أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد علي محيي الدين - (عبد الحسين دريويش أبو شذى)














المزيد.....

(عبد الحسين دريويش أبو شذى)


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2227 - 2008 / 3 / 21 - 11:19
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


عبد الحسي دريويش(تصغير درويش)كبير في عيون أصحابه ورفاقه ولداته،مناضلا صلبا ومكافحا عنيدا،عرفته عن قرب وعملت معه وأنا في سن مبكرة،وعرفت الكثير من مواقفه الوطنية،كان شعلة من الحماسة والاندفاع الى حد التهور،لم يهن في أحلك الظروف وأصعب المواقف،وقد جلب له شاربيه الطويلان،عداء القوى الأمنية وأصبح شوكة في عيونهم، لم يتمكنوا من إذلاله فكان جريئا لسنا يكيل لهم الصاع صاعين،مقداما لم يعرف الاستكانة أو الرضوخ حتى أواخر أيامه،وله مواقف تذكر وتشكر،جعلت منه معلما بارزا يضرب به المثل في الصمود والمبدئية العالية،أعطى للحزب وقته وماله وأشرك عائلته في كل المهام الحزبية،في التبليغات،وتوزيع المنشورات،وجلب البريد،والتحرك في الأوساط النسوية،وكان يحاول مد يد العون لرفاقه بإقراضهم ما يحتاجون أليه من مال رغم علمه بعدم أمكانية سداده وتشغيل العاطلين منهم في محل الندافة،وله الأيادي البيضاء على الكثيرين ممن زاملوه ورافقوه و عملوا معه .
وكان شعلة من النشاط الحزبي،لا يردعه المطر،أو يعيقه الحر،أو يخيفه الخطر أو يمنعه بعد المسافة،فتراه متنقلا من مكان الى آخر،ومن قرية الى أخرى،وقد تمكن من خلال علاقاته التجارية مد الأواصر النضالية لأماكن بعيدة في أعماق ريف القاسم،وعرف بعلاقاته الحميمة المتميزة مع رفاقه،العلاقات البعيدة عن أطماع الدنيا،المشبعة بالروح الرفاقية العالية،وكان لنشاطه التنظيمي المحموم أثر لا زلنا نتلمس آثاره في من عاد الى التنظيم،فالكثيرين منهم كانوا في تنظيماته،أو ممن كسبهم للحزب،تحلى بالجرأة المنقطعة النضير والروح الاقتحامية التي لا تحسب للعواقب أي حساب،شديد في التصدي لمن يحاول الإساءة أو النيل من الحزب،برده المقنع ،أو سبابه المقذع،ولا يتورع عن استعمال عضلاته في الدفاع أذا لزم الأمر،لذلك كان رأس الرمح،والسيف القاطع الذي يحسب له ألف حساب،وكان لأسمه الحركي دلالته الواضحة على ماهيته،فقد أختار أو اختير له أسم (فولاذ) وكان فولاذا ومقداما في كل شيء ،لم يثنه ما أثنى الآخرين من ضعف في التحمل،أو قابلية على الصمود، أو تخاذل واستخذاء،لذلك على كثير ما أعتقل،وذاق من حبس،لم يدل باعتراف على أحد،أو يفشي سرا من أسرار الحزب،بل ظل أمينا،عصيا على المحققين رغم العذاب البدني الذي تتهاوى أمامه أعتا النفوس.
وبعد فشل التجربة الجبهوية،وما آلت إليه الأمور أخذ نصيبه الوافر من الحبس والمضايقة والحرب النفسية القاتلة،فلم يهن وظل ذالك الشيوعي المخلص المنافح عن حزبه ومبادئه العظيمة،وعندما قام صدام بشن حربه على إيران ،كان الأول في قائمة المهجرين،فداهمت القوى الأمنية داره في ساعة متأخرة من الليل،واقتادوه الى المعتقل،وسفرت عائلته الى إيران،وانقطعت أخباره على علمنا بحتمية نهايته لما يحمله أزلام النظام المقبور من حقد على هذا المناضل الجريء.
وقام رجال الأمن بالاستيلاء على محلاته وأثاث بيته وبيعت داره لزبانيتهم بثمن بخس،وبعيد سقوط النظام عادت زوجته الكريمة أم شذى وحاولت استرجاع دارها والمطالبة بحقوقها ولا تزال في صراع مع الروتين الحكومي القاتل،وهذا هو التكريم اللائق من الحكومة العراقية لمن ناضلوا وكافحوا فكان جزاؤهم النكران والجحود.
ولكن نم قريرا في قبرك،فستكون عائلتك بين ظهرانينا،نحتضنها ونرعاها وندافع عنها،كما هو ديدننا في الدفاع عن كل العراقيين،وحسبك أن البراعم التي زرعتها أثمرت وارتفعت أغصانها فينانة تعانق السماء،وهاهو الشباب الحر،يرفع الراية الحمراء عاليا في ربوع العراق الحبيب.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ((الشيخ أحمد العبد الله-أبو عبد الله))
- ((لطيف عبد هويش رهين المحبسين))
- الخلط بين السلطات
- المعتقدات الدائرة حول الحيوان
- سلاما عيد النضال
- مع الحلاوي مرة أخرى
- حميد الحلاوي ورؤيته الحلاوية للتيار الديمقراطي
- وحدة الحركة النسوية ضمان لنجاحها
- شيوعي... ولكن خارج التنظيم
- (الشهيد المهندس عبد الحسن هادي فرحان ألدبي-أبو سلام-)
- (صفحات مجهولة من نضالات الطلبة العراقيين)
- حمزة عبد الرضا الغريباي
- جابر جودة مطر... شيء من الماضي
- سعاد خيري والخلط العجيب
- المدرسة الشيوعية..المعلم الأول لشهاب التميمي
- التوغل التركي في العراق
- كاظم الجاسم مختار الحزب في الفرات الأوسط(2)
- محطات في حياة الراحل معن جواد(7)
- محطات من حياة الراحل معن جواد(8)
- حول عودة الملكية للعراق - القسم الأول


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد علي محيي الدين - (عبد الحسين دريويش أبو شذى)