أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اياد محسن - جبهة التوافق .. مواقف وطنية ام مصالح شخصية ؟؟














المزيد.....

جبهة التوافق .. مواقف وطنية ام مصالح شخصية ؟؟


اياد محسن

الحوار المتمدن-العدد: 2257 - 2008 / 4 / 20 - 05:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السياسة فن الممكن ... وهي لعبة الوصول إلى إدارة البلد للحصول على اكبر قدر من المكاسب, وان اقترنت بشرف المواطنة فقد تذهب لتحقيق مصلحة الجماهير والعبور بهم إلى ضفة آمنة حيث يكون النهار هادئا والليل أمنا والسماء مفعمة بهواء نقي خال من رائحة البارود ...

قد تكون السياسة معركة للعقل أمام العقل المختلف وللرأي أمام الرأي الآخر وقد تحتمل الكر والفر وربما تذهب بعيدا إلى تقديم تنازلات أو تحقيق اكبر قدر من المكتسبات ... السياسة ساحة لفن أو للعبة أو لمعركة تتبارى فيها الكتل والأحزاب ببرامج متنوعة ..وحول هذه الساحة تقف جماهير الناخبين كل يتطلع لفارسة السياسي وهو يتبارى ويبذل الجهد من اجل تحقيق الأمل ..
في العراق ولان الوضع كان مرتبك وتشوبه الضبابية والغموض ارتبكت الكثير من المكونات وهي تمارس دورها السياسي وتتعامل مع الوضع الجديد وأكثر الجهات المرتبكة كانت تلك التي تمثل العرب السنة باعتبارهم مكون أساسي وركن من أركان البيت العراقي .
في بادئ الأمر اختار الجزء الأكبر من هذا المكون طريق المقاومة المسلحة هوية له في حين رأى الجزء الأصغر في جانب المقاومة السياسية وسيلة لتحقيق مصلحة المكون وللمساهمة في بناء البلد واستعادة السيادة , وبسبب ظروف كثيرة معروفة لدى الجميع كان الأداء السياسي لهذا المكون ضعيف وتلاشى صوته أمام أصوات الهاونات والمفخخات وكان نتيجة ذلك أن وضع الدستور وانتخبت الجمعية الوطنية وراحت القافلة السياسية تسير دون أن تستطيع المقاومة المسلحة إيقافها , مما اشعر القائمين على إدارة شؤون هذا المكون بخطورة استمرار مثل هذا الوضع خصوصا مع اقتراب الانتخابات وتشكيل مجلس نواب واختيار حكومة لأربع سنوات,إذ الوضع ينذر بنتائج خطيرة قد لا يمكن تداركها مستقبلا مما حدا بأبناء المكون السني إلى تشكيل جبهة موحدة سميت بجبهة التوافق العراقية .
بدئت الجبهة عملها بالتشكيك في نتائج الانتخابات ومن ثم الاشتراك بالحكومة وكانت تنحى في عملها باتجاهين مختلفين احدهما ميداني واقعي من خلال وزرائها والأخر سياسي وأعلامي من خلال ممثليها في مجالس الجمهورية والنواب والوزراء الذين كانت تصدر منهم استغاثات مستمرة في المؤتمرات الداخلية والإقليمية تندد بالتهميش والإقصاء الذي كانت تتحدث فيه الجبهة باستمرار وكانت هذه المواقف تلقي بضلالها على الشارع العراقي المحتقن .
في المقابل من ذلك كانت قائمة الائتلاف وكتلة التحالف الكردستاني تتهمان الجبهة بعدم الوضوح في الموقف وبأنها تضع قدم في السياسة وأخرى في المعارضة مما يساهم في أرباك الوضع وتأزمه , ولكون الجبهة كانت تدار من قبل ثلاث أشخاص يختلفون في قناعاتهم السياسية كان هناك عدم استقرار في الخط البياني لأدائها السياسي , وانتهى الأمر بانسحاب الجبهة من حكومة المالكي في محاولة لإسقاطها معلقة قرار العودة على قائمة من المطالب كان أبرزها قانون العفو , وبعد إصدار القانون وقيام الحكومة بعمليات البصرة بدأت الجبهة تغازل الحكومة ورئيس وزرائها ملوحة بالرغبة في العودة إليها واعتقد إن المنجز الأكبر الذي حققته الجبهة في هذه الفترة هو قانون العفو والذي ساهم في إطلاق ما لا يقل عن ثلاثين ألف معتقل .
الانسحاب والعودة المعلقة على شرط تحقيق المطالب جزء من اللعبة السياسية التي لا يستطيع احد نكرانها , وتقديم التنازلات من قبل الحكومة وتحقيق بعض المطالب للجبهة وعي سياسي عالي ومؤشر لثقافة بناء دولة لا يمكن بنائها إلا بمشاركة الجميع حيث إن سياسة الانفراد والانتقام وطلب الثار لا تنتج إلا احتقان يفضي إلى اقتتال وفوضى .
ولكن السؤال المهم هو هل إن موقف الجبهة بالاقتراب من الحكومة والناي عن الجانب المعارض سيستمر طويلا , أم انه سيمر بمطبات وانسحابات أخرى هذا مما يدفع إلى القلق من حدوث أزمات جديدة لا تترك مساحة لإعادة ترميم البيت العراقي في مرحلة كانت المحاصصة الطائفية واللعب على هذه الورقة الخطرة هي السمة الاكث وضوحا .
جميل أن تتغير المواقف السياسية بحصول مكتسبات وتقديم تنازلات , جميل أن نشهد مد وجزر في المشهد السياسي العراقي , لكن الخشية كل الخشية أن تكون هذه التجاذبات وسواها منطلقة من مصالح شخصية فردية وان لا تكون مستندة إلى مصلحة الناخبين ومصلحة الوطن ومما يدفعنا للتفكير بهذا النحو هو إن بعض قيادات الجبهة لم تألو جهدا في المرحلة السابقة من اجل وضع العصا في العجلة وكانت سباقة في إثارة الفوضى الطائفية بعيدا عن وعي السياسة حتى إن مواقفها كانت متشددة كثيرا بالقياس إلى مواقف شركائها من مكونات الجبهة نفسها , هذه القيادات وقبل أيام لوحت بالانسحاب من الجبهة وهي تقترب من الانضمام إلى التشكيلة الحكومية بدواعي وطنية إلا أنها وبمجرد ترشيحها لمنصب نيابة رئاسة الوزراء سكتت وأيدت حكومة المالكي وعودة الجبهة إلى صفوفها وهنا من حقنا أن نضع علامات للاستفهام حول الدواعي التي تدفع الكثير من السياسيين لبناء مواقفهم التي تساهم في تأجيج الوضع العراقي وهل هي وطنية لبناء الدولة أم أنها مصالح شخصية للحصول على مكتسبات قد لا تتعدى حدود الفرد إلى حزبه .



