أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدي النجار - خيبة المسلمين في رحلة العلم والايمان















المزيد.....

خيبة المسلمين في رحلة العلم والايمان


مهدي النجار

الحوار المتمدن-العدد: 2312 - 2008 / 6 / 14 - 10:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم يعد في جعبة مشايخ الاعجاز العلمي في العالم الاسلامي من براهين وأدلة لاعلاء شأن الدين وترسيخ الايمان سوى زجهما في رحلة إلتباسية وخائبة وسط سجالات العلم الحديث وطرق اكتشافاته واستنباط قوانينه ونظرياته ومختبراته للتوفيق بين منجزات العلم وكشوفاته من جهة وعطاءات الدين وثوابته من جهة ثانية او لاثبات اعجازية القرآن الكريم بواسطة ما يحققه العقل البشري من خطوات متسارعة ومذهلة ومتقلبة في مجالات التطور العلمي وحصائله التكنولوجية، كذلك اللهاث المستميت للتوصل الى خلاصات مفادها اسبقية الدين وكتبه التاسيسية على العلم في الميادين التي اكتشفها في الامس القريب وكأن الامر بهكذا تبسيط سقيم، ان الله عزَّ وجل بحاجة ماسة لعلوم البشر ونشاط عقولهم لاثبات اعجازية كتبه التى اوحى بها الى انبيائه من اجل تخليصهم من الرداءات والعفونات الارضية ونقلهم الى حالات النبل والسمو والصفاء. الا ان مشكلة مشايخ الاعجاز العلمي في هذا الباب تتلخص في شدة ما ينقصهم من معارف علمية معاصرة وابتعادهم الشاسع عن مناهجها وآليات فهمها منذ نعومة اظفارهم ومنذ جلوسهم على مقاعد الدرس الاوليه التي ما فتأت تكمم افواههم وتجتث السؤال والحوار من عقولهم لذا ترعرعوا وسط بيئة تلقينية حبست العقل وامتهنت الجدال والمناقشة، بيئة موحشة مقفرة انبتت عقولاً تعادي العلم وتكره المعرفة فصارت كل خطوة علمية تتحقق تعني المزيد من سحب البساط من تحت اقدام الخرافة والتدليسات الذهنية وبالتالي تقتطع من سلطة هذه المشايخ على الناس مساحة جديدة، هذه السلطة التي تزدهر وتنتشي في مواقع الجهل والفقر والعتمة لذا يبتهج جهابذة العلم والايمان ويقيموا وليمة انتصار كبرى لهذا السبات الفكري العميق الذي يغطُ به ابناء الاسلام، ولسان حالهم يقول: يا ليت ان لايستيقظوا !!. اللهم اننا نشهد بان القرآن الكريم لم يترك كبيرة ولا صغيرة إلا احصاها حقاً، ولكن في شئونه، شئون العبادة والروح وليس شئون العلم او السياسة او كما يستخلص طه حسين : "كان الاسلام وما زال ديناً قبل كل شئ وبعد كل شئ، وجه الناس الى مصالحهم في الدنيا وفي الآخرة بما بين لهم من الحدود والاحكام التي تتصل بالتوحيد اولاً، وبتصديق النبي ثانياً، وبتوخي الخير في السيرة بعد ذلك" (الفتنة الكبرى) وقد ترك تعالى لعباده حرية التصرف وحرية الاختيار في كيفية تأسيس دولهم ومؤسساتهم وكيفية تحصيل ثرواتهم وكيفية توزيعها، كيفية تشريع القوانين والانظمة لاجل حماية الفرد والمجموع وتاسيس علاقات ضامنة ووطيدة فيما بينهم، كيفية ابتداع سُبل ناجعة لتطوير حياتهم وفق تبدل الازمنة والاماكن، كيفية مواجهة آلامهم ومصائبهم، كيفية التغلب على فقرهم وعلى امراضهم وعلى مصائبهم... وكل ذلك لايخرج ابداً عما جاء من توصيات وعظات وسنن وقواعد انزلها الله في كتبه الدينية، فليس من المعقول ان الباري الذي فطر الانسان وخلق اسمى ما فيه: العقل، الذي يتمايز فيه عن سائر المخلوقات الاخرى، ليس من المعقول ان يحدَّ من نشاط هذا العقل وفاعليته الخلاقة!!. ان نداءات مشايخ العلم والايمان تتلخص في ايقاف حياة العقل بصيغة: اوقفوا نشاط العقل وتعالوا فتشوا هنا، اي بين سطور القرآن والسنة، وستجدون كل شئ، كل شئ، كل شئ!! واذا لم تجدوه فهو باطل، وإن وجدتموه عند الغير من اهل الديانات الاخرى او اللادينين فقد استغفلوكم وسرقوه من كتابكم العزيز، وإن ما سيُكتشف بعد مائة عام او بعد عدة قرون فهو كامن بين السطور وسيظهر بالقوة متى يشاء الله، ولكن سيدي صاحب العلم والايمان، صاحب الاعجاز العلمي، انت ماذا تفعل؟! الست انت من اهل هذا الكتاب العزيز وانت الذي تعرف تفسيراته وتأويلاته، تعرف كل شاردة وكل واردة فيه، تعرف تاريخه وضليع بلغته واشتقاقاتها، فخبرنا سيدي باي يوم اشرت لنا بمعجزة علمية و بمعلومة معرفية او صنعت لنا حبة دواء او ابرة