أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شاهر أحمد نصر - إلغاء قوانين الطوارئ شرط ضروري للمناقشة الموضوعية لفكر حزب البعث في سوريا















المزيد.....

إلغاء قوانين الطوارئ شرط ضروري للمناقشة الموضوعية لفكر حزب البعث في سوريا


شاهر أحمد نصر

الحوار المتمدن-العدد: 713 - 2004 / 1 / 14 - 03:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تتردد في الآونة الأخيرة أخبار حول تشكيل لجان تكلف بوضع صيغ جديدة لتطوير المنطلقات النظرية لحزب البعث، وفي هذا الإطار نشرت النشرة الإلكترونية الوطنية والديموقراطية المنهج، التي يشرف عليها المهندس أيمن عبد النور، والصادرة في دمشق، في عددي 8 – 9 /1/2004  بناء على طلب (الرفيق "أبو جهاد") ـ لا نعلم سبب استخدام الأسماء الحركية, وليس الصريحة، وليس خافياً على أحد أن لهذا الأسلوب أكثر من مغزى، ودلالة ـ مسودة ورقة، متمنياً "أن يجـري حولها حـوار عميـق هـادئ ومتـزن بحيث يمكن أن تستفيد منه في النهاية تلك اللجان التي نسمع عنها والتي ستطرح ورقة عمل أمام المؤتمر القومي في حالة عقد أو أمام المؤتمر القطري المتوقع".

مع كل التقدير للجهد المبذول لإعداد هذه الورقة، ومع التقدير للدعوة للحوار؛ إلاّ أنّه لا بد من تبيان النقاط التالية:
*  يظهر من تصفح هذه الورقة أنّها مكتوبة بلغة وأسلوب ومنهج تفكير يلائم الحياة في أواسط القرن الماضي، وتفتقد للأفق الذي يأخذ بعين الاعتبار متطلبات الحياة في العصر الحديث، عصر المعلوماتية، والذي من ميزاته سرعة التغيير، والتنوع، والحرية، والديموقراطية.. فمتطلبات التغيير والتنوع، على سبيل المثال، يلغيان ديمومة قيادة أي حزب سياسي، أو شخص، مهما كان منزلاً، للمجتمع.. كما أنّ ألف باء الديموقراطية، يكمن في وجود قانون للأحزاب السياسية الحرة،  وقانون للانتخابات الديموقراطية الحرة، والإقرار بتداول الحكم بين الأحزاب السياسية..الخ
* الورقة مكتوبة بلغة قريبة إلى اللغة الخطابية، ويحتاج الكثير من النقاط فيها إلى تحليل أعمق.. ولعل صاحبها يقول: (تفضلوا قدموا لنا التحليل، ألا ندعوكم للحوار الجريء والموضوعي ؟ فلماذا تحجمون؟).. وهنا نصل إلى ظروف وشروط الحوار الموضوعي:
* إنّ القوانين الاستثنائية الطارئة تكبل المتحاورين، وتعيقهم عن تقديم آرائهم وأفكارهم بشكل علمي وموضوعي مجرد عن الهوى والخوف.. والتجربة القريبة، تقدم دليلاً على كيفية استخدام هذه القوانين.. فمصير رواد ربيع دمشق، ومآل المسائل ذات البعد الاقتصادي الاجتماعي، بما فيها قيم الرساميل المودعة في المصارف الأجنبية، من خارج العملية الاقتصادية السليمة، التي طرحها الدكتور طيب تيزيني، والدكتور عارف دليلة، والثمن الذي دفع بسبها،  مازالت ماثلة في الأذهان.. ويضاف إليها إحالة 14 أربعة عشر مثقفاً للقضاء العسكري بدعوى نيتهم حضور محاضرة، في منتدى عبد الرحمن الكواكبي في حلب.. على الرغم من أن المحاضرة كانت قد ألقيت في دمشق، فضلاً عن قضية الدومري، والقضية الكيدية التي أثيرت بحق وزير الاقتصاد الدكتور عصام الزعيم... وغيرها من القضايا التي تثار في ظل قوانين الطوارئ، تزيد التوجس توجساً...

يروى أنّ أحد علماء الطب (قد يكون أبو علي بن سينا) أتى بظبية وذئب، وربط كل منهما مقابل الآخر.. ثم وفّرّ لكل منهما كل متطلبات البقاء... أحضر أفضل أنواع الغذاء للظبية.. إلاّ أنّها أصيبت بالنحول، وأخذت تضمر إلى أن ماتت.. إنني أشبه الحوار، في ظل قوانين الطوارئ، بتلك الظبية المربوطة بقرب الذئب، والتي ماتت نتيجة خوفها من الذئب..

تبين التجارب العملية، أن البلدان التي تحكم وفق قوانين الطوارئ الاستثنائية تفتقد إلى الحياة الاجتماعية، والاقتصادية والسياسية السليمة.. ويعاني اقتصادها من الركود، ويهرب منها المستثمرون والرساميل، وتكون مرتعاً للفساد، إذ تتحول القوانين والمحاكم الاستثنائية إلى مظلة يلوذ بحمايتها المتنفذون الطفيليون والبيروقراطيون، ويلوحون بها في وجه من ينوي العمل على فضح نشاطهم الضار بالاقتصاد والوطن... كما أنّ الشعوب التي تعيش لفترات طويلة في ظل تلك القوانين والأحكام تصاب باليأس والإحباط من عدم المقدرة على معالجة الخلل الذي يعانيه المجتمع، وتظهر وكأنّها لا حول لها ولا قوة، فضلاً عن تغلغل وتجذر خصال الخوف والرعب في أعماقها، وما يتركه ذلك من ضعف لديها في مواجهة التحديات، بما فيها الخارجية... فاستخدام هذه القوانين والأحكام لفترات طويلة يضعف الأوطان والشعوب.. ولا يمكن لهذه القوانين والأحكام أن تكون وسيلة ناجعة لمواجهة التحديات والدفاع عن الوطن، كما يروج لها... إنّ الأدلة على دورها السلبي في إضعاف الأوطان والشعوب جلية واضحة كما بينا. حبّذا لو بين لنا المدافعون عنها أية فائدة قدمتها في المعركة لتحرير أنملة واحدة من الأراضي المحتلة وإحقاق الحقوق، كما يبررون سبب فرضها واستمرار العمل! إنّها عقبة حقيقية أمام كل حوار علمي موضوعي وجدي لمعالجة شؤون البلاد..

