أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - تقنية المعلمومات و الكومبيوتر - شاهر أحمد نصر - عصر المعلوماتية 2-2















المزيد.....



عصر المعلوماتية 2-2


شاهر أحمد نصر

الحوار المتمدن-العدد: 680 - 2003 / 12 / 12 - 03:21
المحور: تقنية المعلمومات و الكومبيوتر
    


 عصر المعلوماتية:
سنتعرف على وجهتي نظر باحثين لهما باع طويلة في تعريف المهتمين بعصر المعلوماتية على الصعيد العالمي، هما بيل غيتس، و الفن توفلر. لتبيان القفزة النوعية التي لعبت فيها الثورة المعلوماتية على الصعيد العالمي، يقارن غيتس عصر المعلومات، بالعصور الأخرى، فيقول:
"عندما سمعت تعبير "عصر المعلومات" لأول مرة أصابتني حيرة. كنت أعلم أن هناك عصراً يسمى "عصر الحديد" وآخر يسمى "عصر البرونز" وهي فترات من التاريخ سميت باسم المواد الجديدة التي اعتاد البشر أن يصنعوا منها أدواتهم وأسلحتهم. فتلك كانت حقباً نوعية. ثم قرأت لأكاديميين يتنبأون أن البلدان سوف تدخل في صراع حول السيطرة على المعلومات.."(11) 

وكما كانت الدول تقارن من حيث الغنى، بمواد الخام والموارد الصناعية والبشرية التي تمتلكها، فقد أصبح مقياس الغنى الشخصي، أو الوطني، هو كم المعلومات التي يملكها هذا الشخص، أو البلد. على الرغم من أنّ المعلومات ليست بالشيء الملموس أو القابل للقياس.
ولما كانت المعلومات في هذا العصر تعالج، ويتم تداولها بواسطة الكمبيوتر، يمكن اعتبار عملية إنتاج الكمبيوتر المتطور هي بداية تدشين عصر المعلومات، الذي ارتبط مع ظهور وتطور الكومبيوتر .

أما توفلر فينظر إلى عصر المعلومات من زاوية أخرى، من وجهة نظر علم الاجتماع، كثورة جديدة بالمقارنة مع الثورتين الزراعية، والصناعية، ويسمي كل مرحلة منها بالموجة؛ الأولى، الثانية، والثالثة..  أعطت الموجة الأولى الزراعة، والموجة الثانية المجتمع الصناعي الجماهيري، أما الموجة الثالثة فهي أكثر غنى وتعقيداً..
ويعرف توفلر الموجة الثالثة، قائلاً "إنّها المنسق الآلي ـ لكنها ليست "فقط" المنسق الآلي، إنّها الثورة البيولوجية ـ لكنها ليست "فقط" الثورة البيولوجية. إنّها الانتقال إلى أشكال أخرى للطاقة. إنّها التوازن الجديد الجغرافي ـ السياسي في العالم. إنّها ورقة الاعتماد بالإضافة إلى الفديو والستريو والوكمن (walkman)  (مسجلة السماعة الذاتية)، إنّها الإقليمية بالإضافة إلى العالمية.إنّها الكومبيوتر والمعلوماتية، وشبّاك التوزيع الأوتوماتيكي في البنك. إنّها الاتجاه إلى اللامركزية، إنّها المكوك الفضائي من جهة، ومن جهة أخرى هي سعي الفرد إلى التفتيش عن هويته. إنّها الجدولة الدقيقة للعمل الإنساني الآلي، والتجذير المتفاقم للشعوب السود والسمر والصفر على الكوكب. إنّها الاصطدام المنسق لكل هذه القوى المتضافرة التي ترتبط ببعضها لتفكيك طريقة الحياة الصناعية التقليدية التي هي طريقتنا. وبصورة خاصة، إنّها تسريع التغير ذاته الذي هو الإشارة المميزة لزمننا".(12)

بما يتميز عصر المعلومات عن العصور السابقة، من حيث وسائل الإنتاج؟
إنّها تصبح أكثر تعقيداً وبساطة في آن واحد، إنّها تصبح بهذا الشكل أو ذاك عالمية، وشخصية، في آن معاً.. ولقد اتفق على تسمية الجانب المتعلق بإيصال المعلومات ومعالجتها بجادة المعلومات، أو طريق المعلومات السريع..

جادة المعلومات : informatics superhighway  
وهي الآلية والوسيلة الناتجة عن العمل المشترك لجميع "التقنيات المتوفرة على صعيدي الاتصالات والمعلومات ، من الهاتف والتلفزيون والكمبيوتر الشخصي والأقمار الاصطناعية والأطباق اللاقطة والموجات الميكروية في منظومة مدمجة، ووضعها بتصرف أفراد المجتمع للإفادة منها في حياتهم العملية والاجتماعية".(13) أول من نادى بهذا المصطلح  آل جور (نائب الرئيس الأمريكي السابق) ، عندما صرح قائلاً: دعونا نتجاوز الأيديولجيا ، لنتحرك معاً صوب هدف مشترك لبناء بنية أساسية معلوماتية عالمية لمصلحة جميع الدول، من أجل خدمة اقتصادنا الحر، ولتحسين خدمات الصحة والتعليم وحماية البيئة والديمقراطية".(14)  لقد أتى هذا النداء منسجماً مع آليات وضرورات التطور الموضوعي في عصر المعلومات، إنما من حيث التطبيق، نجد الولايات المتحدة الأمريكية أقل الدول التزاماً في تطبيقه خاصة عندما تتعرض مصالح الولايات المتحدة للخطر، وهذا ما يبدو جلياً في موقفها المزدوج في قضايا الديموقراطية وحل النزاعات في العالم، وإجهاضها لمقررات مؤتمر الأرض في ريوديجانيرو..الخ

تؤمن جادة المعلومات البيانات الضرورية لاتخاذ أهم القرارات، في مختلف مجالات الحياة، الطبية، الهندسية، الحربية.. من قبل مختصين موجودين على بعد آلاف الكيلومترات كل منهم عن الآخر.. وفي ذلك ثورة على صعيد العلم، والمعرفة، والخدمات، فضلاً عن فسح المجال للعمل من داخل المنازل.. والمعروف أنّه "في الولايات المتحدة ما لا يقل عن 31% من الطبقة العاملة تعمل من بيوتها في مؤسسات صغيرة لا تملك مقراً ، ويتفاعل العاملون فيها بين بعضهم البعض بواسطة الكومبيوتر ، ويؤدي كل منهم جانباً معيناً متفقاً عليه من العمل، ومن المقدر أن ترتفع هذه النسبة إلى حوالي 50% حتى من دون مشروع جادة المعلومات".(15)
وجادة المعلومات ليست حكراً على بلد بعينه، بل يمكن لجميع الدول الاستفادة منها.. ومن الشركات العالمية التي تطور جادة المعلومات شركة "سيمنز" الألمانية التي توصلت "إلى واحد من أرقى أنظمة الاتصالات في العالم، وهو أن قسماً كبيراً من الخدمات ستؤمن بواسطة هذه الجادة ، سوف يعتمد شبكات تتخطى شبكات البريد والاتصالات الوطنية.. فضلاً عن توفر خدمة ترجمة فورية عبر الهاتف من الإنكليزية إلى 140 لغة ."(16)
ومن أهم الدول التي اهتمت بجادة المعلومات بعد دول العالم الصناعي، دول ما يعرف بالنمور الأربعة (سنغافورة، تايوان، كوريا الجنوبية، هونغ كونغ)، ففي سنغافورة (عدد سكانها حوالي2.8 مليون نسمة)، نفذت شبكة اتصالات أمنت وصول جادة المعلومات إلى أغلب المنازل، مما سهل عمليات التبضع، ومختلف النشاطات الاقتصادية والتصميمية، بدءاً من تصميم البناء، وحتى الألبسة وغيرها..
تقرب جادة المعلومات العالم، من مفهوم "القرية الإلكترونية".

