صورة الرسول كما في القرآن

مهدي النجار

الحوار المتمدن-العدد: 2305 - 2008 / 6 / 7 - 09:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

أخذ التشويه و التشويش لصورة الرسول الكريم في ايامنا الراهنة اقصى مداه وخرج عن نطاق السوي والاعتيادي فكبرت المبالغات والتبجيلات حتى اخرجت تلك الصورة من تاريخيتها وواقعيتها وإنسانيتها وذلك بسبب الفهم المتشدد والقاصر الذي ظل ينتمي الى فضاءات القرون القديمة ولم يتزحزح خطوة عن تصورات منتصف الالفية الاولى للميلاد، يفهم صورة النبي المصطفى تاريخاً ولغة ومعنى بحدود تلك الازمان الغابرة بتصوراتها البدائية عن الكون والانسان والحياة و بمعارفها العلمية الشحيحة من حيث المناهج والآليات والوسائل، وبذا تهدر تلك التصورات قيمة الزمن وحركة الواقع وتلغي تتابع واختلاف الاجيال وتهمل حركة المجتمعات، وبالتالي سُيبرز هذا الفهم الراكد صورة الرسول كما وردت في جملة المرويات والسرديات والاحاديث الهائلة، غثها وسمينها، صحيحها وخطأها، ليقرها ويفرضها على الواقع الحالي بمنجزاته الاجتماعية والمعرفية الضخمة ويحاكم الامور الراهنة بمستوى الامور السالفة من تشريعات واصول حكم وعلاقات اجتماعية ومعارف علمية...الخ. وحتى لو انطلق هذا الفهم التبسيطي من نوايا حسنة ومن الحرص والغيرة الشديدتين على رسول الاسلام فانه يساهم في تشويه صورته امام الملأ المعاصر وذلك من خلال التبجيل المتطرف والاطراء المضخم والزهو العاطفي ليخرج عن الاطار الواقعي والتاريخي. وقد التفت الرسول الكريم لهذه الحالة التبجيلية في حينها، فعن ابن عباس قال: "لا تطروني، كما اطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله" (صحيح البخاري/كتاب الانبياء).
لقد أَقحمت التصورات المتشددة والتقليدية صورة الرسول بكل شاردة وواردة، وبكل صغيرة وكبيرة، وفي كل الميادين والمجالات، اقحموها بمواضيع العلوم الوضعية والمعاصرة ليبرهنوا على اعجازية النبوة فصيروا الرسول فلكياً، وطبيباً، ومهندساً، وجغرافياً، وبايولوجياً...، اقحموها بمعاركهم وعداواتهم البينية وحروبهم مع الآخرين فتارة من هذا الحزب وتارة من ذاك، مرة من هذه الطائفة ومرة من تلك، وهو الذي اوصى: " لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض" (صحيح البخاري/ باب الانصات للعلماء)، كما زَجوها بالسياسة وانواع الحكم فصّيروا الرسول مبتدعاً للاشتراكية والديمقرطية والليبرالية ووضعوه أحياناً في اليسار وأحياناً في اليمين... أبعدوا تلك الصورة المشرقة عن رسالتها الكبيرة التي جاءت لاخراج الناس من الظلمات الى النور ومن العبودية الى الحرية ومن الاكراه الى الاختيار وهي رسالة تاريخية لم تكن في يوم من الايام بمستوى أهواء الناس وتقلباتهم ومصالحهم الدنيوية الضيقة:
"كتابٌ أنزلناهُ إليكَ لتُخرج الناسَ من الظلمات الى النورِ" [ابراهيم:1 ]
" هذا بيانٌ للناس وهُدى وموعظة للمتقين" [ابراهيم: 5 ]
