أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (5)















المزيد.....



أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (5)


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 2298 - 2008 / 5 / 31 - 07:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقول رسولنا الكريم ( يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب) . وبعيدا عن البوليميك ، أضع القراء الكرام أمام المعطيات التالية وأترك لهم الفرصة للحكم على أي منا كاذب وكذاب :
1 ـ سبق للأخ بلال أن اتهمني بالكذب في حق الشيخ ياسين بخصوص العقوبات التي يتوعد بها خصومه . ورغم عناد الأخ بلال فإنه لم يستطع إنكار فعل الطرد من الوظيفة والنفي خارج الوطن والقتل البشع . فبالنسبة لبلال أن الشيخ سيمارس عقوبة القتل وقطع الأيدي والأرجل وسمل العيون والتعطيش حتى الموت ، لكن في حق ( المحاربين بالمفهوم الشرعي ، أي قطاع الطريق الذين يعيثون فسادا ويسطون على أموال المسلمين ويهتكون أعراض نسائهم باستعمال القوة ) . وبحكم علاقة "حمية الجاهلية" التي تربط بلال بالشيخ ياسين وتحمله على النصرة والمناصرة ، كان أولى بالأخ بلال أن يتصل رأسا بالشيخ ياسين ويسأله عمن هم موضوع الوعيد إياه . وإن فعل كان سيعفي نفسه ويعفيني ويعفي القراء الكرام من قلق السؤال . وأدعوه بالمناسبة أن يفعل ليطمئن قلبه . ولعلم السيد بلال أن "مسألة جماعة عكل ناقشتها في الفصل الخامس من كتابي "الشيخ عبد السلام ياسين من الدروشة إلى القومة" ، ولم أجد وجه المقارنة بين القوم الذين غدروا براعي الرسول(ص) وبين اليساريين والعلمانيين . والتأويل الذي ذهب إليه بلال لا يستقيم مع عقيدة الشيخ ومشروعه المجتمعي . ذلك أن أي مشروع مجتمعي قبل قيامه أو بعده لا يأخذ أبدا في الاعتبار "قطاع الطرق" و"اللصوص" ويضع تصورا متكاملا للتصدي لهم ومعاقبتهم . فهؤلاء لا يمثلون تهديدا لأي نظام سياسي عادي ومتواضع فأحرى النظام الياسيني الحديدي . وهل الشيخ سيقيم دولته في مملكة اللصوص وقطاع الطرق حتى يكون لهم حضور مركزي في مؤلفاته وخططه ؟ فالأسباب الموضوعية لاستحضار مخاطر هذه الفئة على استقرار النظام غير واردة . والخلل في الاستنتاج الذي ذهب إليه الأخ بلال مرده أساسا إلى كون الذاكرة التي ترهقها المتون وتجعلها حبيستها تفقد قدرتها على الاستقراء كعملية عقلية تتطلب فكرا طليقا خارج أسْـر النصوص ومتحررا من عبادة الشيوخ ، يأبى الطاعة ويرفض التسليم والتصديق الأعمى ويمارس بدلهما الشك والتحليل . فضلا عن امتلاك أدوات التفكيك والتركيب التي هي من فضائل العلوم اللسانية التي لا قِبل للأخ بلال بها . لهذا لم يكن بمقدور الأخ بلال أن يدرك أن المستهدف أساسا بالوعيد هم اليساريون والعلمانيون الذين يعلن الشيخ عن عدائه لهم لأنهم يشكلون العقبة الرئيسية في طريقه إلى الحكم ، من جهة ، ومن أخرى يحملون مشروعا مجتمعيا نقيضا للمشروع الياسيني . بل كل التيارات الإسلامية تشكلت على أساس عقائدي وإيديولوجي مناهض ومعاد لليساريين والعلمانيين . والشيخ يعادي هؤلاء لأنهم عقلانيون وليس لأنهم لصوص وقطاع طرق . وخطورة العقلانية أوضحها الشيخ كالتالي( لكن مفهوم