أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - خدام: والمشي في جنازة القتيل














المزيد.....

خدام: والمشي في جنازة القتيل


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2283 - 2008 / 5 / 16 - 08:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يحفل خطاب فصائل المعارضة السورية المتسعودة، ولاسيما الخلاصية والقومجية منها، بالكثير من "الخرابيط"، والكلام الكبير جداً غير المعهود بخصالهم وأخلاقهم المعروفة للعموم، وخطاب وردي زاه عن الديمقراطية وبكاء ولطم وندب على حقوق الإنسان الضائعة بحيث يخيل للمرء لوهلة بأن تلك الفصائل قد أصبحت امتدادات قارية لمنظمة العفو الدولية Amnesty International في كل من ماربيا ولندن وبروكسل، وأن تلكم الرموز المافيوزية المرعبة مصاصة الدماء قد أفنت جل عمرها وهي تكابد وتقارع الظلم والاستبداد وتحارب الرذائل والفساد. ولا اعتراض لنا البتة على هذا الكلام لولا أنه يصدر عن أقطاب ورموز استبدادية لها باع طولى بالفساد وقهر وتنكيل وتجويع العباد، ويسجل تاريخها الشخصي انتهاكاً كبيراً وتنكراً لأبسط حقوق الإنسان المعروفة والتي تحترمها حتى الوحوش الكاسرة وسكان الغابات والأدغال. وتعج منابر هذه الفصائل المختلفة، ولا أدري من فوضها بذلك، بالكثير من المراثي الحزينة والبكائيات على ذات الإنسان الذي كبـّلوه وسلبوه يوماً لقمة عيشه، وكرامته وكانوا السبب الرئيس فيما وصل إليه من بؤس وشقاء وعذاب، وبعد أن راكموا ثروات خرافية وأسطورية عبر رعايتهم الشخصية والمباشرة لمافيات المرتديلا واللحوم الفاسدة والدعارة والجنس والنفايات والآثار والسلاح والسمسرة والخوات والأتاوات والمخدرات، بحيث يجد المرء مشقة كبيرة في اكتشاف أية موبقة ورزية أو فاحشة أخرى، والعياذ بالله، لم يشملها عطفهم، أو ينلها قسط من كرم هؤلاء المعارضين الصناديد الأفذاذ؟

ولا ندري، وهذه الحال، على من يرتل السيد خدام، وأمثاله مزاميرهم ، أو يظنوا، ويا للخيبة و"الوكسة"، أن الناس بلا ذاكرة أو عقل ودماغ؟ فبات السيد خدام اليوم، وتصوروا، يذرف الدموع عزيزة وغزيرة على من حكموا بالقانون 49 الخاص بالمنتسبين للفرع السوري للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين. إذ لا يشق على نفس المرء إلا حين يقوم خدام بهذه الحركات، ويتحفنا بعدها بسيل عرمرم من البيانات والاعتراضات على تطبيق قانونه الخاص الذي سنه بنفس اليدين اللتين يرفعهما اليوم اعتراضاً وشجباً واستنكاراً عليه، والذي يعرف في الشارع السوري وأوساط الإخوان المسلمين بقانون عبد الحليم خدام، حين زايد على جميع أعضاء القيادة ومجلس الشعب إبان عمليات مناقشة القانون تمهيداً لاستصداره بصيغته النهائية المعروفة، فما عدا مما بدا الآن؟ فحين كان السيد خدام واحداً من صقور النظام المتشددين، ويحتل موقعاً مرموقاً في الصفوف الأولى من النظام، لم يكن يأبه لأي كان، ولم يكن هذا الأمر يشكل أية مشكلة أخلاقية أو وطنية لديه، كما لم يكن لديه أية فكرة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، وقتذاك، لكننا قد نجد له عذراً إذا علمنا أن حرب طواحين الهواء الدونكيشوتية التي يشنها ضد النظام تتطلب هذا النمط من اللعب على أوتار النفحات الطائفية علّها تفلح، وعل السيد خدام يجد فيها ضالته المنشودة عبر إنتاج هذا النوع من الخطاب الفئوي الرديء الذي صار ملازماً لشخصية هذا البعثي والقومي العربي القديم وخاصة بعد أن لفظته مراكب النظام.

