أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الخالق الجوفي - النافذة















المزيد.....

النافذة


عبد الخالق الجوفي

الحوار المتمدن-العدد: 2237 - 2008 / 3 / 31 - 05:35
المحور: الادب والفن
    


كالعادة ... ما أن أصل المعهد حتى أتجه نحو النافذة المطلة على الشارع الرئيسي لأراقب السيارات والمارة , وذات يوم وبينما أنا على حالي ذاك ... لمحتها .... كانت حسنأً بكل مقاييس الحُسن وبكل ما تحملهُ الكلمةُ من معنى , لمحتني هي الأخرى ولم تكترث للأمر , إلا أن لنظرتها تلك وقع السهام .... وأصيب الفؤادُ بنظرةٍ طائشةٍ أوقعتهُ أسيرا ....... وأخذ الأمر منحاً آخر ... فلم يعد جلوسي أمام النافذة تضييعاً للوقت واستجلابا لوقت الانصراف وإنما لشوقٍ ما كان لي أن أكتمهُ أو أخفيه ..........


واستمر الحال لمدة ستة أشهر كل يومٍ فيها يطول عن الذي قبله حتى فاض بي الشوق وبلغ مبلغه وتلقيتُ إتصالاً بالصباح :-


- الووو


- نعم؟!


- صباحُ الخير .


- صباحُ الأنوار


- معهد الأقصى؟!.


- نعم معكم معهد الأقصى.


- ممكن أسأل؟!


- تفضلي.


- أرغبُ بالتسجيلِ لديكم.


- مرحباً بكِ.


- متى آتي؟!


- نحنُ متواجدون من التاسعة وحتى الواحدة ظهراً ومن الثالثة حتى التاسعة يومياً عدا الخميس والجمعة .


- إذاً سآتي في نفس الوقت الذي أمر بهِ.


- نعم؟!.


- لا شيء إلى اللقاء.


- مع السلامة!.


كان اتصالاً غريباً لكني لم اكترث به , وعدتُ إلى مكاني على النافذة مسرعاً تأخذني أجنحة الشوق واللهفة حتى لا تمر دون أن أراها , و ما هي إلا لحظاتٍ حتى مرتْ ... رمقتني بنظرةٍ حانية وابتسامةٍ هادئة وساحرة لم استطع تفسيرها .


تلك أول مرةٍ تبتسم لي بها على رغم طول الفترة وملاحظتها لي بكل يومٍ تمر به من أمامي ... أحسستُ بشوقٍ يعتصِرُني وإحساس أقرب ما يكونُ افتقاداً وأدركتُ أني واقعٌُ ببحرٍ لا أحسنُ العوم بهِ لذا قررتُ الانسحاب وترك مكاني شاغراً على تلك النافذة منذ تلك اللحظة .


مر أسبوعاً طويلاً ومُمِلاً وكئيباً وأنا أجافي تلك النافذة.


وبأحد الأيام وبينما أنا على مكتبي مُنهمكٌ بالكتابة ....


- صباح الخير


- صباحُ النور ( لم أرفع نظري إلى المتحدث)


- مشغول ؟!


رفعتُ نظري إليها وأجبتُ:


- لا تفضـــ .... – لم أستطع المتابعة فقد كانت المفاجأةُ فوق قدرتي على استيعابها بلحظتها ولم أتوقعها البتة..


ارتبكتُ وتلكأتُ وعصفت بي الدُنيا في لحظه ...


لاحظت ذلك فابتسمت ابتسامتها الساحرة .... حاولت استعادة اتزاني أمامها إلا أن المفاجأة أكبرُ من أن احتويها في لحظات .... وساد الصمت لُحيظاتٍ قطعتهُ بقولها:


- أنا التي اتصلتُ قبل أسبوع للتسجيل لديكم .


- أهلاً وسهلاً


- طبعاً أنا أمر من أمام المعهد يومياً وأرى اللوحة التي بجانب النافذة ( تبتسم) .


- تفضلي اجلسي.


- شكراً.


وساد الصمتُ لحظاتٍ قطعتهُ بقولها:-


- ألا تعتقد أننا التقينا من قبل؟!


- أظنُ ذلك!