العقلانية الذي يتقدم به المثقف المغرّب يعني أول ما يعني تأليه العقل وسيادته ، أي تأليه الإنسان وطغيانه وسيطرته على الطبيعة.. فكلمة " عقلانية" في خطاب المثقف الحداثي تعني مثل كل كلمات قاموسه المفضلة : لاييكية لا دينية )(ص 42 حوار مع الفضلاء) . إن العقلانية بما هي منهج في التفكير والتحليل والتسيير يحاربها الشيخ لأنه يعلم أنها مصدر خطر على مشروعه ، من حيث إنها ستكشف عن حقيقة مراميه وأهدافه غير المعلنة ، ومزالق برنامجه . لهذا السبب يعادي الشيخ العلوم التي تربي في النشء الحس النقدي . ويوم يقيم دولته سيمنع تدريس كل العلوم الإنسانية حتى يجرد الناس من سلاح النقد والتحليل . لهذا يتصدى لطروحات العقلانيين بقوله ( يرى الفلاسفة المغربون العقلانيون ، عقلانية الإلحاد ، أن العلة المنهجية في الفكر الإسلامي المسلم هي التسليم بلا نقد ، ذلك التسليم الذي يكون مناخا عاما يشمل الحياة بأطرافها ، ويعم العلاقة السياسية حين تسود الطاعة العمياء ، والانقياد لكل من غلب وتسمى أمير المؤمنين ، ويعم الحياة الاقتصادية حين يتواكل المؤمنون بالغيب على الرزق يأتيهم من السماء . . داء الأمة عندهم هو عادة تأكيد الأشياء دون مناقشة . فيعلمون الناشئة أول ما تلقيهم إليهم في الثانوية والجامعة يد الإهمال منهجية الشك ، ويوقظون فيهم شيطان الشك ، ويشحذون في نفوسهم وعقولهم حاسة الشك ، والنقد الشامل الكامل )(ص 455 العدل) . لهذا السبب يقرر الشيخ طرد هذه الفئة من التعليم أولا . فهذه الفئة هي التي خصص في موضوع خطورتها فصلا كاملا تحت عنوان "تعليم يحررنا" . واعتبر المدخل الأساس "لإصلاح" التعليم هو المعلم/المدرس . بحيث انطلق من الإقرار التالي : ( إن كانت المدارس والمعاهد والجامعات تفرخ أفواجا للشارع والبطالة فمن بين الأسباب وآكادها فراغ المتخرج والمتسرب والمترسب لفراغ المعلم الذي عاش معه زمانا ، لم يتعلم منه لفراغ المتعلم . سبب أكيد سابق ولاحق للسب الاقتصادي والاستثماري وللسبب السياسي التمويلي ). لذا يطرح سؤال : بأي خلل تبدأ والأولويات تتزاحم ؟ فيجيب ( دع عنك الذي يفكر في تغيير الهياكل وتدويلها أو تخصيصها ملغيا الاعتبار الأخلاقي المعنوي . وتعال نتحدث عن المواصفات المثالية للمعلم القدوة وسط عقد المنظومة )(ص 170 حوار مع الفضلاء .) . والفئة من المعلمين الذين لا تنسجم قناعتهم الفكرية والإيديولوجية مع مشروع الشيخ ، هم الذين يصفهم الشيخ بـ"الحثالات" التي قرر في حقها الطرد والكنس ، ليس لأنهم قطاع طرق ولصوص وهاتكي الأعراض ، بل لأنهم لا يخدمون مصلحة النظام الياسيني عبر التصديق والتسليم بـ"كرامة" الأولياء . ومن مصلحة النظام الياسيني الإيمان "بالكرامة" التي ينكرها العقلانيون . وهذا ما ركز عليه الشيخ في كتاب "الاقتصاد" كالتالي ( فالحساب والأرقام والتخطيط اتخاذ للأسباب التي وضعها الله عز وجل في الكون ، وهي شرع مرتبط ارتباطا لا فكاك له عن القدر إلا بمعجزة نبي ، أو كرامة ولي ، أو بركة يدرها الله الكريم الوهاب على عباده المؤمنين المتقين العادلين المحسنين المزكين)(ص 53) . هكذا يسعى الشيخ إلى التخلص من الفئة العقلانية الواعية بكل السبل لأنها تمثل عقبة في وجه مشروعه . وهذا بالضبط ما شدد عليه الشيخ في كتاب العدل كالتالي ( في طريق الحركة الإسلامية الصاعدة ، الغادية الرائحة من نصر إلى نصر بإذن الله ، تتمثل هذه الذهنية المغـَّرَبة العلمانية عقبة في سبيل بناء النموذج الإسلامي في الحكم .. تتوسط هذه "الفلسفة الأنوارية " ، أم الإلحاد وأم اللبرالية وجدة الماركسية وسائر الفلسفات المادية ، بين الدعوة الإسلامية وبين الفطرة المقبورة في كيان من نود أن نبلغهم عن الدين ، وعن الله عز وجل ، وعن الآخرة )(ص16 العدل) . إذن لم يدر في خلد الشيخ ولم يرد في كتبه "الخطر" الذي يمكن أن يمثله "اللصوص وقطاع الطرق" حتى يخصص لهم مئات الصفحات . إن المستهدفين بالطرد والنفي ثم القتل هم اليساريون العلمانيون لأنهم عقلانيون يحملون "الفلسفة الأنوارية" التواقة إلى الحرية والمؤسسة لمبادئ حقوق الإنسان . من هنا يقرر الشيخ مسترشدا بالمودودي ( وبالجملة ، فإن كل من أُعِدَّ لإدارة الدولة اللادينية ورُبِّيَ تربية خلقية وفكرية ملائمة لطبيعتها ، لا يصلح لشيء من أمر الدولة الإسلامية . فإنها ( أي الدولة الإسلامية ) تتطلب وتقتضي أن يكون كل أجزاء حياتها الاجتماعية ، وجميع مقومات بنيتها الإدارية من الرعية والمنتخبين والنواب والموظفين والقضاة والحكام وقواد العساكر والوزراء والسفراء ونظار مختلف الدوائر والمصالح ، من الطراز الخاص والمنهاج الفذ المبتكر ) . ويعلل الشيخ قراره هذا كالتالي ( أبناء الدنيا لا يصلحون لنظم أمر المسلمين في غد الخلافة الثانية )( ص 120 العدل) . وسواء تعلق المراد من قول الشيخ ياسين ( قلت هذه عبارة أمسكوها أيها الفضلاء ، ولعل صياغتها تناسب مدارككم ) ، سواء تعلق بالدستور الإسلامي الذي وضع أسسه الشيخ ياسين في كتابه "المنهاج النبوي" أو دستور المودودي ومنهاجه القاضي باستبعاد كل المواطنين الذين لم يربوا "تربية خلقية وفكرية ملائمة" لبناء الدولة الإسلامية ، فإن المصير واحد هو الطرد من الوظيفة العمومية والمنع من المشاركة في إدارة الشأن العام . إنها عقوبة بكل المقاييس وبكل التأويلات . وما يعزز فكرة أن عقوبة القتل ستكون ضد العقلانيين اليساريين والعلمانيين وليس اللصوص وقطاع الطرق ،كما زعم الأخ بلال ، هو التدرج الذي رأينا أعلاه ، ثم الصرامة التي قرر الشيخ اعتمادها في مواجهة فئة العلمانيين واليساريين . ذلك أنه سبق ووضع شرطا أمام الفضلاء الديمقراطيين . وبالمناسبة فالشيخ يعتبر كل الديمقراطيين علمانيين . لهذا يقرر ( اللقاء مع الفضلاء الديمقراطيين الذين نحب أن نحاورهم طبقة واحدة مع المتسلطين المستبدين يعزلون الشعب عن منبع قوته ومصدر عزته وقوام أصالته وحقيقة هويته حين يكممون أفواه الناقدين من جانب إسلام العدل والشورى .. اللقاء مع الفضلاء الديمقراطيين يوم يسلمون أن الدين ما هو أيام الزينة والصلاة في التلفزيون يتظاهر به من يعلم الله ما في قلوبهم . يوم يعلَمون ويتعاملون مع أبناء الدعوة على أساس أن الدين ليس مجرد شعائر تعبدية ، وإنما هو حكم بما أنزل الله ، حكم تطبق فيه الشورى ) ( ص 5) . هؤلاء الديمقراطيون إن لم يخضعوا لما بسطه الشيخ ويقتنصوا "الفرصة" الأخيرة التي منحها إياهم الشيخ فإن عاقبتهم ستكون وخيمة . وهذا إنذاره ( تفوت الفرصة إن انتظرتم حتى يخفق لواء الإسلام على الربوع .. كلمة تفوت فرصتها .