أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - حسيب شحادة - حلقة في الإعداد المعجمي الثنائي، الفنلندي-العربي















المزيد.....

حلقة في الإعداد المعجمي الثنائي، الفنلندي-العربي


حسيب شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 2249 - 2008 / 4 / 12 - 05:56
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


حلقة في الإعداد المعجمي الثنائي، الفنلندي-العربي
ا. د. حسيب شحادة
د. جامعة هلسنكي

شهدت السنون القليلة الماضية اهتماما عربيا ملحوظا وغير مسبوق في هذا المجال، وتمثل ذلك أولا بـ “قاموس فنلندي-عربي جديد” Uusi suomalais arabialainen sanakirja ط. أولى، 441 ص.، 35000 كلمة، لا ذكر لسنة الطباعة ولا مكان الطباعة (معرفة شخصية من المعدّ: عمّان، 2004) للدكتور المهندس الفلسطيني تيسير سليم خليل، الذي اعتمد في إعداده هذا على معجم روسي-فنلندي. وكان السيد خليل قد أعدّ قاموسا مماثلا أصغر ذا 234 ص. يضم اثني عشر ألف لفظة طبع بعمّان عام 1992
وبعد سنتين صدر قاموس السيد لقمان عبّاس قيد المراجعة والدرس هنا وفي مستهل العام الفائت صدر قاموس فنلندي-عربي بإعداد السيد محمود مهدي عبد الله، جمعية الآداب الفنلندية، هلسنكي, 2007, 45000 لفظة، 1316 ص. وقد حظي بموجة إعلامية بارزة في فنلندا وفي بعض أقطار العالم العربي لا سيما جمهورية مصر العربية (السيد عبدالله مصري عمل في السفارة المصرية بهلسنكي سنتين في الستينيات من القرن المنصرم ثم سفيرا في دول أخرى). من الواجب العلمي هنا أيضا التنويه بأن تلك “الطنطنة والهيزعة وجاي يا غلمان جاي ووو...” من احتفالات رسمية في هلسنكي وفي القاهرة والإعلان عن تسليم السيدة سوزان مبارك النسخة الأولى منه إلخ. إلخ. لم تتمش وجودة ذلك القاموس كما أوضح كاتب هذه السطور بإسهاب في مقال بعنوان: محمود مهدي عبد الله، قاموس فنلندي - عربي، جمعية الآداب الفنلندية، هلسنكي، 2007, 1316 ص. ISBN: 978-951-746-870-1
ويمكن للراغب في قراءة هذا المقال البحث عنه في صحف عربية إلكترونية كثيرة مثل “صوت العروبة، أجراس العودة، التجديد العربي، الحوار المتمدن، ديوان العرب، منبر دنيا الوطن، سما الإخبارية، النادي السوري بفنلندا، أمين ، شبكة الإنترنت للإعلام العربي. كما أن هناك طريقة سهلة للعثور على المقال المذكور عبر أدوات البحث مثل غوغل ووضع اسم المقال أو اسم الكاتب أو معا. ومن يودّ الاطلاع على ملخص للمقال بالفنلندية فعليه التوجه لنشرة جمعية الصداقة الفنلندية-العربية: AKYS، هلسنكي، (1/2008) ص. 9-10.
