أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - المهدي مالك - جريدة التجديد تحيي اكذوبة الظهير البربري















المزيد.....

جريدة التجديد تحيي اكذوبة الظهير البربري


المهدي مالك

الحوار المتمدن-العدد: 2298 - 2008 / 5 / 31 - 03:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة
ان تاريخ المغرب يحتاج اليوم الى اعادة كتابته من جديد على اسس علمية و موضوعية بعيدا عن الايديولوجيات الدخيلة بحيث ان هذا الاخير تعرض للتشويه و التزوير حيث يبدأ تاريخنا منذ الفتح الاسلامي و يتجاهل ما قبله أي الحضارة الامازيغية التي استطاعت ان تنجز انجازات على مختلف المستويات و الاصعدة بينما مقرراتنا الدراسية تعترف بتاريخ الجزيرة العربية قبل الاسلام,
و كما ان هذا التاريخ المزور لم يعترف بوجود شيء اسمه المقاومة الامازيغية المنتشرة في جل المناطق الامازيغية كالريف و الاطلس الكبير و المتوسط و سوس و الصحراء المغربية, بل اعترف هذا التاريخ باكذوبة الظهير البربري المخترعة من طرف الحركة الوطنية التي اسست سنة 1934 بمدينة فاس بينما المقاومة الامازيغية بدات نضالها الوطني منذ اللحظات الاولى للاستعمار اي بعد توقيع معاهدة الحماية سنة 1912 في مدينة فاس كذلك,
و هذه تعد وقائع تاريخية لا نقاش فيها.
غير ان البعض مازال يعيش في سنوات الرصاص و سنوات المغالطات الكبرى حيث صدرت جريدة التجديد يوم الجمعة 16 ماي 2008 مقالا للاستاذ عبد الله اوباري و الذي يحمل عنوان 16 ماي ) الظهير البربري و عقدة الحركة الامازيغية و يحمل هذا المقال العديد من المغالطات الخطيرة تحطم الامازيغية كهوية و كبشر حيث اعاد هذا الاستاذ فكرة تنصير الامازيغ و عمالتهم للاستعمار القديم أي فرنسا و عمالتهم للاستعمار الجديد المتمثل في الكيان الصهيوني الخ.
و في الحقيقة استغرب من مقال هذا الاستاذ الذي اعتبره اهانة كبيرة للمغاربة كلهم و لتاريخهم العظيم و اعتبره اهانة كبيرة للهوية الامازيغية بكل ابعادها و خصوصا بعدها الديني الضخم الذي ادافع عنه من خلال مقالاتي و كتابي الذي طالب لاول مرة في تاريخ حركتنا الامازيغية برد الاعتبار لبعدنا الديني الضخم حيث تعرض هذا المكون الاساسي ضمن مقاربتي الشخصية للقضية الامازيغية الى التغييب و التهميش و كذا الاقصاء منذ الاستقلال بسبب سيادة اكذوبة الظهير البربري و ادبياتها التي تقدس العروبة الخ و تجعل الامازيغيين لا بعد ديني لهم,
ان مقال هذا الاستاذ قد هاجم العرف الامازيغي الاصلي في بلادنا منذ ما قبل الاسلام و يقول الاستاذ محمد زاهد في مقاله اوهام الظهير البربري بان
ظهير 16 ماي 1930 لم يكن أول ظهير تصدره السلطات الإستعمارية بالمغرب فقد " كان ظهير 1 1 شتنبر 1914 أول من قنن تنظيم القبائل الخاضعة للسيطرة الفرنسية، وقد تبعته دورية 15 يونيو 1914 التي توصي ضباط الشؤون الأهلية بالمحافظة على الأعراف الأمازيغية" من هنا ندرك أن ظهير 16 ماي 1930 سبقته ظهائر أخرى مثالا ظهير 15 يونيو 1922 القاضي بتفويت الأراضي للأجانب، من دون أن يثير ذلك أي رد فعل من طرف من نصب نفسه وصيا على الوطنية المغربية في الوقت الذي كانت فيه لغة البنادق ونيران المقاومة المسلحة بالجبال والخنادق تلتهم جنود المستعمر
كما أن الظهير المنظم لسير العدالة بالقبائل ذات الأعراف البربرية أي الامازيغية لا توجد بها محاكم لتطبيق الشريعة، وهي التسمية الأصل لما يعرف زورا وبهتانا بالظهير "البربري"، لم يأتي بجديد مادام أن القضاء العرفي كان موجودا بالمغرب منذ فترة قديمة، وكل ما هنالك أن هذا الظهير " قام فقط بإعطاء الصبغة القانونية للجماعات القضائية"
الأمر الذي يقدح المقولة الشهيرة لرجالات " الوطنية الكلامية" من كون ظهير16 ماي 1930 جاء لتنصير البربر، وزرع التفرقة بينهم وبين العرب والقضاء على الإسلام.
أن ترديد هذه الأسطوانة المهترئة، ما فتئت ترددها هذه الحفنة لإشهارها كفزاعة في وجه الامازيغيين . كما أن نص الظهير، وهو من الظهائر الملكية التي كان السلطان يصدرها ويوقعها باسمه كما هو الشأن في هذه الحالة, إذ يحمل طابع السلطان محمد بن يوسف، لم ينص على أي جانب يفيد بث بذور التفرقة داخل أوساط المجتمع المغربي
أما التحديد الذي تقوم عليه إجراءات ظهير 16 ماي 1930 فهي تقوم أساسا على التحديد المجالي/الترابي، وليس التحديد العرقي كما ذهبت إلى ذلك العديد من القراءات المغرضة .
اذن يظهر لي من كلام الاستاذ محمد زاهد ان ظهير ماي 1930 هو قانون هادف الى تنظيم المحاكم العرفية في المناطق الامازيغية لا اقل و لا اكثر فالعرف الامازيغي لا يتعارض نهائيا مع مقاصد الشريعة الاسلامية او مع الوحدة الوطنية و بالاضافة الى ان الراحل محمد الخامس قد وقع على هذا الظهير ,
لكن الاستاذ اوباري و امثاله لا يعترفون بهذه الحقائق التاريخية بسبب انهم ادركوا
جيدا بان الحركة الامازيغية اصبحت قوية بفضل مجموعة من المؤشرات كتاسيس المعهد الملكي للثقافة الامازيغية و انتقال مطالبها من الجانب الثقافي الى جوانب اخرى كمحاربة الاستغلال عن طريق الدين و تحويل اسلامنا الخصوصي الى اسلام يلبس ملابس السلفية و يكفر تقاليدنا الدينية و الثقافية ,
و صار هذا الاسلام ينشر التطرف الاصولي الذي انتج لنا احداث 16 ماي الارهابية و انتج لنا كذلك جيلا من ذوي التيار الاسلاموي البعيد عن بيئتنا الاصلية
بحيث هذا الجيل يهتم باطفال فلسطين كثيرا و يتجاهل اطفال قرية انفكو المغاربة
الذين ماتوا في شتاء 2006 بسبب اكذوبة الظهير البربري و ادبياتها القامعة للامازيغية كابعاد و بينها البعد التنموي لكننا نحمد الله على ملكنا الشاب الذي قام بزيارة الى هناك لاعطاء الانطلاقة لمشاريع التنمية البشرية.
و بالاضافة ان هذا التيار الاصولي بدا يزعج كثيرا حركتنا الامازيغية العلمانية و مبادراتها المتسامحة مع كل مكونات مجتمعنا المغربي
كالمكون اليهودي المسالم معنا منذ قرون ما قبل الاسلام حيث ان اول ديانة سماوية اعتنقها الامازيغيين هي الديانة اليهودية ,
و عبرت في عدة مقالاتي عن موقفي المساند لفكرة تاسيس جمعيات للصداقة الامازيغية اليهودية لأنهم يعتبرون مواطنون مغاربة لهم حقوق و عليهم واجبات كما هو الحال في العهد النبوي بالمدينة المنورة .
و خلاصة القول بان مقال الاستاذ اوباري يريد ايصال رسالة مفادها بان الاستعمار الفكري الدخيل من المشرق مازال حيا في بعض احزابنا السياسية لكننا كشباب الحركة الامازيغية سنناضل من اجل اقبار هذه الاكاذيب .
و كما وعدت في مقالاتي السابقة بانني ساقوم ببحث متواضع حول موضوع الاعراف الامازيغية وعلاقتها بالشريعة الاسلامية و هذا يعد ضمن مشاريعي المستقبلية ان يشاء الله.



