أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد المنعم عبد العظيم - الجميلة تتهادى من جديد فى وادى الجمال














المزيد.....

الجميلة تتهادى من جديد فى وادى الجمال


عبد المنعم عبد العظيم

الحوار المتمدن-العدد: 2240 - 2008 / 4 / 3 - 02:18
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


فى هذا المكان الذى أطلق عليه المصريون القدماء أسماء عديدة مثل الوادى العظيم والوادى الجنوبى وتاست نفرو التى تعنى مكان الجمال وهو الاسم الذى شاع اكثر من الاسمين الآخرين ويعرف حاليا بوادى الملكات 0
تأسس فى البداية كجبانة مخصصة لدفن نساء الطبقة المالكة فى بداية عصر الدولة الحديثة ولم تبدأ الحفريات المنظمة فى هذا الوادى الا فى عام 1903 على يد الاثرى الايطالي الشهير ارنستو سيكياباريللى ( 1856-1928 ) مدير المتحف المصرى فى تورين وكان قد حصل على تصريح من مصلحة الآثار بالتنقيب ونجح فى اكتشاف مقبرة الملكة الفاتنة الجميلة نفرتارى أشهر وأجمل نساء التاريخ بثوبها الرقيق الشفاف وفتنتها الاخاذه ومجوهراتها الثمينة وعبق عطرها الفواح نفرتارى او حلاوتهم او الجميلة تتهادى زوجة أعظم وأشهر فراعنة مصر وأشهر ملك فى التاريخ رمسيس الثانى نجم الأرض الذى حكم مصر قرابة سبعة وستين عاما وهى أطول فترة حكمها حاكم على مر التاريخ سطر خلالها لمصر أزهى صفحات تاريخها تولى الحكم بعد وفاة والده سيتى الثانى وكان فى حوالى الخامسة والعشرين من عمره 00 هازم الحيثيين فى معركة قادش الشهيرة ورجل الحرب والسلام الذى عقد أول معاهدة سلام فى التاريخ 00 البناء العظيم بل سيد البنائين مشيد معبد الرمسيوم فى الأقصر ومعبده فى أبيدوس ومعبد بتاح بمنف ومعبدى ابوسمبل ومعبد بيت الوالى ومعبدين فى وادى السبوع بالنوبة وصالة وصرح ومسلتين أمام بوابة معبد الأقصر وصالة الأعمدة الكبرى بمعبد الكرنك التى تضم 152 عامودا ثم مقبرته بوادى الملوك
ومع تعدد زوجاته وكثرتهن اللائى بلغن ثلاثين زوجة ظلت نفرتارى الأثيرة لديه00 كانت سيدة بالغة فى الرقة والرشاقة والجمال 00 ظلت الزوجة الرئيسية التى تظهر معه فى الاحتفالات العامة والدينية وتلاصق تماثيلها تماثيله
وقد جمعت نفرتارى فى ألقابها ما يعبر عن إعزاز الملك وحبه العظيم لها فكانت نفرتارى سيدة الصعيد والدلتا وسيدة كل الاراضى وعظيمة المديح وجميلة المحيا وربة الفتنة وحلوة الحب
وبلغ من حبه لها أن شيد لها معبدا منحوتا فى الصخر الى جانب معبده الكبير فى أبو سمبل وصورت فى معبدها على هيئة الربه حتحور وأقيمت لها التماثيل الضخمة الى جوار زوجها بل وبلغ من عظيم تقديره لها ان حضرت عقد الصلح والتوقيع على معاهدة السلام بينه وبين الحيثيين
وتعد مقبرة نفرتارى التى بناها رمسبس لحبه الخالد وزوجنه الأثيرة تحفة فنية رائعة تتجسد فيها إبداعات المدرسة الفنية التى بدات تبرز بطابعها من عهد أمنحتب الثالث حيث تحتوى الى جانب خطوطها الدقيقة ورسومها البارزة التى تم تلوينها بمون طبيعية بسمك خمسة سنتيمترات وسقفها الذى تم طلائه بأرضية زرقاء تزينها النجوم البيضاء كالسماء
والمقبرة مزدانة بالعديد من النقوش والتعاويذ والنصوص المقدسة والطلاسم التى تحمى الجسد المسجى وتجلب له الرحمات عند الحساب وتثبته عند السئوال فى محكمة اله الأبدية اوزوريس حيث تقوده عبر الأبواب الاثنتى عشرة الى النعيم المقيم
هذة المقبرة التى تم اكتشافها عام 1904الا انها ومنذ اواخر الثلاثينيات واوائل الأربعينيات بدأت الأملاح تزحف على نقوشها نتيجة الحرارة والرطوبة ذلك ان المونة اللاصقة للنقوش على صخور المقبرة كانت تتكون من الجبس والرمل ومسحوق الطوب الاحمر مما يجعلها شديدة الامتصاص للماء من رطوبة الجو او المياه الجوفية مما نتج عنه تبلور الأملاح وانفصال المونة ساعد على ذلك ضعف المادة الصخرية لتشقق الصخور فى المنطقة والذى وصفه الباحث الامريكى مارك لنر بأنه سرطان الحجر
فتم اغلاق المقبرة التى نجحت البلورات الملحية فى انهيار بعض نقوشها فى عام 1941
وبدات مصلحة الآثار فى البحث عن حل للمشكلة ومن اجل عيون حلاوتهم نفرتارى انشات المصلحة قسم الترميم الذى بدا فى ممارسة إعماله وإجراء دراساته وأبحاثه على المقبرة ثم على اثار مصر
من هذه الدراسات دراسة لأحوال المقبرة من الداخل والخارج قام بها الدكتور صالح احمد صالح كما قام الدكتور زكى اسكندر بتجارب للصق المونة بالشاش والمواد اللاصقة كما توصل الخبراء الى مونات حديثة لا تحتوى على اى نوع من الأملاح
وكما شدت المقبرة علماء ترميم الآثار فى مصر جذبت اهتمام علماء ترميم الاثار فى العالم فقد أوفدت بولندا بعثة لدراسة المقبرة كما عرض معهد تورنتو الايطالى ترميم المقبرة بخبراء من بيت نيقولا المتخصص فى ترميم الآثار وقدمت اميلدا ماركوس مليون جنيه تبرعا لعلاج الاملاح فى المقبرة كما استخدم القمر الصناعى لاندسات فى دراسة مجارى السيول بالمنطقة
وقد انتهى معبد بول جيتى الامريكى من أعمال ترميم المقبرة وإعادتها الى حالتها بعد خمس سنوات من العمل الذى تكلف خمسة ملايين من الجنيهات تبرع بها المعبد وشاركة احفاد الفراعنة بخبراتهم الفطرية المتوارثة وتحقق الحلم البذى طال انتظارة لخمسون عاما لتطل جميلة الجميلات على الدنيا من جديد وتم فتح أبواب كنزها المخبوء بعد خمسون عاما من الإغلاق لاستقبال الباحثين عن الحب والمعرفة



