أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعاد خيري - الانتفاضة الطلابية في المغرب والعمالية في مصر نقلة نوعية للعولمة الانسانية















المزيد.....

الانتفاضة الطلابية في المغرب والعمالية في مصر نقلة نوعية للعولمة الانسانية


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2302 - 2008 / 6 / 4 - 10:47
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


مهدت العولمة الانسانية بنضالاتها الجماهيرية الكبرى على الصعيد العالمي، في مواجهة هيمنة العولمة الراسمالية وجرائمها بحق البشرية، لاعادة الحياة للكثير من المنظمات السياسية والمهنية الديموقراطيةالتي فقد الكثير منها بوصلته الفكرية وتتفتت، بل وانحاز بعضها الى صفوف العدو الطبقي بذريعة الواقعية ، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ونجاح مؤدلجو العولمة الراسمالية في تحويل فشل اعظم تجربة في تاريخ البشرية في تحقيق اهدافها الى فشل النهج المادي الديالكتيكي الماركسي، واشاعت اليأس والاحباط والخوف والتردد حتى في صفوف الحركة النقابية العمالية من خلال تصعيد الاستغلال الطبقي وسلب الكثير من منجزاتها . فكان لانطلاقة العولمة الانسانية بمظاهراتها الكبرى ضد الحروب التي اطلقتها الامبريالية الامريكية لفرض هيمنتها على العالم في غياب القطب الاخر، وضد الخروقات الشائنة لحقوق الانسان التي اقترفتها على الصعيد العالمي، وما عقدته من منتديات ومؤتمرات واعتصامات في مواجهة قمم العولمة الراسمالية للسبعة الكبار ومؤتمراتها الهادفة لتنظيم الايغال في استغلال البشرية ومص دمائها وفضح وادانة ادواتها المالية : البنك الدولي وصندوق النقد الدولي واجهزتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية : منظمة التجارة العالمية وهيئة الامم المتحدة وحلف الاطلسي ،.تأثير فعال في اعادت الثقة للكثير من المنظمات الجماهيرية ولاسيما المنظمات النقابية العمالية والمنظمات الطلابية ، بقدرتها على مجابهة اعدائها وتغيير العالم، وان انهيار الحركة الشيوعية ليس نهاية التاريخ كما يروج اعداء البشرية . كما عززت وحدتها واكدت على ترابط مشاكلها ووحدة اهدافها وفسحت المجال لدراسة الوسائل والاساليب الاكثر فاعلية وتأثير في العملية التاريخية وفي تحديد القوى الطليعية التي يتوقف على دورها في النضال مصير علاقات الانتاج الراسمالية بكل اثامها وكوارثها. وعززت الربط بين الاهداف الانية والمستقبلية لضمان مواصلة الكفاح وعدم موسميته او اتخاذه كرد فعل لاي جريمة يقترفها أي قطب من اقطاب العولمة الراسمالية. كل ذلك الى جانب تفاقم ازمات العولمة الراسمالية التي اغرقت البشرية في لجة من الازمات، اطلق موجة عارمة من النضالات الجماهيرية بقيادة المنظمات الوطنية التي استعادت نشاطاتها وطورت اساليبها وعمقت وعيها الوطني بالوعي الانساني الاممي . فقد شهدت مصر في مطلع هذا العام انتفاضة عمالية جبارة هزت اركان النظام المصري الركيزة الثانية للعولمة الراسمالية في الشرق الاوسط بعد اسرائيل، بقيادة الحركة النقابية العمالية. وحظت بدعم وتقدير عالمي باعتبارها تجربة معاصرة رائدة لدور العمال الحاسم في النضال الوطني والطبقي، المحلي والعالمي . وطرحت الحاجة الماسة الى التنظيم الارقى المسلح بالفكر والنهج الثوري الذي يستطيع استخلاص التجربة لمواصلة الكفاح ودعمه بنضال جميع فئات الشعب بالربط بين اهداف العمال الانية واهداف الجماهير فضلا عن الربط بين الاهداف الانية لجميع فئات الشعب بالاهداف الوطنية بتحرير الاقتصاد الوطني من هيمنة الاحتكارات الاجنبية وصولا الى الربط بين الاهداف الوطنية والطبقية الانية بالاهداف المستقبلية لتحرير الشعب المصري من علاقات الانتاج الراسمالية والمساهمة بتحرير البشرية.
وشهدت المغرب منذ مطلع نيسان من هذا العام ولا تزال انتفاضة شعبية عارمة بقيادة الحركة الطلابية المؤطرة بالاتحاد الوطني لطلبة المغرب وقيادة النهج الديموقراطي القاعدي . ورغم تفاقم اساليب القمع انطلقت الجماهير المطالبة بتحسين احوالها المعاشية وتخفيف ازماتها، خارقة جدار الصمت والتردد والانتظار السلبي . فعمت المدن والقرى المغربية الاحتجاجات والعصيانات. ساهم فيها الى جانب الحركة الطلابية شباب حركة العاطلين وجمعية حملة الشهادات العليا وشباب الاحياء الشعبية المناهضين للغلاء والمطالبين بالماء والسكن والتطبيب والتعليم. انطلق الجميع في انتفاضة شعبية لا سابق لها من حيث الاتساع وتنوع الملفات والقضايا والمطالب ويجمعها هدف واحد هو التحرر من هيمنة العولمة الراسمالية واداتها النظام الملكي
وهكذا جسدت الانتفاضة الشعبية المغربية الترابط بين الاهداف الوطنية والطبقية للشعب المغربي وانعكست في شعاراتهم : التي بدأت بمطالب طلابية مهنية، نالت دعم جميع فئات الشعب لنيل حقوقهم بما فيها حرية النضال النقابي وحرية الجامعة. ولكن تصاعد الحملة الارهابية لقمع الحركة الطلابية التي اوقعت العشرات من الجرحى والقتلى والمشوهين حيث جرى تكسير العظام والجماجم والقاء الطلبة من طوابق الجامعة والسطوح واطلاق الرصاص انطلقت الجماهير في تظاهرات صاخبة مطالبة بمحاكمة الحكومة المغربية على جرائمها بحق الطلبة. وتطورت شعارات الانتفاضة الى "لا لسياسة التعليم الطبقية "، "لا للنظام الاجتماعي الذي اصبح الكادح فيه رقما باهتا"، "لا لاستغلال الدين وتكفير الطلبة"، " نعم لحرية التعبير لا لعسكرة الجامعة" . فالطلبة باغلبيتهم الساحقة هم ابناء الكادحين واستطاعت منظماتهم القاعدية ان تقود نضالاتهم وتعزز وحدتهم وصمودهم والربط بين مطالبهم ومطالب الجماهير وتحذرهم من المتربصين والمتخاذلين والمهادنين.
ومع تصاعد ازمة المواد الغذائية وارتفاع اسعارها انطلقت الجماهير في كثير من بلدان العالم بما فيها البلدان الاوربية مطالبة بحل هذه الازمة التي اصبحت تهدد البشرية جراء السياسة الاقتصادية للعولمة الراسمالية غير الانتاجية والقائمة على المضاربات المالية واحتكار مصادر الطاقة وتجارة السلاح ومتطلباتها من افتعال الحروب ونتائجها من تفريخ الازمات وافقار وابادة الشعوب فضلا عن تخريب البيئة . ساعد على انطلق تحرك اوسع واعمق للعولمة الانسانية لمواجهة هذه الازمة المدمرة معززة بالمنظمات السياسية العمالية والطلابية الاعمق وعيا والاكثر خبرة في فضح كل وسائل واساليب العولمة المخادعة لحلها ولاسيما ضد مؤتمر روما لازمة الغذاء الذي ينعقد اليوم بحضور 40 من رؤساء الدول وممثل هيئة الامم المتحدة، وفضح كل وسائل تضليل البشرية وتمويه اسباب الازمة، فضلا عن التاكيد على امكانية البشرية بتحررها من علاقات الانتاج الراسمالية التمتع بالحياة الكريمة والمرفهة بما منحتها الطبيعة من خيرات وطاقات وفيرة.



