أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد علي محيي الدين - حصاد العمر7















المزيد.....

حصاد العمر7


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2375 - 2008 / 8 / 16 - 10:18
المحور: سيرة ذاتية
    


لمحات من سيرة المناضل عبد الجبار علي(أبو هادي)
بعد وصولنا إلى سجن نقرة السلمان واستقراري هناك،التقيت بالعديد من الرفاق الذين أعرفهم وآخرين سمعت بهم دون أن أراهم،وكان السجناء قد نظموا حياتهم بشكل رائع وشكلت لجان عديدة لإدارة أمور السجن ،وتفعيل النشاطات الفنية والأدبية،وكانت نقرة السلمان مدرسة تخرج منها آلاف المناضلين الأقوياء والمفكرين والمثقفين،وقد تعددت اللجان منها لجنة الأرزاق والمالية والثقافة والفنون والرياضة ،وكنا نقيم ألاحتفاليات في المناسبات الوطنية والأممية ونحيي الحفلات التي لن تغيب أصدائها من ذاكرتي ما حييت،وقد انتخبت للجنة الفنية لحفظي الكثير من الأناشيد منها نشيد الأممية وأناشيد أخرى خلقها النضال الدائب للشيوعيين العراقيين أتذكر منها نشيد السجن الذي ردده آلاف السجناء السياسيين طيلة العقود الماضية لإذكاء نار العزم في نفوسهم ومواصلتهم النضال:
من السجون تهفو القلوب في حنين واشتياق
للنضال للكفاح مع الرفاق
السجن ليس لنا نحن الأباة السجن للمجرمين الطغاة
ولكننا سنصمد..سنصمد وأن لنا مستقبلا مشرق
لنا الغد...لنا الغد...لنا الغد
وكان من أحب الأناشيد إلى قلوب السجناء الشيوعيين والتي نتلوها عندما يطلق سراح أحدهم لانتهاء محكوميته ،لإذكاء روح النضال في نفسه ،ودفعه لمعاودة الكفاح والالتحاق بالحزب للعمل في صفوفه:
يلرايح للحزب خذني وبنار المعركة ذبني
بركبتي دين أريد أوفي على أيام المضت مني
ومنها نشيد الجبهة الذي يدعوا لوحدة الصف وتشديد الكفاح والنضال لتحقيق الحلم الموعود في بناء وطن حر وشعب سعيد:
جبهة الشعب وحدي كادحيه ووطدي
كادحيه والجموع
في سبيل السلام والخبز والعمل
قد كفا الشعب ما أحتمل
جبهة الشعب وحدي كادحيه ووطدي
أما أغنية عالهودلية التي تحولت إلى نشيد ثوري أقض مضاجع الطغاة وأرهب الخونة والمستعمرين فكانت تردد في جميع الاحتفاليات ليتفاعل معها الجميع فيتحول السجن إلى كورس يردد:
عالهودليه الهودليه ما أحلا الفرحه النه بهاي المسيه
يا مرحبا ومية هلا بأم الجفل والعارضيه
وكان معنا في السجن عشرات الشعراء والكتاب والمفكرين والفنانين أتذكر منهم خالد الذكر عبد القادر البستاني ،وشاعر النضال والوطنية الصادقة مظفر النواب الذي كان قطب الرحى في الاحتفاليات السجنية وكان يطرب ويلهب حماسنا بقصائده الرائعة التي تقابل بالهتاف والتصفيق وطلبات الإعادة،وكان نجم السجون وبهجتها لما توفر عليه من صفات رائعة جعلته في القمة بين شعراء الشعب.
ومن أناشيدنا الخالدة هذا النشيد:
يا جموع الشعب يا جيش الجياع قد سئمنا العيش في ظل الطغاة
هذه آخر أيام الصراع فأذلوا الموت كي تزهو الحياة
الى الأمام الى الكفاح الى السلاح للانتقام
سلب المستعمرون الطامعونا خيرنا وانتهكوا أوطاننا
وأقاموا حفنة من خائنين نهبوا الأرض ومصو دمنا
إلى الأمام الى الكفاح الى السلاح للانتقام
أيها العمال يا قلب الحياة نابضا بالعزم خلاق الوجود
نحن شيدنا القصور الشامخات هل سوى الموت جنينا والقيود
الى الأمام الى الكفاح الى السلاح للانتقام
أزحفي للنصر يا خير الجيوش وأغذي السير للفجر الجديد
لطخي بالوحل تاريخ العروش وابني جمهورية الشعب السعيد
الى الأمام الى الكفاح الى السلاح للانتقام
