تهنئة خاصة للرئيس ساركوزي من باستيلات سورية الأسيرة ..

جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 2342 - 2008 / 7 / 14 - 08:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لايسعنا نجن السوريون الذين ننعم بالنظام الجمهوري الديمقراطي البرلماني التعددي الأسدي الوراثي والطائفي إلا الإحتفال معكم بمناسبتين عزيزتين على قلوبنا :
الأولى مناسبة سقوط باستيل فرانسا وثورتها الرائدة عام 1789وإسقاط الإستبداد والملكية الأتوقراطية الطاغية إلى اللاعودة وإصدار أول إعلان لحقوق الإنسان في العالم أسهم في ترسيخ العصر الذي أطلق عليهالشعب الفرنسي وشعوب العالم .. عصر الأنوار ومبدأ فصل السلطات واستقلال القضاء وحكم الشعب في بناء النظام الجمهوري وغيرها من مبادئ رجال النهضة والفكر : روسو ومونتسكيو وفولتير وديدرو وغيرهم ...
والثانية : استقبالكم الحافل بالرئيس الشاب الديمقراطي جداً بشار الأسد وتقديركم العالي وتثمينكم الإنساني العظيم لمنجزه العظيم في إعطائه الأوامر لأتباعه في لبنان موضع حنانكم الدائم ؟؟ بانتخاب رئيس لجمهورية لبنان الشقيق , وتشكيل حكومة لبنانية جديدة وهذا كرم أسدي معهود فاق كرم حاتم الطائي الشهير في صحرائنا العربية وهذا من خصوصياتنا وحدنا , نأمل أن تدرسوه بعناية في مؤتمرات ( حوار الحضارات ) العتيدة .....
واستبق رئيسنا وريث العرش الأسدي المفدى الذي انتخب للوراثة ( ديمقراطياً طبعاً ) بتوصية وحضور شخصي من سلفكم الرئيس شيراك والصديقة , مادلين أولبرايت وزيرة خارجية أمريكا مباشرة بعد وفاة والده ( المغفور له ) إياه ,, استبق ( رئيسنا هذا) زيارته لكم بتقديم هديته الثمينة لكم وللإتحاد من أجل المتوسط الذي تحلمون به مع صديقتكم المدللة إياها إسرائيل ؟؟ وهذه الهدية متواضعة جداً أمام هداياه السابقة لشعبنا في لبنان وسورية .. هي قتل ثلاثين معتقلاً من معتقلي الرأي والضمير فقط في سجن الأسد في منطقة صيدنايا شمال دمشق ومواصلة الإعتقال الكيفي لأحرار شعبنا من العرب والأكراد واَخرها قبل سفره إلى باريس بساعات فقط أعطى ضيفكم الكريم أوامره لاعتقال عضوي المجلس الوطني لإعلان دمشق المعارض السيدين – غازي قدّور وحسن قاسم .. , إلى جانب الإعلان الرسمي عن عدم وجود معتقلين لبنانيين في السجون السورية ...؟؟ إنها أفضل هدية تقدم لكم في هذا المؤتمر العتيد , سبق له أن قدم مثلها قبل إنعقاد مؤتمر برشلونة الفاشل .للمؤتمرين أيضاً..
فماذا كان ردكم الكريم ياسيادة الرئيس ... في برشلونة طرح ملف حقوق الإنسان في الدول المشاركة ولو من باب الخداع والتضليل والضحك على الشعوب ,,
لكن في مؤتمركم العتيد هذا الذي يجمع عتاة الصهاينة وعتاة الحكام العرب حول ( منسف ) واحد ,, وإكراماً لضيفكم الجديد بشارالذي حققتم بإخراجه من عزلته إختراقاً رائعاً في السياسة الدولية وفق الرؤية واللعبة البلهوانية القائمة , حذفتم ملف حقوق الإنسان في سورية وغيرها من جدول أعمال المؤتمر . ورفضتم تقديم لائحة المعتقلين والمفقودين في السجون الأسدية من السوريين واللبنانيين لضيفكم هذا وليس للمؤتمر العتيد ..مؤتمر التجار والسماسرة وأعداء الشعوب وجلاديها ..
... إننا إذ نحتفل مع الشعب الفرنسي المناضل ضد الإستبداد والعبودية ومع حق الشعوب في تقرير مصيرها عبر ثوراته وانتفاضاته التي لم تنقطع عبر القرون , ونحتفل معه بسقوط الباستيل بسواعد الثوار الكلدحين .. نقول للسيد ساركوزي ومن سبقه من حلفاء الإستبداد والإستعمار في العالم .. :
إن في كل مدينة سورية أكثر من باستيل وأكثر من مقصلة مع اَلاف الجلادين والقتلة دون حسيب أورقيب في نظام المافيا الأسدية الذي لايمت لتعريف الدولة العلمي بأي صلة وينطبق عليه في أحسن الظروف وصف أرسطو للدولة المصطنعة :
قال أرسطو : ليست الدولة ثمرة مصطنعة .. إن أمام الطاغية في الدولة المصطنعة وسيلتين للحفاظ على سلطته :
1 – الوسيلة الأولى أن يزيد ظنون الناس بعضهم ببعض , ويباعد بين الناس والأصدقاء بالشحناء والبغضاء ..
2 –أن يفقر الناس ويضعفهم مادة ومعنى حتى يعجزوا عن القيام بالثورة ..
وكان للطاغية الأب مقولة يعرفها جميع الذين عرفوه عن قرب وهي ( جوّع كلبك يتبعك ) وهذا ماطبقته عصابات القتلة واللصوص التي تأتمر بأمره تضاف لها الطائفية والعشائرية وسائر أمراض القرون الوسطى التى زرعها نظامه في كل مكان ....وجعل جيش المخابرات والجواسيس على الشعب أكبر من الجيش السوري الذي حّوّله حافظالأسد إلى بوليس ضد الشعب لحماية عرشه لاللدفاع عن الوطن وأنفق ومازال وريثه يتابع إنفاقه أكثر من 60% من موازنة الدولة على جيش القمع والإرهاب والمخابرات ..وفرنسا تعرف أكثر من غيرها . سجل هذا النظام الإجرامي ومجازره الجماعية ومقابره الجماعية , واغتيالاته في سورية ولبنا ن والعراق والخارج
هذا هوضيفك ونظامه ياسيد ساركوزي , لن تحسد على محاولة إنقاذ نظام فاشي متهالك , ولن تستفيد أنت ورجال أعمالك من تلميع صورته وإخراجه من الموت السريري , لأن شعبنا لن ينسى لكم هذا الصنيع القذرأبداً . كما لن ينسى الشعب الفرنسي هذه المواقف المخزية في تاريخ رئاستكم ؟؟
وأختم بأبيات لشاعرنا محمود درويش , من ديوانه -- حصار لمدائح البحر –
لماذا ’تقام, السجون على ضفّة النهرِ في بلد يشتهي الماء ؟
.. كان زماناً جميلاً وكانت دمشق نِهايات أحلامنا
ذهبنا إلى بردى وسألناه :
هل أنت نهر’’ أم إمرا’ةًً زاهدة ؟
فلم يخرجونا إلى النهر ثانية
صاحِِ: هذي زنازيننا تملأ الأرضمن عهد عاد
فأين البياض وأين السواد ..؟؟
وباريس نائمة في الرسوم على حافة السين .
كل روايات باريس غارقة في التلوث .
وحدهم العاشقون يظنون أن المياه مرايا فينتحرون

#جريس_الهامس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات