أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حياة البدري - هل أتتك أخبار المحرقة المغربية؟














المزيد.....

هل أتتك أخبار المحرقة المغربية؟


حياة البدري

الحوار المتمدن-العدد: 2277 - 2008 / 5 / 10 - 07:44
المحور: حقوق الانسان
    


مشواة ولا كل المشاوي، رائحتها أثارت كل الأجساد وما بدواخلها من أحاسيس تختلف بكثير عن تلك التي يحسها الشعب المغربي أيام عيد الأضحى، هذا العيد الذي يجيد على كافة شعبنا المكلوم، بهذه الأكلة المفضلة لدى أبنائه، الذين باتوا يعانون من ارتفاع المعيشة الصاروخي… فبات » الشي والشواء « آخر ما يفكر فيه وأصبح بعيد المنال كل البعد، باعتباره مجرد كمالية من الكماليات المستغنى عنها أمام ارتفاع الزيت وباقي المواد الغذائية الرئيسية ؟ !
فكيف لفرد بئيس يتعارك من أجل تسديد قروضه المتلتلة و الحصول على سد رمق أسرته وقوته اليومي بالخبز والشاي أو بعض الخضر التي هي الأخرى قفزت نحو الأعلى، أن يفكر في الفواكه أو الشي؟ !.. إنها وجبة، أصبحت فقط للفرجة وللاستنشاق، له و لأمثاله، وربما حتى هاتين العمليتين ستصبحان هما الأخريان محط مناقشة ومراجعة وبالتالي زيادة ...

وحتى تزداد بهارات هذه الزيادة وهذا المقت مقتا أقسم بعض المسؤولين إلا أن يقدموا لشعبنا ولأطفاله المحرومين من الشواء شواء أكبر يفي لكل الشعب المغربي بأطفاله وشيوخه ونسائه... شواء سيكرههم في الشواء الأصلي ويجنبهم معاناة التفرج والاستنشاق، فكانت الحصيلة الظاهرة للعيان والمصرح بها هي 56 جسدا مشويا لدرجة الاحتراق والذوبان... حتى تعم الرائحة وتصل من البيضاء حتى كل المدن والدواوير المغربية والعربية والعالم بأسره...

إنه »شواء وشي « قلما استنشق هذا الشعب رائحته!!... وقلما فكر فيه أبناؤه !... إنه الشواء حتى الاحتراق ، الشواء الذي كره المغاربة في الشواء الأصلي وجعلهم يتذكرون هؤلاء الأبرياء الذين حرقوا ظلما وبهتانا ، نتيجة التلاعب والغش وكل أنواع التدليس التي بات أصحاب المال يجيدونها بشكل فائق بتواطؤ كبير مع مسؤولي البلاد وربابنتها ، الذين انعدمت لدى معظمهم المسؤولية وتعطل عندهم الضمير الآدمي وطغت لديهم المصلحة الخاصة ...لدرجة باتوا يفكرون في تكديس الأموال على حساب الطبقة العاملة، دعامة المجتمعات وقاعدتها ...الطبقة الأكثر عملا والأقل ربحا ، والأكثر تعبا والأقل راحة، الأكثر قاعدة والأقل اعترافا بها وجعلها مجرد أناس من الدرجة الثانية والأخيرة ، أناس يمكنهم الصبر على المسكن غير اللائق والغذاء غير المتوازن والتطبيب والدراسة غير ... ، أناس يمكنهم أن "يقضوا بالموجود " ويمكنهم أن يصبروا على كل شيء ، العمل بدون قواعد متعارف عليها وبدون أبسط الحقوق ، كالحق في الحياة وإنقاذ الذات لحظة الخطر... !