وفي هذه العُجالة تجدُر الإشارة إلى قاموسين آخرين طازجين (أو كما يقال بالفنلندية “طالعين من الفرن، uunituore)، الأول عربي فنلندي صدر في هذا الشهر شباط 2008 في السعودية ويضم ثلاثين ألف كلمة وعدد صفحاته 972 وقامت بإعداده سيدة مغربية باسم مارية الهلالي تعيش منذ مدّة في فنلندا وصدرت لها مؤخرا أيضا ترجمة رواية الكاتبة الفنلندية لينا لاندر بعنوان ”بيت الفراشات السوداء”. أما القاموس الآخر عربي-فنلندي -عربي والذي سيصدر في آذار القادم فهو للسيد إلياس حرب ويحتوي على خمسة وثلاثين ألف كلمة وعدد صفحاته قرابة الألف. آمل مراجعة هذين القاموسين وقاموس السيد خليل مستقبلا. وهناك موقع على الشبكة العنكبوتية لمن يود من العرب الاطلاع على اللغة الفنلندية وهو: http://www.infopankki.fi/ar-SA
والآن جاء دور عرض قاموس السيّد عبّاس وتقييمه:
لقمان عباس، قاموس فنلندي-عربي، الطبعة الأولى 343 ص. 2006
Lokman Abbas, Suomi-Arabia Sanakirja. 2006
مقدمة قصيرة باللغتين، جامع القاموس عاش في فنلندا خمسة عشر عاما وعمل في الترجمة، والقاموس معدّ للعرب والفنلنديين على حدّ سواء. وهو في نظره يُناسب المبتدئين والمتقدمين في اللغة الفنلندية. يضم القاموس ثلاثين ألف كلمة فنلندية مأخوذة من الحياة العادية كما يذكر السيد عباس وهي مترجمة )لا متجرمة، كما جاء في الأصل(. إلى اللغة العربية. لا ذكر لنوع اللفظة الفنلندية أهي اسم أو فعل أو صفة أو ظرف وهل هي مثبتة بصيغة المفرد أم الجمع والصيغة الإعرابية وما أكثرها بالفنلندية )خمس عشرة( إلخ. وفي الجانب العربي يلاحظ أن التشكيل نادر جدا وفي كثير من الحالات مُجانب للصواب، وعليه فمن العسر بمكان إفادة الدارس الفنلندي للغة العربية بشكل مقبول. هناك ظاهرة غريبة في التشكيل وهي تسكين أواخر الكلم كما هي الحال في العاميات العربية وربما تمشيا مع القول المأثور والشائع لدى طلاب العربية “سكِّنْ تسْلَمْ”، مثلاً: ص. 8, 9, 15, 24, 32, 41, 42, 47, 48, 57, 75, 79, 94, 109, 110, 112, 119, 131, 136, 140, 153, 169, 194, 206, 235, 248, 261, 289, 293, 308, 310, 338, 339. في حالات كثيرة عدم التشكيل قد يضلل مثلا ahtaus ترجمت بـ “ضيق” وقد تقرأ بعدة وجوه لمن لا يعرف أن اللفظة الفنلندية “اسم” وعليه فتنوين الضم يحلّ الالتباس. وفي حالات كثيرة يجد المستخدم لهذا القاموس إثبات تنوين الضمّ بدلا من الشدة مثلا: طوٌق، سوٌ، يسيٌج في ص. 8؛ وكتابة “فلم” بدون أي تشكيل ويقصد الفيلم، ص. 27.
عدم التقيد بالترتيب الأبجدي وهناك تكرار وخطأ في ترتيب المقابلات العربية:
مثلا: autiomaa, odotta, ص. 7 وينظر في ص. 9, 10, 11, 16, 21, 27, 28, 31, 36, 37, 67.
أخطاء في الإملاء الفنلندي:
مثلا في ص. 9, 24.