ولكي تتوضح صورة الرسول كما هي وكما في واقعها العياني وتاريخيتها ينبغي عدم الاستسلام لمرويات السلف الصالح واحاديثهم المتشعبة والمنقولة عن ذاكرة بعضهم البعض وفيها الكثير من المبالغات والشطط او التزويقات، بمقابل ذلك ينبغي اعتماد النص القرآني باعتباره نصاً مرجعياً متفقاً عليه رغم تعدد الشروحات والتفسيرات، من اجل اجلاء تلك الصورة وتوضيحها، وكان جواد علي على حق حين اشار: "ان اوضح صورة وردت عن حياة رسول من الرسل ونبي من الانبياء...وردت في القرآن الكريم، على خلاف ما نجده في الكتب السماوية المقدسة الاخرى، سيرة انسان ولد انساناً كما يولد سائر الناس، وعاش مثل غيره، ومات كما يموت الاخرون" (السيرة النبوية/بغداد2004 ).فصورة الرسول كأنسان له مكانة نفسية ومعرفية مختلفة عن كل انواع البشر الآخرين. فهو مُلهَم ورؤيويّ وحكيم وصاحب خيال مبدع وقائد وروح كبيرة قادرة على سبر المجاهيل واختراق حدود المعرفة السائدة بواسطة الإلهام المستمر الذي يخصه الله به، وخطاب الرسول لا هدف له إلا فتح الروح على مطلق الله وتحريرها دون قيود ودون حدود ضمن مستوى تنزيهي لا يلوث نفسه ابداً باعراض الحياة الدنيا ومآربها واطماعها وشهواتها. هكذا هي صورة الرسول كما تجلت في القرآن ولكي نتقصاها نعتمد المحاور التالية:
اولاً: بشرية الرسول
ان الركون الى النص القرآني يجعلنا بلا شك نتأكد في كون الرسول الكريم هو بشر مثل سائر البشر يمارس نشاطاته الحياتية، يكابد ويتألم، يُسعد ويفرح، يأكل ويشرب، ينام ويستيقظ... وهذه بعض النصوص التي تؤكد ما ذهبنا اليه:
*" قالت لهُم رُسلهُم إن نَّحنُ إلا بشرٌ مثلكم " [ابراهيم:11 ]
*"قُل سُبحانَ ربّي هَلْ كُنتُ إلاَّ بشراً رسولاً " [الاسراء:93 ]
*"قُل انما أنا بشرٌ مثلكمُ يُوحى إلي" [الكهف:110 ]
*" لو كنتُ أعلمُ الغيبَ لأستكثرتُ من الخير وما مسني السوءُ إن أنا إلا نذيرٌ وبشيرٌ " [الاعراف:188 ]
*"قُل لا أملكُ لنفسي ضراً ولا نفعاً إلا ما شاءَ اللهُ " [يونس:49 ]
*"ولا أقولُ لكم عندي خزائنُ الله ولا أعلمُ الغيب ولا أقول اني ملكٌ " [هود:3 ]
*"وقالوا مَالِ هذا الرسُلِ يأكلُ الطعامَ ويمشي في الاسواقِ" [الفرقان:7 ]
ثانياً: الموقف من الرسول
حين تظهر الرسالات الدينية الكبرى يتعرض اصحابها في البدأ الى رفض الاجماع الاجتماعي ومن ثم يتعرضون لانتهاكات واعتداءات خطيرة على اجسادهم وسمعتهم ويوصمون بشتى النعوت والاتهامات الجائرة:
*"وما يأتيهم من رَسولٍ إلا كانوا به يَستهزءونَ " [الحجر:11 ]
*"وقالوا يا أيُها الذي نُزلَ عليه الذكرُ إنكَ لمجنونٌ " [الحجر:6 ]
*"ويقولُ الذين كفروا لستَ مُرسلاً قُل كفى بالله شهيداً " [الرعد:43 ]
*"بل قالوا أضغاثُ أحلام بل أفتراهُ بل هو شاعرٌ " [الانبياء:4 ]
*"يقولُ الظالمونَ إن تتبعونَ إلا رجلاً مسحوراً" [الاسراء:47 ]
*"أم يقولونَ به جِنةٌ بل جاءهمُ بالحقِ وأكثرهم للحقِ كارهونَ" [المؤمنون:70 ]
ثالثاً: الوظيفة الرسولية
تحددت الوظيفة الرسولية (اي وظيفة الرسول) تحديداً واضحاً وصارماً لا لبس فيه ولا غموض في كثير من النصوص القرآنية المتكررة بحيث منعت الخلط او التداخل بينها وبين القدرة الإهية وحجبت عن الرسول بأمر رباني مهمة محاكمة الناس او محاسبتهم والقصاص منهم او حتى ان يكون عليهم حفيظاً ورقيباً ووكيلاً، انما أناط رب العزة كل هذه المسائل لنفسه واجلها الى يوم آخر هو يوم الحساب، فوظيفة الرسول كما وردت في الآيات تتركز في اربعة مجالات اساسية هي: التبشير/ الانذار/ البلاغ/ التذكير، وفي الكتاب العزيز سيل من النصوص القرآنية تتحدث عن هذا المعنى، اخترنا بعضها:
*"ألا تعبدوا إلا الله انني لكمُ منهُ نذيرٌ وبشيرٌ " [هود:2 ]
*"فهل على الرُسُل إلا البلاغُ المبين" [النحل:35 ]
