أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ميشيل نجيب - دارفور الفساد العربى














المزيد.....

دارفور الفساد العربى


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 2363 - 2008 / 8 / 4 - 10:43
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


فى 15/8/2004 نشرت مقالاً بعنوان " دارفور فى ميزان رجال الحكم السودانى " يتحدث عن عمليات الإبادة التى تحدث لسكان دارفور وسط الصمت السودانى والعربى شعوباً وحكاماً.
وبعد مرور أربعة سنوات مازالت عمليات القتل مستمرة ومازال المجرمين أحراراً ، بل وصل الأمر إلى سابقة هى الأولى عصرنا الحاضر أن تطالب المحكمة الجنائية الدولية بأعتقال رئيس جمهورية السودان عمر حسن البشير فى عشرة إتهامات جرائم إبادة جماعية أدت إلى مقتل أكثر من خمسة وثلاثون ألف شخص ناهيك عن جرائم الأغتصاب والتجويع والتشريد.
ليس بغريب أن يصرخ نظام البشير وأعوانه من العرب الدكتاتوريين بأنها إتهامات كاذبة ويهلل البشير وسط الجماهير الساذجة ملوحاً بعصاه السحرية التى يقود بها العرب الأغنام وكأنه الفارس الهمام عنترة بن شداد.
وهذه هى المقالة التى كتبتها منذ أربع سنوات وكأنها تصف ما كان سيحدث فى مستقبل أيام العرب الفاسدة.
{ قضية دارفور هى مثال حقيقى للعقلية العربية الطاغية التى لا يهمها آلاف الضحايا الذين يقتلون أو يبادون أو يسحقون ، وآلاف المشردين الذين يعانون الجوع والمرض ، العقلية العربية السودانية فى معالجتها لقضية دارفور أهتمت فقط بإطلاق الشعارات والبيانات الساذجة لتتكتم أخبار حرب الإبادة والتى لا نعرف حتى الآن ما هو دورها الحقيقى فيها والمستقبل كفيل بكشف المستور.
كانت قضية دارفور بفضل الإعلام السودانى والعربى الفاسد فى طى النسيان لسنوات عدة ، لا يعلم بها أحد إلا نظام البشير السودانى وأصحابه ، وكانت تمارس عمليات الإبادة فى وضح النهار ولم تتدخل الحكومة السودانية إلا عندما بدأت الأصوات تأتى من أمريكا ووسائل الإعلام الأجنبية .
وزير الخارجية السودانية أعترف بأن حكومته ترددت وتأخرت فى التدخل لوقف الأضطرابات والمعارك فى دارفور، وتركت الجهات الأمنية السودانية القبائل فى دارفور فى تكوين مليشيات خاصة بها لتخوض حروب ومواجهات مع حركة التمرد أو مع الجنجويد أو مع الشيطان ، تركت الحكومة كل هذا الشر ينمو بإرادتها وقلصت دورها الطبيعى فى الدفاع عن مواطنيها وتركتهم فى مواجهة الموت والإبادة .
الجامعة العربية عقدت إجتماعاً لوزراء الخارجية بعد أن صدر قرار مجلس الأمن وأعطوا حكومة السودان مهلة لوقف عمليات الإبادة ، وكالعادة فالعرب أو الجامعة العربية هى أخر من يعلم أو يتحرك لأنها جامعة هزلية تصفيقية لأنظمة هزيلة يصفقون لبعضهم البعض على ما يحققونه من إنجازات كبرى تدفع شعوبهم إلى الوراء إلى عصور الجاهلية وشعارات الأمبريالية والصهيونية والمهلبية العالمية التى يتلذذ بها العرب وتدغدغ مشاعرهم القبائلية .
كان بإمكان قوات السودان الشرعية أن تقول لهؤلاء المتمردين أو الخارجين على القانون : " ألزموا حدودكم " ، لكنها وقفت تتفرج حتى تفاقم الوضع فى دارفور ووصل إلى درجة حرب إبادة تقع على مرأى وسمع الحكومة السودانية والدول العربية ولم يتحرك لها أحد أو تنعقد لها قمة وزراء الخارجية العرب إلا بعد أن وصل الأمر إلى أن سمع العالم كله عن طريق أمريكا .
أين كانت حكومة السودان عندما بدأت المليشيات وقوات المعارضة وغيرهم فى ممارساتهم الإبادية ؟ لماذا هذا التقاعس والأستهتار الحكومى فى حكومة السودان الذى هو صفة عامة تتميز بها حكومات عربية هزيلة تغمض عينيها عما يرتكب من جرائم ضد طوائف معينة من شعوبها ؟
من مفارقات الأحداث نجد الرئيس السودانى بات مقتنعاً وأقنع معه كثيرين بأن قضية دارفور هى مجرد تهويلات وتضخيمات لأحداث داخلية بسيطة وكأنه يقول : " العملية بسيطة .. شوية عيال بيلعبوا فى الحارة وبيتعاركوا مع بعض على قطعة حلوى ! " .
يبدو أن حكومة السودان وبقية أعضاء الجامعة العربية ترفض الأعتراف بأننا نعيش فى عالم يحكمه قوانين وسياسات عصرية واقعية تختلف كلياً عن قوانين الغاب التى ما زال يعتقد فيها عرب المنطقة إلى يومنا هذا .
إن التآكل والإهتراء هما من صفات النظام السياسى فى السودان الذى يعمل بإصرار على أن يتدهور مستوى معيشة مواطنيه ، ويعمل على أستمرار القهر بأنواعه من عنصرية وأضطهاد دينى وعرقى وسحق للآخر وطغيان سياسى لايعنيه تقدم أو تأخر شعب السودان بقدر ما يعنيه تحقيق مصالحه الشخصية فى السلطة والثروة .
الجهل مسيطر على أفعال القياديين والحرية مفقودة والقمع هو سلاح السلطة ودعوات ووعود الإصلاح كثيرة والصراع بأنواعه المختلفة يدور فى الكواليس وفى العلن ، ووسط كل هذا يموت الآلاف من الشعب السودانى تحت وطأة تخلف النظام السياسى الحاكم ، فالكلام عن إصلاح أو حقوق إنسان هو كلام فارغ أمام تفشى المرض والفقر والجوع ونقص المواد الغذائية والدوائية المتطلبات الضرورية لمعيشة ملايين السودانيين الذين لا يملكون لقمة العيش ، تلك المتطلبات التى مازالت تبحثها حكومة السودان لتحدد للدول العربية نوعية المساعدات التى تحتاجها السودان ( وليس دارفور ) كما قال وزير خارجية السودان ، كل هذا يجعلنا نشك فى جدية الساسة السودانيين فى وضع حداً لتلك الحرب الدائرة هناك .
يجب أن يستيقظ المواطن أياً كان وطنه ليعرف إن شعوباً لا تقرأ ولا تكتب ولا تنتج ولا تفكر إلا فى إنتاج عقول جاهزة للبرمجة وتنفيذ أوامر القتل والإرهاب والقهر ، هى شعوب غير جديرة بأن يكون لها مكان فى عالم اليوم ، لأنها شعوب مازالت تعيش على أوهام الماضى وخرافاته ، شعوب لا تملك عقولها وأستسلمت بإرادتها إلى أفراد يعشقون الكراهية والتدمير ونشر الخراب فى كل مكان لا ينتمى إلى أفكارهم وعقائدهم الهدامة .
هل العقل فى طريقه إلى العمل على الطريق الصحيح ؟ نتمنى ذلك فى القريب العاجل .
} .