هذه التحولات والانعطافات الإيديولوجية الحادة وفي أزمان قصيرة، نسبياً، تنمّ عن اضطراب فكري وسلوكي وانتهازية عالية أفضت إلى انعدام مصداقية يعاني منها السيد خدام اليوم بالتأكيد، عندما وصل "مشروعه الديمقراطي المعارض" إلى نهاياته المأساوية وطريقها المسدود، فيما على الضفة المقابلة تعززت، تماماً، مكانة النظام إقليمياً، ودولياً، ولاسيما بعد انفراط عقد المحكمة التي كانت سنده وحجته ومرجعيته في انقلابه، ناهيك عن التطورات الأخيرة المثيرة التي قلبت المعادلات والموازنات في الإقليم وأحالت بعدها كل القرارات الدولية ذات الصلة إلى رفوف المنظمة وإرشيفها الذي يعلوه الصدأ والغبار.

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فلا بد لنا إلاّ أن نعرّج، أيضاً، وأيضاً وننهل من "الخرج" الخدامي المليء بالمآثر "الديمقراطية"، ولنتذكر على الفور، موقف ذات المتشدد البعثي العنيد الخائف على النظام من ربيع دمشق ، ووقت كان في حلة النظام وقبل أن يرتدي حلة المعارضة، وكيف وأده ودفنه أيضاً بكلتا يديه، وكان وراء إنتاج وتداول مصطلح الجزأرة الشهير، قائلاً وبالحرف الواحد: "لن نسمح بجزأرة سوريا أبداً"، وكان ما كان من مصير رموز الربيع الذين زجهم يومذاك وبكلتا يديه أيضاً بالزنازين بتصميم غريب، ويتاجر اليوم، بأسمائهم على الطالعة والنازلة، وبمناسبة ومن غير مناسبة. وأصبح يعمل فعلياً ليس على جزأرة سورية فحسب، بل على عرقنتها، ولبننتها، وبلقنتها عبر خطاب فئوي رث رخيص، وانغماسه في "شر-أوسطية" حتى شحمة أذنيه.

ورسالتنا لتجار الدم والألم والعذاب السوري، أن دعوا المعارضة، والشرف والأخلاق والقيم البطولية والنضالية لأهلها، فهي ليست من ثوبكم، ولا تليق بكم ولن يصدقكم أحد مهما علا صراخكم وكثر زعيقكم وتدثرتم بعباءات الطهر البالية. فلم يكن العمل الوطني يوماً صناعة البلطجية والقتلة واللصوص الحرامية أومن اختصاص مافيات الفساد والنهب والاستبداد والنفايات. وإن استمرار متاجرتكم، وأقرانكم، من البلطجية القومجيين الملطخة أياديهم بدماء الأبرياء السوريين، بنضال الوطنيين السوريين الحقيقيين وعذاباتهم، ما هو إلا اغتصاب وإساءة بالغة لجهد وكفاح المعارضين الشرفاء أولاً، وهو ثانياً والأهم معيارياً وقيمياً، نوع رخيص ومبتذل مثير للقرف والاشمئزاز، وتكرار ممجوج لقصص أولئك الفجـّار الأشرار الذين يقتلون القتيل ليلاً، ويمشون في جنازته في رابعة النهار.





#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احذروا آل سعود
- الأقليات العربية في دول الخليج الفارسي
- متى يكف رفعت الأسد عن إهانة السوريين؟
- هل هي حقاً نكبة، أم نعمة على العرب والمسلمين؟
- هل أعرض الناس عن المعارضين؟
- رسالة إلى المرشد العام للإخوان السوريين
- رفعت الأسد والإخوان: غرام ووصال
- قطع الرؤوس باسم الله: من يرسم الصورالدانماركية؟
- قطع الرقاب السورية: شراكة المعارضة في الجريمة الوهابية
- نداء استغاثة: إلى جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ...
- رد على قومي عربي
- المملكة الوهابية: قطع الرقاب باسم الله
- خرافة أمة العرب الواحدة: إشكالية اللغة والانتماء
- ورطة خدّام
- القرضاوي وفتوى إباحة الكحول
- مؤتمر القمة العربية عام 2048
- السعودية والرئيس الشهيد: الاحترام المفقود والود المقطوع
- خدام محللاً سياسياً
- الخوف على الإسلام
- المعارضة العلوية


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - خدام: والمشي في جنازة القتيل