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر العهد الدولي لاعادة اعمار العراق نموذج لفشل قطب العولم ...
- تعمق الوعي الطبقي للعولمة الانسانية يستنفر مؤدلجو العولمة ال ...
- جرائم الاحتلال بحق اطفال العراق ادانة للبشرية وتهديد لمستقبل ...
- الهدف الرئيس للشعب العراقي وطليعته الطبقة العاملة انهاء الاح ...
- يقف قادة الدول الامبريالية والتابعة المحتفلين بنتائج ستين عا ...
- التعاون الامريكي الايراني في محاربة الحركة الوطنية الثورية ر ...
- ستبقى مدينة الثورة نصبا متجددا لثورة 14/تموزالوطنية الديموقر ...
- دروس النصر على الفاشية الهتلرية تفرض استئصال جذور الفاشية لل ...
- ستون عاما والشعب الفلسطيني يقدم للبشرية دروسا في مقاومة اعدا ...
- محاكمة مسؤولي مجزرة بشت ئه شان التمرين الاول لمحاكمة بوش ومن ...
- يوم العمال العالمي واستحقاقات الرسالة التاريخية للطبقة العام ...
- عمال العراق بنضالاتهم الوطنية يحيون يومهم العالمي ويحضون بتض ...
- تدني نتائج مؤتمر الكويت وسعر الدولار من مؤشرات نهاية عصر اله ...
- لا لقانون النفط والغاز لا لتشريع الهيمنة الامريكية وتحقيق مخ ...
- الف تحية لكل شاب وطالب عراقي تتفتح احلامه وطموحاته الوطنية و ...
- تطوير وسائل واساليب الكفاح الوطني والعالمي وفقا لمتطلبات الع ...
- في غياب الاستراتيجية الوطنية تتصاعد معاناة الشعب العراقي. عل ...
- في غياب الاستراتيجية الوطنية تتصاعد مآسي الشعب العراقي القبو ...
- في ذكرى ميلاد المناضل زكي خيري يتجدد اهداؤه للامهات العراقيا ...
- تصعيد خطير للفوضى الخلاقة لتحقيق الاستراتيجية الامريكية في ا ...


المزيد.....




- حفلات زفاف على شاطئ للعراة في جزيرة بإيطاليا لمحبي تبادل الن ...
- مباحثات مهمة حول القضايا الدولية تجمع زعماء الصين وفرنسا وال ...
- الخارجية الروسية تستدعي سفير بريطانيا في موسكو
- الحمض النووي يكشف حقيقة جريمة ارتكبت قبل 58 عاما
- مراسلون بلا حدود تحتج على زيارة الرئيس الصيني إلى باريس
- ارتفاع عدد قتلى الفيضانات في البرازيل إلى 60 شخصًا
- زابرينا فيتمان.. أول مدربة لفريق كرة قدم رجالي محترف في ألما ...
- إياب الكلاسيكو الأوروبي ـ كبرياء بايرن يتحدى هالة الريال
- ورشة فنية روسية تونسية
- لوبان توضح خلفية تصريحات ماكرون حول إرسال قوات إلى أوكرانيا ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعاد خيري - الانتفاضة الطلابية في المغرب والعمالية في مصر نقلة نوعية للعولمة الانسانية