أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خالد عبد القادر احمد - اهمية الحجم القومي الجيوسياسي في الواقع السياسي العالمي














المزيد.....

اهمية الحجم القومي الجيوسياسي في الواقع السياسي العالمي


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2394 - 2008 / 9 / 4 - 02:04
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


اثبت تاريخ التجربة العالمية في مجال السياسية ان قيمة القوميات تتمايز وتتفاوت عن بعضها البعض بالنسبة لضرورتها في الحركة الانسانية العالمية ان بالنسبة لاهميتها في مجال التقدم العلمي الحضاري المدني او في مجال الصراع فيما بينها على اولوية البقاء والتفوق, كما اثبتت التجربة التاريخية ان قرار الحاجة لذلك تتخذه في العادة الاحجام القومية الجيوسياسية الاقوى عالميا وهذه حقيقة نرى المجتمع الانساني عالميا يقبل باحكامها _اللااخلاقية _ بحق مصير بعض القوميات , ان القومية في النهاية هي حجم جيوسياسي تتناسب اهمية( ضرورة وجوده) بالنسبة للانسانية مع تقدير المراكز العالمية لمدى حاجة المجتمع الانساني الى ضرورة وجوده او عدمها
في عهد ما قبل الحضارة الصناعية الراسمالية , في زمن قوميات الاحجام الجيوسياسية الضخمة ( الامبراطوريات) ما قبل الصناعية الراسمالية كانت هذه المركز هي التي تقرر اي القوميات يجب بقاءها واي منها يجب التضحية به , لذلك نجد كثيرا من القوميات ابيدت في التاريخ الانساني حتى لم عد لها من وجود سوى في التراث الفكري والتاريخي للانسانية في حين نجد ان بعض العروق القومية لا تزال لها امتداد في الوجود البشري
وفي العصر الراهن واثر تجربة انسانية مريرة , نجد ان القوميات التي تتمتع بمستوى من الوعي القومي الوطني , قد ادركت وجود هذه الحقيقة في معترك الصراع العالمي , فهي لذلك تسعى للحفاظ على وجودها واستمرارها القومي عبر التحالفات والصراعات التي تخوضها اختيارا او رغم ارادتها ,
من جانب اخر فان الاحجام القومية السياسية الرئيسية في عالم اليوم وهي تدرك نسبية سيطرتها وسيادتها العالمية فانها تحاول ان تستكمل نقص هذه السيادة والسيطرة العالمية وتدعيم بقاء تفوقها العالمي عبر تضخيم حجمها الجيوسياسي بتحالفات مع الاحجام القومية السياسية الاقل حجما منها وهي تستفيد من ذلك بتوظيف امكانيات هذه القوميات في برنامجها القومي الخاص , فبرزت في مجال الحركة العالمية في الصراع المحاور التكتلية والتي كان بدايتها وابرزها محاور الحرب العالمية الاولى والثانية وتاليا المعسكرين الراسمالي الغربي والاشتراكي الشرقي ابان الحرب الباردة . اما اليوم فان تعدد مراكز القوة عالميا يحمل معه تعدد محاور تكتلية مواز لها
فمنذ انهيار الحرب الباردة بصورة سلمية غير عنيفة بين نظامي الانتاج الراسمالي والاشتراكي وانحسار نظام الانتاج الاشتراكي عالميا لصالح نظام الانتاج الراسمالي , فان حالة الصراع العالمية بين المعسكرين كحالة صراع رئيسية انحسرت ايضا لتبرز حالة الصراع التي كانت سابقا ثانوية بين مراكز المعسكر الراسمالي نفسه فتصبح حالة الصراع الرئيسية عالميا الامر الذي فرض على الصورة العالمية صورة اعادة اقتسام العالم بين المراكز العالمية وايضا صورة اعادة اصطفاف الاحجام القومية الادنى قيمة من اجل حماية قومياتها من الاندثار بين اقدام المراكز الضخمة
لذلك لا بد للادارات السياسية القومية اثناء ادارتها لشئون قومياتها من ان تدرك تماما حدود الاحجام الجيوسياسية العالمية الرئيسية الراهنة وان تتخذ تبعا لمصالحها الخاصة موقعا لها في هذه الاحجام وان تحسن التعامل مع تناقضات الحركة العالمية حتى تستطيع تحقيق برامجها القومية في التحرر والاستقلال والسيادة والتحضر والتمدن والرقي ,
ان الشرط الرئيسي لكفاءة الادارات السياسية القومية وعلى وجه الخصوص القوميات التي لا تزال تعاني من حالات قهر وطني هي في ضرورة ادراك خصوصيتها القومية ووعيها لهذه الخصوصية بدءا من جيوسياسيتها ومرورا بخصوصية سماتها التاريخية ان في مجال التطور الخاص او عبر تاريخ موقعها في تاريخ الصراع العالمي , وضرورة ادراك الوظيفة العالمية لقضاياها الخاصة وكيف تقوم المراكز العالمية باستغلالها لصالحها الخاص , فبذلك فحسب يمكن للادارات السياسية لهذه القوميات ان تحسن ادارة معركتها من اجل تحررها القومي واستقلالها
للاسف نحن في القومية الفلسطينية لم نتمتع بقيادة قومية لها مثل هذا الادراك , حيث تناوبت في موقع قيادة النضال الفلسطيني من اجل التحرر خطوط نظرية سياسية اما دينية ترى ان معركة التبشير الديني لا تزال هي سيدة الصراع العالمي , او قومية عربية ترى ان الاستعمار العالمي يستهدف (وحدة امة عربية ) لا وجود لها في الواقع , وقد اعتبرت كلا القيادتين الدينية والقومية العربية ان القضية الفلسطينية جزءا من قضايا اكبر هي الدينية والحضارية
وحدها مقولة الخصوصية الفلسطينية هي التي اطلقت نضالا تحرريا استقلاليا يرفع شعارا مناسبا هو ( الدولة الفلسطينية المستقلة ) غير ان هذه القيادة لم تنجح في خوض كفاح نظري سليم مع المقولتين الدينية والقومية العربية بل نراها كثيرا ما تخضع لقيودها الامر الذي حجم قدرة المبادرة السياسية عندها وجعل انجازات النضال التحرري الفلسطيني في حال مراوحة وتردد, بل نكاد الان نخسر هذه الانجازات من مثل / شرعية ووحدانية تمثيل م ت ف للشعب الفلسطيني , وكذلك مشروعنا الوطني في تحويل السلطة الوطنية الفلسطينية الى دولة مستقلة كاملة التحقق ,
ان قيمة الحجم الجيوسياسي الفلسطيني العالمية في حال تراجع مستمر بفعل حالة الانقسام الداخلية الفلسطينية التي لا تستطيع التمييز بين المنجز الوطني والمنجز الديموقراطي , فقضيتنا الفلسطينية تتراجع الى مستوى حجم جيوانساني يستدر العطف والشفقة العالميين ولا يضع مصالح القوى العالمية امام مطلب نصرة التحرر الفلسطيني كشرط لتحقق هذه المصالح في المنطقة او التهديد بمنع تحقق هذه المصالح عبر التلويح بالقدرة الفلسطينية على اعادة ترتيب اصطفاف الاحجام الجيوسياسية في المنطقة
فالفلسطينيون يستطيعون في الواقع بوسائل واساليب متعددة ان يؤثروا في احتدام الصراع او استتباب الامن في المنطقة غير انهم منكفئون عن هذا السلوك بفعل حالة عجز تسود مبادرتهم عطلها اسسهم النظرية السياسية



