أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف الاول من آيار 2008 - أفاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عهد العولمة - عبد السلام أديب - هجوم رأسمالي على الطبقة العاملة وخمول سياسي ونقابي في مواجعة هذا الهجوم














المزيد.....

هجوم رأسمالي على الطبقة العاملة وخمول سياسي ونقابي في مواجعة هذا الهجوم


عبد السلام أديب

الحوار المتمدن-العدد: 2267 - 2008 / 4 / 30 - 11:42
المحور: ملف الاول من آيار 2008 - أفاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عهد العولمة
    


ما حدث بمدينة القنيطرة المتمثل في انهيار عمارة المنال التي أودت إلى مصرع عدد كبير من العمال وكذلك ما حدث بالدار البيضاء من محرقة مصنع الحشو الاسفنجي ومصنع الزرابي والذي أودى بحياة ما يزيد عن 60 عاملة وعامل يشكل تكثيفا وفضحا لما تعيشه الطبقة العاملة بشكل يومي ومنذ سنوات من استغلال بشع في ظروف لا إنسانية من طرف الباطرونا، تمليها مصالح الرأسماليين الذين لا يهمهم سوى مراكمة الأرباح دون اعارة أدنى اعتبار للإنسان العامل؛
فيوميا نسمع عن سقوط عمال البناء بسبب عدم توافر شروط السلامة والوقاية أو عن انتشار أمراض خطيرة في صفوف العمال الزراعيين الذين يشتغلون في الزراعة في البيوتات البلاستيكية والذين يعملون بدون واقيات مما يعرضهم لاستنشاق المواد الكمياوية أو يتعرضون للحوادث أثناء نقلهم للمزارع عبر الجرارات ، كما نسمع عن حوادث مماثلة في مصانع ومعامل غير رسمية للنسيج ولمواد وسلع ملوثة.
إن ظاهرة عدم الخضوع لقوانين الشغل وإجراءات السلامة منتشرة بشكل واسع في بلادنا نظرا لطبيعة النظام الرأسمالي التبعي، فالمسؤولية مشتركة بين الباطرونا الهينة التي لا يهمها سوى مراكمة الأرباح فتعمل بكل وقاحة على عدم تطبيق قانون الشغل وإجراءات السلامة المرافقة، وأجهزة الدولة المتواطئة مع الباطرونا والحامية لها والتي تغمض عيونها عن تملص الباطرونا من تطبيق القوانين وتكون جد نشيطة في مجال قمع الحريات النقابية واحتجاجات العمال، عندما يدمر الاستغلال كيانهم.

إن مسرحية جولات الحوار المغشوشة التي أججتها وسائل الاعلام مؤخرا لم تعر أي اهتمام لحوادث الشغل، بل أن الباطرونا والحكومة تحاولان التملص من بنود سبق التنصيص عليها ضمن مدونة الشغل مثل اشتراط تواجد طبيب مدفوع الأجر في كل مؤسسة تتوفر على أكثر من 50 عامل. ومنذ إقرار مدونة الشغل في يونيو 2004 لم تستجب أي شركة رأسمالية لهذا المطلب الذي بقي حبرا على ورق، فالحوار الاجتماعي يتناول فقط فتات من الزيادات في الأجر مقابل فرض قوانين تخنق الحريات النقابية للعمال والإضراب التي تعد الوسيلة الوحيدة للدفاع عن أنفسهم في مواجهة استغلال الباطرونا.
وتعترف الحكومة عبر وزير التشغيل بأن 15 % من الشركات التي تشغل أكثر من 50 عامل هي فقط من تخضع لشروط السلامة ومعنى ذلك أن 85 % من المقاولات لا تخضع للقانون في هذا المجال.
إن تملص الباطرونا من تطبيق قانون الشغل في مجال احترام شرط السلامة الصحية ينطلق من هدف تقليص الكلفة لتحقيق الأرباح الخيالية وغالبا ما تتذرع بضرورات التنافسية ومساعدة المقاولة المواطنة، لكن الواقع هو أن هذا الاستغلال البشع يشكل جريمة في حق الطبقة العاملة، ويشكل لونا من ألوان الصراع الطبقي الذي لن يختفي إلا باختفاء التفاوت الطبقي وسيادة الاشتراكية.