ستثمر جادة المعلومات عن تطور هام في حفظ المعلومات، وطرق تبادلها، والسرعة في إجراء مختلف أنواع النشاطات الاقتصادية، والتجارية..
فستحل الأقراص المدمجة (السيديات) CD-ROM  مكان الورق والمخطوطات لحفظ المعلومات وتداولها، وتساعد السيديات في التفاعل مع المعلومات، وتدقيقها وتطويرها, عن طريق الفهرسة، والاسترجاع، والتفاعل معها.
وعلى الرغم من كل ذلك، فلن يتخلى الإنسان عن الورق.
ستحل الثورة الحقيقية في الاستثمار الأمثل لجادة المعلومات، عندما يمكن التثبت من صحة ودقة التوقيع الإلكتروني، لتصبح الوثيقة الإلكترونية هي الأصل، والورقية مسودة.
ـ تزيد جادة المعلومات من أهمية البريد الإلكتروني ، والشاشات المشتركة الصورة، التي ستلغي الحاجة إلى العديد من الاجتماعات، في المؤسسات والشركات... (سيحرم بعض مدرائنا في العالم الثالث من ولائم ما بعد الاجتماعات) كما سيصبح بالإمكان إحلال وسائل البريد الإلكتروني ومعها الجداول الإلكترونية، وغيرها من المستندات المرفقة، كملاحق محل الاجتماعات المخصصة لتقديم أو شرح مشروع معين أو فكرة إنتاجية ما للمشاركين المعنيين، ومن ثم فعندما تتم الاجتماعات المباشرة بين الأشخاص المعنيين، سوف تصبح أكثر فاعلية، بالنظر إلى أنّ المشاركين سيكونون قد أحاطوا جميعاً بالخلفية المعلوماتية من خلال البريد الإلكتروني. وسيصبح ممكناً حضور الاجتماعات والمؤتمرات عن بعد. وسيساعد ذلك في تطوير عمل التنظيمات الاجتماعية والسياسية..

تطور القانون في عصر المعلوماتية
منذ فترة قرأت في شبكة الانترنت مقالاً يشهر بأحد الكتاب المسؤولين في البلاد العربية، ثم قرأت رداً مصطنعاً يزيد التشهير تشهيراً.. ما حكم القضاء في هذه المسألة؟
حتى الآن لا توجد قوانين خاصة تضبط ذلك.
أحد القضاة في نيويورك يرى أنّ خدمة الاتصال المباشر عبر الانترنت تمثل ناشراً وموزعاً للمعلومات.
علماً بأنه سيكون لأي نص قانوني انعكاسات كبيرة، وخطيرة على تطور استخدام شبكة الانترنت..
فإذا ما عومل موردو الانترنت جميعاً ، على سبيل المثال، "بوصفهم ناشرين، سيتعين عليهم أن يُراقبوا، وأن يصادقوا مسبقاً على محتوى كل المعلومات التي يقومون بنقلها. وهو ما يمكن أن يخلق جواً غير مقبول من الرقابة ، ويقلص التبادل التلقائي، وهو عنصر بالغ الأهمية في العالم الإلكتروني".(17)

طبعاً، في البلدان التي لا وجود لسيادة القانون فيها تتم ملاحقة، واعتقال الناشرين في شبكة الانترنت، بحجج مختلفة.
يصدر بعض رجال الدين الإسلامي فتاوى في شرعية الطلاق من خلال رسائل الموبايل، وينتظر أن يدلوا بدلوهم بخصوص استخدام شبكة الانترنت..
تفتح هذه القضايا الذهن على ضرورة صياغة قوانين تحكم عملية النشر والتوزيع فيها..

التعليم في عصر المعلوماتية
تحتل مسألة التعليم في عصر المعلومات مكانة متميزة، خاصة في البلدان المتطورة. ولهذه المسألة جانبان، جانب يتعلق بتعلم تقنية المعلومات ذاتها، والجانب الآخر الاستفادة من ثورة المعلوماتية في مسألة التعليم وتطور البحث العلمي. ففي بريطانيا على سبيل المثال "ترعى الحكومة تجربة تخصص بموجبها 10 ملايين دولار لمنح 12 ألف أسرة في مجموعات الدخل الأدنى المدى الكامل للخدمات الرقمية: اتصال الانترنت والتلفزيون الرقمي والاتصالات الفضائية.
كما تدفع الحكومة البريطانية 175 جنيهاً إلى أي شخص فوق سن الثامنة عشرة للانخراط في واحد من عدة برامج تدريب مرنة لكي يجيد استعمال بعض البرمجيات. هذا بالإضافة إلى دعم الانخراط في المدارس المسائية وبرامج التعليم المستمر. وتطبق برامج مشابهة في دول الاتحاد الأوروبي كافة".(18)

ومن دلائل اهتمام الدول المتحضرة بتقانة المعلومات البيان الذي صدر في عام 2001 عن المائدة المستديرة الأوروبية للصناعيين ، والذي "اهتم بنقص العاملين في تقانة المعلومات والعاملين الماهرين الآخرين في أوروبا بدلاً من المشاكل في السوق المالية".(19)
وبين المجتمعون في ذلك الاجتماع "أنّ الهوة في تقانة المعلومات بين الولايات المتحدة من جهة وأوروبا واليابان من الجهة الأخرى، هي نتيجة الاستثمارات الأمريكية السابقة في تعليم أبناء الأمريكيين في تقانة المعلومات.
في عام 2001 كانت شبكة الانترنت موجودة في 95% من المدارس الأمريكية.  وبالمقارنة توجد اتصالات في 45% من المدارس الابتدائية و80% من المدارس الثانوية في أوروبا. وتترجم هذه الفروق في المدارس بعدئذ إلى فروق في إنتاجية العمل والكفاءة الاقتصادية".(20) 

فيما يخص مسألة التعليم والبحث العلمي، في عصر المعلومات، فإنّها تشهد قفزات نوعية تتجلى في كثير من الأمور، منها:
ـ تؤمن جادة المعلومات كماً هائلاً من المعرفة والمعلومات للباحثين، وسرعة قياسية في الوصول إليها، في أي وقت واستثمار الزمن بشكل مفيد أمثل. وبفضل جادة المعلومات سيحصل أفراد المجتمع، ومنهم الأطفال والطلاب على كم من المعلومات لم يؤمن لأحد قبلهم.