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوهر الاختلاف الفلسطيني
- سوريا..هل تكون بوابة عودة النفوذ الروسي الى المنطقة ؟
- الحرب في جورجيا ,,,افتتاح اوليمباد صراع الاقطاب
- الهلامية في تقسيم العمل والادواروالمهمات الفلسطينية , كيف نت ...
- ميكافيلي مرشد حركة الاخوان المسلمين وحركة حماس
- في غزة تجمع ديني يساري انتهازي قذر
- زيادة التوتر في القوقاز ...زيادة التعنت الاسرائيلي في المنطق ...
- بين جورجيا والمنطقة ....علاقة
- ماذا يعني تصريح اولمرت حول اللاجئين؟
- عبرة من جنازة درويش.....اطمئوا سننتصر
- له الحداد الرسمي
- جورجيا ... والدب
- السيد احمد اقريع ..استقيل...فترتاح وتريح
- هل من تغير في ميزان الصراع العالمي؟
- ليس ممكنا معاكسة قوة التطور الموضوعية بالارادة الانسانية
- شطحة بعيد عن السياسة
- هاي الميدان يا احميدان
- سؤال الى القيادات الوطنية الفلسطينية؟
- جغرافيا قطاع غزة الفلسطينية ....امل مستمر
- لا يا سيد ملوح لا فرصة بعد:


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خالد عبد القادر احمد - اهمية الحجم القومي الجيوسياسي في الواقع السياسي العالمي