عدم دقة في إيجاد المقابل العربي:
يلعب السياق دورا هامّا جدا في تحديد المعنى لكلمة ما في أية لغة وكم بالأحرى بالفنلندية وعليه فمن الضروري الإتيان بأمثلة توضيحية طبيعية وإلا فلا بدّ من ذكر كل المعاني التي تحملها الكلمة المعيّنة في سياقاتها المختلفة وفق معيار الشيوع. هذا النهج السليم قلما يجده المتصفح لهذا القاموس. adressi لا تعني “بطاقة تحيات” كما ورد في القاموس بل أيضا “ تعزية”. على الموجة القصيرة بدلا من على الموجات القصيرة؛ على الموجة المتوسطة بدلا من على الموجات المتوسطة، ولاء صباح بدلا من صلاة صباحية قصيرة. هناك اختلاف واضح بالفنلندية بين aamulla و aamuna فالأولى تعني في الصباح، الصبح، صباحاً أما الثانية فمعناها “في صباحِ” ولا تأتي بمفردها بل بعد اسم مثل: tiistai aamuna أي في صباح الثلاثاء. رداء الحمّام ومن الأفضل “الروب”، absurdi لا تعني “مضحك، سخيف” بصورة دقيقة وأمينة، بل المعنى الواضح كما هي الحال في لغات أخرى هو “مناف للعقل، غير معقول الخ.”؛ “الطالب المؤهل ـ للامتحانات الوزارية” بمعنى “خريج المدرسة الثانوية”؛ “طول موجة” دون أي تحديد لهذه الموجة أهي موجة أثيرية في الراديو مثلا أم بحرية وعادة يقال عنها “ارتفاع”؛ “مبكّر بما فيه الكفاية” ومن الأدق استخدام “في الوقت”؛ “يُصبح بالغاً” وليس “إكْبرْ”؛ “كما دائما” وليس “كالمعتاد”، “موضوع إنشاء”؛ بدلا من “انشاء”؛ “فضة أصلية أو حقيقية” بدلا من “فضة أصيلة”؛ وهناك لفظة akka التي تُرجمت كالتالي في القواميس الفنلندية العربية التالية: تيسر خليل عام 1992، امرأة، حُرمه؛ نفس الجامع، عام 2004، إمرأة، حُرمة، مشيرا إلى كيفية تصريفها؛ وفي قاموس لقمان عباس: إمرأة عجوز، الزوجة؛ وفي قاموس محمود مهدي عبد الله، عام 2007، إمرَأة عجوز”: لا أحد يذكر من سبقه في إعداد المعاجم الفنلندية العربية ولم يأخذ المعنى الاجتماعي لهذه اللفظة، “عجوز شمطاء” وشتان ما بين المدلول المعجمي والمدلول الاجتماعي الحياتي، الزوجة والحرمة لفظتان إيجابيتان في العربية في حين أن اللفظة الفنلندية المذكورة بعكس ذلك، فيها مسحة بيّنة من السلبية. الشفة السفلى بدلا من الشفة الأوطأ؛ الجفن الأسفل بدلا من الجفن الأوطأ؛ أيقال في العربية السليمة “في التحت” بمعنى في الأسفل أو في الجانب السفلي الخ.؛ بشكل تنازلي وليس بشكل مُتَنازَل؛ مشروبات روحية أفضل من “الشراب الكحولي؛ بشكل تمهيدي بدلا من بدائي؛ مساعدة مالية أفضل من منحة؛ يأتي باللفظتين: خرشوف وخرشوفة ولا يذكر أرضي شوكي وهي أصل الكلمة الفنلندية artisokka؛ والمقابل لـ henkiset arvot هو: القيَم الروحية وليس الأخلاقية؛ هناك فرق بين ”المكان” و”المكانة” وينظر في ص. 18؛ مكتب المحاماة غير شركة المحاماة، ص. 18؛ الرهن شيء وقرض السكن شيء آخر، ص. 19؛ astia لا تعني الصحن فحسب بل آنية طعام أخرى؛ “الشمس تشرق” ترجمة حرفية لا تنمّ عما يقصد بها، شيء من هذا القبيل: الطقس جميل، مريح، ص. 20؛ باقة المفاتيح، عبارة مستهجنة ولم أرها من قبلُ في مكان آخرَ للتعبير عن صرّة /رزمة مفاتيح الخ.