إن الطبقة الكادحة المغربية تعيش إذن أكبر هجوم على قوتها اليومي، سواء من خلال تدني أجورها وعدم احترام الباطرون للحد الأدنى للأجور واحترام شروط السلامة أو من حيث استهداف قوتها اليومي عبر استخدام ميكانيزمات الغلاء لضرب طاقتها الشرائية أو عبر حرمان أبنائها من التعليم والعلاج المجاني وعبر حرمانها من حقوقها وحرياتها النقابية.

إن تجاوز الوضع الحالي نسبيا ينبغي أن يتم عبر اتخاذ إجراءات إدارية وجنائية صارمة لزجر المسؤولين عن جرائم عدم تطبيق شروط سلامة العاملات والعمال. وكذلك التطبيق الحرفي لمدونة الشغل على علاتها مع إعادة الاعتبار لدور مفتش الشغل الذي فقد الكثير من مكانته نتيجة الحكم بعشر سنوات ضلما على مفتش الشغل قاشة زين العابدين بمراكش والذي أدى تقريره إلى اغلاق مخبزة قامت بتسريح العمال الذين يشتغلون بها مما جعل كافة مفتشي الشغل يتخوفون من الاقدام على مواجهة الباطرونا المخالفين للقانون، كذلك من المفروض دعم عدد المفتشين الذي تضائل بشكل كبير نتيجة عمليات المغادرة الطوعية مع توفير وسائل العمل اللازمة للقيام بالتفتيش. والعمل أيضا على رفع الحضر على العمل النقابي في الضيعات والمناجم والمعامل لكي يجد العاملات والعمال سندا لهم في مواجهة جشع الباطرونا وصمت الأحزاب السياسية بل وغيابها الذي يفضح تواطئها مع الباطرونا.
إن انعتاق الطبقة العاملة لن يتحقق إلا باستيعاب انتمائها الطبقي وانخراطها الواعي في بناء أداتها السياسية.



#عبد_السلام_أديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوضاع الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للكادحين بالمغرب
- المغرب بين الوضع الحقوقي الدولي والجهوي
- لا يمكن توقع ردود فعل الجماهير إزاء ارتفاع الأسعار
- السياسة الاقتصادية لا تخدم سوى مصالح رأس المال المحلي والدول ...
- الغلاء يفضح ضعف السياسة الاقتصادية بالمغرب
- الدولة تخفي إرهابها بالوعود
- النمط الاقتصادي المعتمد لا يؤدي إلى تنمية اجتماعية
- البرلمان والاعتقال السياسي
- المشهد السياسي الحالي في المغرب والمشاركة السياسية للمرأة
- جماهير مدينة سلا تحتج على غلاء الأسعار وعلى تدهور الخدمات ال ...
- سياسة الميزانية والهروب إلى الأمام
- الحركات الاحتجاجية في المغرب ضد السياسات الاقتصادية والاجتما ...
- القانون المالي لسنة 2008 في خدمة الأغنياء
- أي أفق لتنسيقيات مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية في ال ...
- لم نتلق أي تحذيرات بالتراجع عن تنظيم الوقفات
- قافلة التضامن مع ساكنة مدينة صفرو وقرية البهاليل
- نجاح احتجاج فروع الجمعية المغربية لحقوق الانسان بالرباط سلا ...
- الغلاء استغلال إضافي للطبقة الكادحة من طرف الرأسمال
- ويستمر النضال ضد الغلاء وتدهور الخدمات العمومية
- ماذا بعد المقاطعة العارمة للانتخابات المخزنية؟


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- افاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عصر العولمة-بق ... / مجلة الحرية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف الاول من آيار 2008 - أفاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عهد العولمة - عبد السلام أديب - هجوم رأسمالي على الطبقة العاملة وخمول سياسي ونقابي في مواجعة هذا الهجوم