أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - استخدام العنف الشرعي لإعادة النظام














المزيد.....

استخدام العنف الشرعي لإعادة النظام


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2241 - 2008 / 4 / 4 - 12:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


القانون أداة لفرض النظام لكنه غير قادر على حفظ النظام من خلال إجراءاته العقابية دون وجود أجهزة ضبط وسيطرة في المجتمع تترجم تشريعاته الى فعل لردع الخارجين على القانون. إن ميكانزم السلطة القضائية القانون، وميكانزم السلطة التنفيذية القوة وما لم تتحد إرادة السلطتين (القانون والقوة) لايمكن الحفاظ على (أو فرض) النظام على المجتمع، كما أن ضعف إحدها يؤثر سلباً على مصداقية الأخرى ويفقدها الاحترام والمهابة في المجتمع.
لايكفي أن يحترم الفرد القانون وإنما يجب أن يخشى عقوبته، فيحن تكون العقوبة خفيفة يصبح التجاوز على القانون سنة المجتمع، لكن حين تكون العقوبة صارمة يمتثل الجميع للقانون، فخضوع الفرد الى النظام بحد ذاته عقد قانوني بين الدولة والمجتمع.
ولايجوز لأحد خرق القانون للتعبير عن احتجاجه ضد السلطة فآليات الاحتجاج السلمي معروفة ومصانة وحين تخرج عن إطارها السلمي يختل النظام مما يستوجب استخدام العنف الشرعي لإعادة النظام.
السلطة التنفيذية بأجهزتها القمعية مخلولة لوحدها حيازة وسائل العنف للحفاظ على النظام، وحيازة أي جهة أخرى على وسائل العنف يعد تجاوزاً على القانون. فوجود السلاح عند جهة ما غير أجهزة السلطة يؤشر لحالة انعدام الأمن والإخلال بالنظام وبغض النظر عن طبيعة استخدامها (مع أو ضد) السلطة. لذلك يحق للسلطة استخدام العنف الشرعي لانتزاع وسائل العنف غير الشرعية من المجموعات الخارجة على القانون وحصر استخدام السلاح بيد الدولة لوحدها.
يقول ((باريتو))"إن الحل الوحيد لفرض النظام والتوازن يتمثل في تولي صفوة قوية السلطة لفرض الاستقرار بالقوة وكسب شرعيتها السياسية والاجتماعية ليس فقط من المجتمع وإنما من قوتها وامكاناتها على استخدام القوة لقهر وإخضاع الخارجين على النظام".
إن خضوع المجتمع لسلطة مستبدة وجائرة لسنوات طويلة واستنزافه في الحروب الداخلية والخارجية عُرضة لإصابة أفراده بأمراض نفسية وإصابة المجتمع ذاته بأمراض اجتماعية تستوجب العلاج عند تغير النظام لانتزاع مبررات العنف والخوف والحقد من وجدانه ضد الدولة، حيث يتصرف الفرد في اللاوعي بمعاداة النظام الجديد ليس لأنه ضد خياراته وإنما مدفوعاً بهواجسه المرضية كالحالة من الدفاع الكاذب عن الذات لتأكيد الكينونة من خلال رفض الانصياع للنظام الجديد حتى لو استمد شرعيته منه ويسعى لتعويضه عن سنوات الحرمان والحيف.
إن استخدام العنف الشرعي لإعادة النظام في مجتمع يعاني أفراده من أمراض نفسية واجتماعية ليس حلاً منطقياً حتى لو حقق بعض النجاح في حينه لأنه سيزيد من تعقيد المشكلة ويجعل الأمراض مستعصية تتطلب المزيد من الوقت لإنقاذ المجتمع من شرورها.
إشكالية السياسي الجاهل يسعى الى الحلول السهلة لتحقيق مكاسب سياسية آنية ولاتعنية انعكاساتها السلبية التي قد تؤدي لكوارث كبيرة بالمجتمع على صعيد المستقبل. إن فرض النظام والاستقرار لايتحقق إلا من خلال تضافر جهود علماء النفس والاجتماع والنخب الثقافية لانتزاع مبررات العنف من وجدان المجتمع، مع عدم إغفال أهمية التلويح باستخدام العنف الشرعي ضد الخارجين على القانون خاصة منهم المجموعات ذات الدوافع السياسية الساعية لتحقيق أجندة قادتها المرتبطين بمشاريع خارجية مشبوهة وعلى حساب الوطن.
يعتقد ((ماكس فيبر))"أن مفهوم القوة لايتضمن فكرة الحق وواجب الطاعة، بينما تتضمن السلطة إمكانية فرض الطاعة الإرادية على الخاضعين".
إن حالة عدم استقرار الأنظمة وحدة الصراع بين فئات المجتمع في دول العالم النامي لاتعود
فقط الى المشاكل العرقية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية....وإنما الى نقص وعي وجهل النخب السياسية، لأن السياسة تعتبر في هذه المجتمعات هواية قد يمارسها أي فرد يعاني من انعدام الموهبة وغارق في الجهل لفرض إرادته على الآخرين، وليست علماً وتحصيلاً (كما هو الحال في المجتمعات المتحضرة) لرجال دولة يسعون لإنقاذ مجتمعاتهم من التخلف والجهل لضمان عيشهم الكريم ومستقبل أجيالهم.
إن العلة تكمن في سُبل أختيار الحلول الصحيحة لفرض النظام وإعادة الاستقرار للمجتمعات، فالسياسي الجاهل لايدرك سوى سبيل استخدام العنف لإعادة النظام وغير قادر على تقدير حجم العنف اللازم لكي لايتعدى حدوده الشرعية فيصبح عنفاً مفرطاً ضد المجتمع يستوجب المحاسبة والمساءلة القانوينة مستقبلاً.
الموقع الشخصي للكاتب: http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آليات الضبط والسيطرة في المجتمع
- فساد الجهاز القضائي
- مهام السلطة القضائية والتنفيذية (التداخل والتعارض)
- القانون والمواطن
- صراع النفوذ داخل الجماعة
- مهام القيادة والقائد
- غريزة القطيع عند الكائنات الحزبية
- صناعة الأصنام في المجتمعات المقهورة
- مسؤولية السلطة في تفشي الفساد في مؤسسات الدولة
- مظاهر الفساد والإفساد في مؤسسات الدولة والمجتمع
- بنية الكيانات الحزبية في السلطة والمعارضة
- المفاهيم التقليدية للسياسية العربية
- الأسباب والمعالجات لإنهيار السدود (سد الموصل نموذجاً)
- ((سلطة الاستبداد والمجتمع المقهور))
- ((دور الفكر في السياسة والمجتمع))
- كتاب جديد للباحث صاحب الربيعي بعنوان ((رؤية الفلاسفة في الدو ...
- نداء وتحذير للبرلمان العراقي والقوى الخيرة من أبناء شعبنا -ب ...
- الخطاب النسوي في المجتمع
- أنسنة الإنسان ونبذ السياسة
- موجبات الاختلاف في العمل السياسي


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - استخدام العنف الشرعي لإعادة النظام