وكانت هناك تحركات داخلية وخارجية ومساعي تبذل من الحزب والقوى الوطنية والمنظمات العالمية لإطلاق سراح السجناء الشيوعيين وسجناء الرأي والفكر،وقد أزداد الضغط على الحكومة لتضييقها على الحريات واعتقالها المعارضين ،وكانت الأخبار تأتينا بقرب صدور عفو أو إلغاء سجن النقرة الذي تجد عوائل السجناء صعوبة في الوصول إليه،وأغلب العائلات لا تستطيع مواجهة أبنائها لبعد الطريق وخطورته وقسوة السجانين الأشرار،وفعلا صدر الأمر بنقلنا الى سجون أخرى، وفي يوم ما بلغنا بضرورة التهيؤ للنقل من سجن نقرة السلمان فحملنا في سيارات مشبكه خاصة بالسجناء ترافقها سيارات الشرطة المحملة بالمسلحين،ونقلنا مع عفشنا الى السماوة ومنها الى سجن الحلة حيث ألقينا الرحال هناك،وكان سجن الحلة متميزا عن السجون الأخرى بوجود أدارة فيه أقل ما يقال عنها أنها قيادة حسنة تتعامل مع السجناء وفق أسس وقواعد راسخة وتقاليد ثابتة فرضها السناء الشيوعيين طيلة سنوات النضال فكان السجناء ممثلين في أدارة السجن من خلال سجين منتخب يقوم بالاتصال بالإدارة لرعاية شؤون السجناء وتوفير احتياجاتهم ،وكانت المواجهات منظمة وتجري باستمرار وسياقات ثابتة ،ولمنظمة السجن اتصالها بالحزب وتنظيمها الملتزم،وقد شكلت لجان عديدة لإدارة العمل اليومي في السجن مثل لجنة الأرزاق والمطبخ ولجنة النظافة واللجنة الفنية واللجنة الثقافية وغيرها من اللجان التي تناط بها أعمال ثابتة عليها الوفاء بها وانجازها وكنت حينها في اللجنة الفنية،وكان السجناء وجلهم من الشيوعيين من ذوي المواهب والكفاآت المثقفة لذلك كانت احتفالياتنا متميزة ونشاطاتنا كبيرة فالدروس اليومية لتعليم الأمية لغير المتعلمين ،والدراسات الأخرى في فنون المعرفة المختلفة بما فيها تعلم اللغات الأجنبية من قبل أساتذة أكفاء لهم شهرتهم في هذا المجال،أتذكر منهم رفاق عديدين أمثال الشاعر الكبير مظفر النواب والصحفي الكبير جاسم المطير ونصيف حجاج وعقيل حبش وحسين سلطان وحسين ياسين وحافظ رسن وكمال كمالة وجدو وفاضل حسين وغيرهم ممن لم تسعفني الذاكرة باستذكارهم،وكانت لجنة السجن تعمل بجد ونشاط لتوفير الحياة الكريمة للسجناء،وكنا نصدر صحيفة في السجن يسهر الرفاق يوميا لالتقاط الأخبار ويقومون بكتابتها باليد وتوزيعها على القاعات ويسهم في تحريرها صحفيون متمرسون من رفاقنا السجناء،وكان لنشاطاتنا المستمرة أثرها في أعادة الأمل للسجناء في الخلاص من السجن والتطلع للغد الآتي بما يجعلهم مشدودين أكثر لعملهم النضالي وكفاحهم من أجل الوطن والشعب.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصاد العمر(8)
- حصاد العمر(6) لمحات من سيرة المناضل عبد الجبار علي(أبو هادي)
- بطلان الفتاوى الاجتهادية
- حصاد العمر (5) لمحات من سيرة المناضل عبد الجبار علي(أبو هادي ...
- بعرس اليتيمه غاب الكمر
- الكيل بمكيالين
- حصاد العمر(4) لمحات من سيرة المناضل عبد الجبار علي(أبو هادي)
- حصاد العمر(3)
- حصاد العمر..(2)
- من هو الأخطر ..البعث أم القاعدة (2)
- حصاد العمر..(1) لمحات من سيرة المناضل عبد الجبار علي(أبو هاد ...
- من هو الأخطر..البعث أم القاعدة (1)
- (لو كل يوم جلمة جا ختمنه القاموس)
- أكذب أكذب حتى يصدقك الناس/2
- إلى أين تمضي القافلة بالصحفيين العراقيين
- نفق سجن الحلة ملحمة الملاحم في مسيرة الشيوعيين العراقيين
- أكذب ..أكذب حتى يصدقك الناس
- وعند جهينة الخبر اليقين (حول مجزرة قصر الرحاب)
- مجزرة قصر الرحاب صورة للعراق عبر التاريخ(3)
- مجزرة قصر الرحاب صورة للعراق عبر التاريخ (2)


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد علي محيي الدين - حصاد العمر7