#عبد_المنعم_عبد_العظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الوطنى وانتخابات المجالس المحلية
- ماكس ميشيل وكنيسته الى اين
- 3مارس الطريق الى نجع البارود
- حمار الشيخ عبدالموجود
- دعوة لعيد الكراهية
- الملك فاروق بين ملكتين
- الشاعر الاسمر حسن طلب
- الابنودى وبنى هلال
- الحمد لله الذى كفلها زكريا
- من ملف مرسم الأقصر
- التراث الشعبى جزء من تراث الفراعنة
- توت عنخ آمون وحارسه الأنجليزى ريتشارد
- حكاية الموميات الملكية
- بمناسبة احتفال شعراء مصر بعيد ميلاده السبعين التاريخ موعدنا ...
- فى بيت الامة بالاقصر ذ كريات هذا الرجل توفيق اندراوس بطل ثور ...
- فيثاغورس يستقي نظريته من عُقد الحبال
- صفحات من تاريخ أحمد عبود باشا أحد أعمدة الأقتصاد المصرى فى ا ...
- مأساة الأرملة الحزينة عنخس ان مون
- باحث يكشف الأكذوبة التى عاشت فى ضمير الشعب المصرى عبر مئات ا ...
- آمنا الغولة والآلهة سخمت


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد المنعم عبد العظيم - الجميلة تتهادى من جديد فى وادى الجمال