان ، وما يحصل الآن في القوقاز)! ولسبب ما فإن المحللين ووسائل الإعلام أطنبت في الحديث عن كافة المحاور المطروحة في اللقاءات المشتركة بين الرئيسين دون الإشارة من قريب او بعيد الى علاقة تلك الزيارة بما يجري في القوقاز رغم تأكيد الرئيس الأسد على هذا الهدف الحيوي لزيارة ساركوزي ؟
مما لا ريب فيه فإن مخططي الإستراتيجية الأمريكية قد وضعوا في حساباتهم العديد من العوامل التي قد تؤثر بصورة مباشرة أو غير مباشرة في خطط ترتيب الأوضاع النهائية في القوقاز ، لكنهم هل كانوا يتوقعون أبعاد ونيات القفز الروسي من القوقاز الى الشرق الأوسط ، وقدرات هذا العامل الجديد في خلق بؤرة تهديد مؤثرة للمصالح والمخططات الأمريكية في المنطقة وأمن إسرائيل من خلال ترتيبات عسكرية وأمنية وإقتصادية جديدة من خلال تنسيق روسي ـ سوري ـ إيراني فعّال والذي لا يمكن لواشنطن التساهل فيه مهما كانت الأحوال والظروف ؟
إن العامل القوقازي إذاً يجب أن يؤخذ بنظر الإعتبارفي المعادلة الدولية في الشرق الأوسط ، وربما يكون هوالحافز الرئيسي والأساسي لزيارة ساركوزي الى دمشق ، إنه هدف واقعي وصريح يعمل على إعطاء سوريا ما ترغب فيه مقابل التراجع عما تم الإتفاق عليه في موسكو والعودة الى تهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط ليتفرغ بوش وحلفائه الغربيين للقوقاز دون إقحام أطراف إضافية في هذا الصراع .
ألا يفسر كل ذلك الصمت الأمريكي والإسرائيلي تجاه هذه الزيارة لرئيس دولة أساسية في الإتحاد الأوربي ، في الوقت الذي لا يهدأ الإعلام الغربي لزيارة عضو في الكونغرس أو أي مسؤول غربي حتى في الدرجة الثالثة فيما لو تمت الى دمشق ؟
ولكن هل حققت الزيارة الفرنسية أهدافها رغم حشد الدعم العربي والدولي لها والمتمثل بالقمة الرباعية التي عقدت في دمشق بعيدا عن التدخل المصري السعودي المباشر ؟
ذلك هو ما تسفر عنه الأيام القادمة وأبعاد وإيماءات التحرك السوري الذي عاد الى الساحة الدولية في المنطقة عبر العامل القوقازي ولكن هذه المرة بقوة اكبر !



#محمد_حسين_الداغستاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرار الى العشب
- مرايا الله
- خفق النبض
- النسور تنأى بأبصارها بعيدا !
- أسئلة عن الحب والحرية المسلوبة !!
- في الحب مرة ً أخرى !!
- ياصديقي
- حدود الحرية
- مؤسسات المجتمع المدني في العراق بين التحجيم والضرورة الحتمية
- تداعيات توق أضاع المسافات
- الغد المرتهن
- الديمقراطية النازفة في العراق
- إنتماؤنا القفقاسي وإملاءات المكان !


المزيد.....




- بايدن يصرح لـCNN بنصيحة أوباما له بشأن الانتخابات المقبلة
- مناورة -غير عادية- لمقاتلات روسية قرب أمريكا.. ومصدر يوضح ال ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي دفن فلسطينيين في مقبرة جماعية داخل مجم ...
- الاتحاد الأوروبي يعلن عدم تجديد تفويض بعثة تابعة له لتدريب ا ...
- الرئيس الأمريكي يحذر إسرائيل من تعليق بعض شحنات الأسلحة إلى ...
- 5 دول تتجه للاعتراف قريبا بدولة فلسطين
- بايدن واثق من أن ترمب -لن يقبل- نتيجة الانتخابات الرئاسية
- حماس: إسرائيل غير جادة وتستغل المفاوضات غطاء لاجتياح رفح
- بايدن: القنابل التي قدمناها لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين ...
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد حسين الداغستاني - مالم يتناوله المحللون والخبراء.. العامل القوقازي في زيارة ساركوزي الى دمشق