أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عماد علي - آليات ترسيخ المجتمع المدني في العراق














المزيد.....

آليات ترسيخ المجتمع المدني في العراق


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2315 - 2008 / 6 / 17 - 10:38
المحور: المجتمع المدني
    


عندما نريد توضيح ما يخص المجتمع المدني، لابد ان نعلم ماهية هذا المفهوم و ما العوامل و الركائزالهامة للوصول اليه، و هل يمكن وصول المجتمع الى حالة او وضع يمكن ان يُعرًف على انه مجتمع متطور و فيه مميزات مجتمع مدني معاصر، و ان لم ندقق فيما يخص اركان تطبيق الطريقة المثالية للمجتمعات الشرقية بما فيها المجتمع العراقي لنتخطى عقبة الخطوة الاولى من الطريق الطويل للمجتمع المدني، لا يمكننا توجيه الافراد و الآليات لترسيخ المجتمع المدني الحقيقي . لا نريد هنا ان نحلل بشكل واضح و تاريخي كيفية التمدن و الاستقرار لعدم فسح المجال في هذه الاسطر القليلة، الا اننا يمكننا ان نختصر و نبين اهم الاعمدة الرئيسية لهكذا نوع من المجتمع الا وهو الحرية الغير المشروطة و التعددية السياسية و التطبيق الحقيقي للديموقراطية و حرية الراي و عندما نريد توضيح ما يخص مفهوم المجتمع المدني، لابد ان نعلم ماهية هذا المفهوم و ما العوامل و الركائز الراي الاخر و الاعلام الحرو تطبيق بنود حقوق الانسان ، هذا بشكل عام، اما اهم الركائز الواقعية هي ضمان الاحتياجات الاساسية لمعيشة الناس و محاربة الفساد و الاهتمام بالعلم و التقدم الثقافي الاقتصادي الاجتماعي بشكل عام و يبدا كل هذا في جو السلام و الرخاء و عدم انتشار الرعب و الخوف و القلق من المستقبل و ضمان حياة الشعب و الجيل الجديد و حقوق المراة و غربلة الكلتور التقليدي و تنظيفه من العاداة القديمة و ازالة العوائق امام تطور الحياة التقدمية.
و كما نعلم ان المجتمع العراقي عانى منذ زمن الدكتاتورية من الوضع المتدهور حتى وصل الى الهلوسة النفسية من حيث القلق و الخوف ، ولم يتوفر عامل واحد من عوامل و آليات دفع المجتمع الى التمدن و العيش الحضاري، فكيف يمكن ان نفرض الطريقة المعلبة او المستوردة للقفز على الواقع و تحويل المجتمع بين ليلة و ضحاها الى مجتمع مدني متطور على غرار ما ينعم به الغرب.
ان ما جرى و ما حصل بعد سقوط الدكتاتور و كيفية اقصائه و احلال نظام جديد و رضيع لحد اليوم، فالمدنية لا يمكن تطبيقها في هذه الحالة و لا بثورة كما يعتقد البعض بل هي نوعية و نمطية من الصراع و التغيير تختلف من كافة النواحي عن التغييرات الاخرى و تتطلب زمنا خاصا حسب مستوى ثقافة المجتمع و تطوره الاقتصادي الاجتماعي السياسي، و فيه يعود الفرد الى الوعي و الرشد و الحوار و الايمان بالديموقراطية و تدريجيا تشع و تتولد المدنية و يشمل شعاعها و ثمارها و عطائها كافة الفئات . الانسان هو المقصود الاساسي لتركيز الآليات على تمدنه، لذا اهم ما يمكن ان نعتمد عليه كآلية ثابتة و رئيسية في عملية تحوٍل المجتمع، و جوهر الانسان هو المعني في خضم تلك التحولات العامة و قدرته الحيوية الواعية لادارة تلك التغييرات، و عندئذ يتوجه الكل و يسيرون بخطى واثقة نحو المدنية و بها يمكن فهم كافة الافكار و النظريات و الايديولوجيات و يُعتمد فيها على ما هو الافضل لخدمة الانسانية و بالمدنية يمكن ان يُميًز و يُفهم الديني و التراثي و القومي و الوطني و العلماني و اليساري التقدمي و الشيوعي، و الكل على اليقين بانه لا يوجد في المدنية العصبية و الدينية المتطرفة و لا شوفينية او مذهبية و لا صفات اجتماعية بالية و تقليدية مضرة، فالجميع ينظر الى الامام والى التطور.
و كما اسلفنا ان الانسان هو جوهر و اهم آليات الوصول الى المدنية ، فهناك ايضا آليات علمية حضارية مادية للانسان نفسه ان يستخدمها كطريقة لوصوله الى المجتمع المدني المتصف بالاقتراب من العدالة الاجتماعية و المساواة و العيش الرغيد و هو من مطالب الشعب جميعا. و بالوعي المديني يمكن ان يستعمل الآليات المادية و المعنوية للوصول الى الاهداف ، ومن اهم عوامل تخصيب الارضية المناسبة لتسهيل العمل على الآليات المجتمع المدني هو دور المراة و وعيها و مشاركتها في الحياة المدنية بجانب الرجل ، اي المراة هي الشق الرئيسي لتوليد الحياة و الاداء المدني . بما سبق تبين لدينا عدة آليات للمجتمع المدني و هو الانسان نفسه و وعيه و من ضمنه و اهم شق فيه المراة الواعية و من ثم الارضية الاجتماعية الثقافية و التنظيم المدني الحضاري، وللمدنية علاقة نسبية مع مستوى ثقافة المجتمع و مع النظام السياسي و الافكار التسلطية و مع السلم الاجتماعي الثقافي، اي يمكن توجيه قطار العمل السياسي نحو تمدن المجتمع العراقي و اهم ما في الامر هو الخطوة الاولى لتعاون جميع الجهات و الاخص التقدميين ، والمجتمع العراقي فيه ما يكفيه لبدء العمل.
ان ما يجعل المرء متفائلا ، ان العراق و بلاد ما بين النهرين مهد الحضارات و ارض الخيرات التي تدفع الانسان الى الاستقرار و التجمع و التمدن و هو منبع العلماء و المفكرين و الشعراء الذين هم اللبنة الهامة و العامل الفوقي الرئيسي لتثقيف جوهر الانسان و هو الآلية الحاسمة لترسيخ المجتمع المدني.





#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامن الوطني و حق العراق في مياه الدجلة والفرات ام النفط مقا ...
- الجبهة الوطنية ام التعاون السياسي
- هل يجني المالكي من الجولات المكوكية شيئا؟
- اين مفهوم اليسار في العمل السياسي العراقي؟
- من باستطاعته تغيير العقليات السائدة في المنطقة؟
- هل يُرضي ديمستورا جميع الجهات لتطبيق مقترحاته؟
- اي نظام سياسي نريد ؟
- اقليم كوردستان العراق بحاجة الى المثقفين اكثر من السياسيين
- السلطة و الاعلام والالتزام بالثوابت
- الضغوطات منعت نيجيرفان البارزاني من المضي في بعض العقود النف ...
- الاتفاقية العراقية الامريكية وتدخلات دول الجوار
- الاهتمام بالمظهر دون الجوهر في حكومة اقليم كوردستان العراق!!
- الفكر و مصداقية الحكم في العراق!!
- هل تترسخ مسالة قبول الآخر في العراق؟
- لم يقرر الشعب بعد!
- نيجيرفان البارزاني والعمة(بوره مه نيج)
- ما الحل الجذري للمسالة العراقية؟
- اقليم كوردستان العراق....الى اين؟
- هل حرية العراق تنتج قيادة مسؤولة؟
- الراي العام في كردستان العراق


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عماد علي - آليات ترسيخ المجتمع المدني في العراق