*"بالحقِّ نَزلناهُ وبالحقِّ نَزلَ وما أرسلناكَ إلا مبشراً ونذيراً" [الاسراء:105 ]
*" وما نُرسلُ المُرسلينَ إلا مبشرينَ ومُنذرينَ " [الانعام:48 ]
*"وما أنزلنا عليكَ القُرآن لتشقى/إلا تذكرةً لمن يخشى" [طه:3،2 ]
لاحظنا ان القرآن يزخر بنصوصه الكثيرة والمتكررة بهدف التاكيد على المهمة الرسولية ووضع الخط الفاصل بينها وبين القدرة الالهية بحيث لا يمكن تجاوزها او العبور من تلك (وظيفة الرسول) الى هذه (قدرةالإله) ومنعاً لاي التباس يحصل بين المجالين:
*"فإنما عليكَ البلاغُ وعلينا الحسابُ " [الرعد:40 ]
*" ما على الرسول إلا البلاغُ والله يعلمُ ما تبدونَ وما تكتمونَ " [المائدة:99 ]
*"فإنما عليك البلاغُ والله بصيرٌ بالعبادِ " [آل عمران:20]
*"من يطع الرسُولَ فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناكَ عليهم حفيظاً "[النساء:80 ]
*"وما ارسلناكَ عليهم وكيلاً" [الاسراء:59 ]
*"فذكر إنما أنت مُذكرٌ* لست عليهم مسيطر" [الغاشية: 21 ،22 ]
*"وأتبع ما يوحى إليكَ وأصبر حتى يحكمُ الله وهو خيرُ الحاكمين" [يونس:109 ]
رابعاً: الاكراه والاختيار في الرسالة النبوية
مثلما اكدت النصوص القرآنية على فصل وظيفة الرسول( التبشير/ البلاغ/ الانذار/ التذكير) عن القدرة الإلهية(الحساب/ المحاكمة/ العقوبة/ القصاص) كما أسلفنا، فإن هذه النصوص ما برحت تؤكد على حرية اختيار الانسان لدينه او ايمانه ومنعت الرسول من اكراه الناس على الايمان او اجبارهم على دخول الاسلام. كما في قوله تعالى:
*"ولو شاءَ رَبُكَ لآمنَ مَن في الارض كُلهُم جميعاً أفأنت تُكرهُ الناسَ حتى يكونوا مؤمنينَ" [يونس:99 ]
*"قُل يا أيُها الناسُ قد جاءكمُ الحقُ مِن رَبكمُ فمن أهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضلَّ فإنما يضلُّ عليها وما انا عليكمُ بوكيل" [يونس:109 ]
*"قُل كلٌ يعملُ على شاكِلتِه فربكمُ أعلمُ بمن هُو أهدى سبيلاً" [الاسراء:84 ]
*"لكُل جَعلنا مِنكمُ شِرعةً ومنهاجاً ولو شاءَ اللهُ لجعلكمُ أمةً واحدةً "[المائدة:48 ]
*" وقُل الحقُّ من ربكمْ فَمن شاءَ فليؤمِن وَمَن شاءَ فليكفرُ إنا أعتدنا للظالمين ناراً"[الكهف:29 ]
خامساً: خصوصية الرسالة
من يقرأ ويتفحص النصوص القرآنية ستتوضح له ملامح صورة ذاك الرسول الكريم بمعانيها المحلية ذات الخصوصية العربية النابعة من تلك الصحراء القاحلة، الضامئة، صحراء الجزيرة العربية. ولابد ان يدرك المرء ان تعالى أصطفى كل انبيائه ورسله من بين الاقوام والبيئات التي عاشوا فيها، وأوحى لهم الرسالات بلغة أولئك القوم ووفق آفاق عقلياتهم ومعارفهم وأمزجتهم وأحتياجاتهم وواقعهم، إلا ان هذا الشرط الرسالي لا يمنع ان تتوجه الرسالة خارج حدود جغرافيتها واقليميتها فتخاطب ناس المعمورة أجمعين:
*"أكان للناسِ عجباً أن أوحينا الى رجلٍ منهم" [يونس:2 ]
*"ولقد بعثنا في كُلِ أمةٍ رسُولاً أن أعبدوا الله" [النحل:36 ]
*"وما أرسلنا من رسولٍ إلا بلسان قومه"[ابراهيم:4]
*"إنما أنت مُنذرٌ ولكل قومٍ هادٍ" [الرعد:7 ]
*"إنا أنزلناهُ قرآناً عَربياً لعلكم تعقلون" [يوسف:2 ]
سادساً: تواصل الرسالات النبوية
لاحظنا ان النصوص القرآنية تواصل تأكيداتها بأن صورة الرسول الكريم هي أمتداد وأغناء لصور الانبياء والرسل الذين بعثهم سبحانه تعالى الى الامم والشعوب المختلفة، وفي حديثه يشير الرسول الى ذلك قائلاً: " أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة، والانبياء أخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد" (صحيح البخاري/رقم3259 ) ومن ابرز الآيات التي بينت تواصل الرسالات النبوية نذكر:
