أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - علمانيون للسلطة وانتحاريون للدنيا- إلى فائق المير في الحرية أم لا؟














المزيد.....

علمانيون للسلطة وانتحاريون للدنيا- إلى فائق المير في الحرية أم لا؟


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2323 - 2008 / 6 / 25 - 10:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس بحثاً في النوايا وإنما سبر للمغانم, إنها السلطة.
بعد أن تفشى مرض اسمه »السلطة« في العالم العربي والإسلامي , إلى حد أنه أمسى جينة في كل خلية ثقافية من الخليج على المحيط, إنها أموال تخرج العلماني والانتحاري من مدارسها لحظة تشاء. استطاعت السلطة عبر هزيمتها المتكررة واليومية للمجتمع العربي, أن تمتلك مدرسة لتخريجنا كمثقفين وأشباه مثقفين, كتبة وأشباه كتبة. ليس الموضوع حبكة تآمرية نحبكها بل صورة نحاول أن نقدم بعضا من عناصرها المتوارية خلف لغتنا التي لا ترتبط بأرواحنا أبدا, بل هي لغة تناسب وسائل إيصالها, وليس لغة تخترع وسائل إيصالها أو تبحث عن وسائل إيصالها, لكي تبتعد عن جاهزية المعنى, لأنه كما هو معروف أن وسيلة الإيصال, في هذا الزمن هي التي تفرض خطابها, وهي التي توزع رأسماله الرمزي بين ملفوظاته, التي يتوافد عليها الناس للتوظيف فيه, وهم عارفون في قرارة أنفسهم, إنما يوظفون في السلطة: ذاك مقاوم, وهذا انتحاري. ذاك علماني, وهذا إسلامي. ذاك يرى في الإمبريالية سبباً لكل ما يحدث لنا, وهذا يرى في الثقافة الإسلامية سبباً للانتحار وتفجير الذات" د. محمد شحرور نموذجا"في كتابه تجفيف منابع الإرهاب. حيث تتحول الثقافة الإسلامية إلى منبع للإرهاب. السلطة نفسها خاضت معاركها سابقاً ضد اليسار المحمول على السياق الشرقي من الحرب الباردة, بأدوات إسلامية, ودينية أصلاً في منتجها الغربي. والسلطة إياها تحارب تياراتها تلك الآن بأدوات علمانية من بقايانا نحن اليسار, الذي بحث عن هوية لم يجدها- العفيف الأخضر نموذجا ومدرسته المساندة للسلطة التونسية- لأنه بالأساس, جاء في زمن أصبح فيه مبحث الهوية كله جملة وتفصيلا, هباء, ولا قيمة معرفية له. أسمان لامعان في سماء العلمانية العربية الآن. والبشر العربي ينوء تحت ثقل سلطته. لا ذكر للسلطة المعاصرة في نتاجهما الأخير. لا ذكر لمن هو السبب في انتشار الإرهاب لأسباب دنيوية, وخفة العلمانية لأسباب سلطوية, لأن دين السلطة هو الدنيا, ودين الدنيا هو الدولة في هذا الزمن الدولتي. لهذا نحن خارج الدنيا. خارج الدنيا لأنه لا دول لنا, بل نحن نعيش في مزارع لكبار الضباط. الإقطاع العربي المعاصر. مع حفظ الفارق بين إقطاع انكليزي وبين إقطاع فرنسي. الإقطاع الإنكليزي تشرب روح البرجوازية قبل أن تتحول إلى قوة كبيرة في المجتمع البريطاني, بينما الإقطاع الفرنسي رفض أصلاً وجودا لغيره في طبقات الملك, وهذا ما أدى مع غيره من الأسباب إلى قيام الثورة الفرنسية, وحملت كل هذا العنف. لهذا العنف ينتظر مجتمعاتنا دوما عند كل مفترق طرق لا تريده إقطاعياتنا الجديدة.
الجميع يجمع بما فيها الانتحاري نفسه أنه يفجر نفسه في عدوه لأسباب تتعلق بأمور الدنيا لا الدين, وإن ردد قبل ذلك بعض الآيات القرآنية. ومن المعلوم أن انتشار ثقافة الإرهاب, إذا افترضنا جدلا أننا نوافق مع د. شحرور أن منابعه في الثقافة الإسلامية, نجد أننا أمام سؤال بسيط جدا, ولا يجب أن يغيب عن بال أستاذنا الدكتور, وهو: في هذا الزمن الرأسمالي كما كان يقال سابقا, لا يمكن لثقافة أن تنتشر من دون وسائل إيصال, ولا يمكن أن توجد وسائل إيصال من دون وجود سلطة خلفها. إنها بداهة السلطة المعاصرة, بداهة أخرى تلتحق بها وهي نتيجة لها, بأن في سورية