أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - أحمد جميل حمودي - الطفل والأسرة العربية: التفاعلات, بناء الأدوار, القيم..















المزيد.....

الطفل والأسرة العربية: التفاعلات, بناء الأدوار, القيم..


أحمد جميل حمودي

الحوار المتمدن-العدد: 2343 - 2008 / 7 / 15 - 03:34
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


الطفل والأسرة والتفاعل بينهما:
إن الاطفال هم قدر الانسان ووسيلة تحقيق ذاته ومصدر سعادته وامتداد كينونته, وهم الذين سيحملون الشعلة غدا من أجيال الكبار- الكبار الذين نراهم اليوم ينزعون أكثر مما ينبغي إلى حصر اهتمامهم في مشكلاتهم الخاصة- فالطفل كما يقول الشاعر هو أب الإنسان .
إن ميداني الأسرة والطفولة من اهم ميادين علم الاجتماع الأسري واشملها وهما متداخلان لدرجة يصعب معها الفصل بينهما, مما جعل النظرة الحديثة تتجه إلى جعلهما ميدانا واحدا. ومن التغيرات الاجتماعية التي تبرر مزيدا من العناية بالطفولة التحول الذي جرى في هيكل الأسرة والذي يسري إلى مجتمعات البلدان المختلفة يوما بعد يوم.ونعني به ظهور الأسرة النووية او الأسرة المصغّرة كما يقولونNuclear Family وحلولها محل الأسرة التقليدية الواسعة FamilyExtended. فقد كان الطفل في تلك الأسرة الواسعة كما نعلم موضع عناية أفراد الأسرة جميعهم. والانتقال الى الشكل الحديث من الأسرة يستلزم توفير أجواء اجتماعية وثقافية وعاطفية تحل محل ما كانت توفره الأسرة التقليدية. ومن بين الظروف الاجتماعية الهامة التي تملي مزيدا من الاهتمام بالطفولة وتربيتها ورعايتها أننا نعيش غي عالم تغير تغيرا مغذّا في سيره, وان علينا بالتالي أن نقدم للأجيال منذ تباشير الطفولة تربية من اجل عالم متغير ومن اجل تغيير هذا العالم في آن.
ومن الملحوظ أن من السمات البارزة للتنشئة الاجتماعية ما يمكن أن نسميه "ثبات التداخل بين الأجيال" فهناك اتفاق على أن الآباء الذين يقومون بنبذ أطفالهم وإساءة معاملتهم كانوا هم أنفسهم يتعرضون لإساءة المعاملة والإهمال في طفولتهم,وكانوا موضع نقد ويفتقدون الرعاية, فيبدو أن الآباء الذين يقومون بإساءة معاملة أطفالهم يتعلمون أن يربوا أطفالهم بطريقة انتقالية ترجع في جزء منها الى أنهم يحتذون بآبائهم في إجراءات تربية الأطفال. وكنتيجة لذلك توجد درجة من ثبات التداخل بين الأجيال أي أن التاريخ يعيد نفسه. بل إن نمط التعامل بين الوالدين يؤثر تأثيرا بالغا وينعكس بشكل واضح على سلوك الطفل فهو يتعلم منهما لعب الأدوار فيتعلم كيف يعامل الرجل المرأة من سلوك أبيه تجاه أمه,كما يتعلم كيف تستجيب المرأة للرجل من خلال استجابة أمه لمعاملة أبيه.فإذا كانت العلاقة بين الأب والأم علاقة مشاركة بمعناها الكامل بحيث يتجلى فيها اشتراكهما معا في أعباء البيت ورعاية شؤون الأسرة, وإذا كان كل من الأب والأم يستمتع بصحبة الآخر ويعمل على توسيع