#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن فى عالم دكتاتورى
- النكبة والثقافة العربية
- المرأة فى عالم الرجال
- الإصلاح العربى الإنسانى
- الحادى عشر من سبتمبر والشيطان الأكبر
- سبتمبر ولغة الأنتقام
- علماء المهجر
- الحرية بين الشيطان والبشر
- رُب ضارة نافعة
- جبران خليل جبران
- مسلمون ضد التمييز
- مصر بين الدين والسياسة
- المصحة المصرية للأمراض العقلية
- الدنمارك وإنتفاضة الغضب
- عبد الكريم سليمان ضحية السياسة المصرية
- مصر والهويات الضائعة
- مبارك لم يباركه المصريون
- بيان تلفزيونى للدكتور !
- القمم العربية للإرهاب
- الإصلاح وإرهاب الآخر


المزيد.....




- في السعودية.. مصور يوثق طيران طيور الفلامنجو -بشكلٍ منظم- في ...
- عدد من غادر رفح بـ48 ساعة استجابة لأمر الإخلاء الإسرائيلي وأ ...
- كفى لا أريد سماع المزيد!. القاضي يمنع دانيالز من مواصلة سرد ...
- الرئيس الصيني يصل إلى بلغراد ثاني محطة له ضمن جولته الأوروبي ...
- طائرة شحن تهبط اضطرارياً بمطار إسطنبول بعد تعطل جهاز الهبوط ...
- المواصي..-مخيم دون خيام- يعيش فيه النازحون في ظروف قاسية
- -إجراء احترازي-.. الجمهوريون بمجلس النواب الأمريكي يحضرون عق ...
- بكين: الصين وروسيا تواصلان تعزيز التعددية القطبية
- إعلام عبري: اجتياح -فيلادلفيا- دمر مفاوضات تركيب أجهزة الاست ...
- مركبة -ستارلاينر- الفضائية تعكس مشاكل إدارية تعاني منها شركة ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ميشيل نجيب - دارفور الفساد العربى