*"لا نُفرقُ بين أحدٍ من رُسله" [البقرة:285 ]
*"نزلَ عليكَ الكتابَ بالحقِ مُصدقاً لما بين يديه وأنزل التوراة والانجيلَ *مِن قبلُ هُدى للناس وأنزلَ الفرقانَ" [آل عمران:4،3 ]
*"لقد جاءت رُسُلُ ربنا بالحَقِّ" [الاعراف:43 ]
من تلكم المحاور وعلى ضوئها يمكن إيجاز صورة واقعية وبهية للرسول المصطفى، صورة خالية من الخيالات والانبهارات الزائدة يتمكن المسلمون التباهي بها امام العالم، بيد ان هذه الصورة المشرقة لاينتجها الا العقل النقدي الخلاق المتصالح مع نفسه ومع الآخرين وينتمي الى فضاءات عالم اليوم، فالعقل المغلق، الشحيح بمعارفه الحديثة والذي ما زال محبوساً داخل اسيجة الازمنة السحيقة لا ينتج الا صوراً معتمة شوهاء تقع خارج الاطر العقلية والتاريخية وذلك بنزع الروح الانسانية منها وخلط وظيفتها البشرية التبشيرية الاساسية مع قدرة الله وشأنه في محاكمة العباد ومحاسبتهم ومن ذلك يحتكر المتشددون والغلاة لانفسهم وحدهم فهم القرآن والسيرة النبوية ويمنحون لذاتهم صلاحية محاكمة الناس ومحاسبتهم والقصاص منهم نيابة عن رب العزة الذي هو نفسه لم يخوّل حبيبه المصطفى تلك الصلاحيات!!. يذهب فقهاء التشدد الى ابعد من ذلك فيشطبون جملة وتفصيلا على معنوية الاختيار التي جاءت بها الرسالة ويحرضون على الاصطفاف في فصائل وفرق دموية تُكره الناس على الايمان بتفسيراتهم وشروحاتهم والامتثال لما يحللون وما يحرمون، فتشم من فتاويهم رائحة العدائية للآخرين ورائحة القتل والدمار والنهب والسلب فبدلا من ان تضيء وتجلي تلك الصورة فانها عَتمتها وأعمتها عن طريق الانئخاذ بها حتى العبادة، شوهت الصورة البهية لذاك الانسان الذي كابد وكافح وعانى منذ ولادته حتى مماته (570 -632 ) ثم حملَ على كاهله عبء ما أُلقي عليه من رسالة سمحاء لم يكن فيها إلا مُبلغاً ومُذكراً ونَذيراً، بل لم يُرسل الا رحمةً للعالمينَ. صفوة القول ان صورة الرسول تختلف جوهرياً من مستويات عقلية الى أخرى، ان الصور الواقعية الزاهرة لا يمكن ان تنتجها عقول يابسة مغلقة فصورة الرسول في ذهن الشيخ الاكبر ابن عربي ومن تبعه من رهط متنور امثال محمد عبده والرصافي والميرزا محمد حسين النائيني وعلي عبد الرازق وطه حسين تختلف كلياً عما في ذهن الفقيه الاصولي ابن تيمية ومن تبعه من رهط غُلاة امثال ابو الاعلى المودودي وسيد قطب ومحمد بن عبد الوهاب والظواهري ، ورغم ان الصور التي ينتجها التشدد والغلو والانغلاق هي اكثر زخماً وانتشاراً من تلك التي ينتجها التنوير والاعتدال والتعقل إلا ان هذا لا يعني صواب وجودة تلك وخطأ ورداءة هذه، بل لان الأطر الاقتصادية والسياسية الرثة والهشة هي التي غَلبت الصور الداكنة والمعتمة على الصور الزاهية والوضاءة وليس الذنب ذنب احد انما لان حركة التاريخ في المجتمعات الاسلامية سائرة - رغم انف الجميع - الى الوراء ومعها قُلبت كل الصور والمفاهيم بعكس حركة اغلب شعوب الارض السائرة الى الامام نحو الرقي والازدهار، ولكن لحركة التاريخ المستمرة والقاسية ايضاً طريقتها في مفاجئتنا وإدهاشنا.

#مهدي_النجار (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات