أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فلورنس غزلان - بيوت بلا خبز، تعني بيوت بلا كرامة!















المزيد.....

بيوت بلا خبز، تعني بيوت بلا كرامة!


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 2275 - 2008 / 5 / 8 - 10:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يزداد الإيمان وترتفع أسهم شيوخ المآذن المُبَجِلة لعظيم الجاه والسلطان، لأنها الوسيلة من أجل محاربة التبذير والرذيلة، وهل هناك أكثر رذالة من هذا الشعب الصَّريف ،الذي لا يعرف الترشيد ولا يحسن التصريف...
من مآذن الرحمان نرسل له الخطب والعظات ، من أجل الشكر لصاحب النعمة والبركات.. يزداد الإيمان ...بالآخرة والحساب والعقاب والستر والإكثار من التعبد والصيام والقيام...لأن نزعة التقشف وفراغ البطون من خبزها اليومي...والمطابخ من مئونتها ...والأفران من نارها ووقودها...ضرورة حتمية...وتَعَوُد لا بد منه.....لأن نهاية الكون اقتربت ...وعلى المواطن المؤمن أن يتعظ ...لأن نار الآخرة بانتظاره...وما هذه النار وسعارها من غلاء فاحش ، إلا تمرينا صغيرا وتدريباً على عقوبة الآخرة وجحيمها، الذي ينتظر الكَفَرة بنعمة أولياء أمورهم...إنهم شعب سوريا ، غير المختار .(..شعب سورية المحتار في أمر الوطن والدار)!!...
أصحاب الاقتصاد ودارسي النهب والفساد ، شخصوا له أسباب أمراضه ونقمة الرب وبلائه، تناوبها وتجاوبها على جسده المنخور ونَفَسِه المخنوق والمقهور، بأنه المسئول عما أصابه ،لهذا تزداد محاسبته ويكثر استجوابه..على أيدي الساهرين على أبوابه وتحت نوافذه وأعتابه...يقولون ــ والله أعلم ــ أن العلة تكمن في زيادة التفريخ بين بنات وبنين يأكلون الخبز ويقضمون العنب والتين، فلا يبقى في جعبة الوطن ...ما يكفي لأصحاب البيت الأمين في مزارع السيد المسكين!...لهذا وضعوا له القيود والأصفاد والحدود وجازوه بقوانين صارمة ومعايير تتبدل وتتغير حسب العرض والطلب ..لدى أهل الحسب والنسب ...من أولياء صالحين ينتمون "للخضر الأخضر وسلالة عرين الغضنفر ...فمن سيحاسب ومن سيراقب ...عندما يصبح الراعي عدو الغنم...والذئاب تعمل على حراسة الصنم ؟ فهل من قانون في عهد قراقوش الميمون؟.