نطاق هذه المتعة وتلك المشاركة بحيث تشمل الأطفال أيضا, فان ما يتعلمه الطفل- في هذه الحالة- يتخذ لونا يختلف عن لون ما يتعلمه اذا ما كان أسلوب الأب في البيت يتسم بالاستئثار بالسلطة,او كان سلوك الأم يتصف بالإسراف في فرض حمايتها على غيرها وفي التسلط أيضا. او كانت أمور البيت تسير بالانفعالات دون التفاهم بحيث يقع الطفل نهبا للحيرة والخوف أمام المشاحنات وسيل المطالب المتنافسة المنهال عليه حتى لا يكاد يرى أي الطرق يؤدي به الى ما تشتهيه نفسه من استحسان أبويه ورضاهما. اذآ درجة التناغم في العلاقات الزوجية ترتبط بمستوى عال من الكفاءة في أوضاع الطفل من قبل الوالدين, والعكس صحيح فان التوتر والتأزم المتكرر في العلاقات الزوجية يرتبط بمستوى منخفض من الكفاءة في أوضاع الطفل من قبل الوالدين أيضا. من هنا فان تحديد الكفاءة العالية في تطبيق سلوك الأبوة والأمومة يعتمد على درجة الحساسيةSensitivity, وتهيئة المؤثرات والفرص لنموه الانفعالي والسلوكي والاجتماعي والعقلي,وشعوره بالأمن والطمأنينة التي يتمتع بها الأهل للوصول بقدرات الطفل إلى تطور أمثل. وتعني هذه الحساسية القدرة على فهم الطفل بحركاته وإشاراته وحاجاته,وتقديم الإجابة المناسبة في الوقت المناسب. كما تعني أيضا متابعة تزويده بالعطف والحنان في السنوات الأولى الخاصة,ومتابعة ذلك بما يتناسب وعمر الطفل, ويتوجب على الأهل توجيه سلوك أطفالهم ونشاطاتهم الأساسية دون عرقلة تطور استقلاليتهم ومهاراتهم الذاتية .
الطفل وبناء الأدوار في الأسرة:
يعتبر البناء المتميز للأدوار والمراكز الأسرية من أهم العوامل التي تحدد وبدرجة كبيرة طبيعة المناخ الاجتماعي والبيئة السيكولوجية التي تحيط بالطفل, حتى إن معظم الدراسات التي اهتمت بقضية التنشئة الاجتماعية بوجه خاص او تلك التي يضمها تراث علم اجتماع الأسرة, تركز اهتمامها على تغير الأبعاد البنائية للأسرة باعتبارها من أهم مظاهر التغير الأسري التي تترك أثرها وبوضوح على مستوى الطفل أو على مستوى الأسرة, ولما تكشف عنه من تفكك أو تكامل.
وفي هذا الإطار نستطيع أن نحدد بعض مظاهر بناء الأدوار فيما يتعلق بتنشئة الطفل في مجتمعنا العربي:
أ- لا تزال الأدوار التقليدية لكل من الزوج الأب والزوجة الأم في مجال تربية الطفل سائدة في مختلف نماذج المجتمع المحلي, حيث يناط بالأم مسؤولية الإعداد الفيزيقي للطفل, في الوقت الذي يكاد ينفر فيه الأب إلى حد ما بمهمة إعداده تربويا أو نفسي ( تنشئته). لقد تبين من إحدى الدراسات أن نسبة من يساعد زوجته في تربية الطفل كانت أكثر انخفاضا من نسبة من يرى أن مهمة تربية الطفل تلقى على عاتق الزوجة وحدها, أو نسبة من يرى في مساعدة الزوج لزوجته في هذا الصدد مسألة تتعارض مع قيم الرجولة أو تقلل من شأنه كرب للأسرة. ومع ذلك ظهرت بعض الاختلافات بين الطبقات المختلفة, كشفت بدورها عن تأثير الخصائص الاجتماعية والثقافية, وعن نوعية القيم المرتبطة بتربية الطفل في كل منطقة. فقد أوضحت الدراسة -المشار إليها آنفا- أن المناطق المتخلّفة والمتقدمة على حد سواء متقاربة من حيث حجم الدور الذي يقوم به الأب في مجال تربية الأطفال.لكن إهمال الأب في المشاركة بتربية الطفل تختلف دوافعه بين آباء المناطق المتخلّفة والمناطق المتقدمة فآباء المناطق المتخلّفة يرجع إهمالهم - فيما يتصور- إلى انشغال الأب خارج المنزل سواء للعمل او لتمضية وقت الفراغ ثم التمسك بالأدوار التقليدية لكل من الزوج والزوجة في هذا المجال, إلى جانب انخفاض المستوى التعليمي للزوج, هذه كلها كانت عوامل أبعدت الأب الى حد كبير عن مجال التدخل المباشر مع الزوجة في تربية الأطفال. اما آباء المناطق المتقدمة فقد تبين أن ارتفاع المستوى التعليمي للزوجين من ناحية وارتفاع مكانة الزوجة في الأسرة من ناحية أخرى ثم تغيير الأدوار للزوجة من ناحية ثالثة الى جانب بعض القيم التي ترتبط بالنظرة الى الطفل والعناية به وضرورة إعداده إعدادا سليما, كانت كلها عوامل أسهمت في ابتعاد الزوج الى حد ما عن مجال الإشراف او الاشتراك مع زوجته في تربية الأطفال ولم يكن ذلك راجعا الى نوع من اللامبالاة او التمسك بقيم الرجولة التقليدية وقيم رب الأسرة....الخ, وانما كان ذلك نتيجة لاقتناع الزوج بالنجاح او التوفيق الذي سيصاحب تربية أطفاله اذا ما تركت الحرية لزوجة متعلمة مثقفة واعية كاملة دون تدخل منه او إسراف في تأكيد ذاته كرجل.
ب - نسبة اشتراك الأب مع الأم في استذكار الأبناء لدروسهم قد انخفضت تماما في الريف وهذا ما يرجع في طبيعة الحال إلى انخفاض المستوى الثقافي للأب بحيث اذا ارتفع هذا المستوى - كما نجده في المناطق الحضرية وشبه الحضرية- ترتفع معه نسبة مشاركة الوالدين في استذكار الدروس مع أطفالهم.
ج - العوامل الاقتصادية تلعب دورا حاسما في تحديد المستوى التحصيلي للأبناء فقد لوحظ انه كلما انخفض المستوى الثقافي والاجتماعي ترك الطفل وشانه فيما يتعلق التحصيل وارتفاعه, او تركت المسالة لأفراد آخرين غير الأب او الأم مثل المدّرسين الخصوصيين او الأخوة الكبار.
د - ومن الملاحظ أن مجال اختيار التعليم للأبناء دون إعداد او توجيه يترك شانه للأبناء كلما انخفض المستوى الثقافي والاقتصادي للأسرة ولا يعني هذا ازدياد ما يتمتع به الأبناء من حرية في اختيار نوع التعليم بانخفاض المكانة والاقتصادية للأسرة بل يعني فقط ان حجم اهتمام الوالدين بمسألة الاختيار ينخفض بانخفاض هذه المكانة.
ه - لا تزال نسبة كبيرة من الآباء تفضل الدور التقليدي للأب وهو الذي كان من بين سماته البارزة التدخل في تسيير أمور الأسرة والأبناء في ابسط الأمور او أكثرها تعقيدا حتى في مجال اختيار الأصدقاء ولقد اختلفت هذه النسب باختلاف المستوى الاجتماعي-الاقتصادي للأسرة, كما واختلفت بوضوح بين المناطق الريفية والحضرية.
و- تبين من بعض الدراسات ان هناك تنوعا في بناء الأدوار او الأمومة يختلف باختلاف المستوى المهني والاقتصادي والثقافي. ففي المستويات الاقتصادية العليا يرتبط دور الأب في الأسرة ارتباطا وثيقا بدوره المهني وتتساوى مكانته بمكانة زوجته في الأسرة, ولذلك فان اهتمامه بشؤون أسرته قد يأتي في المقام الثاني اذا قورن باهتمامه بنجاحه المهني , بينما نجد في المستويات الدنيا ان دور الأب ومركزه في الأسرة ارتبط وبشدة بمكانته المهنية فعمله لا يدرّ عليه دخلا كبيرا يمكن ان يحقق لأسرته مكانة اجتماعية عالية بل كثيرا ما يلتحق أبناؤه وزوجته بعمل آخر يساهمون بدخلهم منه في أوقات البطالة.