- ألا تتذكر أين؟!


- على النافذة..( مبتسماً)


احمرَّ وجهُها واتسعت حدود ابتسامتها الممزوجة بالخجل .... حاولتْ إخفاء وجهها عني فبادرتها:


- اغفري جرأتي .


- بالعكس ... أفضل الصراحة , واسمح لي أن أكلمك بنفس الصراحة.


- تفضلي .


- لا بد أنطَ تذكرُ أول لقاء!!.


- بالتأكيد .


- كان ذلك منذ ستة أشهر , أليس كذلك ؟


- نعم .


- هل تسمح لي بسؤال؟


- تفضلي .


- بعد ذلك اللقاء تتالت اللقاءات .


- صحيح .


- هل كانت وليدةُ صدفة أم مقصودة؟!!


- ما هي؟


- بدأنا بالصراحة و ارجوا أن نكمل الحديث بنفس الصراحة .


- بمنتهى الصراحة ؟! , كانت مقصودة فعلاً .


- والسبب!!.


- هل كان ذلك يضايقكِ؟!


- لا بالعكس ... أقصدُ كان الأمر ُ عادي ..


- على كل حال السبب هو نفس السبب الذي جاء بكِ الآن .


- ماذا تقصد ؟!


- اتفقنا على الصراحة ... أليس كذلك ؟!


- نعم ... لكن الصراحة ليستْ إجاباتٍ عائمة .


- إجاباتي ليست عائمة ... وبصراحة أكبر كان ذلك بسبب شوقٍ لم استطع تفسيرهُ أو مقاومتهُ .. وبعد أن بداء سببهُ بالجلاء شعرتُ بالرهبة فتركتُ مكاني على النافذة .


- أنت باليمن مُنذُ متى ؟!


- منذُ ولدتُ .... لكن .. لما هذا السؤال ؟!!


- مستحيل !..


- ما هو المستحيل ؟!


- أسلوبكَ في التعامل يدلُ على أنك عشت في أمريكا أو أوربا طيلة حياتك !.


- لماذا ؟!


- صراحتك !.


- ما بها؟!


- بالعادة لا يتكلم الشباب مع الفتاة بهذه الصراحة .


- اتفقنا عليها من البداية .


- ليس لهذا الحد .


- لماذا ؟!


- عاداتنا ... تقاليدنا ..


- أنا لم أتجاوز أيِ منها .... كلما في الأمر أنَّك سألتـِني وأنا أجبتُ .


- ألم تلاحظ أنِّي لم أتشرف باسمكَ للآن !!.


- ربيع منصور .


- تشرفنا أستاذ ربيع .. أستأذنك الآن .


- لم أتشرف بالاسم !!


- شذى عبد السلام . والآن اسمح لي ....


- زدنا شرفاَ بحضوركِ آنسة شذى . و سأنتظر تكرار الزيارة .


- جئتُ أسلم عليك فقط وأشكركَ على انتظاري بالنافذة


- كأنهُ الوداع آنسه شذى ؟!.


- سأغادر صنعاء إلى عاصمة الضباب فجر الغد وقد لا أعود قبل العام أو العامين .....


- سأشتاقُ إليكِ شذى ... أقصد ستشتاقُ إليك النافذة !!.


- و أنا أيضاً ... أراك بخير أستاذ ربيع .


- أراكِ بخير آنسه شذى .



#عبد_الخالق_الجوفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأساة ٌ في أروِقَةِ المَحَاكِمْ .............قصة قصيرة
- أقاصيص
- دعِينِي وحيداً
- حَالْ
- اِستِقرَارْ
- جرحٌ بملامحِ إنسان
- وكالة الفضاء العربية حلمٌ لم يتعدى الخيال
- بطاقة ُشَوق ٍ سَودَاء
- بعدَ التَحية
- جارة ُالنجوم
- فلسطِين الجَريحَه
- مُنَاشَده
- مِنْ غيهبِ الرُوح
- لِعينيكِ
- وَصِيه
- ترنيماتُ شاعر
- طيفٌ أهواهْ
- أُنشودَتُها
- من وحي صنعاء
- غراب البين


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الخالق الجوفي - النافذة