وإلا فالوكيل الله ، والقوي الله ، والقاهر فوق عباده الله . والأمة راجعة بقوة إلى دينها بإذن الله . .. وإنه دائما الإسلام أو الطوفان ، خاطبنا من يعلم أن للكلم معنى ، وأن بعد اليوم غدا )(ص 8 حوار مع الفضلاء ) . ولما أضاع الديمقراطيون اليساريون والعلمانيون فرصة الانضمام إلى الشيخ ومناصرته ، وبعد أن شعر الشيخ بـ"القوة" العددية والتنظيمية جعلته في غنى عن هذه الفئة ، قرر ألا يقبل منها توبتها إن هي تابت وأنابت إلى الشيخ . هكذا يعلن في صرامة متناهية ( دعوتنا مؤكدة إلى ميثاق إسلامي يستظل بحقه كل التائبين من هذه الأحزاب مهما كان بالأمس اقترافها ما لم تكن رائدة الفسوق والعصيان والكذب على الله وعلى الناس)(ص571 العدل). هذه هي الفئة التي سينتقم منها الشيخ ويطبق عليها حد الحرابة والكفر والفسوق ، وهو قطع الأيدي والأرجل وسمل العيون والتعطيش حتى الموت . فالشيخ يخاطب اليساريين والعلمانيين ولا يبالي أبدا باللصوص وقطاع الطرق . فهؤلاء لا مشروع لهم ينافسون به مشروع الشيخ ولا إيديولوجية توحد جهودهم وتهدد العقائد التي يؤسس عليها الشيخ جماعته . ومزيدا من التوضيح ورفعا لأي لبس أو غشاوة عن عيني وبصيرة الأخ بلال ، أدعوه لقراءة الفقرة التالية التي يحدد فيها الشيخ ياسين المستهدفين بوعيده ( وعلى محك التجربة وفي ساحة الصراع وسوق السياسة سيلتقي جند الله ، ويصطدم جند الله ، ويواجه جند الله ، بدعوات أخرى تربيتها وتنظيمها ومشروعها واقتراحها على الشعب منصوبة على غير الأساسيات التي جعلت منا على مدى قرون أمة عظيمة . أولئك هم الفلول المبثوثة على أرض المسلمين من متقاعدي التقدمية وأرامل الإيديولوجية التي خرّ مثلها الأعلى في العدل ، وخمد أوار حماس أبنائها النضالي مع انهيار الإمبراطورية السوفيتية )(ص 15 حوار مع الفضلاء) . بالتأكيد هذه هي الفئة التي يتوعدها الشيخ ياسين وليس اللصوص وقطاع الطرق حسب فهم الأخ بلال . وفي كل الأخوال أيقن السيد بلال أن الشيخ ياسين سيمارس القتل بالبشاعة التي أوردها في كتابه الإحسان 2 ، أي قطع الأيدي والأرجل وسمل العيون والتعطيش حتى الموت . ومن يساند أطروحات الشيخ ويبحث له عن مسوغات أو يشرعن بطشه هو بالضرورة شريك له في جرائمه التي سيرتكبها عن وعي وسبق إصرار . ألا يحق لي ولأمثالي أن أخاف على مصير هذا الوطن من المصير المشئوم الذي أعده الشيخ ياسين ؟ أليس من واجبي الديني والوطني أن أبذل جهدي لكشف الخطر المتسربل بالدين والشرع والذي يتهدد الدولة والمجتمع والإنسان ؟ أليس السكوت على مشروع الشيخ ياسين مشاركة فيه ودعم له ؟ أليس من حقي وحق غيري من المواطنين أن نرفض هذا المشروع الدموي القادم بطوفان الدم والأشلاء والذي يرفع شعار الشورى ؟ أليس من واجبي القول والاستنتاج أن الشورى التي قضت على صحابة رسول الله جميعا في مجازر بشعة وهمجية ، ستمحقنا بأبشع ما فعلت بالصحابة رغم ورعهم وتقواهم ؟ أليست الديمقراطية أنجع سبيل وأسلم طريق للنجاة من مصير الصحابة ضحايا الاقتتال ؟ بالتأكيد ، كما قال مارتن لوثر كنج "المصيبة ليست في ظلم الأشرار بل في صمت الأخيار" .
2 ـ يزعم الأخ بلال أنه يصدر في كتاباته وتحاليله عن "الأخلاق العلمية" . فهل من الأخلاق العلمية والأمانة الصحفية أن يفتري الأخ بلال علي شخصيا وعلى مسئولات الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة ؟ تعالوا أعزائي القراء نقف على الدلائل التالية :
أ ـ كتب الأخ بلال في جريدة التجديد ما يلي ( ما جرى في الجزائر سيقع قريبا في المغرب هذه هي ملخص المقالة التي جاء سعيد لكحل يقرؤها في فعاليات هذه الندوة، فلا فرق بين معتدلين ومتطرفين، بل الأخطر في نظر سعيد لكحل هم المعتدلون الوسطيون الذين يقدمون الورشة الإيديولوجية للذين يفجرون أنفسهم. مدخل المواجهة يبدأ من المدارس التعليمية وإعادة النظر في المناهج التربوية، ومن تحصين المساجد من دعاة الوهابية. سعيد لكحل لم يفته أن يصب جام غضبه على بعض قادة الحزب الاشتراكي الموحد متهما إياهم بالتحالف مع الإرهابيين (يقصد خالد السفياني) . ودون الرد إثباتا أو نفيا أدعو القراء الكرام إلى قراءة مداخلتي في الندوة إياها في موقعي الفرعي ب"الحوار المتمدن" على الرابط التالي : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=130732 أو على موقعي الشخصيwww.saide.c.la والمقالة تحت عنوان "مواقف الأحزاب والمنظمات الحقوقية والإعلام في مواجهة الإرهاب والتطرف" .
ب ـ كتب السيد بلال التالي (سلمت المكلفة بالشؤون المالية بالرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة يوم السبت الماضي في بهو قاعة روايال بفندق بلاص أنفا ظرفا ماليا للأستاذة شريفة خضار من الجزائر تعويضا لها عن الحجز للطائرة من الجزائر إلى المغرب دون أن توقع على أدنى ورقة، وطلبت الأستاذة شريفة من المكلفة المالية أمام مرأى ومسمع صحفيين أن توقع على ورقة تثبت تسلمها للتعويض، إلا أن المكلفة أفهمتها ألا داعي لذلك، واستغربت شريفة ذلك وقالت جرت العادة أننا نوقع على أوراق تثبت تسلمنا للتعويض لإثبات المصاريف ، غير أن المكلفة بالشؤون المالية أخبرتها مرة أخرى أن الأمر لا يطرح أية مشكلة !!) . فكان "بيان حقيقة" السيدة فوزية عسولي حريصا على كشف الكذب والافتراء (نشرت جريدة " التجديد " صفحة عن ندوة للرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة وقعها الصحفي بلال التليدي فيها الكثير من الانتقائية وإخراج العبارات عن سياقها ومن الافتراء والكذب إلى درجة تم ذكر اسم نزهة الصقلي وهي غير موجودة في الندوة ولا هي مدعوة ولم يكن أي أحد يمثلها في القاعة. إلا أن كل هذا ألفناه من جريدة "التجديد" في تاريخ سابق، فقد اعتقدنا عن خطأ أن الجريدة طوت ذلك الماضي وأنها ستشكرنا على تنديدنا بالتطرف والإرهاب لا أن تفتري على الرابطة وتصب عليها جام غضبها لأنها عقدت ندوة حولهما . غير أنه إذا غضضنا الطرف عن كثير من الانزلاقات في التغطية فلا يمكننا أن نغض الطرف عن المس بمصداقية جمعيتنا من خلال الخبر المنشور في الصفحة الثالثة تحت عنوان:"شفافية" ..
إن الرابطة تؤكد لقرائكم أنها تتوفر على توقيع الأستاذة ، وعلى أكثر من التوقيع ، وفوق هذا وذاك إن العالم أصبح قرية صغيرة والجزائر ليس دولة في كوكب آخر حتى يضطر الصحافي إلى الكذب على أستاذة كان الأجدر به أن يشكرها على تدخلاتها) .