#المهدي_مالك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين الاسلامي بين مواجهة الايديولوجيات الرجعية و مواجهة الت ...
- حدث ترجمة معاني القران الكريم الى الامازيغية مدخل اساسي لعلم ...
- حدث ترجمة معاني القران الكريم الى الامازيغية مدخل اساسي لعلم ...
- الازمات النفسية لدى الطفل المعاق
- الخطر السلفي على هويتنا الامازيغية المسلمة
- الخطر السلفي على الهوية الامازيغية المسلمة
- رسالة مفتوحة الى الدتكور احمد صبحي منصور
- رسالة مفتوحة الى الحركة الثقافية الامازيغية بمناسبة حلول الس ...
- اذاعة راديو بلوس تحتفل بعيد ميلادها الاول
- حول مطلبي المتعلق بامتلاك رخصة سيارة الاجرة
- مكانة فريضة الحج في الثقافة الامازيغية
- مقالات خاصة بشان موضوع وضعية المعاق في مجتمعنا المغربي 2
- مقالات خاصة بشان موضوع المعاق في مجتمعنا المغربي
- مسالة الحجاب الاسلامي من وجهة نظري الخاصة
- مقال خاص بمناسبة الذكرى السادسة لتاسيس المعهد الملكي للثقافة ...
- تقرير حول صورة الهوية الامازيغية في اعلامنا البصري خلال شهر ...
- الرسائل الموجهة الى الاطارات الامازيغية
- الرسائل الموجهة الى مختلف الاطارات الامازيغية
- موقفي من انشاء القناة الامازيغية
- كتاب - تاملاتي الفكرية كانسان معاق


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - المهدي مالك - جريدة التجديد تحيي اكذوبة الظهير البربري