|
قراءة في اغاني أطفالنا انتماء لبلادنا
جميل السلحوت
روائي
(Jamil Salhut)
الحوار المتمدن-العدد: 2262 - 2008 / 4 / 25 - 08:58
المحور:
الادب والفن
اغاني اولادنا انتماء لبلادنا اعداد نبيهة راشد جبارين صدرت الطبعة الأولى عام 2001 والثانية عام 2005 من كتاب " أغاني أولادنا انتماء بلادنا " - مقتطفات من أغاني الأطفال الشعبية – اعادت صياغتها السيدة نبيهة راشد جبارين ، يقع الكتاب في 43 صفحة من الحجم الصغير محلى برسومات شادي حبيب الله ، وتصميم وطباعة دار النهضة للطباعة والنشر م.ض في الناصرة وبغلاف كرتوني مقوى ، وبطباعة أنيقة وفرز ألوان ، وبدون دار نشر . ومعدة الكتيب حسب علمنا سيدة فاضلة من قرية زلفة قرب أم الفحم في فلسطين . وواضح أن الكتيب ثمرة جهد طيب للسيدة نبيهة جبارين أرادت من خلاله أن تساهم في جمع ما تستطيع من اغاني اطفالنا الشعبية ، لتقدمها إلى الأطفال حيث جاء في الاهداء " إلى أطفال شعبي الذين سيدخرون في ذاكرتهم كنوز تراثنا واغانينا الشعبية " وهذا الاهداء يحمل في طياته دعوة من الكاتبة إلى الأطفال أن ينتبهوا إلى جذورهم وإلى أصولهم الشعبية التي تحمل في طياتها كنوزا من التربية والتعليم والقيم الحميدة ،وعنوان الكتاب " أغاني أولادنا انتماء بلادنا " يحمل في طياته معاني كثيرة .مع أن الكاتبة لم توفق في استعمال كلمة " اولادنا " حسب رأيي ، لأن كل مولود ولد مهما كان عمره ، فابني ولد وهو ولدي ولو كنت في المائة من عمري وهو في الثمانين من عمره مثلا ، وكان الأجدر استبدال كلمة " اولادنا " بـ " أطفالنا " لأن الطفولة محددة بسن معين وهو سن ما قبل البلوغ ، أو حتى سن ما قبل الثامنة عشرة حسب المصطلحات القانونية الحديثة . وما تبع عنوان الكتاب من جملة تفسيرية هي " مقتطفات من أغاني الأطفال الشعبية " وكلمة " مقتطفات " المشتقة من الفعل " قطف يقطف " تعني هي الأخرى الاجتزاء من الأغنية ، أي عدم ايرادها كاملة . وما جاء على الغلاف أيضا " أعادت صياغتها نبيهة راشد جبارين " ، وكان الأجدر استعمال كلمة اعداد وجمع أو جمع واعداد نبيهة راشد جبارين لأن اعادة الصياغة تعني في طياتها استبدال الكلمات ، وهذا لا يجوز ، فمثلا قد أنقل اليكم خبرا باللغة المحكية ، أو بجمل ركيكية ، فيتدخل أحدكم ويعيد صياغة ما قلت بلغة فصحى مثلا وبجمل جزلة مفيدة . ومما يلفت الانتباه أن الكاتبة استعملت كلمة " تقديم " بدل مقدمة والمقدمة يكتبها الكاتب نفسه ، في حين يكتب غيره تقديما لما كتب . ومع ذلك فإن الكتيب وما احتواه من أغاني أطفالنا الشعبية يبقى جهدا طيبا ، ومساهمة رائعة في جمع وتدوين جانب من تراثنا الشعبي الذي يتعرض للسرقة والضياع والطمس والتشويه، لأسباب كثيرة لسنا في مجال الحديث عنها هنا . وعودة إلى المعاني التي يحملها عنوان الكتيب وهو " أغاني أولادنا انتماء بلادنا " وأهم معنى هنا هو ان التراث الشعبي جزء من الهوية الوطنية والثقافية والحضارية لأي شعب " . والتراث هو ما ورثناه عن الأباء والأجداد ومعروف أن الشعوب التي تنتج ثقافة وحضارة هي الشعوب التي تعرف الاستقرار ، وشعبنا العربي الفلسطيني له حضارته الثقافية والحضارية كونه أحد المساهمين في بناء الحضارة الانسانية عبر التاريخ ، مع التأكيد ان تراثنا الشعبي هو جزء أصيل من التراث