أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - آلية الاتحاد أو الانفصال في النظام الفيدرالي














المزيد.....

آلية الاتحاد أو الانفصال في النظام الفيدرالي


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2330 - 2008 / 7 / 2 - 10:44
المحور: المجتمع المدني
    


تعد الديمقراطية السبيل الأمثل لإجراء تسوية سياسية لحل الخلافات العالقة بين الفئات الاجتماعية، لكنها تستلزم مقومات بناء التي دونها لايمكن الركون للتوجهات النظرية في إرساء قواعد النظام الديمقراطي. فالديمقراطية ليست الحل السحري لكافة المشاكل العاقلة بين الفئات الاجتماعية وليست الآلية المثلى لتوزيع الثروة بشكل عادل ومنصف، كما أنها ليست بالشفافية المتوخاة لإجتثاث الفساد والاستغلال، بل على العكس يمكن أن تشكل بؤراً للإفساد المالي والإداري.
لذلك لايمكن التعويل على تبني النظام الديمقراطي لإصدار الأحكام المسبقة على النتائج المتوخاة دون تفحص المستلزمات الأساس لبناؤه، فغياب إحدها يؤشر لوجود خلل ما ينعكس سلباً على الرؤى والتوجهات في التوزيع العادل للسلطات عبر الآليات الفيدرالية.
تسعى ديمقراطية النخب المتحدة للقفز على بعض المستلزمات الأساس لبناء الديمقراطية وتوزيع السلطات عبر الآلية الفيدرالية، سعياً لتحقيق مصالحها الخاصة ولاتعتبرها خيار سياسي لتوحيد جهود الفئات الاجتماعية نحو الهدف المنشود.
يعتقد ((مايكل بارنتي))"أن النخب الثرية والمتنفذة في الولايات لاتهتم بالأفكار المجردة كحقوق الولايات والآلية الفيدرالية بقدر اهتمامها بمصالحها الخاصة فإن تحققت دونها لاتجد ضيراً في التغاضي عنها".
تبحث النخب الثرية في الولايات الفيدرالية عن مظلات سياسية تقيها من المساءلة القانونية، أما عن طريق إستيلاءها المباشر على السلطة السياسية أو إستيلاءها غير المباشر من خلال دعم الكيانات الحزبية أو الأفراد.
لذلك فإنها تجد في الفيدرالية وإقامة حكومات محلية إضعافاً للسلطة المركزية فمن السهولة تطويع الحكومة المحلية أو الاستيلاء عليها من خلال الكيانات الحزبية-العائلية لكن من الصعوبة ترويض الحكومة المركزية للتغاضي عن خرق القانون.
إن النخب الثرية في الولايات الفيدرالية تسعى للمزيد من الكسب المادي غير المشروع عبر صياغة دستور خاص بالولاية يضمن مصالحها، فإن اصطدمت مصالحها الذاتية مع تشريعات الدستور الوطني تمردت على السلطة المركزية أو هددت بالانفصال بحجة تحقيق طموح مجتمعها في إقامة دولته المستقلة. والحقيقة أنها تسعى لإطلاق يدها في نهب المال العام دون مساءلة أو محاسبة قانونية.
إن كان حق الانفصال مشروعاً وفقاً لأعراف القانون الدولي فإنه يتطلب ممهدات وتسويات مسبقة مع الفئات الاجتماعية المشاركة في الوطن لضمان مصالحها، فالأمر ليس رغبة لنخبة سياسية من فئة اجتماعية محددة تسعى للنيل من مصالح الفئات الاجتماعية الأخرى. فضلاً عن أن الاتحاد أو الانفصال أو تقاسم السلطة بين الفئات الاجتماعية ليست رغبة آنية وإنما سلسلة طويلة من المفاوضات والتسويات السياسية للاتفاق على صيغة ما للعيش المشترك أو تقاسم السلطة أو الانفصال بسلام.
إن سعي النخب الثرية والمتنفذة للولايات لإتخاذ خطوات منفردة لتحقيق مصالحها الخاصة يتعارض مع الرؤى والمتطلبات السياسية لتحقيق الأهداف المشتركة، طبقاً للقاعدة السياسية القائلة:"بأن الاتفاقيات الجائرة لاتصمد أمام تحديات المستقبل".
وبذات الوقت فإنها توجب عدم فرض الإرادة السياسية على الأطراف الضعيفة لاغتصاب حقوقها، فإن قبلت عنوةً بها فإنها تسعى لخرقها عند توفر الظروف السياسية الملائمة للاستعادة حقوقها المغتصبة.
إن العمل على بناء كافة مستلزمات النظام الديمقراطي كفيل بنجاح الآلية الفيدرالية التي تتيح للجميع ممارسة دوره وسيادته وفقاً للدستور الوطني وبعيداً عن توجهات نخبها الثرية الساعية لمصالحها الخاصة وعلى حساب مصالح المجتمع.
يقول ((والتر مورفي))"إن الاتفاق الطوعي على الانفصال أو الاتحاد الفيدرالي أو إنشاء الأقاليم أو التمثيل أو المحاصصة أو التعايش السلمي في دولة ديمقراطية، لايمكن أن يتم دون بناء الديمقراطية الحقة لأنها السبيل الوحيد لإجراء تسويات سياسية بين كافة المكونات الاجتماعية المتنازعة".
إن التوجهات الذاتية للنخب الثرية والمتنفذة في الولايات الفيدرالية الساعية لحرق المراحل السياسية لجني المكاسب المالية يتعارض والتوجهات الديمقراطية ومصالح الفئات الاجتماعية المنضوية طوعاً للاتحاد الفيدرالي.
مما يدفع بالنخب الأخرى المتضررة من السياسات المنفردة للاتفاق على توجهات مضادة تزيد من حدة التناحر الاجتماعي، الذي قد تستغله بعض النخب العسكرية بالتواطؤ مع جهات إقليمية ودولية للإطاحة بالنظام الديمقراطي وإخضاع البلاد لحكم استبدادي بحجة الحفاظ على وحدة التراب الوطني وفرض النظام بالقوة على الجميع.
الموقع الشخصي للكاتب: http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانعكاسات السلبية للفيدرالية
- الفيدرالية والكيانات الحزبية
- بيروقراطية الدولة
- ماهية البيروقراطية
- ماهية الدستور وإشكاليات التطبيق
- كتابة الدستور
- المفاهيم الدستورية
- آليات عمل السلطة التشريعية
- السلطة التشريعية (الصلاحية والممارسة)
- الأليات الشرعية لانتخاب السلطة التشريعية
- معايير نجاح النظام الديمقراطي
- تأسيس منظمات للمجتمع المدني إحدى مستلزمات بناء النظام الديمق ...
- مساحة الحرية أحدى مستلزمات بناء النظام الديمقراطي
- مستلزمات بناء النظام الديمقراطي
- ماهية الديمقراطية
- ماهية السلوك الغريزي والاجتماعي
- تأثير البيئة الاجتماعية في السلوك والممارسة
- عوامل الصراع الاجتماعي
- دور الصفوات في الصراع الاجتماعي
- آليات الحراك الاجتماعي


المزيد.....




- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - آلية الاتحاد أو الانفصال في النظام الفيدرالي