ـ بفضل جادة المعلومات سيحصل الطلاب على أهم البحوث وأحدثها، وسيحصل تفاعل خلاق بين الطلاب والمدرس والمعلومة، إذ سيتم مناقشتها بتمعن عبر الشبكة، وتبادل الآراء والاستفسارات، وبإمكان الطلاب أن يستفسروا من أساتذتهم كما يشاءون ، وتلقي الأجوبة على تساؤلاتهم عبر الشبكة.  .
ـ ومن محاسن الشبكة التفاعلية أنّها تتيح للأطفال وللطلاب أن يختبروا معلوماتهم، ويمتحنوا أنفسهم، في أي وقت في جو خال من الخوف، أي ستلعب هذه الشبكة دوراً إيجابياً في تنمية شخصية الطفل والطالب، وستبعده عن القلق، ليصبح الامتحان جزءاً إيجابياً من عملية التعليم. وستقل مفاجآت الطالب في الامتحان الرسمي، لأن تكرار عملية الامتحان الذاتي سيكسب الطالب إحساساً بالثقة، وسيعزز من معلوماته..
ـ يتباكى البعض على آلية التعليم القديمة، وعلى الساعات الممتعة التي يقضيها التلميذ في المدرسة، ودورها في تنشئة الفرد وإكسابه الطابع الإنساني. معتقدين أن ثورة المعلومات ستحرم التلاميذ من هذه المتعة والفائدة.. إلاّ أن أغلب الباحثين يؤكدون على أن المدارس سوف تبقى، وسيبقى التلاميذ يردونها، وستبقى الأنشطة الفردية والجماعية من منهاجها، وسيضاف إليها فوائد العمل المشترك للتلاميذ مع الكومبيوتر، وستزداد النقاشات فائدة، وستغتني بالحورات والنقاشات عبر المحيطات.
ـ من البديهي أن لا تستطيع شبكة المعلومات من معالجة مختلف مشاكل المدرسة كمسائل العنف على سبيل المثال، بل إنّ البعض سيستغل الشبكة لزيادة الجريمة، ويبقى التعامل مع  هذه المسألة يحتاج إلى الانطلاق من منظور اجتماعي..
ـ ونذكر بأن الكومبيوتر وشبكة المعلومات، أدخلت مناهج جديدة في التعليم، كالكيمياء الحسابية، تقانة المعلومات  في الطب ،الهندسة المدنية، الهندسة الميكانيكية...الخ
العلاقات الاجتماعية في عصر المعلومات، وبعض القضايا الإشكالية:
نعلم أنّ جادة المعلومات تضع العالم بين يدي المشترك بها، وهو في منزله. مما يجعل البعض يتخوف من أنّ ذلك سيحد من العلاقات الاجتماعية..
إلاّ أنّ التجربة تبين أنّه لا داعي لهذا القلق، فبعد أن يعتاد الناس على جادة المعلومات، سيعاودون التواصل الطبيعي، والانخراط في الحياة الاجتماعية، وزيارة أماكن الراحة العامة.. وستؤمن جادة المعلومات التنظيم الأفضل للوقت، فضلاً عن الأصدقاء الجدد ، ويمكن للمرء الاتصال بالأصدقاء والأقارب البعيدين. وهكذا تجمل التكنولوجيا وقت الفراغ، وتغني الثقافة وتوسع نطاق توزيع المعلومات.. وستخفف الضغوط على المدن والمرافق العامة..
يستطيع من يسافر إلى أقصى بقاع الأرض أن يتواصل مع أقاربه ويراهم في أية لحظة عبر الشاشة.

ونتيجة انتشار جادة المعلومات في مختلف البلدان بما فيها النامية، سيعرف الناس نوعاً جديداً من العلاقات، والتفاعل بين الشعوب، وقد يساعد ذلك في تحضر ورقي العالم.
ستقرب جادة المعلومات الشعوب من بعضها البعض، وتجعلها أكثر تفاعلاً وتشابهاً في كثير من القضايا، مما سيقلل من أهمية الحدود القومية..
إلاّ أنّ ذلك لن يحل مسألة التمايز بين الشعوب والأمم بل سيضيف إليها معضلة جديدة تدعى بالانقسام الرقمي، أي" الفرق في الحصول على تقانة المعلومات بين الفقراء والأغنياء. ينطبق هذا أيضاً على الفرق داخل الدول الغنية، وعلى الفرق بين الدول الغنية والفقيرة".(21)
سيظهر نمط جديد من العمل، يترافق مع نمط جديد من العلاقات الاجتماعية، وعلاقات العمل، وسيقل دور الوسطاء ..

ـ من الأمور الإشكالية التي تستدعي الخوف والقلق إمكانية حدوث تعطل كامل في شبكة جادة المعلومات، إثر هجوم من قراصنة الكومبيوتر .. هذا ما يتطلب ابتكار نظم عمل محمية وآمنة.. وهذا ما  قد يمس الخصوصية الفردية..
من المعروف أنّ الشعوب التي تعيش في ظل الديموقراطيات الغربية، تتمتع بالفعل بدرجة من الخصوصية والحرية الشخصية غير مسبوقة في تاريخ الإنسانية. ولكن في حال ازدياد معدل الجريمة، وإذا كان تثبيت كميرات المراقبة يخفف من الجريمة، فإنّ الناس سيقبلون بها..أي :
هنا يحل سؤال ذو شجون، مفاده: هل الناس يخشون أكثر المراقبة أم الجريمة؟ والجواب يدل على أنّ الإنسان مستعد للتخلي عن بعض الخصوصية، في اللحظات الحرجة..
أزمة الأيديولوجيا في عصر المعلوماتية
بينا أنّ عصر المعلومات مرحلة متقدمة من مراحل تطور البشرية، سماها توفلر بالموجة الثالثة.. وكون هذه المرحلة متقدمة على المراحل السابقة، لا يعني أنّ البشرية خلالها لا تعاني من أزمات.. بل إنّ مسألة تغيير بنية بسواها تحمل في طياتها عناصر الأزمة.. إذ تدخل مبادئ جديدة إلى الحياة الاجتماعية والاقتصادية والفكرية..
من ميزات اقتصاد مرحلة عصر المعلوماتية "التنوع، والتخصيص، ونزع الطابع الجماهيري عن العمل".(22)
في عصر المعلوماتية تتحول الكثير من الوظائف من المكاتب الممركزة في المصانع إلى أماكن قريبة من السكن، وإلى المنازل، ويدخل ملايين المنتجين غير المنظورين ميادين الإنتاج، أي تنتفي إحدى أهم ركائز الثورة الصناعية، مركزية العمال، وشغيلة عصر المعلومات لم يعودوا محرومين من وسائل الإنتاج، فبالإضافة إلى الكفاءة والمعرفة التي يملكون، يصبح الكمبيوتر كأحد وسائل الإنتاج بين أيديهم، وهو ملك لهم، إنّهم أقرب إلى الحرفيين، أي تنتفي صفات البروليتاريا عنهم.. أي تتضعضع الأسس الاقتصادية الاجتماعية التي بنت عليها الماركسية والأحزاب الاشتراكية نظريتها الثورية..

"لقد صاغ ماركس، مثلاً  "نظرية القيمة الزائدة على السلع من خلال العمل"، سيكون من المفيد ، ربما، وضع نظرية معلوماتية للقيمة. وأريد أن أقول هنا إننا نلاحظ بأن "عوامل الإنتاج" التقليدية ـ الأرض والعمل والرأسمال ـ من خصائصها المشتركة أنّها محدودة ونادرة. فإذا زرعت قمحاً في هكتار من الأرض يخصك، لا تستطيع أن تزرع في الوقت نفسه، هذا الهكتار نفسه. إذا استخدمت أنا عملك، أو رأسمالك، فلا تستطيع أن تستعملها أنت أيضاً في الوقت نفسه...
(أما فيما يخص المعلومات، فالأمر مختلف؛) عندما تستخدم إحدى المعلومات: أستطيع أنا أيضاً أن أستخدمها، ويمكن ذلك في نفس الوقت  أيضاً. وبالواقع، إذا استخدمناها نحن معاً، ستكون لنا فرص أفضل لصنع معلومات أكثر. نحن لا "نستهلك" المعلومات بالطريقة نفسها التي نستهلك فيها الموارد الأخرى. فالمعلومات بذاتها مولدة للمعلومات.
وهذا كاف لأن تنهار تلقائياً العقائد الاقتصادية الكلاسيكية".(23) 
هل هذا يعني الانتصار النهائي لليبرالية؟
الليبرالية على الصعيد الاقتصادي تعني السوق الحرة (وهل هناك في الواقع سوق حرة؟) . السوق هو" جهاز ضبط هائل، ميزته، على الأقل إلى درجة معينة أنّه يفصل ما بين السلطة الاقتصادية والسلطة السياسية. وهو أيضاً وسيلة لتوزيع مراكز اتخاذ القرارات ذات الطابع الاقتصادي". ولكن إلى إي مدى يستطيع ضبط نشاط وحركة الرساميل الناتجة عن النشاطات الإجرامية؟ إلى أي حد سيستطيع معالجة مشاكل المجتمع، كالبطالة، والجريمة، ومتطلبات المسنين، وتلوث البيئة وغيرها.. أي تطرح أسئلة جديدة على منظري الليبرالية، واقتصاد السوق، تحتاج إلى رؤية وتفكير جديدين..

وإذا عدنا إلى بحث المفاهيم التي تشكل حجر الزاوية في نظريات علم الاقتصاد السياسي، لوجدنا أنّ الملكية في عصر المعلومات تصبح مفهوماً مجرداً و"مضاعف التجريد ومفصولاً عن الواقع. فسهم في أي بي إم هو قطعة من الورق رمز موجود في رأس الناس ..
هنا يكمن التناقض الذي تحدثت عنه. كانت الملكية الخاصة سمة للرأسمالية، وها هي فجأة، هذه المادة الأساسية تنتقل من الرمزية إلى ما يتعدى الرمزية من المادة المحدودة إلى المادة اللامحدودة، وهذا ينفي مفهوم الملكية بالذات. هذه التي تتحدد بندرتها وماديتها".(24)
من كل ما تقدم يتبين أنّ الأزمة التي تعصف بالعالم، ليست اقتصادية وسياسية فقط: إنّها أيديولوجية.
العقائد الماركسية، والليبرالية تبدو أكثر فأكثر غير واقعية بقدر ما تتجاوز الأحداث صياغتنا النظرية بسرعة.
حول اللجوء إلى الماركسية لتشخيص بنية المجتمعات المتقدمة تكنولوجياً، يقول توفلر: "في نهاية الحرب العالمية الثانية أعلن الماركسيون بصوت مرتفع أنّ الولايات المتحدة كانت على شفير انهيار اقتصادي .. أما الذي حصل فقد كان بحبوحة الخمسينات.
الطبقة العاملة الأمريكية لم "تشهد تدهوراً في أوضاعها". الانقسامات الاجتماعية تبعاً للجنس والسن والعرق، بدت أكثر أهمية في الولايات المتحدة الأمريكية من التناقضات الطبقية، ومحاولة تفسيرها بتعابير الانقسام الطبقي يعني إخضاع الواقع للنظرية...
بدا لي بوضوح متزايد أنّ الماركسية أداة متخلفة تاريخياً ومشوهة في ما يتعلق في فهم واقع العالم المتقدم تكنولوجياً. واللجوء إليها لإجراء تشخيص لبنية المجتمعات المعاصرة تكنولوجياً كمن يستخدم المجهر العادي في عصر الميكروسكوب الإلكتروني.
ويتابع قائلاً: "الصراع الطبقي ليس سوى واحد من الضغوطات الأساسية في مجتمعنا. وتطوير نظرية كاملة للتاريخ انطلاقاً منه يعني أننا ندرس ظاهرة معقدة من خلال ثقب الباب."(25)

وهكذا يتبين تداخل العلاقة بين المنجزات التكنولوجية وعلم الاجتماع، وكمثال على صحة ذلك يرى توفلر الدور الذي لعبه علماء وبحاثة مشروع منهاتن في صناعة التاريخ عندما أنجزوا أول قنبلة نووية. ويقارن ذلك الدور بالفكرة الماركسية التي تقول إنّ الحركات الاجتماعية هي التي تصنع التاريخ، ليثبت أن الحياة البشرية أغنى منها.

كل ذلك يدل ، كما يقول توفلر، على أنّه حان الوقت لدراسة مجهرية (دقيقة) للمسلمات النظرية التي نتمسك بها بتصميم، ربما نكتشف يوماً أنّها لم تعد ملائمة للواقع الذي هو في طور الولادة، خاصة في عصر المعلومات.
السياسة في عصر المعلوماتية
من الضروري التمعن في التحليل، الذي يرى البعض بموجبه، أنّ أحد أسباب سقوط الاتحاد السوفيتي، نجم عن عجز حكومة السوفييت في الاستمرار في تضليل شعبها، في عصر المعلومات..
يفرض عصر المعلوماتية أموراً جديدة على المجتمعات البشرية، لا بد من أخذها بعين الاعتبار عند سن التوجهات السياسية لكل بلد، منها: تخطي الحواجز القومية ليس فقط عند نقل المعلومة والخبر، وإنما عند اتخاذ بعض القرارات التي تمس الحياة الاقتصادية، والشؤون الاجتماعية للدول، والحياة الخاصة بعصر الكمبيوتر، وغزارة المعلومات وسهولة الوصول إليها، وسرعة التغير، وحرية المعلومات.. وغيرها من المسائل التي تعزز الحاجة إلى الديموقراطية.
إذا أجرينا مقارنة بين البنى السياسية للمراحل الاجتماعية المختلفة، لوجدنا أنّه، "في المجتمعات الزراعية السابقة، كان عدد الأفراد المساهمين باتخاذ القرارات السياسية أو الاقتصادية الأساسية، ضئيلاً جداً. ويعلمنا التاريخ أنّه من النادر أن تسير الزراعة والديموقراطية جنباً إلى جنب. حتى في أثينا حيث كان، بشكل استثنائي التحالف بين الأولى والأخرى، فقد كانت الديموقراطية امتيازاً للنخبة، وتستند على استبعاد العدد الأكبر. فكل مجتمع من طراز زراعي هو بشكل عام تحت سيطرة طبقة قائدة أقلية إدارية، بشكل أو بآخر.
فالتصنيع هو الذي خلق ما نسميه بالديموقراطية. وموجة التصنيع تترافق مع ثورات وإصلاحات ديموقراطية متفجرة تصب كلها في توسيع المساهمة.
من المعروف أنّ إدارة المجتمع الصناعي، تحتاج إلى إعداد قرارات أكثر بكثير مما تتطلبه إدارة المجتمع ما قبل الصناعي، لم يعد ممكناً في المجتمع الصناعي بالنسبة للنخبة الصغيرة أن تتخذ كل القرارات التي تفرض ذاتها لتسيير المجتمع الجديد. وبدل نخبة محدودة، وراثية ومغلقة، رأينا تكوّن أنظمة أوسع بكثير، ومنفتحة لكي تتحمل العبء الأكثر فأكثر ثقلاً للقرار. وهنا يكمن المغزى العميق "للثورة الديموقراطية" غير المنفصلة عن الثورة الصناعية: إشراك عدد أكبر من الناس في عملية اتخاذ القرار.
إذا كانت تلك هي الحال في المراحل الزراعية والصناعية، فكيف ستكون في عصر المعلومات؟
 إنّ إدارة المجتمع في عصر المعلومات، تحتاج إلى إعداد قرارات أكثر مما يتطلبه المجتمع الصناعي، بمعنى أدق تحتاج إلى أوساط وقوى أوسع لاتخاذ القرار، وهذا الأمر يتطلب مزيداً من الديموقراطية..
من الملاحظ أنّ نفوذ طبقتي العمال والفلاحين في عصر المعلومات يقل.. "ثمة عوامل تؤثر بسياستنا المستقبلية: التزايد العددي للشغيلة الذهنيين، ونمو جديد وجنوني للشحنة القرارية، وثالثاً، الكمبيوتر".(26)
تزداد بنية المجتمع تنوعاً، وتعقيداً، وتمتاز بالتغير المستمر.. ولفهم آلية التطور داخل المجتمع علينا استخدام مناهج جديدة، تعد المعلومات أساسها.. فالمعلومات تتأثر بالسلطة وبالسياسة وتؤثر بها.. "المبدأ القديم كان يقول المعرفة هي السلطة، ولممارسة السلطة اليوم، نحن بحاجة لمعارف عن المعرفة".(27)
هناك علاقة عضوية ومتبادلة بين التنوع والتغيير في عصر المعلومات، والتغيير والتنوع شرطان ضروريان من شروط التطور في عصر المعلوماتية، ومن لا يقر بهما، سيبقى خارج هذا العصر..
التنوع يتغذى من ذاته، ويرفع باستمرار مستويات المعلومات التي يتطلبها النظام.
والتغيير ناجم عن ضرورة تحرك الأشياء بسرعة في هذا العصر.. بالتالي كل تنوع يؤدي على التغيير، والتغيير يفضي إلى التنوع..
انطلاقاً من هذه المعطيات علينا بناء سياستنا في عصر المعلومات..
في بعض البلدان يريدون الاستفادة من حسنات عصر المعلوماتية ، لكنهم لا يستطيعون فتح الأبواب للتنوع والحرية الحتمية لتطويره. "ولمحاولة حل هذا المأزق، اشترى السوفييت (على سبيل المثال) تكنولوجيا جديدة من الخارج، محاولة ساذجة تؤكد بأنّ الماركسيين يبالغون في تقدير العوامل المادية. فالتكنولوجيا غير قادرة هي وحدها على خلق عصر المعلومات. يتطلب اقتصاد عصر المعلومات، ثقافة عصر المعلومات، والكادر السياسي لعصر المعلومات".(28) إن لم تتحقق هذه الشروط، فلا دخول سليم إلى عصر المعلوماتية؛ وتبقى المهام التي تطرح: كالحكومة الالكترونية، وغيرها ذراً للرماد في العيون..

