أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نبيل عودة - بروفيسور كلثوم عودة من الناصرة الى سانت بطرسبورغ















المزيد.....

بروفيسور كلثوم عودة من الناصرة الى سانت بطرسبورغ


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 2340 - 2008 / 7 / 12 - 06:00
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


الكتاب: كلثوم عودة من الناصرة الى سانت بطرسبورغ
المؤلف: دكتور عمر محاميد (حاصل على درجة بروفيسور من جامعة ليبتسك الروسية)
قصة حياة المرأة العربية من الناصرة كلثوم عودة (1892 -1965) اصبحت نموذجًا يحتذى للمرأة المصممة على التقدم.
كلثوم عودة هي ابنة لعائلة معروفة من الناصرة ولدت في 2 نيسان عام 1892 في دار "نصر عودة" في حارة الروم , وكانت البنت الخامسة لوالدها نصر عوده الذي كان يامل بولد يخلد اسمه وفوق كل ذلك لم تكن البنت جميله . فيما بعد كتبت كلثوم عن ظهورها للحياة : "لقد استقبل ظهوري في هذا العالم بالدموع والكل يعلم كيف تستقبل ولادة البنت عندنا نحن العرب وخصوصا اذا كانت هذه التعسه خامسة اخواتها , وفي عائله لم يرزقها الله صبيا ، وهذه الكراهيه رافقتني منذ صغري فلم اذكر ان والدي عطفا علي يوما , وزاد في كراهيتهما لي زعمهما اني قبيحة الصورة فنشات قليلة الكلام كتومه اتجنب الناس ولا هم لي سوى التعليم " .
وتواصل : "لم اذكر احدا في بيتنا دعاني في صغري سوى "يا ست سكوت" او يا "سلوله" وانكبابي علي التعليم في بادئ الامر نشا من كثرة ما كنت اسمعه من امي "مين ياخذك يا سلوله بتبقي كل عمرك عند امراة اخوك خدامه"
انهت كلثوم عوده المدرسه الابتدائيه انتقلت الى "السمينار الروسي" في قرية ( اليوم مدينة ) بيت جالا في الضفة الغربية وكانت دارا للمعلمات ، ومن اساتذتها المرحوم خليل السكاكيني احد اعلام الادب العربي الفلسطيني, الذي أثر في توجيهها .
كانت في السادسه عشره من عمرها حين أنهت دراستها ، وعادت الى الناصره لتبدأ التدريس في مدارس الجمعيه الروسيه في الناصره ( المسكوبية ) وكان يزور مدارس الجمعيه في ذلك الوقت مفتشون مبعوثون من قبل الجمعيه الروسيه . والتقت اثناء عملها بالتعليم المستشرق الروسي المشهور كراتشكوفسكي الذي زار فلسطين بين اعوام (1908 -1910 ) وذكر ذلك في كتابه "مع المخطوطات العربيه" كتب : قابلت كلثوم عودة في الناصره ذاتها ،وكانت انذاك معلمه ناشئه الى جانب عملها في المجالات العربيه . اما فيرا كراتشو فسكايا عقيلة المستشرق , فقد كتبت عن زيارة زوجها الى الناصره بأنه تعرف على معلمتين من مدارس الجمعيه الفلسطينيه انهتا تعليمهما في مدرسة السيمنار في بيت جالا وقد شاركتا في جولات كراتشوفسكي في ضواحي الناصره واحداهما هي كلثوم عودة والتي تزوجت عام 1913 من الطبيب الروسي الذي عمل في مستشفى الجمعيه في الناصره ايفان فاسيليف .
تعرفت كلثوم عوده اثناء عملها بالتعليم على الطبيب الروسي ايفان فاسيليف واحبا بعضهما واتفقا على الزواج , وقد عارضت العائله مشروع الزواج بشدة . وروت كلثوم عوده للشاعر الفلسطيني عبدالكريم الكرمي ( ابو سلمى ) عندما التقى بها في موسكو سنة 1957 بان بعض افراد اسرتها العتاة طلب من احد الشبان ان يدفعها من اعلى سطح البيت لتستريح العائله منها ومن عارها , وفقط بفضل ابن عم والدها نجيب عوده الذي وقف الى جانبها, وذهب هو واياها والدكتور ايفان فاسيليف الى القدس ،حيث عقد قرانهما في الكنيسة روسية في مسكوبية القدس ، وعاد بها وبزوجها الى الناصره واضعا والدها واسرتها امام الأمر الواقع .
سافرت مع زوجها الروسي الى روسيا, وبعد ثورة اكتوبر ونشوب الحرب الاهلية في روسيا السوفياتية تطوع الدكتور ايفان ، زوج كلثوم عودة كطبيب مع الجيش الاحمر , واصيب عام 1919 بمرض التيفوئيد ومات تاركًا زوجته وثلاث بنات صغار. فعملت كلثوم بفلاحة الأرض من أجل اعالتهم ، وواصلت دراستها الأكاديمية بمساعدة لفيف من المستشرقين الروس وعلى رأسهم كراتشكوفسكي الذي تعرف عليها في فلسطين.