الطفل وقيم التنشئة الأسرية:
من الملاحظ أن الاختلاف في بناء الأدوار يصاحبه اختلاف مماثل في أنماط وآليات التفاعل الأسري التي يمكن أن توجز بالاتي:
أ - رغم انتشار التعليم وتأثر الأسرة بالخصائص الحضرية من خلال وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري, إلا أن عددا من القيم التقليدية لا زال يسيطر على أنماط التفاعل الأسري في المناطق الريفية مثل: التأكيد على فوارق السن والجنس خاصة في مجال التفاعل بين الآباء والأبناء بوجه خاص.
ب - لا يتبادل نسبة كبيرة من الآباء الحوار مع أبنائهم, فقد كانت هذه النسبة متدنية في الريف 30,2ولكنها في المناطق المتقدمة مرتفعة. كما ان مشكلات الأبناء الشخصية لا تحظى باهتمام الأب في المناطق الريفية والمتخلفة حيث بلغت في المناطق الريفية 5% والمتخلفة15,5 % بينما ارتفعت هذه النسبة في المناطق الحضرية المتوسطة والمتقدمة 35,6% و60,3% على التوالي.
ج- لا يحاول الأب بل لا يرحب في نسبة كبيرة من الأسر في المناطق الريفية, بمصاحبة أبنائه الصغار في زيارة الأقارب او عند ذهابه الى المدينة بغرض الترفيه او التسويق حيث بلغت هذه النسبة في المناطق الريفية 55,4% ,بينما ترتفع في الحضر حيث بلغت هذه النسبة في المناطق المتوسطة والمتقدمة 63,% و 70,% على التوالي, اما الآباء الذين يسمحون بمصاحبة الابناء في المناطق الريفية فلم يتخلوا عن القيم التقليدية وخاصة المؤكدة لسيادة الذكر واحترام السن الأمر الذي يجعلوهم يميلون إلى اصطحاب أبنائهم الذكور أكثر من الإناث, والكبار من الذكور أكثر من صغارهم.
د- تظهر فوارق السن والجنس بين الأبناء في مجال معاملة الآباء لهم ففيما عدا الأمور المرتبطة في الحاجات البيولوجية كالغذاء والكساء لوحظ أن الآباء لا يميلون إلى المساواة بين صغار الأبناء وكبارهم وبين الذكور والاناث, حتى إن نسبة من يميل إلى المساواة فيما يتعلق بالتعليم كانت ضئيلة جدا في المناطق الريفية حيث بلغت 6% بينما ترتفع هذه النسبة ارتفاعا ملحوظا في المناطق الحضرية - المتخلّفة والمتوسطة والمتقدمة 31,2% و 65,4% و80,3% على التوالي.
ه- لا يزال الضرب او التهديد به هو الوسيلة الأكثر انتشارا او تفضيلا عند نسبة كبيرة من الآباء لتأديب الأبناء وتقويم سلوكهم ، ولو أننا نجده ممثلا أكثر في المناطق الريفية والحضرية المتخلّفة 79,6% و67,8% على التوالي, بينما تنخفض هذه النسبة في المناطق المتوسطة والمتقدمة 30 ,1 % و9,8% على التوالي حيث يحل النصح والإرشاد والتوجيه محل الضرب.( مرجع الدراسة المشار اليها: أعضاء هيئة التدريس,قسم الاجتماع, جامعة الإسكندرية : الطفل والشباب ،دار المعرفة الجامعية ، 2002 )
4- الطفل والتربية الإبداعية :
يمكن أن نعرّف التربية الإبداعية بأنها تنمية التفكير التباعدي المتشعب للطفل. لأن التشعب في التفكير يساعد على حدوث اتصالات جديدة بين الخلايا العصبية ويقود العقل ليبتكر وصلات والتقاءات بين خلايا الأعصاب ,وعلى الطرف الآخر من التفكير المتشعب يوجد التفكير المحدود او المغلق الذي يقف عند حدود معينة ولا يسمح بالانطلاق في التفكير . ويؤكد تورانس Torrance على الدور الكبير والرئيسي للتعليم في التربية الإبداعية من خلال الدراسات الرائدة في هذا الصدد, حيث وجد أن قدرات الإبداع تنمو بالتدريج عند الطفل حتى الرابع الابتدائي ثم تتناقص بعد ذلك وقد علل ذلك بعدم الاهتمام بهذه القدرات وبعدم ملائمة أساليب التعليم لتنمية التفكير الإبداعي لأنها تركز على تعليم مهارات القراءة والحساب وحفظ المعلومات بدون تمحيص ولا تشجيع على التعبير عن أفكاره الأصيلة او الغريبة فيتخلى عنها, حتى يكون في سن العاشرة مسايرا لأصحابه ومدرسيه ولا يظهر تفوقه في القدرات الإبداعية.
وفي دراسة لحسن احمد عيسى عن التنشئة الاجتماعية السالبة للحرية والإبداع رأى ان الطفل يخضع أثناء عملية التنشئة الاجتماعية في الأسرة إلى كثير مما يدخل في دائرة القمع الفكري ابتداء من سن الوعي (حوالي الثالثة من العمر ) فيبدأ الوالدان منذ هذه السن في توجيه مجموعة من الأوامر التي تحدد له ما ينبغي عليه ان يفعله دون أي شرح للأسباب او المبررات, ومن الملاحظ ان الطفل يبدأ منذ سن مبكرة في الوعي بذاته كفرد له ذاتية مستقلة عن البيئة المحيطة كما يبدأ بمحاولة إثبات ذاته والتحقق من استقلاليتها وذلك برفض كل ما يطلب منه وهذه ظاهرة يعرفها علماء النفس تحت اسم السلبية Negativism فبعض الآباء يكونون على وعي بأسباب هذه الظاهرة وبأصول التنشئة الاجتماعية السليمة فيتعاملون بشيء من الحيلة على الطفل بان يطلبوا منه مثلا عكس ما يريدون وهذا ما يعرف بالاستقراء Induction .
أما غالبية الآباء فإنهم يلجئون إلى فرض إرادتهم على هذا الطفل الصغير بكل تعسف دون أي محاولة للفهم او الإفهام وهذا ما يؤدي إلى قتل الإبداع والحرية عند الطفل ، وهناك ممارسات تنميطية يمارسها الآباء مع أبنائهم فمن المعروف ان الشخص المبدع ينبغي ان يتصف بخاصيتين : هما الحساسية Sensitivity والاستقلاليةIndependency لكن الآباء قصروا كلا من الصفتين على جنس واحد, فلما كانت الإناث يتميزن بالحساسية فان صفة الاستقلالية- بحكم التنشئة الاجتماعية- محرمة عليهن حتى لا يقال عنهن مسترجلات, ولما كان الذكور يتميزون بالاستقلالية فان الحساسية- بحكم التنشئة الاجتماعية المنمطة- محرمة عليهم حتى لا يقال عنهم مخنثين, وهكذا ننتهي إلى قتل الإبداع عند كل من الذكور والإناث على حد سواء. لكن دراسة سعد الدين إبراهيم (1985) أشارت إلى أن هناك تنوعا هائلا في الأوساط الأسرية والاجتماعية التي أنجبت كبار العلماء والمبدعين فبعضهم نشأ في اسر ميسورة بينما نشأ آخرون في اسر فقيرة ......فهذا التنوع في الظروف التي عاشها المبدعون حمله على الظن صعوبة تحديد الشروط اللازمة للإبداع . ورغم ما أشار اليه ابراهيم فان من المؤكد انه من ابرز الشروط اللازمة لإبداع الطفل هو توفر المناخ الأسري السليم والتي نستطيع أن نعتبرها الشروط النفسية والاجتماعية والمادية المساعدة على التربية الإبداعية .