تبين التجربة أنّ للكمبيوتر وشبكة المعلومات انعكاسات متعددة على النظام السياسي. فإذا كانت الكومبيوترات الشديدة المركزة تعزز سلطة الدولة على الفرد، فالكمبيوترات غير الممركزة، يمكن أن تعزز بالمقابل سلطة الفرد.
مع ازدياد دور التكنولوجيا في حياة المجتمعات البشرية، ونمو نزعتي التنوع والتغيير فيها، تزداد أهمية التطوير في الحياة السياسية للمجتمعات.
في عصر المعلوماتية، تحصل ، على الصعيد الداخلي، إعادة توزيع عبء اتخاذ القرار ، لتعطى في بعض الحالات، المستويات الدنيا من التراتيبية سلطة قرارية أوسع. وعلى الصعيد الخارجي، تتداخل عوامل جديدة، تجعل بعض القرارات التي عرفت تاريخياً إنّها من اختصاص الدول، وعنوان سيادتها، تعتمد من قبل أجهزة وهيئات تتخطى الحدود القومية(29)..
أما فيما يخص دور المرأة في عصر المعلوماتية، فمن الجدير بالتنويه أنّه في هذا العصر يتم تدريجياً إدخال مجالات هامة في الاقتصاد تعتمد على القدرات الذهنية، وليس العضلية، مما يفتح الطريق واسعاً أمام مشاركة المرأة في النشاطات الاقتصادية والاجتماعية، ويزيل بعض المبررات التي كان البعض يتمترس وراءها للحط من دور المرأة في المجتمع..

الثقافة العربية وعصر المعلومات
إنّ حلول عصر المعلومات لا يعني انتهاء المشاكل والتحديات الماثلة أمام المجتمعات البشرية، بل يضيف إليها مهام جديدة، وإن أحسنت الاستفادة منه قد تساعد في معالجة بعض هذه التحديات. فالمهام الوطنية والقومية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية تبقى ماثلة أمام العرب، وبما أنّ جادة المعلومات تزيد من ترابط العالم، فهي دليل وبرهان جديدين على ضرورة التكامل العربي، هذا ما يضع مهاماً جديدة أمام المؤسسات الرسمية العربية، بما فيها جامعة الدول العربية ويفتح المجال أمام مؤسسات المجتمع المدني العربية أن تلعب دورها على كافة الأصعدة، وخاصة الثقافية.. في أجواء جادة المعلومات العالمية : informatics superhighway  
من البين أنّه لا يمكن الفصل بين الثقافة والمعلومات، ولما كانت تكنولوجيا المعلومات تشكل محوراً أساسياً من محاور التنمية، فللثقافة أيضاً دور هام في عملية التنمية الاجتماعية..
وأضاف عصر المعلومات تحديات جديدة أمام الثقافة، خاصة وأن البعض رأى في تكنولوجيا المعلومات نهاية لكثير من الركائز الثقافية، كنهاية المدرس، الميتافيزيقا، الذاكرة، والوسطاء..وغيرها.. وعلى الرغم من عدم موافقتنا لوجهة النظر هذه التي تعبر عن أحادية النظرة واختزالية الفكر.. فلا بد من التنويه، إلى أنّه في الوقت الذي يشرف فيه البعض على أقصى مدى من التطور، لدرجة يصفها بالنهايات، فإننا، نحن العرب، لم نبدأ بعد..
مع الأسف الشديد يترافق النجاح والتقدم التكنولوجي في العالم بشيء من الخواء الروحي، وهذا ما يضيف على منظومة الثقافة مهمة جديدة في كيفية التعامل مع هذه المعضلة لسد هذا الفراغ والفجوة الحاصلة بين التقدم التكنولوجي، والحياة الروحية، والقيم الأخلاقية للبشرية..
ومن التحديات المصيرية التي يطرحها عصر المعلوماتية، مسألة اللغة والمصطلح .. وظاهرة الانقراض اللغوي (حقوق الأقليات اللغوية)، الجميع يذكر محاولة الأمريكان فرض الأحرف اللاتينية على اليابانيين.. ومن المفيد في هذا المجال الاطلاع على الإحصائية التالية، التي تدل على سيطرة اللغة الإنكليزية على الإعلام العالمي؛ إذ تسيطر اللغة الإنكليزية على:
"65% من برامج الإذاعة ، 70% من الأفلام ، 90% من الوثائق المخزنة في الانترنت ، 85% من المكالمات الهاتفية الدولية".(30) 
ويدعم ذلك بثقافة الإعلام التي تسيطر عليها الاحتكارات الرأسمالية، إذ أنّ:
"4 وكالات أنباء عالمية تتحكم بـ 80% من فيض المعلومات
4 مجموعات إعلام رئيسية تتحكم في 90% من الصحف البريطانية
10% من شركات الإعلان الأمريكية تسيطر على 80% من إجمالي الإنفاق الإعلاني الأمريكي البالغ 250 مليار دولار".(31)

كيف يواجه العرب هذه التحديات المصيرية:
مع كل أسف لم يؤسس العرب حتى الآن مراكز البحوث والدراسات للتصدي لهذه التحديات بالشكل الصحيح،  ولا نستطيع، على سبيل المثال، أن نقدم إحصائية دقيقة حول ما أضيف إلى المعجم العربي، بشكل منهجي، من مصطلحات جديدة تواكب الثورة المعلوماتية..
ويتستر البعض وراء الخصوصية المفتعلة، ليس فقط لكبح أي تقدم عربي حضاري، بل وتصل الأمور ببعضهم تحريم الاستفادة من إنجازات الحضارة العالمية، ونذكر على سبيل المثال الشواهد التالية: " اعترض البعض على طباعة القرآن الكريم ، فكيف يسمح لاسم الجلالة أن يكتب بحبر الزفر.. عند بدء البث الإذاعي  اعترض بعض أهل الدين في مصر على إذاعة القرآن الكريم..  رفض عبد الناصر طلب حسن الهضيبي بإغلاق أبواب المسارح والسينما.. حرمت هوائيات البث الفضائي في بعض البلدان العربية، وأطلقت النار على الصحون اللاقطة في بعضها الآخر.."(32)