ج ـ وكتب بلال الافتراء التالي "أن الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة التي نظمت ندوة حول :" استراتيجيات الحركات الإسلامية بين الدعوة والإرهاب" بفندق بلاص آنفا والتي روجت فيها آراء استئصاليه ، تلقت من إحدى المؤسسات الأمريكية التي يمولها الكونغرس ما بين 2001 و2005 ما مجموعه 231 ألف دولار أمريكي لتمويل بعض برامجها".
وكشفا للكذب بعثت السيدة فوزية عسولي بيان حقيقة هذا نصه ( إن الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة، تنفي نفيا قاطعا، ما جاء في الجريدة وتعتبره خبرا زائفا، حيث أن رابطتنا لا تستفيد من دعم أية منظمة تابعة أو ممولة من الكونغرس أو الحكومة الأمريكية بل إننا لا نستفيد من أي تمويل أمريكي لحد الساعة وأكثر من هذا فإنكم بالجمع بين عنوان الندوة و التفسير المغرض للجريدة لما راج فيها ،وبين الكونغرس والتمويل الأمريكي يبدو أنكم تقصدون الإيحاء بأن الرابطة تتبنى المفهوم الأمريكي للإرهاب إلى غير ذلك من الإحالات التي تستهدف ليس فقط الاستعداء علينا بل كذلك فرض الرقابة على كل من يحاول فتح النقاش حول التطرف والإرهاب ومسألة حقوق المرأة وحقوق الإنسان واصفا إياه بالاستئصال وبالعمالة والتواطؤ مع الصهيونية والسياسة الأمريكية المنحازة للشرق الأوسط و هدا بحد ذاته أسلوب متطرف و إرهابي .
إن الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة ليست في حاجة إلى أن تذكر بمواقفها المؤيدة والداعمة للشعب الفلسطيني وللشعب العراقي لانها ثابتة في الميدان .
السيد مدير جريدة "التجديد" إن خبركم هذا ألحق بنا ضررا بالغا ويحمل في نفس الوقت إرهابا فكريا يهدد جمعيتنا المدنية والمناضلة من أجل حرية التعبير كما هو متعارف عليها دوليا، و لذا نرجو نشر هذا البيان مع التأكيد على احتفاظنا بكامل حقوقنا التي يخولها لنا القانون لرفع الضرر الذي أصابنا من جراء الخبر).
إن بلال التليدي هو خريج تيار الغلو والكراهية والتطرف الذي لازالت حركة التوحيد والإصلاح لم تتخلص منه بعد . وخلال الندوة التي نظمها بيت الحكمة بمدينة مكانس أيام 8 و 9 و 10 ماي الجاري في موضوع "قيم المجتمع الديمقراطي" وعلى هامشها ، تطرق السيد مصطفى الخلفي إلى هذا التيار الذي لم يستوعب عملية الانفتاح التي دشنتها جريدة التجديد تحت إدارته . وقص على الحاضرين واقعة النقاش الذي احتدم مرة بين أعضاء هيئة تحرير الجريدة حول شخص "علماني" . وفي حمأة النقاش تدخل أحدهم ونبه إلى أن هذا العلماني له غيرة على الوطن . فهدأ النقاش وتوقف عند ميزة ومزية غيرة العلماني على الوطن . طبعا هذا التوجه "الانفتاحي" بحاجة إلى دعم وصبر لكن أيضا مواجهة مثل ذهنيات الأخ بلال التليدي التي تعيد إنتاج ثقافة الكراهية والحقد كما جاء في مقال له تحت عنوان " ألم يأن للاستئصاليين أن يكتشفوا أنهم أقلية معزولة؟" إنه ، للأسف سؤال يحمل نفس القول والحكم والموقف ولا يختلف في شيء عما يقوله الشيخ ياسين ويردده الجهاديون . لقد دأبت جريدة التجديد ولا زالت بسبب هذه الذهنيات المتطرفة ، على الافتراء والتحريض على الكراهية في الافتتاحيات التي تعبر عن خط الجريدة وموقف الحركة والحزب معا . ومن بين الافتتاحيات التحريضية نقرأ في عدد 51 بتاريخ 12 يناير 2000 التالي ( وستكتشف بعد القراءة .. أن مناط الخلاف مع واضعي الخطة والمتعصبين لها ليس هو التنمية وأن القضية أكبر من هؤلاء ، إذ تتعلق بمواجهة مؤامرة على الأسرة المسلمة تقف وراءها قوى دولية ، هي التي زرعت الكيان الصهيوني في فلسطين .. وستكتشف أن المستهدف هو هدم أحكام الشريعة الإسلامية وتقويض الأركان التي تقوم عليها الأسرة المسلمة .. وسيأخذك العجب العجاب حينما ستكتشف أن الذي يقوم على تنفيذ هذه الخطة الاستعمارية المسندة أمريكيا وصهيونيا .. هو" اليسار الاشتراكي التقدمي" وجمعياته وشبكاته وجبهاته .. أخي القارئ : أنت مدعو لقومة تدافع فيها عن دينك وعرضك وأسرتك ووجود أمتك ) . ونفس الافتراء والتحريض مارسهما حزب العدالة والتنمية في حق الدولة وقوانينها ومؤسساتها وأحزابها ونخبها . وهذا ما نجده في الوثائق التي وزعها على تلميذات المؤسسات التعليمية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ( مارس 2003) حيث اتهمت العلمانيين بأنهم يهدفون من وراء مشروع خطة إدماج المرأة إلى : "إلغاء ما تبقى من أحكام الشريعة الإسلامية" و"إشاعة الفاحشة في المجتمع" و"تخريب كيان الأسرة" ، ثم نقرأ في المطوية الافتراء الأكبر( لقد أحست الدوائر الاستكبارية على المستويين المحلي والعالمي بأهمية الزي الإسلامي للمرأة وما يحمله من أبعاد وما يرمز إليه من مضامين لقومة المستضعفين الوارثين .. فعمدت العديد من الأطراف الرجعية والتابعة إلى الوسائل التالية :
أ ـ التشكيك في نزاهة ونظافة عرض المؤمنات المجاهدات بمختلف الوسائل والأساليب ..
ب ـ السخرية والاستهزاء والتشويه الإعلامي بغية الحيلولة بين طلائع المد الإسلامي العظيم وبين جماهير الشعب المستضعف .. فتلك هي مناهج الفراعنة القدامى والمحدثين ..
ج ـ تشجيع التبرج والخلاعة بمليون طريقة .
د ـ نشر الفكر الاستحماري والإعلاء من شأن الأقلام التغريبية التي تقدم باعتبارها رافعة لواء تحرر المرأة .
هـ ـ اتخاذ إجراءات لا إنسانية تأباها كل الأعراف الدولية ، فيها تعد صارخ على الحريات وإهدار للكرامة الإنسانية عبر مطالبة النساء والفتيات الإسلاميات بعدم ارتداء الزي الإسلامي للمرأة .
إن الإثبات العيني لعجز الخيارات القائمة عن الإقناع بطرحها .. وتعمل جاهدة على إلزام الناس به بعصا الإكراه والتهديد : التهديد بالتجهيل للطالبات والتلميذات ، والتهديد بالتجويع للعاملات والموظفات .. وقد يصل التهديد إلى حد السجن .. إنه الخيار الفرعوني الذي يواجه الرساليين ) .
أمام ثقافة التحريض والكراهية وقيم الافتراء والكذب ، هل يترك حاملوها مجالا للتعايش وإشاعة قيم الاختلاف والتسامح ؟ وهل يتجاهلون أن مقتضيات العمل السياسي تستدعي المشاركة في إدارة الشأن العام الوطني أو المحلي إلى جانب القوى السياسية التي تضمر لها الكراهية ؟ فهل يمكن بناء الأوطان وضمان الاستقرار بثقافة الكراهية وقيم التطاحن ؟ أين هؤلاء من قيم الإسلام السمحة وتعاليمه السامية التي تمنع سب الكفار والاعتداء على حقوقهم ؟ إن الواجب الأخلاقي والديني والوطني يقتضي الانخراط في بناء مقومات وطن سليم وموحد بعيدا عن المهاترات والأكاذيب التي يظل حبلها قصيرا . ولن يتأتى هذا إلا بإجراء مراجعات حقيقية لمنظومة العقائد والقيم المدمرة ، وعلى رأسها عقيدة الولاء البراء التي هي على طرفي نقيض مع المواطنة وحقوق الإنسان . ولتكن تجربة الرسول محمد (ص) مع مكونات مدينة يثرب والدستور الذي وضعه بمشاركتهم رغم اختلاف العقائد ، نموذجا يستلهم منه الإسلاميون رشدهم ورشادهم .