كلثوم لم تستسلم, واصلت دراستها وعملها واصبحت محاضرة للغة العربية في جامعة لينغراد (بطرسبورغ اليوم) ثم اسست معهدا للهجات العربية في جامعة موسكو, وكانت اول امرأة عربية تحصل على لقب بروفيسور.
كلثوم عودة كانت جريئة في الدفاع عن شعبها وعندما اعترف الاتحاد السوفياتي عام 1948 بدولة اسرائيل ارسلت رسالة حادة اللهجة للرفيق ستالين الذي رد عليها بسجنها... فتدخل أصدقائها من المستشرقين الروس وعلى رأسهم المستشرق المشهور كراتشكوفسكي ، لاطلاق سراحها مبررين رسالتها بكونها ابنة للشعب الفلسطيني الذي تشرد وخسر وطنه . وحسب معلومات تعرفها العائلة ، اعتقلت كلتوم مرة أخرى على الأقل في زمن ستالين ..
كلثوم عودة معروفه في الاوساط الاكاديمية في روسيا ولها عدة كتب لتعليم العربية, وقامت بترجمات عدة من اللغة العربية الى الروسية ونشرت سلسلة مقالات في مجلات عربية ابرزها مجلة الهلال المصرية.
في اوائل سنوات الاربعينات زارت فلسطين لتطمئن على اهلها وزارها كبار الشخصيات الفلسطينية في وقته وعلى رأسهم المرحوم الحاج امين الحسيني الذي ارادها ان تبقى وتعمل في وزارة المعارف الفلسطينية. وسألته كلثوم ما الضمانة اذا بقيت بان يقبل بي الانتداب البريطاني المرعوب من مجرد زيارت ويلاحقني كأنني جاسوسة؟؟
فأجابها الحاج امين الحسيني وهو يضع يده على ذقنه :" يا ابنتي لا ضمان معهم حتى على هذه الذقن".. فقفلت عائدة الى روسيا.
لم يسعفني الحظ بلقاء كلثوم عودة اثناء تواجدي للدراسة في موسكو ، اذ وصلت بعد وفاتها بسنتين ، وقد زرت ضريحها في مقبرة مشهورة للشخصيات الهامة في موسكو . ولكني التقيت مع عدد من طلابها ، وأحدهم ( مولود عطالوف ) قدم لنا سلسلة من المحاضرات حول دراسة قام بها عن اقتصاديات الدول العربية ( المتحررة ) وبالطبع التقيت مع العديد من المترجمين الروس ، الذين تخرجوا من معهدها .
الدكتور عمر محاميد الحاصل على درجة بروفيسور من جامعة ليبتسك في روسيا. يكشف في كتابه الجديد سيرة حياة هذه المرأة البطلة التي واجهت مصيرًا صعبًا وصمدت حتى وصلت الى اعلى المرتبات العلمية.
وكتابه يعد توثيقًا هامًا لحياتها واعمالها وقد علق على الكتاب عدد من الكتاب والباحثين المعروفين.
يقول الدكتور لطفي منصور مدير كلية اعداد المعلمين في بيت بيرل ،عن هذا الكتاب: ان من يطالع كتاب الدكتور عمر الجديد يلمس بنفسه الجدية في البحث والجهد الكبير الذي بذله المؤلف في التنقيب عن وثائق كانت لا تزال مجهولة للسواد الاعظم من المثقفين العرب الذين لهم عناية بأدب الاستشراق وتاريخه وأصوله الذي انبثق منها منذ عهد روسيا القيصرية وحتى ايامنا هذه. وكتب الدكتور نبيه القاسم ، كاتب وناقد أدبي :لم يكتف الدكتور عمر بالتاريخ لحياة كلثوم عودة ولا بالمعلومات الموثوقة الذي استقاها من اقرب الناس الى كلثوم عودة انما راح ليفتش ويبحث ويدقق في الارشيفات الموثقة ومن ثم في المقارنة والتأكيد بعد التنقيب الدقيق والوثائق والاوراق الذي الحقها بالدراسة تؤكد على جدية البحث واهتمام الباحث بكشف المعلومات التي يملكها ليستفيد منها القارئ العادي كما يستفيد منها الباحث الجدي.
وكتب الشاعر والصحفي والمفكر سالم جبران: ان سيرة حياة كلثوم عودة هي سيرة حياة انسانة عظيمة موهوبة, مجتهدة وهبت عمرها كله لبحث الثقافة العربية الكلاسيكية وبناء جسر اللقاء الحضاري بين روسيا والعالم العربي.
قرأت كتاب الدكتور عمر محاميد, بشوق واهتمام شديدين ، أولا لكون كلتوم عودة ابنة الناصرة ، وابنة عم والدي ، والتي كانت تذكر في جميع مناسباتنا العائلية ، وقد كانت على علاقة دائمة مع عم لي في دمشق حيث كنا نتلقى أخبارها ،والسبب الرئيسي للعلاقات "المتجمدة " معنا أن ابناء أخيها ، بعضهم هاجر للولايات المتحدة وبعضهم الآخر يستعد للهجرة ،وأي علاقة مع شخصية سوفياتية في ذلك الوقت تعني رفض دخولهم للولايات المتحدة . وثانيا لاطلاع بروفسور عمر محاميد الجيد والعميق نشاط كلتوم عودة المتشعب ،ومعرفته الشخصية بها ، مما جعله يدرك عظمة هذه الانسانة من زاوية رؤية روسية ايضًا.