أما صورة العرب على شبكة الانترنت، فتعكسها فرق متنوعة، تختلف بطبيعة رسالتها وأهدافها بصورة كبيرة، من أبرزها: مؤسسات الصحف والإعلام الرسمية العربية ، مؤسسات الإعلام السياحية غرف التجارة، الدوريات الثقافية الصادرة باللغة الإنكليزية والعربية، المتاحف العالمية المالكة لمقتنيات إسلامية وعربية، مواقع شركات تطوير البرمجيات العربية، منافذ بيع الكتب والموسيقى، أقسام الإذاعات العربية في الإذاعات الأجنبية، أقسام دراسات اللغات ، مواقع الجامعات، والوزارات لبعض الدول العربية، أفراد أغلبهم مسلمون ينشرون مبادئ الإسلام، مواقع سياسية لأحزاب وتنظيمات وشخصيات مستقلة.. ومن الملاحظ الضعف الكبير لمواقع البحث العلمي العربي في شبكة الانترنت، وإدراج البحوث الدينية في الفقه والحديث والتفسير والفتاوى، بدلاً من البحث العلمي التقني..
وتبين الدراسة التحليلية لأغلب المواقع العربية على شبكة الانترنت، أنّها تتصف بالميزات التالية:  ـ الانغلاق والانعزالية (لا ينشر إلاّ للمقربين والمؤيدين..)،  رد الفعل والانفعالية،  خطاب ديني ذو طابع تصادمي، خطاب متناقض مع بعضه البعض، المعلومات المتداولة بالإنكليزية تتصف بصفة المترجم وليس المؤسسة، مازلنا بعيدين عن العمل المؤسساتي..
من كل ما تقدم يتبين أننا نحن العرب بحاجة إلى مراجعة شاملة لأمور حياتنا ، بما فيها الفكرية والثقافية:
علينا الإقرار بمحدودية الفكر القائل بأنّ "الإسلام دين ودنيا، وبناء على ذلك فهو يحتوي الثقافة بأسرها في عباءته، والدين كما يقول حسن حنفي ليس فقط نظاماً أخلاقياً، بل أيديولوجيا أيضاً، ونظاماً اقتصادياً اجتماعياً.."(33) وما نجم عن ذلك من دعوة لأسلمة العلوم،  وضع حواجز أمام العلم والثقافة العربية، وحرمها من مسارات وآفاق ضرورية للنمو والتطور،  ألا وهي مسألة التراكم: "لم يمارس الفكر النظري لدينا، بما فيه الديني، التراكم الذي مارسه الفكر الغربي، الذي تنقل بحرية من محورية الميتافيزيقا ومفهوم الألوهية، إلى محورية الإنسان، ومن عقل يسيطر عليه الدين إلى عقل يعلن انفصاله عنه".(34)
كما أننا لم نستفد بشكل صحيح من إنجازات العلوم الفكرية العالمية كوننا حاولنا قولبة الواقع وقسره لينسجم مع لأيديولوجيات الواردة من الخارج..
ولاستكمال تشكيل اللوحة البائسة للثقافة العربية نورد الإحصائية التالية:
جاء في إحصائيات نظمت في أواخر تسعينات القرن الماضي أنّ "العرب يترجمون سنوياً 300 كتاب ما يعادل خمس ما تترجمه اليونان، وترجموا منذ عصر المأمون 10 آلاف كتاب، أي ما يعادل ما تترجمه أسبانيا في عام".(35)

هل استطعنا استثمار منظومة تكنولوجيا المعلومات لتحسين حالنا؟
مع دخول المؤسسات التجارية والاقتصادية إلى جادة المعلومات في عصر المعلوماتية، عملت تلك المؤسسات إلى إضفاء طابع السلعة التجارية إلى المنتج الثقافي والإبداعي لتتحول المؤسسات الثقافية إلى نمط إنتاجي ينافس الصناعة، ويدخل معها في منافسة، مقياسها الربح والخسارة..
" تقوم صناعة الثقافة على ثلاثة مقومات رئيسية هي:
ـ المحتوى content الذي يمثل مواد التصنيع المعلوماتي،
ـ معالجة المعلومات التي تمثل أدوات الإنتاج،
ـ شبكات الاتصال التي تمثل قنوات التوزيع..
علينا أن نضع نصب أعيننا أنّ أهم مقوم في تلك الثلاثية هو ذلك الخاص بالمحتوى، والذي يعني في حالتنا موارد تراثنا الرمزي، من نصوص وموسيقى وأفلام، وقواعد بيانات، وكذلك الطاقات الإبداعية الخلاقة القادرة على إبداع المحتوى الجديد."(36)
 ولإبراز أهمية عنصر المحتوى نورد في الجدول التالي مدى مساهمته في إجمالي الدخل لصناعة المعلومات في كل من الولايات المتحدة الأمريكية، ومجموعة دول السوق الأوروبية المشتركة، كما أورده تقرير اليونسكو السنوي عن المعلومات العام 1998 وفقاً لأرقام 1994 (مليار دولار)(37)
قطاع صناعة المعلومات            المجموعة الأوروبية        الولايات المتحدة
محتوى المعلومات                    186 (34%)             255 (45%)
توزيع المعلومات                     165 (30%)             160 (28%)
معالجة المعلومات                    193 ( 36%)            151 (27%)
المجموع الكلي                       544                           566 
ترى كم تقدم صناعة الثقافة من واردات للشعوب العربية؟

من كل ما تقدم تتبين جسامة التحديات المنتصبة أمام الثقافة العربية في عصر المعلومات.. والخطوات الوجلة الخجولة التي يحاول العرب أن يخطوها.. وإذا أردنا البحث في أسباب هذا القصور، والسبيل السليم للسير في طريق الحضارة ولكي نجد لأمتنا مكاناً في عصر المعلوماتية، نجد من الضرورة بمكان إعادة بناء العلاقة السليمة بين منظومة الثقافة ومنظومة السياسية: آخذين بعين الاعتبار أن من أبرز ملامح العلاقة الثقافية المعلوماتية إعادة طرح المفاهيم الأساسية للديموقراطية والعدالة الاجتماعية وحماية الخصوصية الفردية.
ومن المفيد والضروري الاستفادة، كما نوهنا سابقاً من مختلف المؤسسات الخاصة والرسمية العربية، ومؤسسات المجتمع المدني ، لتضافر الجهود في هذا المجال، ومن بينها دور جامعة الدول العربية.
جامعة الدول العربية وعصر المعلوماتية:
ننوه في هذا المجال إلى المؤتمر الذي عقد في القاهرة في الفترة ما بين 18/19 آذار /مارس 2001  تحت عنوان "تقانة المعلومات والاتصالات البعيدة في الوطن العربي"، اهتم المشاركون بما يلي:
ـ التنسيق والتمويل والسيطرة في القطاع العام: تعهد المنظمون بتأسيس صندوق عربي لتقانة المعلومات، ومنتدى عربي لتقانة المعلومات..
ـ اقترح وزير الخارجية المصري السابق عمرو موسى تأسيس مجلس الوزراء العرب للمعلومات والاتصالات البعيدة..
ـ شعر بعض المشاركين بالقلق بسبب انهيار شركات الانترنت والانخفاض الكبير لأسهم ناسداك..
ـ تأسيس صلات وارتباطات بين منظمي المشاريع في تقانة المعلومات".(38)
ونؤكد على ضرورة وضع القرارات موضع التنفيذ، وفي نفس الوقت فسح المجال للمؤسسات العربية الخاصة، ولمؤسسات المجتمع المدني في الدول العربية أن تأخذ دورها في هذا المجال الذي يحتاج إلى تضافر جهود الجميع، ولا يمكن لأية جهة رسمية بمفردها أن تواجه التحديات الجمة الناجمة عنه.