خيط بعد تبحرك الطويل العريض في كتاب الله، دون الرجوع الى مرجعيات اهل الكفر واهل الغرب الجهلاء واتباع الديانات الاخرى، ساعتها (ساعة اي اكتشاف جديد) تنهض من كسلك وعجزك وغيبوبتك أفاكاً، ماكراً، تسرق جهود غيرك من البشر الذين افنوا اعمارهم في الدراسة والمختبرات والبحوث والمناظرات ليكتشفوا قوانين الله في الكون والحياة، ليصنعوا عقاقير مذهلة في علاج الامراض والالام، ليصنعوا ما يُسعد الناس ويرفه عنهم من كهرباء ووسائل اتصال ونقل وجرارات ومنظومات خزن وتبادل معلومات وتبريد وتدفئة وخزانات اطعمة وملابس ومفروشات... الفرق بين علماء الاعجاز في بلاد الاسلام وعلماء المختبرات في بلاد الغرب، هو " ان علماء الغرب لا يغشون شعوبهم، ولا يبيعون لهم الوهم مقابل سلبهم أعز ما يميز الانسان (العقل)، ولايتاجرون بدينهم في الاسواق الرديئة حيث النصب والغش والاحتيال".انت سيدي صاحب الاعجاز العلمي تُبخس الناس اشياءهم وتتصيد هنا وهناك فتعيد الالفظ العتيقة بدلالات جديدة معاصرة فتصبح الذرة(الشئ المتناهي الصغر) هي ذرة القنبلة الذرية والمفاعلات النووية، وتصبح الدابة (الحيوان الذي يدب على الارض) هي الدبابة الحربية، وتصبح النفاثات في العقد (الساحرات) هي الطائرات النفاثة، ويصبح سيدنا نوح مكتشف علم صناعة السفن، ويغدو جناح الذبابة المنزلية بعد تغميسه في الاكل او الشراب من انجع ادوية العصر وان التداوي بشرب ابوال الإبل او الاغتسال بها يفيد الشفاء من امراض فتاكة وعصية وفي الحبة السوداء والعود الهندي شفاء من كل داء، والاتعس من ذلك يقرر احد الحهابذة الاعجازيين المعاصرين بان في القرآن 61 آية في علم الرياضيات و64 آية في علم الفيزياء و5 آية في علم الذرة و62 آية في النظرية النسبية و20 آية في المناخيات و20 آية في طبقات الارض الى آخر اللائحة المعروفة لفروع العلم الحديث (يوسف مروة/العلوم الطبيعية في القرآن- بيروت1968 ) ويصنف هذا العالم الاعجازي مثلاً الآية التالية تحت علم الذبذبات الصوتية: "ان كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون" ويدرج الآية التالية تحت علم الانفجارات النووية: "فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين*يغشى الناس هذا عذاب أليم" اما الاية التالية: "لتركبن طبقاً عن طبق" فيصنفها تحت علم الصواريخ، ولاتفوت هذا العالم المحنك فرصة الا واصطادها من اجل رحلة العلم والايمان فيعمد الى تصنيف الآية القائلة: " فمن يرد الله ان يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنه يصعد الى السماء" تحت علوم غزو الفضاء ومن هنا ندرك بان تحسسه للمعنى المجازي في مفردات القرآن لا يضاهى ابداً بدليل انه استنتج من عبارة "يصعد في السماء" الواردة في الآية معنى غزو الفضاء على طريقة ارسال الصواريخ الى القمر!!. اخبرنا سيدي المشتغل بكار العلم والايمان الى ماذا ادت حكاياتك، والى اية نتائج افادت شعوذتك، هل افادت اوطان الاسلام المأزومة وخلصت شعوبها من تخلفها وامراضها وجوعها واخذت بايديهم لتنقلهم الى مصاف الرقي والتمدن وتمنحهم الرفاهية والسعادة كما يفعل علماء الغرب الكافر في الدنيا كافة، الا ان المشعوذ لا يستطيع ان يصدق وهو يقوم بالاعيبه فهو نفسه من وضع الارنب في القبعة!!



#مهدي_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة الرسول كما في القرآن
- المثقف والسياسي
- صناعة الوهم في الاعجاز العلمي
- لماذا الاساءةُ للإسلام
- عن ماذا سكت ابو هريرة!!
- من له عينان فليقرأ: أبوال الإبل!!
- هل أتاك حديث الذبابة!!
- مظاهر الاستبداد في الحكم الاسلامي
- اهتزاز القيم الاخلاقية في العالم الاسلامي
- نريد السماح لنا باحضار جواري!!
- الرسوم المسيئة للرسول
- هكذا تكلم الشيخ علي عبد الرازق
- السلطة السياسية واحترام المثقف
- مدخل لقراءة معرفية في القرآن
- مأزق العالم الاسلامي
- بؤس نقد الوعي: مجلة الاداب نموذجا
- مدخل لفهم التنوير
- بدوي اول الفلاسفة المعاصرين
- الحالمون والازمنة الفاسدة
- فلسفة الثقافة البديلة في العراق


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدي النجار - خيبة المسلمين في رحلة العلم والايمان