أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - تفجير -الأحد- استهدف اجتماع -الاثنين- مع الأمم المتحدة :كوفي عنان ليس محايدا وعلى المرجعية أن ترفع سقفها السياسي















المزيد.....

تفجير -الأحد- استهدف اجتماع -الاثنين- مع الأمم المتحدة :كوفي عنان ليس محايدا وعلى المرجعية أن ترفع سقفها السياسي


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 719 - 2004 / 1 / 20 - 07:22
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


  قبل يوم واحد من إجراء اللقاء المرتقب بين الأمم المتحدة ووفد من سلطات الاحتلال الأمريكية ومجلس الحكم الذي عينته ، وبمشاركة ممثلين عن المرجعية الدينية العراقية في مدينة النجف الأشرف ، جاء تفجير يوم الأحد الدموي والمدان ليفجع أهالي بغداد بمجزرة قذرة جديدة راح ضحيتها أكثر من خمسة وعشرين قتيلا وأكثر من مائة جريح فيما قتل جنديان من جنود الاحتلال فقط . إن التوقيت المريب لهذه العملية الإجرامية يبين حتى لعميان القلب أن المستهدف ليس قتل جنديين أمريكيين  بل هو قتل أكبر عدد ممكن من العراقيين وتدمير أية إمكانية سياسية لعودة منظمة الأمم المتحدة إلى العراق .
  إن عودة الأمم المتحدة لممارسة دور فاعل ومركزي في الشأن العراقي لن يضر بمصالح طرف كما سيضر بمصالح المحتل الأمريكي الذي قام بحربه واحتل العراق ودمر البلد على الضد من الأمم المتحدة وإرادة أعضائها الجمعية . ويمكن للباحث عن هوية الطرف الذي قام بتفجيرات يوم الأحد أن يرى المجرم الذاهب للقاء الأمم المتحدة يوم الاثنين ألا وهو الطرف الأمريكي .
 نعم ، قد تكون الولايات المتحدة بحاجة إلى دور معين للأمم المتحدة يفيدها في تفادي تحفظات و مطالب المرجعية الدينية والقوى الوطنية العراقيتين أو الاحتيال عليها أو تهشيش مضمونها السياسي  ولكنها تريد هذا الدور بشروطها هي وليس بشروط  العراقيين الاستقلاليين أو شروط الأمم المتحدة ،وعلى هذا  يمكن العثور على بصمات منفذي تلك الجريمة  أمام مقر قيادة المحتلين المحصن بشكل شيطاني  في  الأوراق السياسية التي ستقدم اليوم إلى كوفي عنان من الطرف الأمريكي وسيكون على كوفي عنان أن يصيخ السمع إلى دوي  تفجير بغداد المشبوه  قبل أن يتخذ قراره بصدد العودة إلى العراق الذي  فر منه بعد جريمة تفجير مقر المنظمة هناك قبل بضعة أشهر وبصدد أي دور قادم للأمم المتحدة .
   أما بخصوص موضوع مطالبة المرجعية الدينية العراقية  بإجراء دراسة علمية وعملية من قبل الأمم المتحدة لتقرير إمكانية أو عدم إمكانية إجراء انتخابات عامة حقيقية فقد  أعلنت مصادر رئاسة الأمم المتحدة مسبقا  أنها سترسل وفدا برئاسة الدبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الإبراهيمي إلى العراق ومعه وفد من الخبراء لإقناع المرجع الديني  السيد علي السيستاني بأن الانتخابات غير ممكنة . هذا الخبر يعني أن كوفي عنان ورئاسة المنظمة الدولية ليست محايدة ولا هي منصفة لأنها اتخذت قرارها بأن الانتخابات غير ممكنة مسبقا وحتى قبل أن تلتقي الأطراف ذات الشأن وتدرس الوقائع والواقع على الأرض وفي هذا غبن كبير لمطالب العراقيين بإجراء انتخابات عامة شاملة ونزيهة . فكيف يمكن للطرف الذي ارتضيناه حكما في خلافنا وصراعنا مع المحتلين الذين  يريدون أن يفرضوا على شعبنا حكاما ممقوتين من أصحاب السوابق ولصوص البنوك المحكومين بعشرات السنيين سجنا وتجار الآثار والمخدرات والطائفيين والعنصريين ورجال النظام السابق ؟ كيف يمكن أن يأتي الحَكَم لينحاز مسبقا وقبل أن يجري أية دراسة لخلفيات المشكلة واقع المشكلة على الأرض إلى الطرف المحتل ضد رغبات الطرف المغلوب والمحتلة بلاده والمصادرة ثرواته وسيادته واستقلاله؟
منذ البداية كان الموقف الوطني يوجب تأييد مطلب إجراء انتخابات عامة حقيقية وشفافة وقد طالبت المرجعية الدينية النجفية بهذا المطلب وأصرت عليه حتى الآن وحسنا فعلت، فيما راحت أحزاب مجلس الحكم وشخصياته تتوسل وتستجدي تدخلا مباشرا من المحتلين لرفض مطلب الانتخابات أو على الأقل إجراء انتخابات جزئية أو غير مباشرة لرفع العتب مع إقرار تصعيد وتعيين عدد من أصدقاء وحلفاء الاحتلال في الهيئات الدستورية والحكومة المؤقتة القادمة دون انتخابات !