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العجوز والفوطة !!
- اورفيوس- تبني جمهورية للموسيقى في الناصرة
- المفاوضات السورية الاسرائيلية – حقيبة واحدة اسمها الشرق الأو ...
- من ينقذ الناصرة ؟!
- من واقع الجماهير العربية في اسرائيل
- بأي لغة عربية نكتب؟!
- كفى اغتصابا لأوطاننا!!
- الاعلام كمصدر للتاريخ
- هل تشكل الخدمة المدنية خطرا على الهوية القومية ؟
- المتشاطر ...
- مجتمعنا ، بتراجعه مدنيا ، يتراجع ثقافيا أيضا
- زوبعة جديدة بالطريق
- انتصار .. ولو على خازوق !!
- هذا النصر شر من هزيمة...
- نادر ابو تامر يرصد عالم الصغار ويملأه اثراء
- قطار منطلق بلا هدف ويطلق الصفير الحاد ..
- في اسباب الركود والخلل الثقافي
- لننصف النساء في مجتمعنا أولا ...
- الأطرش والأعمى على مسرح الأحزاب
- زمان السلاطين... أو عودة الى زمان الترللي !!


المزيد.....




- تحويل الرحلات القادمة إلى مطار دبي مؤقتًا بعد تعليق العمليات ...
- مجلة فورين بوليسي تستعرض ثلاث طرق يمكن لإسرائيل من خلالها ال ...
- محققون أمميون يتهمون إسرائيل -بعرقلة- الوصول إلى ضحايا هجوم ...
- الرئيس الإيراني: أقل عمل ضد مصالح إيران سيقابل برد هائل وواس ...
- RT ترصد الدمار في جامعة الأقصى بغزة
- زيلنسكي: أوكرانيا لم تعد تملك صواريخ للدفاع عن محطة أساسية ل ...
- زخاروفا تعليقا على قانون التعبئة الأوكراني: زيلينسكي سيبيد ا ...
- -حزب الله- يشن عمليات بمسيرات انقضاضية وصواريخ مختلفة وأسلحة ...
- تحذير هام من ظاهرة تضرب مصر خلال ساعات وتهدد الصحة
- الدنمارك تعلن أنها ستغلق سفارتها في العراق


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نبيل عودة - بروفيسور كلثوم عودة من الناصرة الى سانت بطرسبورغ