فمن حكم على هذه الطبقة بالدونية ومن نقص من قيمتها الإنسانية ومن خول لهم الحق بهذا ؟ ومن سمح لهم بالتلاعب بهذه الطبقة؟ واستغلالها كل الاستغلال لدرجة حبس حرياتهم والتحكم في مصائرهم ! ... وجعلهم مجرد حشرات بشرية ، لا تستحق حتى الحزن عليها تلفزيونيا وإذاعيا ؟ !!! …

إن المسؤول الأول عن هذا الوضع وعن هذه الحصيلة المحصلة التي بدأت تطفو على السطح ، هو التنين ذو الرؤوس المتعددة الذي كبر وترعرع وبدا يفرخ تنانين أخرى برؤوس عديدة... إنه تنين الفساد، الذي يصول ويجول كما يحلو له في بلدنا ، هذا الوحش الكاسر الذي ازداد هيجانا وتوحشا بتواطؤ مع موتى الضمائر وفاقدي المسؤولية وأيضا بلامبالاتنا وخنوعنا وصمتنا المطبق وقبولنا للمستهترين وعديمي الضمائر والمرتزقة...فالكل يتحمل المسؤولية، الأفراد، المجتمع ، المدرسة ،الآباء والجمعيات التي باتت تسير نحو السياسة اللاسياسية وفقدت دورها الفعال في الضغط والربط وحل المشاكل الاجتماعية وإيجاد الحلول للمظلومين وتوجيه الأجيال وتوعيتهم بمالهم وما عليهم...المثقف الذي لجم لسانه في حلقه وجلس يتفرج من وراء الزجاج، ببرجه العاجي ... ! وفي أحزابنا التي أفرغت من محتواها وبقيت مجرد ديكور يمثلها ثلة من اللامسؤولين ومن الأنانيين ، البعيدين كل البعد عن مطالب الشعب وهمومه ومشاكله ...الذين غيرتهم العملة ...وأصبح شغلهم الشاغل هو كنز الثروات في البنوك الأجنبية...

فحتى نغير المسار غير الصحيح الذي تسلكه بلادنا والطريق الذي يؤدي نحو اقتصاد هش وأوضاع اجتماعية مأساوية ...لا بد من تجديد الدماء وإيقاظ الضمائر الحية وشحذها عن طريق التوعية والثقافة ومشاركة الكل بدل التقاعس وترك هذه البلاد تسير بالبركة وفي أياد غير أمينة وعدم السكوت عن التدليس والغش وكل أنواع الفساد وبتر هذا السرطان الذي لا يزال ينمو وينمو حتى يذهب بالكل ...
لابد من أحزاب قوية لها سلطة الفعل بدل القول، ولها روح الجماعة ومصلحة العباد والبلاد بدل الاقتصار على مصلحة الأولاد فقط. ولابد من برامج حقيقية وليس تلك التي تبقى مجرد حبرا على ورق...ولابد من إعادة الترميم لبناء قواعد قوية ولابد من بتر السرطانات التي باتت تظهر في كل يوم ، حتى يعم الأمن والأمان والاستقرار وعدم الخوف من المستقبل هذا الخوف الذي تحول في وقتنا الراهن إلى فوبيا...



#حياة_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أتتك أخبار هذه البلاد؟...
- إدا صلح أطفالنا صلحت بلادنا
- لنتحد ضد الخونة والمزورين...
- متى ستنصف المرأة العربية...! ؟؟
- عبدة التفجيرات...گفى حماقات واستهتارا بالحياة...
- متى يستفيق العرب ؟...
- متى استعبدتم الشعوب وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا...؟!...
- أبحرو ولا تتوانوا فهو رهن إشارتكم أينما حللتم وارتحلتم
- الآلة الصهيو أمريكية صناعة التخاذل العربي وصمته المطبق...
- متى سنتحضر ؟...ونركب قطار التحضر؟ ...
- تجارة اللاشرف تقرع أجراس الخطر …
- ثمانية مارس عيد يجب تخليده وتأريخه والزغردة أيضا من أجله ...
- 8مارس عيد يجب تخليده وتأريخه والزغردةأيضا من أجله ...
- بأي حال ستدخل علينا أيها العام الجديد ؟؟ ...
- إلى من يهمهم الأمر، إلى أعداء الحياة
- لنعش حياتنا ...ونتصالح مع دواتنا وفلذات أكبادنا
- حقوق خادمات البيوت بين مطرقة القهر وسياط الظلم ...؟!!...
- إن أسكت قمني واحد فهناك قمنيون ...
- التخمة العربية من أين والى متى ؟


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حياة البدري - هل أتتك أخبار المحرقة المغربية؟