  إن المصلحة الوطنية توجب في الوقت الحاضر تأييد مطلب الانتخابات العامة الشاملة لأنها الوسيلة الوحيدة الممكنة لإيجاد هيئة دستورية وحكومة مؤقتة من عراقيين استقلاليين سيطالبون الاحتلال بجدولة انسحابه والرحيل مباشرة ودون شروط مخلة بسيادة واستقلال العراق  . أما في حال تعيين الاحتلال لأصدقائه في تلك الهيئات والتشريعية والتنفيذية فيعني أنهم سيبادرون إلى ربط العراق بسلسلة من المعاهدات الاستعبادية من طراز معاهدة "بوترسموث" و"جبر بيفن " تلحق بها عشرات القواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية الضخمة التي ستبقي على قلب العراق لحماية مئات الشركات متعددة الجنسية التي ستغزو العراق بعد توقيع تلك المعاهدات الاسترقاقية .
  ومع وجوب تأييد مطلب الانتخابات ، ينبغي التذكير والاعتراف بأن السقف السياسي الذي انطلقت منه القوى الوطنية المعادية للاحتلال والمرجعية النجفية بقيادة آية الله العظمى علي السيستاني كان سقفا منخفضا جدا ، وكان بوسع المرجعية أن تختصر عذابات الشعب وتطالب قبل ذلك بجدولة انسحاب قوات الاحتلال واستبدالها بقوات من الأمم المتحدة ومن ثم يجرى الإحصاء السكاني فالانتخابات العامة . لقد أصر مجلس الحكم في المقابل على تحقيق هدفين الأول تولي الملف الأمني لحماية المحتلين من جهة والشروع في حرب أهلية بشعة ضد القوى الاستقلالية والمقاومة الباسلة وحين رفضت قوات الاحتلال ذلك لأنها لا تثق أصلا بحلفائها في مجلس الحكم وهي لم تلجأ لهذه القوى أصلا إلا من باب " من قلة الخيل ...الخ ". وحين فشلت أحزاب مجلس "بريمر " في تحقيق هذا الهدف حاولت تشكيل مليشيات مسلحة علنية ورسمية وقد جوبهت هذه الخطة برفض شعبي شامل وحاسم  فحوَّل أصحاب المشروع جهودهم إلى مجال النشاط السري وشكلت أحزاب الحكيم وعلاوي و الجلبي ميليشياتها السرية أما الأحزاب الكردية القومية فهي قائمة أصلا على أساس التنظيمات الميليشياوية وتحتل بغداد عمليا بواقع أكثر من 26 مقرا محصنا يعج بالمسلحين ، كما بادرت جهات طائفية سُنية لتشكيل ميليشياتها القامة على أساس طائفي سني في بعض مدن الشمال الغربي العراقي في رد فعل على سلوك بعض  الطائفيين الشيعية في مجلس الحكم ولكن هذه الظاهرة مازالت محاصرة وهشة لأنها تستمد قوتها من حضور الاحتلال الخافض لآليات اشتغال الظاهرة الوطنية عادة ونأمل أن لا يكون لهذه الظاهرة  مستقبل .
   إن المطالبة برفع السقف السياسي لمطالب المرجعية مازالت قائمة وتحقيقها مازال ممكنا ويمكن ترصين مطلب إجراء الانتخابات باستقدام قوات ومراقبين من الأمم المتحدة ورفض القرار المسبق الذي يروج له كوفي عنان ودعوة وفوده لدراسة المشكلة والمطلب العراقي على الأرض قبل الوصول إلى قرار حول الموضوع .
لقد رفضت المرجعية حتى الآن إجراء أي لقاء مع الحاكم المدني الاحتلالي في العراق "بول بريمر " بشكل مباشر وهذا مبدأ إيجابي  واجب وبديهي سارت عليه كل القوى الاستقلالية في تجارب الشعوب التي احتلت أرضها،  وحين حانت لحظة التفاوض مع المحتل فقد وافقت القيادات الاستقلالية على التفاوض ولكن ليس على الأرض المحتلة فقد اختارت الثورة الجزائرية مدينة "إفيان " الفرنسية مكانا للمفاوضات مع وفدها الذي شكلته الحكومة المؤقتة التي أعلنتها الثورة الجزائرية ، واختارت المقاومة الفيثنامية العاصمة الفرنسية ومدينة جنيف السويسرية مكانين للمفاوضات مع الإدارة الأمريكية . ومعلوم أن المقاومة الفيثنامية استمرت تقرع بسلاحها الشجاع  رؤوس المحتلين الأمريكان إلى آخر يوم من أيام احتلالهم لفيثنام والذي انتهى بيوم الهروب الكبير بالطائرات العمودية من السفارة الأمريكية في جنوب البلاد وليست تلك النهاية  بمحال على شعب الرافدين الذي صمد أمام أعتى دكتاتورية دموية في تاريخ الشرق ألا وهي دكتاتورية صدام التكريتي ولم يركع لها مطلقا وها هو اليوم  يصمد صمودا عظيما أمام القوى الكونية الأولى في العالم التي يقودها المتصهين بوش الصغير ويمرغ أنفها في الوحل و الهزيمة .