؛ المريض بالسكري وليس بالسكّر؛ diftongi معناه “حركة مركّبة” مثل أَوْ وليس “الإدغام”؛ الأنانية أصحّ من الغرورية وأنا؛ ما معنى الأرض المحايدة؟ إنه يقصد “الأرض المشاع”؛ غير مرغوب؛ حمل غير مرغوب: لا بد من حرف الجر “فيه” وتشكيل “حَمْل”؛ elin هو العضو أو عضو )لا أداة تعريف ولا تنكير في الفنلندية( في الجسم ولا يجوز الاكتفاء بلفظة ؛العضو”، ص. 27، إذ أن معنى “العضو” بلا سياق هو عادة عضو التناسل لدى الرجل أو المرأة أو “شيء” أيضا كما في “الخبز الحافي” للكاتب المغربي الشهير محمد شكري )1935-2003، ط. ثامنة، 2006، ص. 43, 107, 135, 156, وكلمات أخرى مستعملة في الأدب العربي الحديث: شوكة، أفعى، دودة، يد رابعة، البقعة، منطقة الخطر إلخ. (، وفي نفس الصفحة يجب إضافة “الآلة” على لفظة “الحاصدة” أي الحصّادة أو الكُمباين الدخيلة في اللهجة الفلسطينية؛ ثم ماذا قد يفهم القارىء العربي من “الوحشية إلى الحيوانات”؟على كل، المبتغى: تعذيب الحيوانات؛ يعيش حياتَه الخاصة ترد في القاموس: عِشْ حياتَه الخاصة؛ المهاجر يصبح لاجئا؛ الإجحاف غير الرأي المسبق؛ الضريبة المخمنة غير المتقدمة؛ ennen ja nyt عبارة بسيطة معناها “من قبلُ/سابقا والآن” وليس “ثمّ والآن”؛ قرحة المعدة غير القرحة المعوية، التوراة والإنجيل كتابان مختلفان، ص. 227.
عدم الدقة بل والخطأ موجود في حالات كثيرة مثل، ص. 24, 28, 30, 31, 37, 39, 54, 62, 96, 148, 227, 250.
لا نهج واحدا في ترجمة صيغة الفعل infinitive بالعربية، أحيانا بصيغة الأمر وأحيانا أخرى بصيغة الماضي وأحيانا بصيغة المصدر )مثلا ص. 17(، ومن الصواب إدراج الفعل الماضي للغائب وبعده حركة عين مضارعه مثل حدَس -ُ.
أخطاء لغوية أساسية:
أصبح خشنَ بدلا من أصبح خشنا؛ تبنّى وليس تبنّ؛ عبّأ وليس عبْىءْ؛ ليتهم شخصا وليس شخص؛ البالغ، البالغون وليس البالغين؛ “يسيّر موضوعا ما” وليس “موضوع ما”؛ منْ الإهتمامِ الحالي” والصحيح “منَ الاهتمامِ الحاليِّ”، إثبات همزة القطع في غير محلها؛ يُنْجَرف؛ التجرُّد، تعرٍّ وليس التَجَرَّد، تعرِّي؛ عارٍ وليس “عاري”؛ قدّم طلبا لا طلب؛ عريضة لا عريظة )قد يكون السيد عباس من العراق حيث لا وجود للضاد في لهجة بلاد الرافدين( وأحيانا تأتي الضاد بدلا من الظاء وقد يكون هذا التحويل نتيجة التصحيح المفرط أي hypercorrection؛ يكون مستحقا لا مستحق؛ بشكل قاسٍ لا قاسي؛ علبة سجائر أو لفائف وليس سيجاير؛يؤهِّل وليس يأهّل؛ الراغب في المساعدة وليس الراغب للمساعدة؛ في أمامي! ص. 25؛ ثمن ليس غالي؛ إقترحْ شي آً؛ يعيلُ يصبح يعال؛ يعيش حياتَه الخاصة ترد في القاموس: عِشْ حياتَه الخاصة؛ إنثى؛ التنبُّأ بدلا من التنبؤ؛ بتأثيرُ مضادُّ، ص. 29؛ يكون مرتاب من الشيء؛ البذيىء؛ معادي بدلا من معادٍ؛ غير مستو وليس “مستوي”؛ ليس علمي؛ غير متساوي؛ فيزياوي؛ يصبح عالمي؛ خالي من الغروية؛ تحدّ الى؛ يَأْخدُ شخص ما للمحكمة؛ يكون متحمس جدا، إسبوع، مَصْحو، يَكونُ متحمسُ؛ أنْ يُصيح جميل؛ هو يَحبُ أنْ سَكونَ غنيَ،

أخطاء طباعية: القشر بدلا من القش، ص. 11, 21.
