أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - اميرة بيت شموئيل - هل ستعيد بريطانيا خيانتها للشعب العراقي














المزيد.....

هل ستعيد بريطانيا خيانتها للشعب العراقي


اميرة بيت شموئيل

الحوار المتمدن-العدد: 728 - 2004 / 1 / 29 - 04:57
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لابد من الاعتراف بأن وجود قوات التحالف ( البريطاني - الامريكي) هو بالدرجة الاولى لحماية مصالح دولها في المنطقة، ولكن هذه الحماية لن تجدي نفعا في منطقة تجتاحها الصراعات المختلفة، حتى لو ارسلت اضعاف القوات الموجودة فيها الان. لابد من استقرار الامن، النسبي على الاقل، في البيت العراقي، ليستمر العمل بالشكل الذي يخدم مصالح الجميع.

لقد اخطأت بريطانيا سابقا، ابان احتلالها العراق بعد الحرب العالمية الاولى، بتلاعبها على اوتار العنصرية القومية والدينية والطائفية وغيرها من النعرات التي خدمت سياسة فرق تسد، واثرت سلبا على مصالحها الاقتصادية، جنبا الى جنب تشويه العلاقات بين ابناء الشعب.

صحيح ان الشعوب المستضعفة عدديا، قوميا ودينيا، تكبدت افدح الخسائر، ولكن بشكل عام، نجد الجميع ، وبضمنهم بريطانيا، قد تكبدت الكثير من الخسائر، وكانت النتيجة ازدياد الكراهية والازدراء بين ابناء الشعب الواحد، وفي نفس الوقت ازدياد الكراهية والازدراء من بريطانيا.

مازلت اذكر المقولة التي يتداولها الاشوريين الكبار في السن :(( اذا تخاصمت سمكتان في اعماق البحر، فالسبب هو الانكليز)). هذه النظرة الثاقبة لابد وان جاءت بعد تجارب كثيرة ومريرة للاشوريين مع الوعود الانكليزية الزائفة، حالهم حال جميع العراقيين الذين ساهموا في الحرب العالمية الاولى الى جانب قوات التحالف، للتخلص من دكتاتورية الامبراطورية العثمانية، ليجدوا انفسهم امام الاحتلال الانكليزي وسياسات فرق تسد الانكليزية وليس التحرير، حتى قيام ثورة العشرين. بقيام ثورة العشرين رحلت القوة الانكليزية ولكن... بقت يدها الطولى تدير مصالحها في المنطقة وسياساتهم التخريبية تعصف باركان البلاد من الشمال الى الجنوب.

من يزرع الحروب يحصد الحروب. فبالاضافة الى الحروب الداخلية ( عرب / اكراد/ تركمان/ اشوريين/ شيوعيين / اسلام/ مسيحيين/ سنة/ شيعة)، جاءت الحروب الخارجية ( عراق/ ايران وعراق/ الكويت)  هكذا وجد الجميع انفسهم ومصالحهم، بضمنهم بريطانيا والدول الحليفة، في مستنقع الحروب المتراكمة. وهكذا وجدت السياسة البريطانية وحليفتها الامريكية نفسها راكعة امام الشركات المصنعة للاسلحة ليس الا. وهذا ما زاد في حقد وكراهية الجماهيرية العراقية والبريطانية والعالمية، المتطلعة للحرية والتحضر والتمدن، والتشكيك في ادعاءها بمحاربة الارهاب في العالم. هذا الارهاب الذي دعمته في المنطقة سابقا وبشتى السبل للتخلص من الغريم الشيوعي في روسيا.