العربي الشعبي في مجمله ، وان كانت له خصوصية معينة في بعض الجوانب وهذا أمر طبيعي . ويبدو ان الكاتبة متخوفة من قضية الانسلاخ الثقافي عند جيل الأبناء – ومعها كل الحق في ذلك – وهي بعملها هذا تحمل رسالة فيها دعوة إلى التمسك بالموروث الثقافي ، والعودة إلى الجذور ، فمن لا ماضي له لا حاضر ولا مستقبل له . ويلاحظ أن الأغاني الشعبية بمجملها ، وأغاني الأطفال خاصة تحمل فوارق ما بين منطقة واخرى حتى في نفس البلاد ، وذلك بفعل اختلاف البيئة ، واختلاف المهنة التي يمارسها الأباء ، فمثلا " شتي يا دنيا وزيدي بيتنا حديدي تغنى في جنوب فلسطين كالتالي : امطري وزيدي بيتنا حديدي عمنا ابو عبدالله ورزقنا على الله ****** وامطري وزيدي وبيتنا حديدي وبيتنا شعر الغنم وعمنا عبد الله ورزقنا على الله ويلاحظ ان الكاتبة قد تدخلت في بعض الأغني واكملتها من عندها ، وكان الأولى بها أن تلجأ إلى كبار السن من الذكور والاناث وفي اكثر من قرية أو مدينة لتحصل على النص الأصلي . كما يلاحظ أنها خلطت بين أغاني الهدهدة – وهي الأغاني التي تغنيها الأمهات لأطفالهن " وبين أغاني الأطفال أنفسهم ، فأغنية " هو دبع كركارة " هي اغنية هدهدة تشجع فيها الأمهات أطفالهن عندما يبدأون بالدرج أي الانتقال من مرحلة الحبو إلى مرحلة المشي . يبقى أن نقول أن الثماني عشرة أغنية التي وردت في الكتيب أغان رائعة وتشكل اضافة نوعية للجهود الفردية في جمع التراث الفلسطينية واعادة احيائه . الرسومات: الرسومات التي ابدعها شادي حبيب الله جميلة وتناسب الموضوع وتجذب الطفل القاريء الى قراءة الاغنية.
#جميل_السلحوت (هاشتاغ)
Jamil_Salhut#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثقافة الطخطخة
-
حقوق الانسان الفلسطيني وجرائم الحرب
-
لا لقتل وتجويع شعبنا في قطاع غزة
-
تراث شعبي :أغاني الهدهدة
-
تراث شعبي : أغاني الأطفال
-
رواية بلاد البحر والهزائم التي تلد النصر
-
مجموعة انسان الشعرية والابداع اللافت للانتباه
-
حمار الشيخ: تعلموا من الحمير
-
عشّ الدبابير رواية للفتيات والغتيان
-
عشّ الدبابير رواية للفتيات والفتيان
-
أستريد ليندجرين في ندوة اليوم السابع في القدس
-
دولة للفلسطينيين أم للمستوطنين
-
كلب البراري- قصة
-
كلب البراري
-
علة هامش القمة العربية العتيدة
-
النهر......بقمصان الشتاء في ندوة اليوم السابع
-
نبضات سمير الجندي في ندوة اليوم السابع
-
جدار التوسع الاسرائيلي ودلالة المصطلح
-
الزهرة العجيبة والاضرار الصحية
-
السياسة التمييزية لبلدية القدس
المزيد.....
-
الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
-
اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
-
نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم
...
-
هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية
...
-
بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن
...
-
العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
-
-من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
-
فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
-
باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح
...
-
مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|