الفصحى والعاميات:
من المواضيع الهامة التي لا بد لجامع القاموس الثنائي أن يوليها الاهتمام الكافي هو المستوى اللغوي في العربية وعدم اللجوء إلى استعمال الكلمة العامية في لهجة ما عندما تكون غير معروفة وغير مفهومة لشريحة كبيرة من الناطقين بالضاد. مثال على ذلك ترجمة mansikka, ahomansikka وهي من الثمار الفنلندية الشائعة في الصيف. يضع السيد عباس مقابليهما “الشليك” و”الشليك البري”، وهذه لفظة دخيلة في بعض اللهجات العربية، أصلها من التركية “جليك” وهي غير مفهومة بالنسبة لبعض الشعوب العربية مثل الفلسطينيين والمصريين ومن المقابلات العربية الأخرى الأكثر فهما وانتشارا “توت أرضي، توت الأرض، الفريز )من الفرنسية fraise ( والفراولة، مستعملة بمصر ومفهومة بصورة عامّة في العالم العربي وهي من اللغة اليونانية ”فراودولي”؛ وينظر في “خباطة” ص. 22؛. ويشار أيضا إلى عدم التمييز بين اللغة المكتوبة، الرسمية واللغة المحكية في الفنلندية أو الرُطيْنى، لغة عامية عرفية )slang(، مثلا duuni، أي عمل، شُغل والكلمة الرسمية ty?، ويذكر أن بداية هذه الرطينى الهلسنكية تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر وآنذاك كانت فنلندا دوقية في كنف روسيا القيصرية وكان نصف سكّان هلسنكي من الناطقين بالسويدية. ثم هل العربي العادي في العالم العربي وخارجه يعرف ما هو “الهكتار”؟ أليس من الأنسب استعمال: عشرة دونمات، عشرة آلاف م2؛ eli, elikk?، بنفس المعنى إلا أن اللفظة الطويلة عامية ولا إشارة لذلك في المعجم؛
ترجمة حرفية:
خسّ جبل ثلجي، التزحلق الرامي، ملخص التحصيلات، حادثة السيارات بدلا من حادثة سيْر، ص. 20؛ وفي بعض الحالات حيث الترجمة الحرفية أو القريبة منها مستساغة في لغة الهدف، أي العربية في هذه الحالة، نرى الجامع للقاموس يبتعد عن ذلك. مثال لهذه الظاهرة avosylin ترجمت بـ”بترحاب” وهذا لا بأس به ولكن لا غضاضة البتة بـ “الأحضان”؛ koti-ik?v? ترجم “شوق البيت” والمقصود “الحنين للوطن”؛ انظر ص. 96.
