أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - كيف تقتل أمريكا إسرائيل بدم بارد؟















المزيد.....

كيف تقتل أمريكا إسرائيل بدم بارد؟


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 2351 - 2008 / 7 / 23 - 11:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"كُثر الدلال يُفسد الحبيب".

هذا قول عربي مأثور، وهو ما يمكن أن ينطبق على علاقة أمريكا بإسرائيل، منذ نصف قرن إلى الآن. فمنذ قيام الدولة الصهيونية عام 1948، وأمريكا تفتح خزائنها، ومستودعات سلاحها، ومنابر إعلامها، وقاعات جامعاتها، لكل ما يُمكنه دعم الدولة الصهيونية في فلسطين. فقد تعدى الدعم الأمريكي الشامل للدولة الصهيونية كل حسابات الأصدقاء للأصدقاء، والحلفاء للحلفاء، إلى درجة أن بعض المعلقين الأمريكيين يقولون، أن الحكومة الفيدرالية تدعم وتموّل إسرائيل أكثر مما تدعم وتموّل ولاية ما من ولاياتها الخمسين.

وهذا الدعم غير المسبوق وغير المحسوب حساباً دقيقاً، من الممكن أن يكون قد عاد بفائدة ما على أمريكا، وهي فائدة - في ظننا - لا تتعدى أن تكون، أن أمريكا جعلت من إسرائيل (القبضاي) صاحب العصا الغليظة (الشومة)، لتأديب المارقين، والمنشقين، والإرهابيين من السياسيين، في منطقة الشرق الأوسط. والقيام بالضربات الإستباقية لكل من ترى أمريكا، أنه يهدد مصالحها العسكرية، والسياسية، والاقتصادية في المنطقة. وإسرائيل ببساطة - وكما قيل ملايين المرات - هي بوليس وحرس أمن أمريكي، في منطقة الشرق الأوسط. ولعل المناورات العسكرية الإسرائيلية ، في اليونان أخيراً، والإشاعات التي تملأ مجالس ودواوين ومنابر إعلام الشرق الأوسط والعالم، من أن ضربة عسكرية إسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية قادمة، في هذا الصيف، أو في مطلع الخريف القادم، وقبل مغادرة جورج بوش للبيت الأبيض، خير دليل جديد على ذلك.

ولو وجدت أمريكا بلداً عربياً، له من الإمكانية العسكرية والاقتصادية والعلمية والسياسية، ولديه لوبي قوي كاللوبي الصهيوني (إيباك) المؤثر على القرار السياسي الأمريكي الخارجي في واشنطن، لما توانت في تعيينه شرطياً للمنطقة، وحارس أمن المنطقة، وبرتبة عسكرية رفيعة. فلا يوجد حتى الآن دولة عربية واحدة، أو شرق أوسطية، تصلُح لهذا الدور الأمريكي المهم والحيوي في المنطقة، ولم توجد مثل هذه الدولة، خلال نصف قرن مضى.

ولا شك أن أمريكا، قد لحقها من جراء دعمها هذا الدعم اللامحدود للولاية الواحدة والخمسين (إسرائيل)، الكثير من الأذى والعديد من الأضرار، ومنها:

1- أصبحت أمريكا مكروهة كراهية شديدة من الشارع العربي يميناً ووسطاً ويساراً، نتيجة لعدم حسمها الحسم اللازم لقيام دولة فلسطينية. وربما كان لأمريكا صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في هذا الموضوع، العذر والحجة في ذلك. فالفلسطينيون منقسمون على أنفسهم، ولا تجمعهم كلمة واحدة. فريق يريد الدولة بيضاء، وفريق معارض آخر يريدها خضراء. فريق يريد الدولة علمانية خالصة، وفريق يريدها دينية خالصة. فريق يريد الدولة من البحر إلى النهر، وفريق يرى ذلك استحالةً، وتعجيزاً، وانتظاراً لتحقيق معجزة الشيخ الراحل أحمد ياسين الأسطورية، الذي تنبأ عام 1988 بأن إسرائيل ستزول بعد أربعين عاماً؛ أي في عام 2028. وهذا الفريق ينتظر حلول هذا العام، لكي يقيم الدولة الفلسطينية من البحر إلى النهر. ولقد تمَّ اكتشاف كل هذه الحقائق في محادثات كامب ديفيد عام 2000، بين كلينتون وباراك وعرفات، كما قرأناها في مذكرات بعض السياسيين الشهود على هذه المفاوضات.