عصر المعلومات والعولمة:
العولمة مسألة قديمة في التاريخ البشري.. في عصر المعلوماتية تأخذ مناح واتجاهات جديدة، وتكتسب قوى وأبعاد إضافية..
ـ للعولمة محركان: (حسب رأي رئيس وزراء هولندا الأسبق روند لوبرز) هما:
1 ـ الابتكار التكنولوجي في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أساساً.
2 ـ سيطرة الليبرالية الجديدة، ويقصد بها انتصار أيديولوجيا اقتصاد السوق الحر والنمط الاستهلاكي وإعلام الترفيه والخصخصة.. وتقدم الديموقراطية في هذا الإطار كتوأم لاقتصاد السوق الحر ..
علينا الانتباه إلى التكتلات الجديدة التي تقود إليها الثورة المعلوماتية في عصر العولمة.
من هذه التكتلات ما يسمى بالسوق الشرق ـ أوسطية التي يخطط لها في منطقتنا.. من الضروري الانتباه إلى أنّ الخطة الشرق أوسطية لتقسيم العمل بين العرب وإسرائيل، في عصر العولمة، تبنى على أسس متعددة الجوانب، وأهمها:
ـ ضمان التفوق التقني لإسرائيل، التي ستختص بالصناعات التكنولوجية المتقدمة، والعرب بالصناعات القذرة الملوثة للبيئة.. في إطار رباعية: النفط السعودي، اليد العاملة المصرية، المياه التركية، والعقول الإسرائيلية..
ـ امتياز إسرائيل بين مراكز البحوث العلمية المتقدمة دولياً.. (المرتبة الثانية ، بعد اليابان من حيث عدد العلماء)
ـ تقترح إسرائيل على منظمة الوحدة الأوروبية تطوير نظم الترجمة الآلية من لغات دول السوق إلى العربية ..
ـ تقوم استرتيجية شركة ماكرو سوفت الشرق ـ أوسطية على ضم اللغتين العربية والعبرية تحت إدارة واحدة..
ـ معظم الشركات العالمية الرائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات لها تمثيل قوي داخل الكيان الإسرائيلي ، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر : شركة آي. بي. إم. رائدة صناعة الهارد وير (العتاد) ، وشركة إنتل رائدة صناعة الشرائح الإلكترونية عالمياً، وشركة مايكروسوفت رائدة صناعة البرمجيات عالمياً وشركة جي. تي. إي. من كبرى شركات الاتصالات في العالم.
ـ تتحرش إسرائيل بالثقافة العربية والإسلامية عبر الانترنت، ولديها نية لتشويه تراثنا الثقافي البعيد والقريب.. مثال الممثلين والجنس والتكنولوجيا
                          *   *  *
تأخذ العولمة في المجال الاقتصادي العام في عصر المعلوماتية، التي تسيطر عليها الاحتكارات الرأسمالية العالمية، طابعاً أحادي الجانب، مهمته الربح، ضارباً عرض الحائط بكل القيم الاجتماعية والثقافية، والأخلاقية والبيئية.. فينشأ ، كما يقال، "اقتصاد معصوب العينين حين جعل من مصير البشرية لعبة تتقاذفها أياديه الخفية وتقلبات أسواقه وقصر نظر استراتيجياته وتكتيكاته".
كما ينبه بعض الباحثين من أنّ العولمة في عصر المعلوماتية تقود إلى تقليص حجم الحكومات وتحجيم سلطاتها نتيجة التوسع في الخصخصة، وزيادة مشاركة المنظمات غير الحكومية في صنع القرار؛ منوهين إلى أنّ ذلك قد يؤدي إلى تآكل سيادة الدولة إلى أن تصبح عاجزة عن الوفاء بالتزامات العقد الاجتماعي تجاه مواطنيها... ولتجد تلك الدول نفسها وقد تحولت من راعية لمصالح هؤلاء المواطنين إلى حارسة لليبرالية السوق الجديدة، حامية لرأس المال الخارجي والمحلي. وتترك شعوبها تحت رحمة القطاع الخاص والشركات المتعدية الجنسية، والمنظمات الدولية، وعلى رأسها منظمة التجارة العالمية. (39)
وفي المقابل هناك وجهة نظر تقول بأنّ تضخيم حكوماتنا سيفضي بالضرورة إلى مزيد من تدهور الأداء الديموقراطي، ناهيك عن البيروقراطية والفساد..
بالتالي نحن بحاجة إلى نظرة وممارسة متوازنة، قابلة للمراجعة الدورية، ضمن آليات ديموقراطية تحفظ للوطن والمواطن كرامته..