#اياد_محسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق دولة دينية ام مدنية ؟؟ .. ام دولة متارجحة ؟؟
- لمن هذه الجنازة؟؟
- قمة العرب (قمة الهرب)


المزيد.....




- قبل حفل زفافه.. عبارة -لا مكان لبيزوس- معروضة بالليزر على مب ...
- دب يقتحم مدرج مطار في اليابان ويوقف عددًا من الرحلات الجوية. ...
- أبرز إطلالات المشاهير في حفل استقبال جيف بيزوس بالبندقية
- حصريا.. رأي رجال دين بأكبر حوزة شيعية بإيران على الضربات الأ ...
- ترامب يطالب بطرد صحفيين كتبوا عن فشل تدمير منشآت إيران النوو ...
- جنود الاحتلال يعترفون بتلقي أوامر لإطلاق النار على طالبي الم ...
- بعد استثمار -ميتا-.. شركة -سكيل إيه آي- تخسر عملاءها
- ثلث سكان توفالو يتقدمون للحصول على تأشيرة المناخ في أستراليا ...
- -عملية الزفاف الأحمر-.. تفاصيل الضربة الإسرائيلية على طهران ...
- الفطير المشلتت بالفرن البلدي..هكذا يُحضر بطريقة الأجداد في م ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اياد محسن - جبهة التوافق .. مواقف وطنية ام مصالح شخصية ؟؟