عبد صموئيل فارس
الحوار المتمدن-العدد: 2323 - 2008 / 6 / 25 - 10:36
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
(كم أنا فخور كوني قبطي)
بهذه العبارة التي طاردت ذهني عقب رؤيتي للمسيرة التي نظمها أقباط هولندا تنديداً بما يحدث للأقباط في مصر من اعتداءات بربرية وقعت عليهم في الآونة الأخيرة هذه المشاعر الفياضة التي يعبر بها أقباط المهجر لما يحدث لأخوتهم في مصر هي نتاج تعاليم مسيحية شعارها الحب والتسامح للجميع بلا استثناء ومشاركة دعا إليها السيد المسيح له كل مجد حينما قال (بكاءاً مع الباكين وفرحاً مع الفرحين).
إن كنّا الآن في مصر نمر بتجارب ضيقات تحاصر الأقباط من كل ناحية إلا أنني أشكر هذه التجارب التي وحدتنا وجعلتنا قلب واحد نشعر بما يعانيه إخوتنا من ظلم واضطهاد في كل مصر، فتنظيم مسيرة في أوروبا أو أمريكا ليس بالأمر، السهل فهي تحتاج إلى تصاريح من الجهات المختصة بالإضافة إلى تنسيق مع مَن سينضمون إلى المسيرة في كيفية التجمع بخاصة وأن في أغلب الأحيان يكون هناك مَن يسكنون في أماكن بعيدة الأطراف عن بعضها ومع كل هذا هناك تكاليف مادية في استئجار باصات للتحرك من مدينة لأخرى هذا بخلاف الوقت الذي يستقطعه هؤلاء المتظاهرين من جدول حياتهم العملية ونحن نعرف قيمة الوقت في أوروبا وأمريكا.
التحرك الذي يتم من قِبل أقباط المهجر في هذه الآونة هو مشاركة لها أثرها الإيجابي في رفع الروح المعنوية لإخوتهم في الداخل، وعنصر من عناصر الضغط على النظام الذي يتعامل مع الأقباط بأنهم ورقة سياسية، متغافلاً عن كل ما يعانوه الأقباط من مشاكل بل يضعهم في مساوامات أمام التيارات المختلفة سواء إسلامية أو فئات أصحاب مصالح ما حدث للأقباط في الفترة الأخيرة من وجهة نظري هو ما تكلمنا عنه العام الماضي في عدة مقالات بأن الإخوان سيحاولون تصفية حساباتهم مع النظام عن طريق الملف القبطي وهو ما يحدث الآن، وبطريقة جماعية،،، فكم الحوادث في الشهر الأخير يُنذر بكوارث قادمة لأنها تمت في عدة محافظات أي لم تقتصر على محافظة معينة وإن كانت متركزة في بعض الأحيان في محافظة المنيا والتي دائماً ما تكون ملتهبة طائفياً. معالجة هذه المشكلة الخطيرة والتي تهدد أمن بلادنا هي في أيدي النظام الذي يمتلك كل مقومات العلاج الفعال لها وبخاصة في المنظومة الإعلامية بأبواقها المختلفة والتي تعمل لا للبناء بل لهدم هذا الوطن، بعد أن سيطر المتطرفون عليه والذي يطعنون في كل مَن يحاول مواجهة البطش الذي يتعرض لها الأقباط، سواء كانوا أقباط المهجر -والذين دائماً هم موضع شبهات من هذا الإعلام الهدام- ومع ذلك لا يهتز أقباط المهجر بل يمضون في طريق نضالهم من أجل أحبائهم في مصر مستشعرين معاناتهم وضيقتهم التي يتألمون من أجلها.
#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