مرضك يا شعب سوريا المهدار يكمن بكثرة الأكل وقلة الحنطة والبذار...فالرز يستورد من بلاد السند وأختها الهند، وكي تظل في عيشك مستور وفي بيتك مقبور عليك أن تحذف و تلغي من قاموس مطبخك أكل الرز والمحشي والمقلوبة والمشوي، لأنها تسبب المرض والبلاء والتلبك في الأمعاء.
شعبنا القنوع الذي يتقن فن الصمت والخضوع..لأن قاموسه الفلسفي ، الإعلامي والمدرسي ألغى المصطلحات المستوردة واكتفى بالمحلية الفصحى العربية، رتَّبها ونَضّدها وفي الصحف ودور الإعلام سجلها وقيّدها، فصارت للمواطن معروفة وعلى الملأ مكشوفة، فلا داعي للفذلكة ولا لسوء النية والحذلقة..وهل يحتاج المرء في حياته لأكثر من بضعة كلمات تيسر له الحياة وتبعد عنه المنغصات؟ يكتفي منها بالقليل وإن نسي أو تناسى ففي كل مركز من مراكز الأمن له مرجع ودليل.
آيات وطنية وأناشيد قومية يلهج بها ويرددها...على مسامع صغاره ،بينه وبين نفسه في ليله ونهاره ..بوصفه مواطن من شعب مؤمن عريق وفي إيمانه عميق يكتم أسراره ، يخفي أحزانه ويداري أشراره.
يبدأ يومه الصباحي ونشيده الافتتاحي بما تجود به القريحة وما تعلمه من اللغة الفصيحة: "ياربي سترك وغطاك في صباحك ومساك أردد وأقول حسب الجداول وفقه الأصول "وأطيعوا اولي الأمر منكم"، يا فتاح يا كريم..افتح باب الدار دون أن ألتقي بعسس المختار، ويارزاق يا عظيم ارزق الأسياد واكف شرهم عن العباد ،ويا بنات ويا أولاد وصيتي لكم عند كل مقصد وفي كل محفل ومركب ليكن شعاركم رمز انتصاركم على نفسكم الأمارة بالسوء وعيونكم الحسودة الفارغة حين ترمق المُترفين والمُنعَم عليهم...أن ..".السكوت من ذهب والكلام من خشب، عليكم بالسكوت وقطع الأنفاس والصموت لأن "الحيطان لها ودان"، تعلموا التصفيق، واحفظوا كافة الطرق في التلزيق والتلفيق، الممانعة والمقاومة هدفنا الجديد والعتيق، ونصرنا المؤزر على العدو الذي نعرفه في الكتب ونقرأ عنه في دور السينما والتلفاز ولم نقابله في غزوة أو إنجاز، دمشق عاصمة العروبة والقومية وأملنا بالوحدة والاشتراكية حسب النظرية البعثية ومدارس الحرس الثوري وخلطته المقلوبة، وفي معاقل تحفيظ القرآن في المساجد والحسينيات من آل المرتضى ابن قحطان!!..
.نادوا معي يا أحفادي واشهدوا على تخاذلي يا أخوتي وأجدادي:" روح يا حصار الأمركة والخيانة والفبركة، من مخططات أمريكية، وخرائط شرق أوسطية ومفاوضات مفتوحة على عينك يا تاجر ..يا بن الوطن الفاجر...
حيرتم النبي يا أهل حوران والجبل العربي...انتبهوا واحذروا فقد مات الصبي ( حسن عبد الجواد19 عاما أمام أحد أفران الخبز في إدلب).. في إدلب المعصومة ولحقته حرستا ودوما ..والبقية بحياتكم ...المهم أن الحكم وأهله بخير بفضل صبركم وثباتكم!...وماذا تعني ثلاثة ضحايا من أجل الخبز والمازوت؟!! ولماذا التعجب ...في مصر أختنا البهية ...قتل تسعة على يد العصابات والحرامية، الذين يسرقون الخبز والمية...تسعة على سبعين مليون "بعين الشيطان"....رقم تافه! ...وهل نصنع منها قضية؟ ...إذن كيف نقضي على الفقر والفقراء؟ ...القتل خير طريق أو التخلص منهم بين حريق وغريق...!.
تنكرون النعمة؟...والدواء الذي أصدرته لكم الحكومة، ووزعته بقسائمها المرسومة المخفية منها والمعلومة؟!..25% زيادة على الرواتب كما العادة...بخشيش كبير وتخدير موضعي حقير....لكن التخدير الأكبر قادم وللغرض خادم...فقد صدرت به البلاغات وأرسلت نحوكم الإشارات....ابشروا واستبشروا...فالجولان سيعود في القريب الآجل
" نعم وليس العاجل"..هي الحقيقة الشفافة والدقيقة...لأنها موضوع التساؤل في تخديركم المتواصل وتشاؤلكم الميت والمتآكل...ناموا في عسل البصل...واحلموا وتناوبوا الكسل
فلم يعد أمامكم من مسرب ولا مخرج أومهرب...
سوى الصيام.....أو القيام...
قوموا وانهضوا من رقادكم الطويل ومرضكم العليل...فليس هناك أكثر كفراً من انعدام الخبز....ألم يقلها من قبل علي بن أبي طالب كرم الله وجهه:" لو كان الفقر رجلا لقتلته" ...أما جاءت لحظة الانتقام من مجوعيكم ومفقريكم؟.

م :ــ لمن يعتقد أني أتجنى...عليه مراجعة الأسعار في صحف النظام الرسمية ، أسعار الوقود والمواصلات، ومشكلة فقدان الخبز وأسعار أنبوبة الغاز...والخضار والفواكه ...أما اللحمة فهي من الكماليات!! ..في بلد كسوريا ...يفيض إنتاجه من القمح والحبوب والخضار والفواكه ويصدر القسم الأكبر منها...منتج للبترول ...النسبة الكبرى من أعماله وأعمال أهله تعتمد على الزراعة...فلماذا تهدده المجاعة؟



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم الصحافة العالمي ، في سورية بدون حرية!
- إلى المعتقلين المتهمين - بالتطاول على سوريا-!
- أما آن الأوان لسورية أن تقول - كفاية -؟
- بين إيران، سوريا، إسرائيل، وأمريكا تدور أوراق اللعب المصيرية ...
- نيروز منا وفينا، ولن يموت بموت بعضنا
- ليلنا الدمشقي
- المواطن السوري متهم ... لايعرف ما يحق له وما لايحق!
- عنف السلطة بحق الوطن، وبحق عائلة الحوراني
- أمن الخطأ أن تتقدم سوريتي على عروبتي؟
- هل تنبت قرنفل دمشقية بعدك يا فيروز؟
- أساطير البؤس العربي، والموقف من إعلان دمشق
- دمشق عاصمة للثقافة العربية لعام 2008، والدكتورة حنان قصاب حس ...
- نواعير حماة، وفداء حوراني الأسيرة
- كلنا مع معتقلي إعلان دمشق
- المرأة العربية ضحية الإرهاب ومنتجته!
- إلى الحوار المتمدن ...جمرة الحرية ورقم الصحافة الصعب...في عي ...
- كل المفاجآت والمفارقات تأتينا من مصر العربية ودمشق الفيحاء و ...
- اربطوا الأحزمة...لتهبطوا في النعيم السوري!
- هل يحتمل أن نكون شهوداً على انهيار الحلم؟
- نحن السوريون، هل يمكننا التفاؤل؟


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فلورنس غزلان - بيوت بلا خبز، تعني بيوت بلا كرامة!