2- بما أن أمريكا الآن هي القوة العظمى الوحيدة في العالم، وهي وحدها القادرة على إحداث التغييرات السياسية الجذرية في الأنظمة العربية، مقابل عتو الديكتاتوريات العربية القبلية والحزبية والعسكرية - ومثال ذلك العراق- ، فإنها فقدت مصداقية ذلك، وأصبح هذا الدور الحيوي معطلاً، وأن لا مكان، ولا مجال، ولا أمل في التغيير السياسي القريب في منطقة الشرق الأوسط، وسوف تبقى الديكتاتوريات العربية تتوالد وتتكاثر كالفِطر والأعشاب البرية، دون أن تجد من يقتلعها من (شروشها). فقد كان هذا حال العالم العربي منذ موجات الاستقلال في بداية النصف الثاني من القرن العشرين حتى الآن. والدليل الأكبر على ذلك ما حصل في العراق. فقد أحبطت، وشوّهت، وسوّدت الديكتاتوريات الحزبية والدينية تجربة "تحرير العراق". وجعلت عُرس العراق بزوال ديكتاتورية البعث سرادقات للعزاء، وأفراح العراق أتراحاً، وتحوّل العراق إلى جنازات ومقابر، بدل أن يصبح بفعل انهيار الديكتاتورية احتفالات ومنابر. وسمحت لكل إرهابي الأرض من عرب وعجم، بالعبور إلى العراق ودربتهم، ومدتهم بالسلاح والمال. وكان لهذا الدرس القاسي لأمريكا في العراق، نتائجه السيئة على السياسة الخارجية الأمريكية. ولكن بقي الفضل لأمريكا بما تمَّ في العراق. فصحيح أن وجود أمريكا العسكري في العراق، كان بمثابة قضيب المغناطيس الذي جذب بُرادة حديد الإرهاب، و(نَكَشَ) أعشاش دبابير الإرهاب في المنطقة، ولكن كان ذلك من أجل القضاء على الإرهاب. فمن كان باستطاعته أن يواجه الإرهاب الديني والقومي في العراق، وفي خارج العراق، غير قوة عظمى كأمريكا، رغم غضب القوميين والدينيين من هذه الحقيقة الواضحة، ورفضهم لها؟

قلنا في البداية، أن صُنّاع السياسة الأمريكية الحاكمين وغير الحاكمين، يتسابقون على نيل الرضا الإسرائيلي في واشنطن، وتل أبيب. ولكن هذا لا يعني أن الإعلام الأمريكي بقضه وقضيضه، يؤيد السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، على مرِّ الحقب. فهناك جزء كبير من الأكاديميين الأمريكيين ومن الإعلاميين الأمريكيين يتلاوم على السياسة الأمريكية، وينتقد نقداً سلبياً قاسياً السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، ومنهم – على سبيل المثال لا الحصر- الأكاديميان البارزان ستيفن والت، الأستاذ في جامعة هارفارد، وجون مير شايمر، الأستاذ في جامعة شيكاغو. وهما مؤلفا كتاب "اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية"، واللذان زارا إسرائيل قبل فترة، وحلاّ ضيفين على الجماعة الإسرائيلية اليسارية المعروفة "غوش شالوم" (معسكر السلام) التي يرأسها الكاتب اليهودي والمعارض المعروف يوري أفنيري. ويقول منتقدو كتاب "اللوبي الإسرائيلي" بأنه مُحمَّل بنبرة معادية للسامية، وأنه يصوّر اللوبي المساند لإسرائيل في الولايات المتحدة بصورة الجماعة ذات النفوذ الذي لا يُحدُّ، والتي تُلحق الضرر بالمصالح الأمريكية والدولية. وقال ستيفن والت أحد المؤلفين للكتاب: "إن تقديم الدعم غير المشروط لإسرائيل لا يزيد من شعبية الولايات المتحدة حول العالم، كما أنه لا يجعل الأمريكيين في الوطن أكثر أمناً". وأكد والت أن دور إسرائيل كدولة ديمقراطية لا يشكل سبباً كافياً يبرر الدعم السياسي والمالي القوي الذي تتلقاه. وأضاف يقول: "هناك الكثير من الديمقراطيات الأخرى في العالم، لكن أياً منها لا تتلقى مثل هذا المستوى من الدعم, ومن دون أي ضوابط".

وأضاف: "هذه السياسات الأمريكية مضللة. وهي ليست مفيدة للولايات المتحدة كما أنها لم تكن مفيدة لإسرائيل، ولن تكون مفيدة للشرق الأوسط ككل".

فهل سوف تقتل أمريكا إسرائيل بمساعداتها ودعمها اللامحدود، وبدم بارد؟

فالدلال الزائد يُفسد الحبيب ويُضيّعه، مما يعني خسران أمريكا لكل من إسرائيل، وكذلك العالم العربي.








#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب: طبولٌ فارغةٌ تُقرع للضجيج والإثارة
- العفيف الأخضر المفكر العقلاني المتغيّر
- رسالة أمريكية واضحة للشعب العراقي
- هزيمة الإرهاب وانتصار حرية الشعب العراقي
- العراق بين المطرقة الإيرانية والسندان الأمريكي
- لماذا كل هذا الفزع من الاتفاقية الأمريكية - العراقية؟
- أوباما الصهيوني: مسؤولية مَنْ؟
- ذكرى هزيمة لم نتعلم منها شيئاً
- ما هو الدور الأمريكي المطلوب في الشرق الأوسط؟
- لبنان أكثر حاجة من سوريا إلى السلام مع إسرائيل
- -المهدي المنتظر- و-الهلوسات- الإيرانية
- كيف حكم حزب الله لبنان في -أسبوع الاجتياح-؟
- الخاسرون والرابحون في الشرق الأوسط
- ما الجديد في حريق لبنان؟
- ما هي أسباب انتشار الإيديولوجيات الدينية المتطرفة؟
- الديمقراطية العربية بين الوهم والحقيقة
- نجود وعائشة: فعلٌ واحدٌ وردُ فعل مختلف
- هل سيقود الغلاء إلى حرب عالمية ضد الأغنياء ؟
- ما هي عوائق السلام في الشرق الأوسط؟
- الإعلام العراقي بين مطرقة الطائفية وسندان الإرهاب


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - كيف تقتل أمريكا إسرائيل بدم بارد؟