مثالا: هل يمكن منذ عام 1970 أن توجد وسيلة إيصال وتعمل من دون أن يكون للسلطة فيها ملكية أو اليد الطولى, فكيف انتشرت إذن ثقافة الإرهاب هذه في سورية? ألم تكن الثقافة الإسلامية موجودة قبل هذه السلطة? فكيف انتشرت بطريقة تنتج إرهابيين? وكي نبقى في العنوان: ما كان يمكن لانتحاريي الطليعة المقاتلة عند تحركهم 1977 أن يروا النور من دون سند إقليمي! ثم يكفينا سؤالا صغيرا نسيه الناس, أعتقد لم ينسوه أبدا بل من نسيه هم علمانيو سورية: ماذا جرى بمن قتل المدعو شيخ الإرهابيين السوريين قبل مدة محمود أغاسي أبو القعقاع? علما أن الشهود أكدوا لكل وسائل الإعلام أنه تم القبض على أحد الفاعلين. هذا الشخص الذي حول أحد جوامع حلب إلى مدرسة لتخريج الإرهابيين وإرسالهم إلى العراق. وقتل في وضح النهار وأمام مريديه.
ثم من جانب آخر تحولت مدرسة الشيخ الغنوشي- جماعة النهضة الإسلامية- إلى دريئة يطلق النظام في تونس النار على المجتمع من خلالها, وتحول الإسلام على يدي الغنوشي والأخضر إلى مصدر من مصادر عدم استقرار المجتمع التونسي. أبدا لسنا في صدد الاتهام بل في مجرى القول أنها معركة ضد الديمقراطية يخوضها طرفان, لأن لا خطر على السلطة العربية حقيقياً إلا الديمقراطية. لهذا فهي تحتاج إلى ساحات معارك تودي بنا إلى الوهم, والانتكاس في سياق تشويش اللوحة ونقل النخب إلى ساحة يصمون آذاننا برنين سيوفهم العلمانية والانتحارية, وتهزم مجتمعاتنا التي تتوق إلى أن تعيش كبقية مجتمعات الأرض تصون كرامتها عبر الديمقراطية التي ترفض سلطتها تسلط سلطة أحادية. أي تهزم الديمقراطية وتبقى السلطة ويجد علمانيونا وانتحاريونا أنفسهم إما في جنة السلطة أو في جنة الخلد, وتعيد السلطة القبض من جديد على المجتمع من دون أن يكون استفاد من المد العالمي للديمقراطية وحقوق الإنسان.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بقي للاتجاه الديني- السياسي؟
- المفاوضات السورية الإسرائيلية: إطالة زمن الكوارث
- أزمة تراث أم تراث أزمة؟
- الخروج من إيران-العامل الخارجي سوريا.
- حزب الله« يتخلى عن حمولته العربية- غزوة بيروت
- سورية ما العمل الآن؟نسيان البدء، بداية الفعل.
- فضائية الخوف والوطن- لحظة بوح
- فضائية سورية لمن؟
- ثرثرة خارج خط التماس!
- إعلان دمشق إلى أين؟
- النوروز السوري-خواطر كصنع آلة عود في السجن
- المعارضة السورية والثقافة النقدية.
- الكردي المبعثر، العربي المشتت.
- حضارة القوة أم قوة الحضارة؟
- الاضطهاد الاجتماعي في سورية، أهل حوران نموذجا
- غزة..إعادة إنتاج الديني سياسيا.
- السياسة اجتهاد وليست قياس.
- العنف... الصورة... المستقبل مقاربات لا تنتهي
- جرائم الشرف ثقافة المشهد.
- حوار مع ياسين الحاج صالح أزمة نقد أم نقد أزمة؟


المزيد.....




- بايدن واثق من أن ترمب -لن يقبل- نتيجة الانتخابات الرئاسية
- حماس: إسرائيل غير جادة وتستغل المفاوضات غطاء لاجتياح رفح
- بايدن: القنابل التي قدمناها لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين ...
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
- بايدن على قناعة بأن ترامب لن يعترف بهزيمة في الانتخابات
- قائد -نوراد-: الولايات المتحدة غير قادرة على صد هجوم بحجم ال ...
- أبرز مواصفات iPad Pro 13 الجديد من آبل
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
- الجيش الإسرائيلي: معبر -كرم أبو سالم- تعرض للقصف من رفح مجدد ...
- -يني شفق-: 5 دول إفريقية قررت إنهاء عمليات الشحن البري مع إس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - علمانيون للسلطة وانتحاريون للدنيا- إلى فائق المير في الحرية أم لا؟