أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - اياد محسن - الصحوة السياسية والخروج من النفق الطائفي














المزيد.....

الصحوة السياسية والخروج من النفق الطائفي


اياد محسن

الحوار المتمدن-العدد: 2286 - 2008 / 5 / 19 - 10:50
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يبدو إننا شعب لا يريد أن يدرك أن التفكير بالمصلحة الفردية والوطنية ليست جريمة تعاقب عليها الشرائع السماوية وان السعي لتحقيق المنفعة الإنسانية ليس ذنبا أو خطيئة توجب العقاب الشرعي... لا نريد أن ندرك ذلك نحن ...وسياسيونا يحاولون إبقائنا ندور في حلقة الجهل المفرغة موجهين أذهاننا للتفكير بالمصالح الغيبية الدينية للمذاهب التي ننتمي إليها والتي لا تحفظ إلا مصالحهم السياسية ومنافعهم الشخصية وتدفعنا بطبيعة الحال إلى أن نسكن بيوت خربة آيلة للسقوط وان لا نحظى بنظام صحي وتعليمي جيد في حين تدفعهم في الجانب الآخر إلى شراء بيوت وعمارات في دبي ولندن وبرلين وتجعل من أبنائهم ابناءا للمترفين في حين يبقى أبناءنا دافعي ضريبة بقاء أبناء المترفين في النعيم دما وفقرا ...
لا نريد أن ندرك ما يجب أن يدركه العقلاء ولأجل ذلك تأسس البناء السياسي للمجتمع على أسس طائفية ضيقة ولم يكن أساسه وطني يشمل مصلحة جميع من يستظل بمضلة هذا الوطن ويعيش على أرضه .
الكثير من شرائح المجتمع انقادت وراء البرامج الحزبية دون قراءة أو تمعن من اجل حكم الطائفة أو القومية وكان نتيجة طبيعية أن تخسر هذه الشرائح فرص الارتقاء بوضعها المعيشي وهذا الكلام ينطبق على جميع شرائح المجتمع واخص منها بالذكر شريحة المعلمين الذين صاروا مضربا للأمثال في بؤسهم وفقرهم وموطنا للعطف والشفقة حتى إن الطالب الصغير وهو يرى أستاذه فقيرا معدما يتمنى لمستقبله أي شيء إلا أن يكون معلما كالأستاذ الذي يراه !!! .
باعتبار هذه الشريحة تعيش الواقع العراقي فان أصواتها الانتخابية رغم أهميتها لم تحقق لها شيء يذكر على ارض الواقع لأنها تشتتت وتبعثرت بين الكتل والأحزاب الطائفية والقومية التي لم يفكر أي منها بهذه الشريحة ولم يقدم أي منها لصانعي أجيال المستقبل منجزا يستحق الذكر , بل ضلت هذه الشريحة تطالب بزيادة رواتبها أسوة بمعلمي إقليم كردستان ومارست في سبيل تحقيق ذلك الإضراب تلو الآخر لتحقيق مطالبها .
وفي الفترة الأخيرة شاهدنا مجموعة من المعلمين والمدرسين يعلنون عن تشكيل كيان سياسي يمثل هذه الشريحة ويدافع عن مصالحها ويسعى إلى تحقيق بعض المنجزات التي عجزوا عن تحقيقها في السابق وفي الحقيقة فان تشكيل مثل هذا التجمع يمثل صحوة في العمل السياسي وخطوة في طريق التصحيح وهو إنما يدل على إن أبناء المجتمع العراقي بدئوا باستيعاب الدرس وراحوا يخرجون من التخندقات المذهبية إلى العمل السياسي المبني على أساس تحقيق المصالح المشروعة وبذلك يمكن أن يجتمع المدرسون والمعلمون المنحدرين من مذاهب ومرجعيات دينية مختلفة وراء مشروع سياسي واحد يلبي طموحاتهم المشتركة وكذلك يمكن أن نكون أمام حالة من الانسجام الوطني بين الأبناء حيث الاندماج والابتعاد عن الأجندة الطائفية التي تحركها قوى من خارج الحدود , هذه الصحوة السياسية يمكن أن يتسع مداها لتشمل شرائح أخرى كالمهندسين والمحامين والأطباء ويمكن أن يتشكل كيان سياسي يمثل جميع الشرائح يهدف إلى بناء مشروع وطني ويسعى لتحقيق مصلحة المنضوين تحت لواءه بتشريعات قانونية متفق عليها .
إلا إن ما يمكن أن يعيق عمل مثل هذه الكتل السياسية هو إن مشروعها قد ينحصر بتحقيق مصلحة شريحة ويكون عاجزا عن وضع استراتيجيات لبناء الدولة وإيجاد حلول للمشاكل المختلفة وبالتالي عدم حصوله على غطاء شعبي كافي يمكنه من الاستمرار في المنافسة السياسية , كذلك فان من أهم المشاكل التي تواجه مثل هذه التشكيل هي مشكلة الدعم المادي وكيفية الحصول عليه خصوصا وان نجاح أي عمل سياسي يتوقف على مثل هذا الدعم الذي يمكن من خلاله إنشاء المكاتب في المحافظات وتغطية تكاليف الحملات الانتخابية وتوفير كافة متطلبات الاستمرار والنجاح وهذا ما يدفع الكثير من الأحزاب الناشئة إلى اللجوء إلى الدول الأجنبية للحصول على هذا الدعم الذي لن يكون مجانيا وتكون ضريبة الحصول عليه كبيرة قد تصل إلى التخلي عن الكثير من الثوابت الوطنية والانزلاق إلى مرحلة العمالة حين يكون الحزب أداة مستخدمة من قبل الدول الداعمة كما يحصل مع الكثير من الكتل والأحزاب الفاعلة في الساحة العراقية .
جميل أن يجمع الاختصاص والمصلحة المشتركة أبناء الشعب العراقي , وجميل أن يفكر المعلمون والمدرسون بالخوض في المجال السياسي ومنافسة لاعبين كبار كي لا تقتصر العملية على نخب سياسية معينة وكي تشعر بقية الكتل بوجود المنافسة والسعي بالتالي لتحقيق الأفضل .
في العديد من الدول الأوربية لا يوجد أكثر من حزبين أو ثلاثة يتنافسون في المعركة الانتخابية ويكون احد هذه الأحزاب ممثلا للعمال باعتبارهم الشريحة المهمة والواسعة في المجتمع مما يجعل منهم رقما صعبا يصعب تجاوزه في عملية صناعة القرار في هذه البلدان ويبدوا أن المجتمع العراقي يتجه نحو تصحيح المسار السياسي عن طريق رفض العمل الحزبي المتخندق طائفيا من خلال ظهور البدائل التي تمثل ضوء في نهاية النفق الطائفي ذلك النفق الذي خسرنا ونحن نسير فيه الملايين من أبناء هذا الشعب .



#اياد_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبل المشنقة بانتظار المزيد
- حكومة المالكي تراجع وانكار للحقائق
- بلال ... الغائب الابرز عن المشهد العراقي
- في ضوء اتفاقيتها مع المانيا واليابان افاق التعاون والصداقة ب ...
- جبهة التوافق .. مواقف وطنية ام مصالح شخصية ؟؟
- العراق دولة دينية ام مدنية ؟؟ .. ام دولة متارجحة ؟؟
- لمن هذه الجنازة؟؟
- قمة العرب (قمة الهرب)


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - اياد محسن - الصحوة السياسية والخروج من النفق الطائفي