يبدو ان التاريخ يعيد نفسه، فبعد ثلاثة اشهر، تمر سنة على التخلص من النظام المجرم وقد تم القاء القبض على صدام وعدد كبير من زمرته، كذلك تمر اكثر من ثلاثة عشر سنة على ابعاد هذه الزمرة عن خط الشمال وخط الجنوب، والتي يجب ان يكون مسؤولي احزاب المعارضة العراقية سابقا، ومجلس الحكم حاليا، قد مارسوا فيها نوعا من الحكم والتحكيم في هذه المناطق المحررة نوعا ما، وتكونت لديهم الخبرة الكافية للحكم، الا اننا نجد ان العلاقات السياسية بين جميع الاطراف، لا زالت متأزمة وعدم الثقة والنعرات الطائفية بينهم مازالت هي هي، بالاضافة الى تصادم تصريحاتهم ومصادمات اتباعهم في الشارع العراقي اليوم، ناهيك عن تأزم الشارع العراقي بشكل عام. فهل للانكليز والامريكان اليد الطولى في هذه المشاكل؟؟.

نعم، فقوات التحالف كانت ملزمة بتفعيل تطبيقات القوانين الانسانية في العراق ، حال اسقاطها النظام الدموي ولكنها لم تفعل... لم تدعم بعد اهل القوانين ليتسنى لهم اعادة القوانين الانسانية الى البلاد. حلت ولم تدعم الجيش والشرطة ليتسنى لهم حماية الحدود الخارجية ( الجيش) والامن الداخلي ( الشرطة). لم تدعم المنظمات المدنية لتدافع عن حقوق الانسان، ولم تدعم منظمات البيئة لتدافع عن البيئة العراقية وتصونها، وبدلا من ذالك اخذت تتصل بشيوخ العشائر ورجال الدين وغيرهم وتغدق عليهم الهبات، ليقفوا الى جانبها، تاركة اهل القانون والفكر الى اشعار اخر. اجتماعات مسؤولي التحالف مع المشايخ ورجال الدين لم تنقطع منذ قدومهم الى العراق، ولكنهم لم يجتمعوا مع القضاة واهل الفكر في البلاد ولو لمرة واحدة!!. قاضيان واربعة اساتذة جامعيين قتلوا برصاصات الارهاب، والاخرون اغلبهم يشكون انعدام الامن وانحسار الرواتب، والسيد بريمر مشغول بتوزيع الهبات والسيارات الفاخرة لشيوخ العشائر ورجال الدين والاخرين.. فماذا سيحصد الانكليز والامريكان من هذه السياسة القديمة الحديثة في العراق ؟؟.



#اميرة_بيت_شموئيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى مجلس الحكم : مزيدا من قرارات الاجحاف بحق المرأة
- حقوق المرأة والقيادات العليا
- رسالة الى عضوات مجلس الحكم العراقي
- ليكن عامنا الجديد عام الحرية الفكرية نعم لمسيرات الاحتجاج .. ...
- هل كانت سميرة الشاهبندر تفاوض التحالف ؟؟؟؟
- تحية الى الحوار المتمدن واخراجه المرتب
- المرأة والمومس
- مواجهة الكلاب السائبة
- سلاّمة
- منصب نيابة الرئيس للنساء فقط
- اوجه الشبه بين الشيعة والاشوريين في العراق
- الجهالة سبب بلاء البشرية
- الاختلاف والخلافات ... من اين تبدأ الحلول؟
- المنفذ للخروج من الأزمة العراقية
- نعم، محرري الفكر العراقي المسجون يستحقون كل الاحترام... مع ت ...
- لماذا تتعرض المواقع العراقية الحرة الى هجوم واستفزاز؟؟
- حول الثقافة الانسانية في العراق... مع تحياتي الى الاستاذ د. ...
- الشعب الاشوري الغيور، والمطالبة برفع دعوة ضد المجرم طارق عزي ...
- الى الهيئة الادارية لقناة الجزيرة الفضائية من يدنس أرض الأدي ...
- هويتنا الاشورية وتهمة التعصب والعنصرية


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - اميرة بيت شموئيل - هل ستعيد بريطانيا خيانتها للشعب العراقي