يقول الدكتور الباحث نبيل علي: "لقد ارتكبت حضارة العصر تلك الخطايا التي حذرنا منها المهاتما غاندي : سياسة بلا مبادئ، وتجارة بلا أخلاق، وثروة بلا عمل ، وتعليم بلا تربية، وعلم بلا ضمير، وعبادة بلا تضحية، وها نحن نطأ الألفية الثالثة، وخمس بالغينا من الأميين، ونصف صغارنا محرومين من المدارس، وأربعة أخماس عمالتنا مهددة بالبطالة.. والبؤساء والضعفاء يتحملون مزيداً من البؤس والقهر انتظاراً لغد ذهبي قادم مع هيمنة سلطة قوانين السوق"(40)..
ما الموقف من هذه التحديات؟ وما الموقف من مسألة العولمة؟ في عصر المعلوماتية؟
هل نرفضها، ونتقوقع على ذاتنا؟
أم تقع على عاتقنا مسؤولية العيش في ظل ما تفرض من قيود وما تتيحه من فرص..
إن هذه المسيرة ماضية سواء اعترفنا بها أم لم نعترف.. والأفضل أن نتعرف على جوانبها ومخاطرها، والاستعداد لتجنب المخاطر والاستفادة من المنجزات الإنسانية.
هناك جانب هام لم نتحدث فيه، ألا وهو الحب في عصر المعلوماتية.
أعتقد أنّ هذا الجانب هام وممتع، ولأهميته وجماله يحتاج إلى بحث مستقل، وسأكتفي بإيراد قصة حب واحدة، استثمرت تقنية المعلوماتية:
أغرمت موظفة كومبيوتر في أحد البنوك في مدينة سياتل  بصديق مستور الحال. من شدة حبها لصديقها، ورغبة منها في الزواج السريع، والحياة في بحبوحة، دخلت إلى حسابات البنك، من خلال الكومبيوتر الذي تعمل عليه، وأجرت عمليات بسيطة، مستفيدة من إنجازات عصر المعلوماتية، فحولت إلى رصيد صديقها مبالغ كبيرة.
بعد فترة وجيزة، اكتشف متيمة عصر المعلوماتية، أنّ صديقها هرب والمبلغ الكبير مع خليلة جديدة، إلى منتجعات فردوسية..
آمل أن لا تصل علاقة العرب بعصر المعلوماتية، إلى المآل الذي وصلت إليه تلك المتيمة..
الهوامش، والمصادر
(1) الدكتور السيد نصر الدين السيد ـ  كتاب العربي ـ 15/4/2000 وزارة الإعلام ـ الكويت ـ ص26
(2) نفس المصدر ص 19
(3) بيل غيتس ـ طريق المستقبل ـ ترجمة: عبد السلام رضوان ـ سلسلة عالم المعرفة 1998 ـ الكويت ـ ص60
(4) نفس المصدر ، ص38
(5) نفس المصدر ، ص125
(6) عادل ريان مجمد ـ  كتاب العربي 15/نيسان ـ أبريل 2000 الكويت ص100
(7) بيل غيتس ـ طريق المستقبل ـ ترجمة: عبد السلام رضوان ـ سلسلة عالم المعرفة 1998 ـ الكويت ، ص164
(8) د. نبيل علي ـ الثقافة العربية وعصر المعلومات ـ سلسلة عالم المعرفة 2001 الكويت، ص99
(9)  أنطون بطرس ـ كتاب العربي 15/نيسان ـ أبريل 2000 الكويت ص192
(10) بيل غيتس ـ طريق المستقبل ـ ترجمة: عبد السلام رضوان ـ سلسلة عالم المعرفة 1998 ـ الكويت ، ص114
(11) بيل غيتس ـ طريق المستقبل ـ ترجمة: عبد السلام رضوان ـ سلسلة عالم المعرفة 1998 ـ الكويت ، ص41
(12)  الفن توفلر ـ وعود المستقبل ـ  تعريب فارس غصوب ـ دار المروج ـ بيروت ـ 1986 ص16
(13) أنطون بطرس ـ كتاب العربي أبريل/نيسان 2000 ـ الكويت ، ص114
(14) د. نبيل علي ـ الثقافة العربية وعصر المعلومات ـ سلسلة عالم المعرفة 2001 الكويت، ص24
(15) أنطون بطرس ـ كتاب العربي أبريل/نيسان 2000 ـ الكويت ، ص118
(16) نفس المصدر ، ص120
(17) ) بيل غيتس ـ طريق المستقبل ـ ترجمة: عبد السلام رضوان ـ سلسلة عالم المعرفة 1998 ـ الكويت ، ص266
(18) أنطوان زحلان ـ تقانة المعلومات ـ مجلة المستقبل العربي العدد 7/2001 ص24
(19) Paul Betts and Brain Groom, (Industry Urges Faster EU Reform" Financial Times 20/3/2001) و مجلة المستقبل العربي العدد 7/2001
(20) Peter Norman, (Stokholm or Bust..) Financial times, 22/3/2001  و مجلة المستقبل العربي العدد 7/2001
(21) أنطوان زحلان ـ تقانة المعلومات ـ مجلة المستقبل العربي العدد 7/2001 ص23
(22)  الفن توفلر ـ وعود المستقبل ـ  تعريب فارس غصوب ـ دار المروج ـ بيروت ـ 1986 ص19
(23) نفس المصدر ، ص27
(24) نفس المصدر ، ص 112
(25) نفس المصدر ، ص204
(26) نفس المصدر ، ص126
(27) نفس المصدر ص 117
(28) نفس المصدر ص 108
(29) نفس المصدر ، ص 107
(30) د. نبيل علي ـ الثقافة العربية وعصر المعلومات ـ سلسلة عالم المعرفة 2001 الكويت، ص273
(31) نفس المصدر ، ص 354
(32) نفس المصدر ، ص413
(33) Hanafi  Hassan , 1995 , Islam in The Modern World , The Anglo – Egyptian Bookshop , Cairo
(34) د. نبيل علي ـ الثقافة العربية وعصر المعلومات ـ سلسلة عالم المعرفة 2001 الكويت، ص426
(35) نفس المصدر ، ص36
(36) نفس المصدر ، ص96
(37) UNESCO , 1997 , World Information report 97/98 , Unesco Publications , France
(38) طارق عطية "انتظار الثورة" الأهرام الأسبوعي (22 آذار /مارس2001
(39) د. نبيل علي ـ الثقافة العربية وعصر المعلومات ـ سلسلة عالم المعرفة 2001 الكويت، ص44
(40) نفس المصدر ، ص401

 

**********************

طرطوس 8/11/2003

نص المحاضرة التي ألقيت في المركز الثقافي بطرطوس
بدعوة من:
فرع طرطوس لنقابة المهندسين
فرع طرطوس لاتحاد الكتاب العرب
بتاريخ: الاثنين 8/12/2003

          



#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصر المعلوماتية
- الحوار المتمدن عنوان الأممية الحرة
- من متطلبات الدخول السليم في عصر المعلوماتية
- قانون الأحزاب السياسية من وسائل الإصلاح السياسي الديموقراطي
- مشكلة العرب والمسلمين ليست مع اليهود كيهود
- مصير العملاء السريين
- العلم عند العرب بين النهوض والتعثر
- إذا أردتم تحرير المرأة ، فابنوا مجتمعات على أسس متحضرة
- هل استكملت الأنظمة العربية عملية بناء الدولة القابلة على الب ...
- هل هناك من يريد ويعمل على البحث عن مطبات تعرقل الإصلاح؟
- المصلحة الوطنية تقتضي منع محاكمة من يتوجه لحضور محاضرة!
- الأنظمة الديموقراطية الشعبية المتكلسة ديموقراطية المظهر، ديك ...
- الديموقراطية في دولة الحق والقانون وسيلة ضرورية للتطور ومواج ...
- في أسباب انتشار الفكر الغيبي ـ أساليب الحكم وفق قوانين الطوا ...
- يوم كئيب في تاريخ الصحافة السورية
- في آلية الصراع داخل الأحزاب السياسية في البلدان العربية ـ ال ...
- في حقيقة المعارضة في المجتمعات البشرية
- لا تدعوا هذا الصوت يخبو
- كل إصلاح اقتصادي وإداري لا يترافق مع الإصلاح الفكري والسياسي ...
- الإصلاح السياسي الديموقراطي مطلب وطني عام ، وليس مطلب شخصيات ...


المزيد.....




- Vivo تطلق ساعة مميزة يمكنها الاتصال بالشبكات الخلوية
- فوائد تناول الأسماك الزيتية للصحة
- رائدا فضاء روسيان ينفذان مهمة خارج محطة الفضاء الدولية
- يا لولو يا لولو في نونو .. تردد قناة وناسة كيدز Wanasah 2024 ...
- كرواتيا تستقبل أول دفعة من مقاتلات -رافال- الفرنسية بالمياه ...
- لولو صارت شرطية.. تردد قناة وناسه بيبي الجديدة 2024 على جميع ...
- الشاي السيرلانكي مقابل التكنولوجيا الايرانية
- هل تنتقل المواجهات النووية إلى الفضاء؟.. وما خطورة نظام النب ...
- شاهد: ارتفاع قياسي في مستويات المياه تزامنًا مع فيضانات تضرب ...
- ريابكوف: روسيا تعد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يدعو لمنع س ...


المزيد.....

- التصدي للاستبداد الرقمي / مرزوق الحلالي
- الغبار الذكي: نظرة عامة كاملة وآثاره المستقبلية / محمد عبد الكريم يوسف
- تقنية النانو والهندسة الإلكترونية / زهير الخويلدي
- تطورات الذكاء الاصطناعي / زهير الخويلدي
- تطور الذكاء الاصطناعي بين الرمزي والعرفاني والعصبي / زهير الخويلدي
- اهلا بالعالم .. من وحي البرمجة / ياسر بامطرف
- مهارات الانترنت / حسن هادي الزيادي
- أدوات وممارسات للأمان الرقمي / الاشتراكيون الثوريون
- الانترنت منظومة عصبية لكوكب الارض / هشام محمد الحرك
- ذاكرة الكمبيوتر / معتز عمر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - تقنية المعلمومات و الكومبيوتر - شاهر أحمد نصر - عصر المعلوماتية 2-2