أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - يوسف المحمداوي - لارصاص في البندقية














المزيد.....

لارصاص في البندقية


يوسف المحمداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2296 - 2008 / 5 / 29 - 10:17
المحور: المجتمع المدني
    


لم يدر في خلدي يوماً من الايام ان تطأ قدماي مدينة فينيسيا التي عرفناها من ”رحلة “ الثانوية من تاجرها، وبعد فراق دام لساعات عن العراق وعن التدخين هبطت بنا الطائرة في مطار روما علماً انها المرة الاولى في حياتي التي اسافر فيها خارج العراق، استثمرت فترة انتظار وصول الحقائب في الصالة وجلست على كرسي ضمن مربع من الكراسي المحاطة بشريط ورقي ولكني تفاجأت بشرطية طليانية وهي تأمرني بترك المكان، لم ادرك السبب الا حين انقذني الصديق الدكتور عبد الحسين الهنداوي وهو يقول لي ضاحكاً “ يوسف هذا سجن المطار! “ تذكرت حينها محاجر الامن العامة وسجن ابي غريب والغرف الحمراء في الحاكمية وقلت مع نفسي ”والله عدالة “ توجهنا بعدها على متن طائرة الى اقليم فينيتو فجلس على يميني فتى وفتاة ما ان اقلعت الطائرة حتى اقلع معها وعيي وهما يتصرفان بحرية تامة جعلت عيني “تتبسمران“ مع فضولي على مقعدي استرخائهما، لكن الدكتور العزيز ابراهيم بحر العلوم لاحظ ذلك وقال لي بحيائه المعهود ”ان تحديقك فيهما يعد تدخلاً في الشؤون الخاصة لهما “ فأمتثلت مجبراً مردداً مع نفسي سيغدرونني حتماً لو عرفوا اني من بلد اصبح فيه اسياد الفتنة يحرمون ”الزلاطة “ لأنها عملية تلاقح بين الفحل ”خيار “ والانثى “”طماطم “ وهذا لا يجوز حسب شريعتهم. اول ما لفت انتباهي حين وصلنا اقليم فينيتو ثلاثة اعلام تزين واجهة بناية المطار فعرفت بأن العلم الأول هو علم الأتحاد الأوروبي وفي الوسط علم ايطاليا والثالث علم الأقليم فأبتسمت مع نفسي وأنا استذكر الضجة السياسية التي حدثت بين الكتل بشأن مسألة العلم العراقي حين اشترط اقليم كردستان تغييره لكي يرفع مع علم الأقليم. حملنا حقائبنا وصعدنا في مراكب جميلة نحو البندقية سرنا في وسط تلك المياه التي يعدونها اهواراً وكان المميز فيها جذوعا للشجر مرقمة وعلى كل جذع سنونو لا يفارقه ولكن لا أثر للبردي ولا للطيور والاسماك والحيوانات النادرة التي كانت تملأ اهوارنا قبل ان تقوم بتجفيفها احقاد الطاغية متذكراً السومري وهو يهتدي ”ببلمه “ بين كثافة البردي بدلالة الفطرة لا بدلالة الاشجار المرقمة، وما اثلج صدري كلمة صاحب الدعوة السيد بختيار امين رئيس منظمة لاسلام بدون عدالة وزير حقوق الانسان الاسبق حين خاطب المسؤولين الايطاليين بوطنية عراقية خالصة ”لدينا في العراق اهوار طبيعية وليست اصطناعية حبانا الله بها وهي اجمل من فينيسيا بطبيعتها الخلابة وسنعمل على اعادتها الى سابق عهدها وستكون أجمل مواقع الدنيا سياحياً “.. دخلنا فندق ”امبابا “ عند الساعة الخامسة مساء وهذا الفندق يقع مباشرة على كورنيش البندقية مباشرة وهو عبارة عن حدائق تتوزع بينها اجنحة الفندق التي تستقبل غرفها عطور تلك الأزهار والاشجار الملونة، وعند العشاء كانت موائد الطعام تمتلئ بالشموع الكبيرة والصغيرة وحين نهضنا لنتناول العشاء كان بقربي الصديق الدكتور لؤي الغضبان فقلت له بتهكم ”الجماعة يعرفون راح تطفه الوطنية لذلك اوقدوا الشموع “. فضحكنا بمرارة وأنا أردد مع السياب حتى الظلام هناك اجمل فهو يحتضن العراق.



#يوسف_المحمداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوية النقابة
- ناي مبحوح
- قناة الحرة
- هزيمة آدم
- موطني
- طعام مليوني
- الاستحقاق الثقافي
- الحل عند بوذا !!
- بانتظار فتن أخرى !
- امرأة... ونواب
- برجوازية ليل غيلان في عرس الماي
- فليحترق القميص
- إجازة سعيدة
- قل وافعل
- السيادة حسب النائب
- برلمانيات


المزيد.....




- شاهد..إضرام متطرفين إسرائيليين النار بمحيط الأونروا
- الأونروا- تغلق مكاتبها في القدس الشرقية بعدما حاول إسرائيليو ...
- مصاعب جمة يعانيها مرضى السرطان النازحين إلى القضارف السوداني ...
- طلاب وناشطون يتظاهرون قرب جامعة جورج واشنطن دعما لغزة
- الخارجية الفلسطينية: اعتداء المستوطنين على مقرات الأونروا في ...
- أونروا: ارتفاع عدد النازحين من رفح مع اشتداد القصف الإسرائيل ...
- حماس تدين التنكيل بالأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل
- الأونروا تغلق مقرها بالقدس بعد إضرام مستوطنين إسرائيليين الن ...
- الجمعية العامة في الأمم المتحدة تصوت اليوم بشأن منح دولة فلس ...
- خارجية فلسطين تدين اعتداء المستوطنين على مقرات -الأونروا- با ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - يوسف المحمداوي - لارصاص في البندقية