أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس النوري - حكومة ليست رشيدة














المزيد.....

حكومة ليست رشيدة


عباس النوري

الحوار المتمدن-العدد: 2315 - 2008 / 6 / 17 - 10:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من عجائب السياسة وما تحمله في صفحاتها المبهمة من غرائب قد تبدو للبعض مستحيلة، لكن للسلطة والثروة أثر كبير في تغيير الشخصية وتحولها لتكون سبباً في الكوارث.
مصطلح الحكم الرشيد صادفته في تقرير العقد الدولي، ولم نلاحظ أي ذرة توحي للرشد أو ما يلوح له المعنى بشيء بسيط.

الكارثة القادمة على العراق وشعبه بسبب تخبط الحكومة وتسرعها في اتخاذ القرارات ليس في مصلحة الشعب، تارةً وتعرجها لأخذ قرارات هي تصب في مصلحة العراق والعراقيين تارةً أخرى سيؤدي لا محال لهلاك العراقيين في حربٍ طويلة الأمد وكثيرة المخاطر…وهذه الحرب القادمة تكون على شكلين داخلي وخارجي. الخارجي وبصورة واضحة مع إيران ليس نيابةً عن الولايات المتحدة الأمريكية بل بمشاركة فعلية وقيادة موحدة بين الطرفين. والحرب الداخلية هي نتيجة لتقسيم العراقيين بين مؤيدين للطرف الإيراني والطرف الأمريكي ويتداخل بينهما من سُلبَ حقه.

هذه الصورة القاتمة ليست الوحيدة…بل هناك الأسوأ والأكثر شراسة حينما تقرر الولايات المتحدة الأمريكية بعد مجيء (أوباما) وتسلمه لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية وسحب جميع قواتها من العراق …وبدأ عملية سيطرة إيران عن طريق مؤيديها على مقاليد الحكم في العراق عندها يدخل العراق لحرب داخلي طويل الأمد.

لكن هذه المخاطر يمكن تجاوزها في حال رجوع القادة العراقيين لرشدهم بتكاتفهم للمضي في مشروع الوحدة الوطنية ونبذ جميع التدخلات الخارجية والتوصل لمشروع عقد أو معاهدة استراتيجية مع أمريكا على أساس المصلحة الوطنية العراقية بعد معرفة المصلحة الأمريكية ووضع تلك المصالح في ميزان المفيد من المضر…والسوء من الأسوأ…بشرط مشاركة جميع القوى في التوصل لقرار وطني مجمع عليه…وعرض المشروع لاستفتاء شعبي عراقي دون أي مؤثرات جانبية…يمكننا عبور المخاطر وتجاوز الكوارث.

هل هذه الاحتمالات واردة؟ هل من حق المراقب للوضع السياسي أن يطرح أي تساؤل عندما يرى ويلاحظ أن الحكومة العراقية لا تتبع أجنده وطنية …بل يملى عليها وتستجيب لضغوط خارجية…مرة أمريكية وأخرى عربية وثالثة إقليمية…فأين الصراع…وما هي المعوقات وكيف التوصل لسبل النجاة…هنا يأتي دور الحكم الرشيد. ولا أضن بالمقولة أن الإرادة الوطنية والشعارات التي تطلق للاستهلاك المحلي بينما يعرف العديد من المراقبين أن الأمر والنهي بيد الغرباء وليس بيد العراقيين.

حسب رأي البسيط أقترح أن تشكل لجنة بمسمى الراشدين…يعينون على أساس الخبرات المتنوعة والكفاءات والاستقلالية…وذلك بالرجوع لتاريخهم…ويكون الترشيح ذاتي وسري جداً ولا يتدخل فيها الأحزاب أو الرئاسات. المرشحين يرسلون جميع المعلومات دون ذكر أسمائهم أو ما يوحي لشخصهم…لمجلس النواب ويتم الفرز على أساس القدرة في فرز القرارات الصائبة من المخيبة ويكون رأي هذه اللجنة استشارية للحكومة في القرارات المصيرية مثل الاتفاقية الاستراتيجية الأمريكية العراقية…دون أي مؤثرات جانبية…ولا يتحدث مع هذه اللجنة طرف أو يراهم أحد…لكي لا تؤثر في نصائحها. مع طرح الآراء والأفكار للشعب العراقي لجس نبض رأي العموم.

لأنني أرى والكثير معي يتفق أن أمر العراق ليس بيد العراقيين، والقوى المتصارعة لنيل مآربهم وضمان مصالحهم هي أمريكا والدول المحيطة بالعراق. والسياسيين يعرفون ذلك جيداً، والجميع متفق أن لا قدرة لديهم لردع هذه التدخلات، لكن النقص في شجاعة مواجهة الواقع المفروض، وبيان الحقائق للشعب العراقي…والسبب يرجعوه للديمقراطية على أساس أن الحكومة منتخبة من قبل الشعب وهذا التفويض يعطيهم الحق في بيع العراق جملةً وتفصيلا…أو تمزيقه بين أطراف معينة.

في العراق أمور كثيرة مستعصية لا يمكن لهذه الحكومة ولا للتي تأتي من بعدها أن تضع حلول ناجعة ترضي جميع الأطراف المتسابقة على السلطة والثروات. ولقد توصل الإنسان العراقي لقناعة كاملة أن السياسيين ليس لديهم هم إلا أنفسهم والمقربين منهم. وستبقى الحالة على ما هو عليه بل قد يذهب نحو الأسوأ من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والخدمات…في بداية عام 2003 ولغاية نهاية 2005 لم تكن أسعار المواد الغذائية مرتفعة كما هو عليه الآن، والحصة التموينية كانت تحتوي على مواد غذائية لا بأس بها في حينه، لكن الآن جردت من أهم المواد…وأفضل وأهم مناطق العراق أصبح الماء الصالح للشرب في خبر كان…والكهرباء لم يتغير فيه أمر أو أي تطور ملحوظ إن لم نقل سار نحو …الهاوية.

والأمن والأمان…فقط في إعلاميات الحكومة، لكن وسائل الإعلام تنقل يومياً حوادث قتل وتفجير وظهور مقابر جماعية…وجثث مجهولة الهوية…واغتيالات وتفجيرات…والتقارير الناطقة باسم عملية فرض القانون تشير لتحسن أمني بنسبة 80%.
كان المتعارف عليه باللهجة العامية أن (العراقي إمفتح باللبن) يعني (يقرأ الممحي) ومعناه ( لا تعبر عليه شيء) أي أن العراقي من خلال التجارب المريرة التي تعايشها من الصعب تمرير عليه أمور غير صادقة وغير واقعية وغير منطقية… أما المثل الجديد أصبح ( أمفتح بالتيزاب) أي أفطن من ذي قبل… وأذكى…وليس فقط يقرأ ما بين السطور، وإنما يمكنه أن يعرف ماذا سوف يقول السياسي قبل أن ينطق…أي أن ملكة الإنسان العراقي من الفراسة قد فاقة التخيلات.

فلذلك، عند الحديث مع الإنسان العراقي عن المستقبل وأحلامه…تراه يقول لك شبعنا من هذا الكلام.
العراقي يبحث عن أمان وماء صالح للشرب وكهرباء… وكرامة.
وقد بدأ يفقد ثقته بالسياسيين، فلا تجعلوه يفقد ثقته بالله تعالى…فهي أم الكوارث.

عباس النوري
‏15‏/‏06‏/‏08



#عباس_النوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة العراقية - اللاوطنية
- المهاجر العراقي للسويد - وطلب المالكي
- لعل الحل الأسلم توحيد الأحزاب لجبهتين
- مؤتمر السويد وتعهدات المالكي
- الحكومة العراقية تتدخل في كل شئ - حتى في الرياضة
- السويد ووثيقة العهد الدولي - العراق
- هل الفيليون عراقيون؟
- رسالة مفتوحة للسيد رئيس الوزراء العراقي المحترم
- هل الديمقراطية العراقية تلغي الحركات الإسلامية
- الكتل الجديدة في طريق الصراع
- خلف العليان واللعبة الأخيرة
- هل ممكن تنقيح كتب الشيعة وكتب السنة من الرواسب التي تصنع الإ ...
- من هم الغوغاء
- ما بعد البصرة((حرب ضروس)) أم انفراج تام
- ثقافة القتل مرض اجتماعي أم ضرورة مرحلية
- بعد خراب البصرة
- من يتحمل المسؤولية للتقاتل الداخلي
- المصاهرة الوطنية أم المصالحة الوطنية؟
- مؤتمر القوى السياسية لا يفي بالغرض!
- أهم مسؤول في العراق!


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس النوري - حكومة ليست رشيدة