المراجع:
1- دايلور وآخرون: التعلم ذلك الكنز المكنون, تقرير الجنة الدولية بالتربية للقرن الحادي والعشرين, مركز مطبوعات اليونسكو, القاهرة, عام1999
2- المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم :مراجعة الإستراتيجية العربية للتربية السابقة على المدرسة الابتدائية,تونس2000
3 - حسن مصطفى عبد المعطي: الأسرة ومشكلات الابناء,دار السحاب,القاهرة,عام 2004
4 - حسين عبد الحميد احمد رشوان: التربية والمجتمع, مؤسسة شباب الجامعة,الإسكندرية, عام 2005
5 - فايز قنطار: الأمومة, سلسلة عالم المعرفة,عدد166,الكويت, عام1992
6 - أعضاء هيئة التدريس قسم الاجتماع جامعة الإسكندرية : الطفل والشباب ،دار المعرفة الجامعية ، 2002
7 - انشراح إبراهيم المشرفي : مرشد الأسرة والمعلمة في التربية الإبداعية ،مؤسسة حورس الدولية ، الإسكندرية ، 2005
8 - حسن احمد عيسى : التنشئة الاجتماعية السالبة للحرية والإبداع ، مجلة مستقبل التربية العربية ،عدد 15 ، القاهرة, 1998



#أحمد_جميل_حمودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القراءة للجميع أم الخبز للجميع؟: واقع القرائية في العالم الع ...
- رفاهية اليأس!
- وداعا ايها المسيري مفكرا ومناضلا
- الأمّية الجديدة:تدني مستوى اللغة العربية عند غير المتخصصين ف ...
- الأسرة العربية والتنشئة الاجتماعية
- هل التعليم عامل ترابط أم استبعاد اجتماعي?
- الاتجاه الراديكالي اليساري: رؤية نقدية للتربية


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - أحمد جميل حمودي - الطفل والأسرة العربية: التفاعلات, بناء الأدوار, القيم..