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصداميون والسلفيون الطائفيون وجهان لعملة قمعية واحدة : على ...
- دروس في النحو الإملاء الدرس الحادي والثلاثون : البدل
- لماذا تهجم سعد بن صالح جبر على سماحة السيستاني ؟
- لن ينجح -طالبان - مجلس الحكم في دفع العراقيات إلى أحضان الغز ...
- سرقة فضائحية جديدة لوزارة مجلس الحكم :باعوا سماء العراق ومنش ...
- ماذا بعد مظاهرة كركوك ؟ هل سيطيح الإسلاميون بهيمنة الأحزاب ا ...
- دروس في النحو والإملاء الدرس الثلاثون : المعطوف
- دروس في النحو والإملاء /الدرس التاسع والعشرون .التوابع المرف ...
- دروس في النحو والإملاء / الدرس الثامن والعشرون اسم كان وخبر ...
- أين الولاء للعراق وشعبه في بيان هيئة العلماء وتصريحات الحكيم ...
- بريطانيا لا تريد إعدام صدام والربيعي يقدم له شهادة طبية منقذ ...
- إلقاء القبض على صدام : نصر إعلامي أمريكي صغير ، وانطلاقة كبر ...
- كلاو* جديد اسمه المؤتمرات الإقليمية أو الانتخابات الجزئية !
- حول البعث والسطل وقضايا أخرى !
- الدرس السابع والعشرون : الفعل المضارع غير المتصل ولا المسبوق
- الحكيم والسيستاني وعملية الفرملة السياسية الأخيرة !
- دروس في النحو والإملاء الدرس السادس والعشرون : نائب الفاعل
- راهن ومستقبل حزب البعث العراقي في ضوء حرب الاغتيالات المتباد ...
- على هامش زيارة اللص بوش السرية إلى أرض الرافدين : والآن ماذا ...
- حين يصوغ العجم دستور العراق !


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - تفجير -الأحد- استهدف اجتماع -الاثنين- مع الأمم المتحدة :كوفي عنان ليس محايدا وعلى المرجعية أن ترفع سقفها السياسي