في النقاش العلمي الموضوعي توجه أسئلة نقدية لجميع الأحزاب، وإحصاءات علمية دقيقة.. كأن يجري السؤال في المسؤولية عن الركود الاقتصادي، والموقف من الفساد، وعدد الأعضاء الفاسدين في التنظيم، وعدد الذين تم فصلهم من التنظيم بسبب النفاق والفساد، وإن لم يتم فصلهم، فلماذا؟ ونسبة أعضاء التنظيم من الطبقة التي تعرف بالبرجوازية الطفيلية والبروقراطية.. من بين الـ 5% من المحظوظين الذين تتحدث الإحصاءات الرسمية عن ملكيتهم لأكثر من ثلاثة أرباع الدخل الوطني، وباقي الربع يتوزع على 95% من العباد.. فضلاً  عن الأمور الحياتية بدءاً من المسائل اليومية، كالموقف من الأقليات، والإحصاء المجحف بحق الأكراد وحرمان آلاف المواطنين من الجنسية، وصولاً إلى القضايا الفكرية الجديدة في الاقتصاد والسياسة... التي تحلل الواقع بموضوعية وجرأة بعيداً عن التقديس، والتي قد يساء تفسيرها وتعود بالويل على صاحبها.. لأنّ التهم وفق القوانين الطارئة، والخطوط الحمر، التي لا يعترف العلم بها، جاهزة، كما تبين، والتي كان أخفها: "مناوئة منجزات الثورة الاشتراكية!!" "والعمل على تعديل الدستور" وكأن الحكومة لا تضطر أحياناً لتجاوز بعض نصوص الدستور الموضوع منذ حوالي النصف قرن، والذي أصبح بحاجة فعلية للتعديل لينسجم مع متطلبات التطوير والتحديث...

إنّ الحوار الموضوعي العلمي والديموقراطي الحر بعيداً عن قوانين الطوارئ هو في صالح الجميع، بمن فيهم وفي مقدمتهم حزب البعث في سوريا.. إذا أردتم الحوار العلمي الموضوعي الديموقراطي الحر، ارفعوا سيف القوانين الاستثنائية الطارئة.. إن المصلحة الوطنية تتطلب الحوار العلمي الموضوعي بعيداً عن التوجس والخوف.. إننا بحاجة ماسة إلى الحوار الحر الديموقراطي المتحضر، لنعزز من قوة ومناعة الوطن، ولنواجه التحديات الخارجية المتربصة بنا جميعاً، لتحرير أراضينا العربية المحتلة، وإحقاق حقوق الشعب العربي الفلسطيني، ومد يد الأخوة إلى الشعب العراقي لتجاوز محنته، ولبناء عراق ديموقراطي حر موحد، مستقل كما يرتضيه شعبه... ولكي نخط لبلدنا نهجاً سليماً يتلاءم مع متطلبات العصر، ويجعلنا فاعلين مؤثرين لا منفعلين سلبيين...

طرطوس ـ كانون الثاني / يناير 2004      شاهر أحمد نصر
                                       [email protected]    

 



#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الأشعار الأخيرة لرسول حمزاتوف
- المجتمع المدني ضرورة اجتماعية ووطنية
- الاستراتيجية الأمريكية، والقصور العربي، في السياسة الخارجية
- رسالة مفتوحةإلى: المناضل، عميد كلية الاقتصاد السابق، الدكتور ...
- عصر المعلوماتية 2-2
- عصر المعلوماتية
- الحوار المتمدن عنوان الأممية الحرة
- من متطلبات الدخول السليم في عصر المعلوماتية
- قانون الأحزاب السياسية من وسائل الإصلاح السياسي الديموقراطي
- مشكلة العرب والمسلمين ليست مع اليهود كيهود
- مصير العملاء السريين
- العلم عند العرب بين النهوض والتعثر
- إذا أردتم تحرير المرأة ، فابنوا مجتمعات على أسس متحضرة
- هل استكملت الأنظمة العربية عملية بناء الدولة القابلة على الب ...
- هل هناك من يريد ويعمل على البحث عن مطبات تعرقل الإصلاح؟
- المصلحة الوطنية تقتضي منع محاكمة من يتوجه لحضور محاضرة!
- الأنظمة الديموقراطية الشعبية المتكلسة ديموقراطية المظهر، ديك ...
- الديموقراطية في دولة الحق والقانون وسيلة ضرورية للتطور ومواج ...
- في أسباب انتشار الفكر الغيبي ـ أساليب الحكم وفق قوانين الطوا ...
- يوم كئيب في تاريخ الصحافة السورية


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شاهر أحمد نصر - إلغاء قوانين الطوارئ شرط ضروري للمناقشة الموضوعية لفكر حزب البعث في سوريا