3 ـ أما ما يتعلق بحسن الترابي فكتاباته تناقض ممارساته ، وأكتفي بمثالين : الأول تآمره مع جعفر النميري لما كان رئيسا ضد الشهيد محمود محمد طه فأعدموه بتهمة الكفر . وللشهيد اجتهادات رائدة قال الترابي ببعضها وأكثر منها في الشهور الأخيرة حرضت ضده خصومه الذين اتهموه بالكفر كما فعل مع الشهيد إلا أنهم لم يشنقوه . الثاني صراعه مع الرئيس البشير على السلطة إذ أصبحوا أعداء بعدما كانوا إخوانا ، ولم تنفع معهم شورى ولا ديمقراطية ولا أي شيء مما كتبه الترابي بين دفات كتبه . وهذا دليل على النفاق والازدواجية في المواقف والقول بلا عمل ، وكلها أخلاقيات يجيدها الإسلاميون ويتقنون اللعب عليها وبها ضدا على أخلاقيات الإسلام وتعاليمه .
4 ـ إن الجريدة التي لا تحترم قراءها وتنشر عنوانها الإلكتروني "الخاطئ" جريدة أبعد ما تكون عن "التميز" والموضوعية والصدق . هذا على فرض أن الأخ بلال لم يتوصل برسالتي التي بعثت بها يومي الأحد والاثنين 6 و7 أبريل 2008 ، وإن كنت أشك في هذا لما تفوره شبكة الانترنيت من خدمات . لأني سبق وبعثت للأخ بلال على نفس العنوان نص مداخلتي في الندوة المعلومة أربعة أيام من قبل ولم أتوصل بأي إشعار يفيد أن العنوان خاطئ . عموما أؤكد للأخ بلال رغبتي في مواصلة النقاش والردود على صفحات جريدة التجديد حتى أدعم جهود السيد الخلفي في خلخلة ذهنيات الغلو ، فتكون فعلا للعاملين بالجريدة وقرائها فرصة التمرس على ثقافة الاختلاف وقيم الانفتاح .
خلاصة القول : عجز الشورى عن منع اقتتال الصحابة ثابت ، وتطاحنهم بالهمجية المقيتة واقع لا يرتفع ، ووعيد الشيخ ياسين خصومة اليساريين بالتنكيل الهمجي يقين جازم ، والكذاب عن علم وإصرار ملعون .





#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (4)
- أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (3)
- أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (2) .
- أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (1)
- أية إستراتيجية لمواجهة الإرهاب ؟
- تيار الإسلام السياسي خصم أم حليف للتيار الجهادي ؟(3)
- تيار الإسلام السياسي خصم أم حليف للتيار الجهادي ؟(2)
- بلال التليدي : كبر مقتا أن تقول ما لا تفعل !!
- ماذا لو شملت عقوبة الإعفاء من المهام كل المقصرين ؟
- تيار الإسلام السياسي خصم أم حليف للتيار الجهادي ؟(1)
- على هامش فرار الإرهابيين : الدول لا تبنى بالعواطف .
- مواقف الأحزاب والمنظمات الحقوقية والإعلام في مواجهة الإرهاب ...
- المال -السايب- يشجع على النهب والتبذير .
- الإسلاميون واليساريون أية علاقة ؟
- الجماعات الإسلامية والنموذج المشرقي المفلس لأوضاع المرأة .
- وإذا المستأسدون سئلوا لأي سبب جبنوا .
- إلى أين يسير المغرب ؟
- هذه مخططات الإرهاب فما هي مخططات الدولة والأحزاب ؟
- الوهابية تعادي الحب وتنكر العلم وتكفر الديمقراطية .
- في مواجهة الظلامية والعدمية


المزيد.....




- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (5)