صفوة القول أن عربا عاشوا ويعيشون هنا في بلاد الشمال لاحظوا هذا النقص في التأليف المعجمي الثنائي الفنلندي العربي وبالعكس وولجوا هذا المجال الوعر والشائك جدا. عدد العرب أو الناطقين بإحدى اللهجات العربية لا يتجاوز بضعة آلاف وصلت طلائعهم إلى بلاد الشمال هذه في أواخر الستينيات من القرن العشرين. ويلاحظ المتابع أن بداية تدريس اللغة العربية في فنلندا تعود إلى مستهل القرن الثامن عشر ضمن الدراسات الشرقية ولا سيما بغية الوصول لفهم أفضل لعبرية العهد القديم بالنسبة للعالم الغربي المسيحي. ولفنلندا، هذه البلاد الشمالية النائية القارسة والمعتمة في فصل الشتاء الطويل، باحثون ذوو أياد بيضاء في الاستشراق، دراسة العربية الفصحى واللهجات والإسلام وهم: المرحومان جورج آوجست فلين (George August Wallin, عبد الوالي، 1811-1852) ويوسّي تنلي أرو (Jussi Taneli Aro 1928-1983) الفذّ ثم أطال الرب بعمريهما إركّي سالونن وهيكّي بالفا. هؤلاء الأربعة قاموا بجهود واضحة ومتواصلة للتمكن من لغة الضاد بشقيها المكتوب والمنطوق. وللأمانة التاريخية أعود هنا وأكرر ما قلته في مكان آخر أن الأستاذ يوسّي أرو سيطر على العربية نظريا وتطبيقيا وتكلم بلهجة الشام كإبن قح لها وهذا ما شهدته بنفسي عند لقائنا الأول في أوائل السبعينيات من القرن الماضي في ابنة البلطيق. معرفة عميقة وشاملة وتواضع يحتذى به حقا، والأستاذ أرو لم يزر بلاد العرب إلا قليلا جدا ولفترات جد قصيرة ومجال تخصصه الرئيس الذي أعد فيه أطروحته للدكتوراة هو الأشوريات. والحقيقة الراهنة تلزم الباحث أن يعرّج على حالة نقيضية تعيسة وبائسة بالنسبة للمرحوم البروفيسور يوسّي أرو وهي وجود أستاذ حالي للعربية والدراسات الإسلامية أو بالأحرى دراسات حول الإسلام ونتف حول النصوص العربية القديمة وهو بعيد كل البعد عن امتلاك ناصية اللغة العربية المكتوبة حديثا وكتابة وينسحب الوضع ذاته بالنسبة لأية لهجة عربية حديثة، بالعربي الفصيح "لا بحكي ولا بكتب عربي متل الخلق" وقال العرب في حالات غريبة عجيبة كهذه " عش رجبا تجد عجبا" أما العربي الفلسطيني فيقول "عيش كتير بتشوف كتير" والأمل معقود أن يعيش الفلسطيني والإنسان عامة طويلا ولا يرى شيئا من هذا القبيل الكاسد!
إعداد قاموس، أي قاموس يتطلب أمورا علمية كثيرة جدا وهامة في الصناعة المعجمية بالإضافة إلى الشرط البدهي: التمكن من لغة الأصل ولغة الهدف نظريا وتطبيقيا!





#حسيب_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جولة خاطفة في بعض كتب الحبّ العربية
- عرض لكتاب عن تعليم اللهجة الفلسطينية
- “يهودي-إحدى الشتائم الشائعة في ألمانيا الشرقية”
- عرض لكتاب: يوسف الخال ومجلته شعر. بيروت 2004
- المطرب الذوّاق و... المنسي
- عرض لكتاب “سلالة فاطمة الزهراء، مواقعهم وفروعهم”
- إنها سِهام جوْفاء يا غيث بن عاطف
- تأثير اليونانية على العبرية
- اللغة العربية واللهجة العامية
- شذرات من مخطوط لجمعية مسيحية في كفرياسيف
- إلياس لونروت أبو الملحمة الفنلندية، الكاليفالا
- مدخل إلى ظاهرة انقراض اللغات
- ميخائيل أچريكولا، أبو اللغة الفنلنديةالأدبية
- ميكا والتري، الصوت الإنساني
- أبراهام بورغ و-الانتصار على هتلر-
- عالَم النبات في الأدب العربي
- نظرة على واحة السلام
- دولة واحدة وشعبان
- القاموس
- قاموس فنلندي عربي


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - حسيب شحادة - حلقة في الإعداد المعجمي الثنائي، الفنلندي-العربي